كيفية صلاة النبى وكل ماتريد معرفته عن الصلاة

ملتقى الإيمان

كيفية صلاة النبي صلى الله عيه وسلم

إلى كل من يحب أن يصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي عملاً بقوله صلى الله عليه وسلّم: "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري.

* يسبغ الوضوء، وهو أن يتوضأ كما أمره الله عملاً بقوله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) ،وقول النبي صلى الله عليه وسلّم: "لا تقبل صلاة بغير طهور".

* يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه قاصداً بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية لأن النطق باللسان غير مشروع، لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم، ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماماً أو منفرداً، لأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك.

* يكبّر تكبيرة الإحرام قائلاً (الله أكبر) ناظراً ببصره إلى محل سجوده.

* يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى حيال أذنيه.

* يضع يديه على صدره، اليمنى على كفه اليسرى. لورود ذلك من حديث وائل بن حجر وقبيصة بن هلب الطائي عن أبيه رضي الله عنهم.

* يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقّني من خطاياي كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد".
وإن شاء قال بدلاً من ذلك "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك" ثم يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم" ويقرأ سورة الفاتحة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" ويقول بعدها (آمين) جهراً في الصلاة الجهرية، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن.

* يركع مكبراً رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه، جاعلاً رأسه حيال ظهره، واضعاً يديه على ركبتيه، مفرقاً أصابعه، ويطمئن في ركوعه ويقول "سبحان ربي العظيم" والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو أكثر، ويستحب أن يقول مع ذلك "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي".

* يرفع رأسه من الركوع، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً : "سمع الله لمن حمده" إن كان إماماً أو منفرداً، ويقول بعد قيامه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض،وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"، وإن زاد بعد ذلك : "أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" فهو حسن، لأن ذلك قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث الصحيحة. أما إن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع : "ربنا ولك الحمد" إلى آخر ما تقدم. ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره، كما فعل في قيامه قبل الركوع، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث وائل بن حجر وسهل بن سعد رضي الله عنهما.

* يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة، ضاماً أصابع يديه، ويكون على أعضائه السبعة : الجبهة مع الأنف، واليدين والركبتين، وبطون أصابع الرجلين. ويقول : "سبحان ربي الأعلى" ويكرر ذلك ثلاثاً أو أكثر. ويستحب أن يقول مع ذلك : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" ويكثر من الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" وقوله صلى الله عليه وسلم : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" رواهما مسلم في صحيحه. ويسأل ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة، سواء أكانت الصلاة فرضاً أو نفلاً، ويجافي عضديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويرفع ذراعيه عن الأرض، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب".

* يرفع رأسه مكبراً، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى، ويدع يديه على فخذيه وركبتيه ويقول : "رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني واهدني واجبرني"، ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين السجدتين.

* يسجد السجدة الثانية مكبراً، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى.

* يرفع رأسه مكبراً، ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين وتسمى جلسة الاستراحة، وهي مستحبة في أصح قولي العلماء. وإن تركها فلا حرج، وليس فيها ذكر ولا دعاء، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك، وإن شق عليه اعتمد على الأرض، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة. ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى، ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر أمته من ذلك، وتكره موافقته للإمام، والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون تراخ وبعد انقطاع صوته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما جُعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال : سمع الله، لمن حمده، فقولوا : ربنا ولك الحمد، فإذا سجد فاسجدوا" الحديث متفق عليه.

* إذا كانت الصلاة ثنائية، أي ركعتين كصلاة الفجر والجمعة والعيد، جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى، مفترشاً رجله اليسرى، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى، قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة، فيشير بها إلى التوحيد، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده وحلق إبهامهما مع الوسطى، وأشار بالسبابة فحسن، لثبوت الصفتين عن النبي صلى الله عليه وسلم. والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة، ويضع يده اليسرى، على فخذه اليسرى وركبته، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس. وهو " التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " ثم يقول " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ". ويستعيذ بالله من أربع فيقول "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال" ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس، سواء أكانت الصلاة فريضة أو نافلة، ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلا : "السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله".

* إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء، قرأ التشهد المذكور آنفاً، مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم نهض قائماً معتمداً على ركبتيه، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه قائلاً (الله أكبر) ويضعهما أي يديه على صدره، كما تقدم ويقرأ الفاتحة فقط. وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة على الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء، ويصلي على النبي ? ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ويكثر من الدعاء، ومن ذلك "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية. لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله اليسرى تحت رجله اليمنى، ومقعدته على الأرض ناصباً رجله اليمنى، لحديث أبي حميد الساعدي في ذلك. ثم يسلم عن يمينه وشماله، قائلا : السلام عليكم ورحمة الله... السلام عليكم ورحمة الله.
ويستغفر الله ثلاثاً ويقول : "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون". ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمده مثل ذلك، ويكبره مثل ذلك، ويقول تمام المائة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير "ويقرأ آية الكرسي، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة. ويستحب تكرار هذه السور الثلاث، ثلاث مرات بعد صلاة الفجر، وصلاة المغرب، لورود الحديث الصحيح بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما يستحب أن يزيد بعد الذكر المتقدم بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإن كان إماماً انصرف إلى الناس وقابلهم بوجهه بعد استغفاره ثلاثاً، وبعد قوله : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يأتي بالأذكار المذكورة، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم. وكل هذه الأذكار سنة وليست بفريضة.

