قال الله تعالى في محكم أياته : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) .
كثُرت الموضوعات التي تتناول الحياة النموذجية الزوجية وتطرح تقصير الزوجة وخاصة بعد انقضاء شهر العسل وقد أردت أن أستقرأ أراء صاحبات الشأن ميدانيا فيما يقال بهن فطبعت الموضوعات المختلفة المدرجة في الساحة المفتوحة والتي تحدثت عن تقصير المرأة تجاه زوجها من مختلف نواحي الحياة الزوجية .. وقد تم توزيع هذه الموضوعات على أكثر من (100 ) سيدة والعجيب أن هؤلاء النسوة استنكرن ما ورد في هذه المقالات واعتبرنها إجحاف واتهام هدام للأسرة وللمرأة بشكل خاص وأنقل لكم ملخص الآراء وكلها لسيدات مثقفات أودعنا نقول حاصلات على شهادات عالية لنقاطعها مع ما ودر في المقالات السابقة ونتوصل من خلالها لحلول منطقية تسعد كلا الطرفين والحديث لهن :
أحداهن احتدت قائلة استغرب ما يقال واستغرب أكثر أن يطالب الرجال بهذه المطالب ناكرين ما تقدمه المرأة لبيتها وزوجها وأسرتها. أخرى قاطعت زميلتها بحماس قائلة: الغريب أن الرجل يسمعك معسول الكلام في فترة الخطوبة وفترة الزواج الأولى إن هو إلا انقضاء شهر واحد حتى ترين صورة أخرى مختلفة طريقتة في الطعام مختلفة وكأن هذا الرجل غريب عنك فوضوي يرمي أشياءه ويبعثرها لا يقدر انك تخرجين بخروجه وتعودين مع عودته وتتحملين الأعباء وحدك وما أن يأتي الطفل الأول حتى ترين وجها مختلفا تماما فتسمعين اللهجة الآمرة ( أريد أن أنام أسكتي أبنك ) ولا ترينه إلا متذمرا شاكيا وفجأة أدرك التعب محدثتي فجلست وهي تزفر لتستلم الحديث ثالثة بقولها:
أأقول لك بصراحة الرجل أناني يحب ذاته وراحته وحسب، هنا بادرتها بقولي كوني منصفة عزيزتي أجابت بحنق شديد: عن أي إنصاف تتحدثين زوجي إما في وظيفته وإما على ألنت وإما خارج المنزل ما أن يتلقى دعوة من أصدقائه حتى يهرع مغادرا المنزل غير ملقيا بالا لي أو لأولاده وطلباتهم ومشاكلهم وكأن المسؤولية خلقت لي بمفردي.
إحداهن تناولت الأمر من زاوية مادية قالت كان زوجي مصرا أن يتزوج معلمة فشاء النصيب وتقدم لي .. أثناء فترة الخطوبة تحدث عن مشاريع أسرية مشتركة نمولها نتعاون عليها فقلت لنفسي وما المانع ونحن شريكان، بعد الزواج برزت لي مشكلة قائمة أن زوجي يريد راتبي كله ويعطيني مصروفي كما يعطي أحد أولادي أنا محبطة ونادمة على زواجي.
الأخيرة ما أن بدأت حتى انهارت ببكاء مرير حاولنا إسكاتها وتطييب خاطرها بكل الوسائل قبل أن نعرف مشكلتها وبعد حين قالت أنا الزوجة الرابعة وبالرغم من كل الوعود بتحقيق العدل بيننا إلا أنه ضرب عرض الحائط بوعوده وكأنه يعاقبني على قبولي به ولم تكمل عادت للبكاء مرة ثانية. هذه نماذج لبعض الأسر ولبعض الحالات فمن الملام هنا الرجل أم المرأة ولكنني من وجهة نظر علمية واجتماعية وقبل كل شيء شرعية أقول:
* إن الحياة الزوجية بناء يقوم على الشراكة (( وهي الصحبة الطيبة بين الزوج والزوجة التي تقوم على المودة والرحمة، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) وقال صلى الله عليه وسلم " وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شيء في الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً " وقال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )
وحتى يبقى للرجل المنزلة الكبيرة التي من المفترض أن تقوم على الأحترام قبل الحب أرى وعلى السنة النساء الحكيمات أن : 1 - أن يوفر لها الزوج السكن المناسب المريح الذي تشعر به بالأمان والاستقرارمهما كان بسيطا حتى تشعر باستقلاليتها في مملكة تتوج فيها وحدها . 2- وأن يحترم والديها ويأذن لها بزيارتهما أو يصحبها فيها تعبيرا عن تقديره لمشاعرها. 3- أن يتزّين لها وهذه نقطة مهمة جدا لا تقل أهمية عن زينة الزوجة لزوجها أجمعت عليها جميع المتحدثات ولأن المرأة أكثر رومانسية من الرجل فهي تحتاج منه أن يذكي جذوة الحب في نفسها باستمرار بالكلمة الطيبة والثناء الغير متكلف .
3- الوفاء لها بالشروط التي اشترطتها عليه في العقد دون إخلال إن توفرت الإمكانية لذلك وعلى الزوجة مقابل هذا آلا تثقل كاهل زوجها بطلباتها إلا وفق المتاح وحسب إمكانياته. 4- السعي لتحقيق العدالة في حالة التعدد مع اظهار الود لكل من الزوجات وعدم التفريط بحقوقهن المادية والمعنوية لأي من المبررات التي نسمع الرجل يسوقها بين الفينة والفينة (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ). 4- مشاركة الزوجة أحلامها ومعاناتها من غير تكلف وهنا لابد أن أُشير لمسألة مهمة جدا "" الحياة الزوجية لا تُرسم بالورقة والقلم هي مشاعر طبيعية أساسها الاحترام أولا والتكافىء الفكري والإجتماعي والعلمي وبعدها ستسير الأمور كما يراد لها أن تكون من غير تكلف مصطنع ""
5- ولا بد من الإشارة (( إلى قضيـة هامـة آلا وهـي التربيـة )) .. التربية العملية التي تضع كل من الزوجين في موقع المسؤولية وهنا لا نتناول شريحة بعينها ولكننا نتحدث عن المجتمع بكافة شرائحه فاعتماد الأسر على الخدم ينفي مسؤولية الزوجة بشكل أو بآخر إن طوعا بداعي الكسل أو قسرا بسبب عدم المعرفة وهنا تقع المسؤولية كاملة على الأم التي لم تعد ولم تعلم وبالتالي يقود هذا الواقع إلى مزيد من الشكوى ومزيد من اللجوء للخدم والمطاعم وغيرها .
ويبقى خير موجه ودليل في البداية والختام قوله تعالى " وجعلنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها " هذه السكينة لا تتحقق من جانب واحد بل بالتبادل والتفاهم والمودة وتقوى الله .

نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

سكارلت
•
اخي الفاضل نصر
احييك على هذا الانصاف
للاسف دوما الهجوم والنصائح موجهة للزوجة واي خلل او مشكلة تعرقل حياتها الزوجية فان اول سؤال يطرح عليها :
هل انت متاكدة ان التقصير لم يصدر عنك ؟ راجعي تصرفاتك وحاسبي نفسك اولا ويجب عليك ان تفعلي كذا وكذا ويبدا الاستشهاد بكلام الله تعالى واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم بما يؤكد قدر الرجل ووجوب ارضائه وما الى ذلك من وصايا وواجبات كلها تقع على عاتق المغلوبة على امرها
بارك الله فيك اخي وتحية وشكر وتقدير لك
احييك على هذا الانصاف
للاسف دوما الهجوم والنصائح موجهة للزوجة واي خلل او مشكلة تعرقل حياتها الزوجية فان اول سؤال يطرح عليها :
هل انت متاكدة ان التقصير لم يصدر عنك ؟ راجعي تصرفاتك وحاسبي نفسك اولا ويجب عليك ان تفعلي كذا وكذا ويبدا الاستشهاد بكلام الله تعالى واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم بما يؤكد قدر الرجل ووجوب ارضائه وما الى ذلك من وصايا وواجبات كلها تقع على عاتق المغلوبة على امرها
بارك الله فيك اخي وتحية وشكر وتقدير لك


نصر
•
انا اقول لابد من الانصاف فاذا كنت تريد فلا بد ان تقدم تريد ان تتزين زوجتك لك تجمل انت لها ( ولهن مثل الذي عليهن )
الصفحة الأخيرة
مشاركة جميلة وذات قواعد هامة لحياة اسرية صحيحة ...
نتأمل منها الفائدة للجميع ...
حياك الله