* ويستحب لكل مسلم ومسلمة، أن يحافظ على اثنتي عشرة ركعة في حال الحضر، وهي : أربع قبل الظهر، وثنتان بعدها، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد صلاة العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها، وتسمى الرواتب. وقد ثبت في صحيح مسلم عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعاً بنى له بيتاً في الجنة". وقد فسرها الإمام الترمذي في روايته لهذا الحديث بما ذكرنا. أما في السفر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر والمغربوالعشاء، ويحافظ على سنة الفجر والوتر، ولنا فيه أسوة حسنة، لقول الله سبحانه: (قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقوله عليه الصلاة والسلام: "صلوا كما رأيتموني أصلي" والله ولي التوفيق... وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين

قدر ما كان يقرأه الرسول في الصلوات الخمس
وأما ما كان يقرؤه صلى الله عليه وسلم في الصلوات من السور والآيات، فإن ذلك يختلف باختلاف الصلوات
الخمس وغيرها، وهاك تفصيل ذلك مبتدئين بالصلاة الأولى من الخمس
صلاة الفجر
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بطوال(1) المفصل ف" كان أحيانا - يقرأ ( الواقعة 56: 96) ونحوها من
السور في الركعتين"0
وقرأ من سورة ( الطور52: 49) وذلك في حجة الوداع0
و "كان - أحيانا - يقرأ (ق والقرآن المجيد 50: 45) ونحوها في الركعة الأولى"0
و "كان - أحيانا - يقرأ بقصار المفصل ك(إذا الشمس كورت 11: 15)0
و "قرأ - مرة: (إذا زلزلت 99: 8 في الركعتين كلتيهما) حتى قال الراوي: فلا أدري أنسي رسول الله - أم
قرأ ذلك عمدا"(2) 0
وقرأ - مرة - في السفر( قل أعوذ برب الفلق 113: 5) وقل أعوذ برب الناس 114: 6)0
وقال لعقبة بن عامر رضي الله عنه: "اقرأ في صلاتك المعوذتين "0
وكان - أحيانا - يقرأ بأكثر من ذلك، ف"كان يقرأ ستين آية فأكثر"، قال بعض رواته: لا أدري في إحدى
الركعتين أو في كلتيهما؟0
و "كان يقرأ بسورة ( الروم 30: 60) و- أحيانا - بسورة (يس 36: 83)0
ومرة "صلى الصبح بمكة فاستفتح سورة (المؤمنين 23: 118) حتى جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر
عيسى(3) - شك بعض الرواة - أخذته سعلة فركع"0
و "كان - أحيانا - يؤمّهم فيها ب(الصافات 37: 182)0
و "كان يصليها يوم الجمعة ب(ألم تنزيل (السجدة) 32: 30) ب(هل آتى علىالإنسان76: 31)"0
القراءة في سنة الفجر:
وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر، فكانت خفيفة جداً، حتى إن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: "هل
قرأ فيها بأم الكتاب؟".
و "كان - أحيانا - يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية(136:2):
((قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا)) إلى آخر الآية، وفي الأخرى (3: 64): ((قُلْ يأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)) إلى آخرها"0 و "ربما قرأ بدلها (23: 52): ((فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْر)) إلى آخر الآية"0
و أحيانا يقرأ (( قل يا أيها الكافرون: 109: 6) في الأولى، و (قل هو الله أحد (112: 4) في الأخرى0
و "سمع رجلا يقرأ السورة الأولى في الركعة الأولى فقال: هذا عبد آمن بربه0 ثم قرأ السورة الثانية في
الركعة الأخرى فقال: هذا عبد عرف ربه"0
صلاة الظهر
و "كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين, ويطول في الأولى مالا
يطول في الثانية"0
و كان أحيانا يطيلها حتى أنه "كانت صلاة الظهر تقام، فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته، ثم يتوضأ، ثم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطولها"0
و "كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى"0
و "كان يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية، قدر قراءة (الم تنزيل(السجدة) 32: 30) وفيها (الفاتحة)"
و أحيانا"كان يقرأ ب(وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ)،و (وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوج)، و (وَالْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)،ونحوها من السور".
وربما "قرأ (إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّت)، ونحوها"0
وب(الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله 47: 38)"0
"كانوا يعرفون قراءته في الظهر والعصر باضطراب لحيته"0
قراءته صلى الله عليه وسلم آيات بعد الفاتحة في الأخيرتين:
و "كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف قدر خمس عشرة أية(4)، وربما اقتصر فيهما
على الفاتحة"0
و "كان يسمعهم الآية أحيانا"0
و "كانوا يسمعون منه النغمة ب(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى87: 19) و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة 88: 26)"0
و "كان - أحيانا - يقرأ ب(وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوج 85: 22) وب (وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ 86: 17) ونحوهما من السور"0
و "أحيانا يقرأ ب(وَالْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَى 92: 21) ونحوها"0
صلاة العصر:
و "كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ويطول في الأولى ما لا يطول في
الثانية"، و "كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة"0
و "كان يقرأ في كل منهما قدر خمس عشر آية قدر نصف ما يقرأ في كل من الركعتين الأوليين في الظهر"0
و "كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما"0
و "كان يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب"0
و "كان يسمعهم الآية أحيانا"0
ويقرأ بالسور التي ذكرنا في "صلاة الظهر"0
صلاة المغرب:
و "كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها - أحيانا- بقصار المفصل"، حتى إنهم "كانوا إذا صلوا معه وسلم بهم
انصرف أحدهم وإنه ليبصر مواقع نبله"0
و "قرأ في سفر ب(التين والزيتون 95: 8) في الركعة الثانية"0
وكان أحيانا يقرأبطوال المفصل وأوساطه، ف"كان تارة يقرأ وتارة ب(الطور52: 49)0
وتارة ب(المرسلات 77: 50) قرأ بها في آخر صلاة صلاها صلى الله عليه وسلم0
و "كان أحيانا يقرأ بطولى الطوليين(5) الأعراف 7: 206) في الركعتين"0
وتارة ب(الأنفال 8: 75) في الركعتين0
القراءة في سنة المغرب:
وأما سنة المغرب البعدية ف"كان يقرأ فيها: (قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ 109: 6) و (قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ 112: 4)0
صلاة العشاء:
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل، ف"كان تارة يقرأ ب(والشمس وضحاها 91: 15) وأشباهها من السور"0
و "تارة ب(إذا الشمس انشقت 84: 25) وكان يسجد بها"0
و "قرأ - مرة - في سفر ب(والتين والزيتون 95: 8) في الركعة الأولى"0
ونهى عن إطالة القراءة فيها، وذلك حين "صلى معاذ بن جبل لأصحابه العشاء، فطّول عليهم، فانصرف
رجل من الأنصار فصلى، فأخبر معاذ عنه، فقال: إنه منافق، ولما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتريد أن تكون فتاناً يا
معاذ؟! إذا أممت الناس فاقرأ ب(والشمس وضحاها 91: 15) و (سبح اسم ربك الأعلى77: 19) و (اقرأ
باسم ربك 96: 19) و (الليل إذا يغشى92: 21) "0
صلاة الليل:
و كان صلى الله عليه وسلم يقصر القراءة فيها تارة، ويطيلها أحيانا ويبالغ في إطالتها أحيانا أخرى، حتى
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة؛ فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوءٍ، قيل: وما هممت؟
قال: هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم" 0
وقال حذيفة بن اليمان: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح (البقرة) فقلت: يركع عند
المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح (النساء) فقرأها، ثم
افتتح (آل عمران)(6) فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ
تعوذ، ثم ركع...." الحديث، و "قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال"(7) 0
و "كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة بسورة منها"0
و "ما عُلِمَ أنه قرأ القرآن كله في ليلة "0 بل إنه لم يرض ذلك لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه حين
قال له: "اقرأ القرآن في كل شهر، قال: قلت: أني أجد قوة، قال: فاقرأه في عشرين ليلة, قال: قلت: إني
أجد قوة , قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك"0
ثم "رخص له أن يقرأه في خمس"
ثم "رخص له أن يقرأه في ثلاث"0
ونهاه أن يقرأه في أقل من ذلك وعلل ذلك في قوله له:
"من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهْهُ"0 وفي لفظ: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث"0 ثم
في قوله له: "فإن لكل عابد شِرّة(8) ولكل شِرّة فترة، فإما إلى سنة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"0
ولذلك "كان صلى الله عليه وسلم لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث"0
وكان يقول: "من صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين المخلصين"0
و "كان يقرأ في كل ليلة ب(بني إسرائيل 17: 111) و (الزمر 39: 75)"0
وكان يقول: "من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين"0
و "كان - أحيانا - يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر"0
وتارة يقرأ قدر(يا أيها المزمل 73: 20)"0
و "ما كان صلى الله عليه وسلم يصلي الليل كله"(9) إلا نادرا،
فقد "راقب عبد الله بن خبّاب بن الأرت - وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - الليلة
كلها (وفي لفظ: في ليلة صلاها كلها) حتى كان مع الفجر، فلما سلم من صلاته قال له خبّاب: يا رسول
الله بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها؟ فقال: أجل إنها صلاة رغب ورهب،
سألت ربي عز وجل ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلكنا بما
أهلك به الأمم قبلنا (وفي لفظ: أن لا يهلك أمتي بسنة) فأعطانيها،
وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدُّواً من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يُلبسنا شيعاً فمنعنيها"0
و "قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 5: 118) ،،،، كأنه يقللها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن"0
صلاة الوتر:
"كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى(سبح اسم ربك الأعلى 87: 19) وفي الثانية
(قل يا أيها الكافرون 109: 6) وفي الثالثة (قل هو الله أحد112: 4)0
وكان يضيف إليها أحيانا: (قل أعوذ برب الفلق 113: 5) و (قل أعوذ برب الناس 114: 6)0
ومرة "قرأ في الركعة الثالثة بمائة آية من النساء4: 176"0
وأما الركعتان بعد الوتر(10) فكان يقرأ فيهما (إذا زلزلت الأرض 99: 8) و(قل يا أيها الكافرون)0
صلاة الجمعة:
"كان صلى الله عليه وسلم يقرأ- أحيانا - في الركعة الأولى بسورة (الجمعة 62: 11) وفي الأخرى: (إذا
جاءك المنافقون63: 11)، وتارة يقرأ- بدلها-: (هل أتاك حديث الغاشية 88: 26)0
وأحيانا "يقرأ في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى 87: 19) وفي الثانية: (هل أتاك)"0
صلاة العيدين:
"كان صلى الله عليه وسلم يقرأ - أحيانا - في الأولى: (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الأخرى: (هل أتاك)"0
و -أحيانا- "يقرأ فيهما ب(ق والقرآن المجيد50: 45) و (اقتربت الساعة54: 55)"0
صلاة الجنازة:
"السنة أن يقرأ فيها ب(فاتحة الكتاب)(11) "(12) 0
و"يخافت فيها مخافته, بعد التكبيرة الأولى"0

(1): هي السبع الأخيرة من القرآن وأوله (ق) على الأصح كما تقدم0
(2): والظاهر أنه عليه السلام فعل ذلك عمداً للتشريع0
(3): أما ذكر موسى فهي في قوله تعالى: ((ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ))، وأما عيسى ففي الآية التي بعد هذه بأربع آيات: ((وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ))0
(4): أحمد ومسلم، وفي الحديث دليل على أن الزيادة على الفاتحة في الركعتين الأخيرتين سنة، وعليه
جمع من الصحابة، منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو قول الإمام الشافعي سواء ذلك في الظهر
أو غيرها، وأخذ به من علمائنا المتأخرين أبو الحسنات اللكنوي في "التعليق الممجد على موطأ محمد" (ص102) وقال:
"وأغرب بعض أصحابنا حيث أوجبوا سجود السهو بقراءة سورة في الأخريين، وقد ردَّه شراح "المنية":
إبراهيم الحلبي، وابن أمير حاج وغيرهما بأحسن رد، ولا شك في أن من قال بذلك لم يبلغه الحديث ولو
بلغه لم يتفوه به"0
(5): أي بأطول السورتين الطويلتين، و "طولى" تأنيث "أطول" و "الطوليين" تثنية طولى وهما "الأعراف"
اتفاقا و "الأنعام" على الأرجح كما في "فتح الباري"0
(6): هكذا الرواية بتقديم النساء على آل عمران، وهو دليل على جواز ترك مراعاة ترتيب المصحف العثماني
في القراءة، ومضى مثله(ص75)0
(7): وفي رواية "الطول" قال ابن الأثير: "بالضم جمع الطولى مثل الكبرى والكبر، والسبع الطوال هي
البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة"0
(8): بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء: هي النشاط والهمة، وشرة الشباب: أوله وحدته، وقال الإمام الطحاوي:
"هي الحدة في الأمور التي يريدها المسلون من أنفسهم في أعمالهم التي يتقربون بها إلى ربهم
عز وجل، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب منهم فيها ما دون الحدة التي لا بد لهم من القصر
عنها والخروج منها إلى غيرها، وأمر بالتمسك من الأعمال الصالحة بما قد يجوز دوامهم عليه ولزومهم إياه
حتى يلقوا ربهم عز وجل، وروي عنه صلى الله عليه وسلم في كشف ذلك المعنى أنه قال: "أحب
الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"0
قلت: وهذا الحديث الذي صدره بقوله: "روي" صحيح متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها0
(9): مسلم وأبو داود0 قلت: ولهذا الحديث وغيره يكره إحياء الليل كله دائما أو غالبا، لأنه خلاف لسنته
صلى الله عليه وسلم، ولو كان إحياء كل الليل أفضل لما فاته صلى الله عليه وسلم0 وخير الهدي هدي محمد0
ولا تغتر بما روي عن أبي حنيفة رحمه الله أنه مكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء! فإنه مما لا
أصل له عنه، بل قال العلامة الفيروز أبادي في "الرد على المعترض" (44/ 1):
"هذا من جملة الأكاذيب الواضحة التي لا يليق نسبتها إلى الإمام، فما في هذا فضيلة تذكر، وكان الأولى
بمثل هذا الإمام أن يأتي بالأفضل، ولا شك أن تجديد الطهارة لكل صلاة أفضل وأتم وأكمل: هذا إن صح أنه
سهر طوال الليل أربعين سنة متوالية! وهذا أمر بالمحال أشبه، وهو من خرافات بعض المتعصبين الجهال،
قالوه في أبي حنيفة وغيره، وكل ذلك مكذوب"0
(10): ثبتت هاتان الركعتان في "صحيح مسلم" وغيره، وهما تنافيان قوله صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا
آخر صلاتكم بالليل وتراً"0 رواه البخاري ومسلم، وقد اختلف العلماء في التوفيق بين الحديثين على وجوه
لم يترجح عندي شيء منها، والأحوط تركهما إتباعا للأمر0 والله أعلم0
ثم وقفت على حديث صحيح فيه الأمر بالركعتين بعد الوتر، فاتفق الأمر مع الفعل، وثبت مشروعية
الركعتين للناس جميعا، والأمر الأول يحمل على الاستحباب فلا منافاة، وقد خرجته في "الصحيحة" (1993)0
(11): وهذا قول الإمام الشافعي وأحمد وإسحاق، وبه أخذ بعض المحققين من الحنفية المتأخرين، وأما
قراءة السورة بعدها فهو وجه عند الشافعية وهو الوجه الحق0
(12): البخاري وأبو داود والنسائي وابن الجازود، وليست الزيادة شاذة كما زعم التويجري0


كيفية الخشوع في الصلاة




معني الخشوع

الخشوع في اللغة :هو الخضوع والسكون . قال :{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}
أي سكنت.
والخشوع في الاصطلاح:هو قيان القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "أصل الخشوع لين القلب ورقنه وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته،فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء،لأنها تابعة له " فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح . فمتى اجتمع في قلبك أخي في الله – صدق محبتك لله وأنسك به واستشعار قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته ،وحاجتك وفقرك إليه.متى اجتمع في قلبك ذلك ورثك الله الخشوع وأذاقك لذته ونعيمه تثبيتاً لك على الهدى ،قال تعالى :{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} .
فاعلم أخي الكريم – أن الخشوع في الصلاة،هو توفيق من الله جل وعلا،يوفق إليه الصادقين في عبادته ،المخلصين المخبتين له ،العاملين بأمره والمنتهين بنهيه. فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة،لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبعده عن الله .قال تعالى :{ ِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} ،فالذي لن تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع سبيلاُ،ومن كان حاله كذلك ،فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا ، قال تعالى:{ َاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} .
واعلم أخي المسلم بأن الخشوع واجب على كل مصل .قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويدل على وجوب الخشوع قول الله جل وعلا،قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } .
.

فضل الخشوع في الصلاة

لو لم يكن للخشوع في الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله،وإظهار الذل والمسكنة له ,لكفى بذلك فضلاً ،وذلك لأن الله جل جلاله إنما خلقنا للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وأفضل العبادات ما كان فيها الانكسار والذل الذي هو سرها ولبها.ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع .وذلك فقد امتداح الله جل وعلا الخاشعين في آيات كثيرة:قال تعالى : {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } .
وقال سبحانه :{ َإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } .
وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه أهل الفلاح من المؤمنين فقال:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }.
وقال{وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} .
ولما كان الخشوع صفه يمتدح الله بها عبادة المؤمنين ،دل على فضله ومكانته عبدالله ،ودل على حب الله الأهل الخشوع والخضوع ،لأن الله سبحانه لا يمدح أحداً بشيء إلا وهو يحبه ويحب من يتعبده به . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله في ظله ،يوم لا ظل إلا ظله-وذكر منهم- ورجل ذكر الله خالياُ ففاضت عيناه".
ووجه الدلالة من الحديث:أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها,فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.

أهم أسباب الخشوع

أخي الكريم-أعلن حفظك الله- أن الخشوع ما هو إلا ثمرة لصلاح القلب واستقامة الجوارح ولا يحصل ذلك إلا بمعرفة الله جل وعلا،والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،ومعرفة أمره والعمل به ،ومعرفة نهيه واجتنابه ،والإيمان برسول الله صلى الله وسلم واتباعه.ثم اقتران ذلك كله بالإخلاص.لذلك فإن مرد أسباب الخشوع كلها إلى هذه الأمور.

1) معرفة الله: وهي أهم الأسباب وأعظمها ،وبها ينور القلب ويتقد الفكر وتستقيم الجوارح ،فمعرفة أسماء الله وصفاته تولد في النفس استحضار عظمة الله ودوام مراقبته ومعيته.ولذلك قال الله جل وعلا:"فاعلم أنه لا إله إلا الله".
فالعلم اليقين بلا إله إلا الله ،يثمر في القلب طاعة الله وتوقيره والذل والانكسار له في كل اللحظات،ويعلم المؤمن الحياء من الله لإيقانه بوجوده ومعيته وقربه وسمعه وبصره.قال تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }.
فاعلم-أخي الكريم- أنك متى ما عودت نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها أورثك الله خشيته ووهبك الخشوع في الصلاة,وذلك لأنك حينما تستحضر معية الله في أقوالك وأفعالك فإنما تعبد الله بالإحسان،إذ الإحسان هو:"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه براك"كما في حديث جبريل .

2) تعظيم قدر الصلاة : وإنما يحصل تعظيم قدرها ،إذا عظم المسلم قدر ربه وجلال وجهه وعظيم سلطانه واستحضر في قلبه وفكره إقبال الله عليه وهو في الصلاة، فعلم بذلك أنه واقف بين يدي الله وأن وجه الله منصوب لوجهه ،ويا له من مشهد رهيب ، حق للجوارح فيه أن تخشع وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يلتفت" . ولذلك كان السلف رضي الله عنهم يتغير حالهم إذا أوشكوا على الدخول في الصلاة، فقد كان على بن الحسين ‘ إذا توضأ صفر لونه فيقول له أهله:ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء ؟فيقول : أتدرون بين يدي من أقوام؟ .
وهذا مسلم بن يسار تسقط أسطوانة في ناحية المسجد ويجتمع الناس لذلك ،وهو قائم يصلي ولم يشعر بذلك كله حتى انصرف من الصلاة.

3) الاستعداد للصلاة: واعلم – أخي الكريم – أن استعدادك للصلاة هو علامة حبك لله جل وعلا ،وأن حرصك على أدائها في وقتها في وقتها مع الجماعة ، هو علامة على حب الله لك ،قال تعالى في الحديث القدسي:"وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه " .
ولذلك فإقامة الصلاة على الوجه المطلوب هو أول سبب يوجب محبه الله ورضوانه ،وإنما يكون استعدادك – أخي الكريم – بالتفرغ للصولة تفرغاً كاملا، بحيث لا يكون في بالك شاغل يشغلك عنها ،وها لا يتحقق إلا إذا عرفت حقيقة الدنيا،وعلمت أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة،وأنك فيها غريب عابر سبيل سوف ترحل عنها في الغد القريب.قال صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
وكان عبدالله بن عمر يقول :"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء . إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ،وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " .
فإذا تفرغ قلبك من شواغل الدنيا،فأصبع الوضوء كما أمرك الله متحرياً واجباته وشروطه سننه لتكون على أكمل طهارة،ثم انطلق إلى بيت الله سبحانه بخطى ملؤها السكينة والوقار واحرص على الصق الأول يمين الإمام.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟"قلنا:بلى يا رسول الله .قال :"إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطى إلى المساجد ،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط.فذلكم الرباط"
وقال صلى الله عليه وسلم :"لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ،ينتظر الصلاة ،والملائكة تقول:اللهم اغفر له.اللهم ارحمه.حتى ينصرف أو يحدث"قيل وما يحدث؟قال:"يفسو أو يضرط".
وقد كان السلف رحمهم الله يستعدون للصلاة أيما استعداد سواء كانت فرضاُ أم نفلاً .روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته،فقال:إذا حانت الصلاة،أسبغت الوضوء ، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه،فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي،ثم أقوام ‘لي صلاتي ،وأجعل الكعبة بين حاجبي ،والصراط تحت قدمي ،والجنة عن يميني،والنار عن شمالي ،وملك الموت ورائي ،وأظنها آخر صلاتي ،ثم أقوم يسن يدي الرجاء والخوف ,أكبر تكبيراُ بتحقيق ,وأقرأ بترتيل ،وأركع وكوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع..وأتبعها الإخلاص ،ثم لا أدري أقبلت أم لا؟.
*ومن الاستعداد للصلاة أن تقول المؤذن غير أنه إذا قال:"حي على الصلاة حي على الفلاح"فقل:"لا حول ولا قوة إلا بالله "ثم ذلك بما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم من الأدعية المأثورة ومن ذلك :"اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ,آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته" واعلم – أخي الكريم – أن أداء النوافل والرواتب تزيد من خشوع المؤمن في الصلاة ،لأنها السبب الثاني الموجب لمحبة الله .كما قال جل وعلا في الحديث القدسي :"ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه".

4) فقه الصلاة : وإنما جعل فقه الصلاة من أسباب الخشوع ،لأن الجهل بأحكامها ينافي أداءها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ،ولأن خشوع المسيء صلاته ،لا يفيده شيئاً في إحسانها ولا يكون له كبير ثمرة حتى يقيم صلاته كما أمر الله.
ولقد صلى رجل أمام رسول الله عليه وسلم فأساء صلاته،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ارجع فصل فإنك لم تصل".
فيجب عليك – أخي الكريم – أن تعلم أركان الصلاة وواجباتها ، وسنن الصلاة ومبطلاتها ،حتى تعبد الله بكل حركة أو دعاء تقوم به في الصلاة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"صلوا كما رأيتموني أصلي".

5) اتخاذ السترة : وذلك حتى لا يشغلك شاغل ولا يمر يديك مار سواء من الإنس أو الجن ،فيقطع عليك صلاتك ويكون سبباً في حرمانك من الخشوع.
عن سهل بن حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته".
وأعلم أخي الكريم أن اتخاذ السترة في الصلاة ,قد تهاون فيه كثير من الناس،وذلك لجهلهم بما يوقعه من السكينة والهدوء في قلب المصلي ولجهلهم بحكمه في الصلاة.

6) تكبيرة الإحرام: أخي الكريم – أما وقد عرفت ربك والتزمت بأمره واتبعت سبيله ،فلبيت نداءه وتركت ما سوى ذلك من حطام الدنيا وراء ظهرك ,وأقبلت على ملاك أحسن إقبال بصدق وصفاء وإخلاص ،- أما وقد حصل لك ذلك الاستعداد كله – فاعلم أن تكبيرة الإحرام هي أول شجرة تقطف مها ثمرة الخشوع والذل والانكسار،تقطفها وتتذوق حلاوتها حينما تتصور وقوفك بين يدي الله ، وحينما تغرق تفكيرك في معاني "التكبير" فتتصور قدر عظمة الله في هذا الكون ،وتتأمل – و أنت تكبر – في قول الله جل وعلا { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} ثم تتأمل قول ابن عباس رضي الله عنه أن الكرسي موضع القدم،فحينئذ تدرك حقيقة الله أكبر".تدركها وهي تلامس قلبك الغافل عن الله فتوقظه,.وتذكره بهزل الموقف وعظم الأمانة التي تحملها الإنسان ولم يؤديها عرضت عليها .تدرك أخي الكريم – حقيقة التكبير وأسراره وتنظر إلى حالك مع الله وما فرطت في جنبه سبحانك ثم تتيقن أنه سبحانه قد نصب وجهه لوجهك في لحظه التكبير لتقيم الصلاة له راجياً رحمته وخائفاً من عذابه ،إنه لموقف ترتعش له الجوارح وتذهل فيه العقول .كان عامر بن عبد الله من خاشعي المصلين وكان إذا صلى ضربت ابنته بالدف ،وتحدث النساء بما يردن في البيت ولم يكن يسمع ذلك ولا يعقله .وقيل له ذات يوم:هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟قال:نعم ,بوقوفي بين يدي الله عز وجل ,و منصرفي إلى إحدى الدارين ،قيل فهل تجد شيئاً من أمور الدنيا؟ فقال:لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون.
فهكذا كان السلف إذا دخلوا في الصلاة فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم من حلاوة ما يجدون من الخشوع والخضوع.

7) التأمل في دعاء الاستفتاح: وأدعيه الاستفتاح كثيرة،وكلها تشمل معاني التوحيد والإنابة وعظم الله وقدرته وجلال وجهه ،لذلك فالتأمل فيها يورث أخي الحبيب هذه المعاني العظيمة التي تهز القلب وتحرك الشوق وتقوي الأنس بالله جل وعلا.ومن الأدعية المأثورة:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ،إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ،لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ".
قال القرطبي :"أي قصدت بعبادتي وتوحيدي له عز وجل وحده ".

8) تدبر القرآن في الصلاة: وأعلم – أخي الكريم – أن تدبر القرآن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة ,وذلك لما تشتمل عليه الآيات من الوعد والوعيد وأحوال الموت ويوم القيامة وأحوال أهل الجنة والنار وأخبار الأنبياء الرسل وما ابتلوا به من قومهم من الطرد والتنكيل والتعذيب والقتل وأخبار المكذبين بالرسل وما أصابهم من العذاب والنكال،وكل هذه القضايا تسبح بخلدك أخي الكريم فتهيج في قلبك نور الإيمان وصدق التوكل وتزيدك خشوعاً على خشوع وكيف لا وقد قال الله جل وعلا: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } .ولذلك استنكر الله جل علا على الغافلين عن التدبر غفلتهم فقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وقال تعالي أيضاً:{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} .
ويتعين التدبر في سورة الفاتحة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى :قسمت الصلاة بيني عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قال تعالى :حمدني عبدي .وإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال مجدني عبدي .وإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .فإذا قال:{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قال :هذا لعبدي ولعبد ما سأل ".

9) التذيل لله في الركوع : أما الركوع لله فهو حالة يظهر فيها التذلل لله جل وعلا بانحناء الظهر والجبهة لله سبحانه ،فينبغي لك أخي الكريم أن تحسن فيه التفكر في عظمة الله وكبريائه وسلطانه وملكوته،وأن تستحضر فيه ذنبك وتقصيرك وعيبك،وتتفكر في قدر الله وجلاله وغناه ،فتظهر حاجتك وفقرك وتذللك لله وحده قائلاً:"اللهم لك ركعت ،وبك آمنت ،ولك أسلمت ،خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي"، ثم عند قيامك من الركوع فقل سمع الله لمن حمده،ومعناها:سمع الله حمد من حمده واستجاب له ،ثم احمد الله بعد ذلك بقولك :"ربنا لك الحمد حمداً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد" وتذكر أنك مهما حمدت الله على نعمه فإنك لا تؤدي شكرها.قال تعالى:{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا َّ }.وهذا التأمل يزيدك إيماناً بتقصيرها في جنب الله ويعمق في نفسك معاني الانكسار والذل وطلب الرحمة من الله وكل هذه الأشياء محفزات لخشوعك في الصلاة.

10) استحضار لقرب من الله في السجود: لئن كان القيام والركوع والتشهد في الصلاة،من أسباب الخشوع و الاستكانة والتذلل لله ،فإن السجود هو أعلى درجات الاستكانة وأظهر حالات الخضوع لله لعلي القدير.
فاعلم أخي الكريم :أنك إذا سجدت تكون أقرب إلى الله ،ومتى استحضر قلبك معني القرب من خالق ومبدع الكون،متى تصور ذلك كذلك خضع وخشع.وتصور حالك وأنت أقرب إلى ملك عظيم من ملوك الدنيا تود الحديث إليه،ألا يصيبك من الارتباك والسكون ما يغير حالك ويخفق قلبك،فكيف وأنت أقرب في حالة سجودك إلى الله ذي الملك والملكوت والعز و الجبروت. ولله المثل الأعلى .واعلم أن السجود أقرب موضع لإجابة الدعاء،ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات.قال الله تعالى: {َاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }. وقال صلى الله عليه وسلم :"أقرب ما يكون العبد من ربه هو ساجد،فأكثروا الدعاء فيه" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده:"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" ويقول أيضاً:"اللهم اغفر لي ذنبي كله ،دقه وجله ،وأوله وآخره،وعلانيته وسره" والأدعية الواردة في السجود كثيرة ليس هذا محل بسطها.

11) استحضار معاني التشهد: وذلك لأن التشهد اشتمل على معاني عظيمة جليلة،فإذا تأملت فيها – أخي الكريم – أخذت بمجامع قلبك وألقت عليك من ظلال السكينة والرحمة ما يلبسك ثوب الخشوع الاستكانة.إذا أنك في التشهد تلقي التحيات لله سبحانه،وهذا – والله – مشهد يستعذبه القلب ويخفق له ،ثم تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام كما صح ذلك في الحديث ،ثم تستشعر معاني الأخوة في المجتمع الإسلامي حينما تسلم على نفسك وعلى عباد اله الصالحين،ثم تستعيذ من عذاب النار والقبر ومن فتنة المسيح الدجال وفتنة المحيا والممات ، وكلها تغمر القلب بمعاني اللجوء والفرار إلى الله والتقرب إليه بما يحب.

أسباب أخرى معينة على الخشوع

إذا تتبعنا أسباب الخشوع بالتفصيل ،فسنجدها هي كل قربة من الله ، إذا أن أصل الخشوع هو خشية الله تعالى ،وإليك أخي الكريم بعض الأسباب المعينة على الخشوع:
12) عدم الالتفات في الصلاة: عن مجاهد قال :كان الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود ،وحدث أن أبا بكر قال كذلك .قال :وكان يقال :ذاك الخشوع في الصلاة.
13) التأني في الصلاة والطمأنينة فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود".
14) اختيار الأماكن المناسب : لأن الأماكن الني يكثر فيها التشويش أو غيره من موانع الخشوع تفقد المصلي صوابه فضلاُ عن خشوعه.
15) اختيار الملبس المناسب : قال الله تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} .
16) الاستعاذة من الشيطان: لم يزل يوسوس للإنسان في صلاته فيقول :"اذكر كذا ،لم لم يكن يذكر من قبل ،حتى يضل الرجل ما يدري كم صلى " .
17) ملازمة التوبة والاستغفار والاجتهاد في قيام الليل.
18) الإكثار من النوافل فإنها أسباب لمحبة الله.
19) الإخلاص والصدق مع الله.

وأخيراً...... اعلم أن أساب الخشوع أكثر مما ذكرت لك ،وإن كان ما ذكرت يتدرج تحته بالإلزام ما لم أذكر ،فاجتهد وفقك الله لكل خير،واصدق مع الله في أمور كلها و لا سيما الصلاة ،لأنها عمود الدين،واعلم أن الخاشعين على مراتب وأحوال ،فليس كل باك خاشع وليس كل خاشع مطمئن ،وإنما مرد ذلك كله إلى علام الغيوب والمطلع على ما في الصدور ،وفقنا الله وإياك إلى الإخلاص في العمل ،والبعد عن الخطايا والزلل.وصلى الله وسلم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،و الحمد لله رب العالمين ....والله تعالى أعلم.



فضل صلاة الجماعة

الأدلة على وجوب صلاة الجماعة في المساجد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأقوال الصحابة كثيرة جدا ، و هي لا تخفى على كثير من الناس ، لذا فسأقتصر على ذكر بعضها مما تقوم به الحجة إن شاء الله تعالى
*أولا : من كتاب الله :
1ـ قال تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ).
قال سعيد بن المسيبِ رحمه الله : (( كانوا يسمعون (حي على الصلاة حي على الفلاح )فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون )) .
وقال كعب الأحبار : (( والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين تخلفوا عن الجماعة )) .
فأي وعيد اشد وأبلغ من هذا لمن ترك صلاة الجماعة مع القدرة على إتيانها .
2ـ وقال تعالى : (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) (1) الشاهد قوله واركعوا مع الراكعين ) ، وهو نص في وجوب صلاة الجماعة ومشاركة المصلين في صلاتهم ، ولو كان المقصود إقامتها لاكتفى بقوله في أول الآية وأقيموا الصلاة )
3ـ قوله تعالى : ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك .. )الآية (2)
، وجه الدلالة من هذه الآية أن الله أوجب أداء الصلاة في الجماعة في حالة الحرب ،
ففي حالة السلم أولى ، ولو كان أحد يسامح في ترك صلاة الجماعة ، لكان المصافون للعدو ، المهددون بهجومه عليهم أولى بأن يسامح لهم في تركها .
· ثانيا : من السنة :
1ـ في الصحيحان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : (( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ))ولا يتوعد بحرق بيوتهم بالنار إلا على ترك واجب .
2ـ وفي صحيح مسلم ؛ أن رجلا أعمى قال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي رخصة أن اصلي في بيتي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تسمع النداء بالصلاة ؟ )) قال : نعم ، قال : (( فأجب )) فإذا كان هذا في حق رجل أعمى ليس له قائد يلائمه إلى المسجد فكيف بمن كان صحيحا مبصرا لا عذر له ..
3ـ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)): (( من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعه عذر ، لم تقبل منه الصلاة التي صلى )) . قيل وما العذر يا رسول الله ؟ .. قال : (( خوف أو مرض )) رواه أبوداود وابن ماجة و ابن حبان في صحيحه (1) .
*ثالثا : من أقوال الصحابة رضي الله عنهم :
روى مسلم في صحيحه ، عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قال :
(( من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادي بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد , إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ،ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف )).
وقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : (( لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد )) قيل : ومن جار المسجد ؟ .. قال (( من سمع الأذان )) . رواه أحمد في مسنده .
وقال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : (( لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء و لا يجيب )) .
وبعد هذه الأدلة الواضحة الصريحة ، هل بقى لمتخلف عذر . إن هذه الأدلة حجة على من قرأها أو سمعها ، سيحاسب عنها يوم القيام ، والله ولي التوفيق .
فوائد صلاة الجماعة
شرع الله سبحانه وتعالى صلاة الجماعة لحِكم عظيمة , وفوائد جسيمة منها ما يلي :
1 ـ أختبار العباد وامتحانهم ؛ ليعلم الله من يمتثل أوامره ممن يعرض عنها ويتكبر .
2ـ التعارف والتآلف والترابط بين المسلمين ؛ ليكونوا كالجسد الواحد , وكالبنيان يشد بعضه بعضا . والذي لا يصلي في المسجد لا يعرفه أهل الحي إلا من كان بينه وبين أحدهم مصلحة دنيوية .
3ـ تعليم الجاهل .. وتذكير الغافل ، فالجاهل يرى العالم فيقتدي به ،والغافل يسمع الموعظة فينتفع بها ..
4ـ ما يشعر به المصلي في الجماعة من الخشوع والتدبير والإنتفاع بالصلاة ، بخلاف من يصلي في بيته فإنه قد لا يشعر بشيء من ذلك ، بل إن الصلاة تثقل عليه في الغالب فينقرها نقر الديك فلا ينتفع منها بشيء ..
5ـ إغاظة أعداء الله وإرهابهم وعلى رأسهم إبليس ـ لعنه الله ـ وجنوده من شياطين الإنس والجن ، الذين يؤرقهم أن يعود المسلمون إلى المساجد وخاصة الشباب.
6ـ ما في الخروج إلى المسجد من النشاط والحركة ورياضة البدن بكثرة المشي ذهابا وإيابا لاسيما إن كان المسجد بعيدا ، بخلاف الصلاة في البيت وما يصاحبها في الغالب من الكسل والخمول .. وهذا مجرب .
هذه بعض فوائد الصلاة مع الجماعة في المساجد ، ولا شك أن هناك فوائد أخرى كثيرة ، دينية ودنيوية , فاحرص ـ يا أخي المسلم ـ على حضور صلاة الجماعة في المسجد حتى تكتب لك البراءة من النفاق ..
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى لله أربعين يوما في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق )). رواه الترمذي . (1)

حكم تأخير الصلاة عن وقتها

إذا كنت مجتهدا للغاية فلا شيء عليك إذا فاتتك الصلاة بعد ذلك لأنك فعلت ما في وسعك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
أما إذا كنت مفرطا ومتكاسلا في أدائها في وقتها فأنت في هذه الحالة على خطر عظيم لقوله تعالى "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" فقد ورد في تفسيرها أنهم الذين يؤخرونها عن وقتها . ولذا عد بعض العلماء الذي يتكاسل عن الصلاة حتى يخرج وقتها أنه كافر لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" .
والمقصود أن هذا الشخص الذي يتكاسل في أداء الصلاة حتى يخرج وقتها على خطر عظيم فينبغي له الحذر من ذلك والتوبة إلى الله مما سبق منه من تفريط والله أعلم .


أوقــــات الــــصّـــلــوات الخــمـــس


الصلاة وقت دخولها وقت خروجها الدلـيـــــــــــــــــــــل ملاحظـــــــات


الظهر إذا زالت الشمس عن كبد السماء إجماعاً. إذا صار ظل كل شئ مثله سوى فيء الزوال على الصحيح. *حديث عبد الله بن عمرو t مرفوعاًوقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم تحضر العصر) أخرجه مسلم .
* حديث ابن عباس t أن جبريل u أمَّ النبيe في يومين فصلى الظهر في اليوم الأول حين زالت الشمس،وصلى الظهر في اليوم الثاني حين صار ظل كل شئ مثله،ثم قال جبريل u يا محمد : هذا وقت الأنبياء من قبلك والوقت فيما بين هذين اليومين ) أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما يعرف الزوال بزيادة الظل بعد تناهي قصره


وقت اختيار إذا صار ظل كل شئ مثله سوى فئ الزوال إذا اصفرت الشمس حديث عبد الله بن عمرو t أن النبي e قال : ( ووقت الظهر ما لم تصفر الشمس ) أخرجه مسلم اصفرار الشمس يعني أن تصير قرصاً أصفراً يمكن النظر إليه .
وقت اضطرار إذا اصفرت الشمس إذا غربت الشمس *حديث أبي هريرة t مرفوعاًمن أدرك ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر) متفق عليه
*حديث أنسtمرفوعاً (تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً) رواه مسلم لا يجوز تأخير الصلاة لهذا الوقت إلا لعذر، فإن أخرها لغير عذر فهو آثم وعاص ، غير أنها تعـتبر أداءً لا قضاءً .
المغرب إذا غربت الشمس إجماعاً إذا غاب الشفق الأحمر. حديث عبد الله بن عمرو t أن النبي eقال : ( ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق ) رواه مسلم


العشاء إذا غاب الشفق إجماعاً، والمراد بالشفق هو الحمرة على الأرجح. إذا انتصف الليل على الصحيح. حديث عبدالله بن عمرو tأن النبي eقال ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ) رواه مسلم نصف الليل يعرف بمضي نصف الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ،وليس عند الساعة الثانية عشر دائماً كما يتوهم البعض،ويمكن معرفة نصف الوقت بطريقةحسابيةوهيمجموع ساعات الليل÷ 2 +وقت الغروب=آخر وقت صلاة العشاء)

الفجر إذا طلع الفجر الثاني إجماعاً،ويسمى الفجر الصادق إذا طلعت الشمس *حديث ابن عمرو t مرفوعاً ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس )رواه مسلم
*حديث أبي هريرةtمرفوعاًمن أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ) متفق عليه وقت الفجر لا يتصل بوقت الظهر . المراد بالفجر الثاني أو الفجر الصادق البياض الستطيل المنتشر في الأفق.



ارجو من الله ان اكون وفقت في هذا الموضوع وأن ننتفع به جميعا ان شاء الله وان يجعله الله في ميزان الحسنات
ارجو تثبيت الموضوع وجزاكم الله خيرا
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملح و سكر
ملح و سكر
جزاك الله خيرا
الصبوووووورهk
جزاك الله خير
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد عليه افضل الصلاةوازكى التسليم
اللهم ارزقنا الخشوع في الصلاه
اللهم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء
فاطمة بنت الاسلام
جزاكم الله خيرا على المرور
لمسه ابداع
لمسه ابداع
يسلمووا على الموضوع بس ياليت تختصرينه يكون افضل على شان الكل يقراه
فاطمة بنت الاسلام
جزاكم الله خيرا على المرور