
غنى نايف @ghn_nayf
عضوة جديدة
كيف أتغلب على مشكلتي ( اجتهاد شخصي )
كيف أتغلب على هذه المشكلة ؟
لعل هذا السؤال يتكرر كثيراً حتى أصبح ممجوجاً مستهلكاً لدى الكثيرين ، ولكن طريقة التعاطي معه تختلف من شخص لآخر !
فهناك من يكرره لإثبات حالة الإحابط التي يعيشها ..
وهناك من يكرره ليثبت لنفسه أن مشكلته من الطراز الثقيل !
وهناك من يكرره لا لشيء ، وإنما ألفى عليه من ألفى ووجد نفسه يكرره دون فائدة !
ولو تمعنا جيداً في السؤال لوجدنا أنه يرمي إلى أبعادٍ كثيرة منها ما قد يكون الحل الناجع ..
كثيرةٌ هي المشكلات التي تعترضنا ، وتتفاوت حدتها من مشكلة إلى أخرى ، ولكن ما هو الأسلوب الجيد أو الطريقة المُثلى للتعامل معها .. وهذا وجه آخر من سؤالنا القضية أعلاه !
أولاً يجب علينا اذا ما أعترضتنا مشكلة ما أن نبحث عن الأسباب وذلك من أجل :
- تحديد الخطأ إن كانت المشكلة مترتبة على خطأ ما .
- استئصالها من جذورها .
- تلافيها في المرات القادمة ، ورفع مستوى الخبرة .
- التوعوية بأسبابها ، وهذا غاية النبل وما يلقاها إلا ذو خلقٍ عظيم !
وبعد تحديد أسباب المشكلة ينبغي علينا أن نقيَّم المشكلة ومدى تأثيرها علينا ، وماذا سيترتب عليها إذا استمرت لمدة طويلة، مع الحذر كل الحذر أن تسيطر علينا وتجعلنا نرمي بأقلامنا انهزاماً لها .
وهناك غالباً ثلاث أنواع من المشاكل :
- معوقات ، وهي المشاكل المصيرية التي لا تحتمل إلا حلاً واحداً !
- تحديات ، وهي المشاكل التي قد نكيف أنفسنا معها لفترة معينة .
- صعوبات وهي التي قد نعيش ونؤدي أدوارنا الحياتية وهي ملازمة لنا دائماً .
بعد ذلك يجب علينا تحديد موقفنا من المشكلة بحزم وإصرار ، لأن أغلب المشكلات كلما طال بها الأجل استفحلت وكبرت في حين أن الإنسان كلما كُبر ازدادا ضعفاً ، ولكن إذا ما أتخذنا مواقف حازمة تجاه مشاكلنا فقد نزداد قوة وبصيرة مما قد يتناسب مع هذه المعادلة العمرية الحتمية . سيما وأن الحياة مليئة بالمشاكل ، فلو وقفنا عند مشكلةٍ ما ، أصبحنا صيداً سهلاً للمشاكل التي لا تنتهي ، وربما أصبحنا نرى أن الهنات البسيطة التي تعترض كل انسان في يومه وليلته مشاكل كبيرة !
ونحن المسلمون قد منحنا الله عز وجل حلول لكل المشكلات لا أقول أنها تخص المسلمين دون غيرهم ولكنها أكثر فاعلية لدى المسلمين وقياساً على ذلك بر الوالدين غير المسلمين ليس كمثل بر الوالدين المسلمين . فالحلول لدينا كثيرة جداً ومن ذلك فإنك تجد للمشكلة الواحدة أكثر من حل دائماً إذا ما اتعبت الطريقة المُثلى في التعاطي معها ، وتعاليم ديننا الحنيف في حل المشكلات - وإن رأها البعض بأنها حلول عاطفية لا أكثر - عملية وذات فاعلية ودائماً لها الغلبة ..ولا أقول أنه ليس هناك من عكف على دعاء الله سبحانه وتعالى في حل جميع مشكلاته ووجد ما أراد ، ولكن من منطلق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف ) أو كمال قال عليه الصلاة والسلام ، ينبغي علينا مع دعاء الله سبحانه وتعالى أن نعمل على حل المشكلة ، فالمتبصر في قصة مريم عليها السلام لما جاءها المخاض سيخلص إلى أنه لا بد من بذل الأسباب ، فمن خلق السماء بلا عمد ومن خلقها وجعلها تحبل وتلد دون أن يمسسها بشر قادرٌ على أن ينزل عليها مائدةً من السماء في تلكم اللحظة أو أوحى إلى جسدها أن لا يجوع ولا يضمأ ، ولكن قال لها جل في علاه {وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا } مريم - 25 . فحتى ندرك المبتغى لا بد من بذل السبب . ولا شك أن هناك كرامات تندرك في إطار أن الله يختص برحمته من يشاء .
مع الاستشعار بهذه الآلية اليسيرة ، سنتغلب - بإذن الله - على جميع مشكلاتنا وستصبح في سجل خبراتنا التي تميزنا عن غيرنا .
فالأولى بنا بعد أن قيمنا مشكلتنا ومدى تأثيرها على دورنا المنوط بنا ، أن نتعامل معها وأن نركز على الحلول ، فكلما ركزنا على الحلول ضاقت دائرة المشكلة حتى تتلاشى وكأنها لم تكن ..!
فالمشاكل الصحية باعتبار أنها الأقوى تأثيراً على الإنسان ، يجب أن نتعامل معها بلا إفراط ولا تفريط ، وننظر من زاوية النور لا من زاوية الظلمة !
ولعل في الخطوات الآتية ما يكفل الإيضاح :
- نعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأن ما أصابنا - بإذن الله - إحدى حسنيين : إما ابتلاء من الله ولا يأتي إلا بدافع محبة من الله وهذا شيء عظيم ، وإما أن يكون تكفير لذنوبنا وخطايانا وهذا أيضاً من علامات حب الله .
- الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ، وملازمة القرآن الذي به ما نصبو إليه وهو الشفاء ، ومهما طال انتظار الشفاء فسيتحقق بإذن الله ، وسيقترب منه المريض كلما أخلص النية إلى الله وصابر وثابر ، وإذا لم يتحقق الشفاء فلله الحكمة وله الأمر من قبل ومن بعد .
- نبتهل إلى الله ابتهالاً صادقاً وندعوه كل عشية وكل ضحى أن يعيد الصحة والعافية لنا .
- التداوي بالأدوية النبوية المنصوص عليها في السنة النبوية مثل الحبة السوداء ، الحجامة ، عجوة المدينة ، ماء زمزم إذا كان تناولها أو التعاطي معها لا يزد من حدة المرض .
- القيام بكل التوصيات المفيدة التي تقدم لنا كأداء العمر وغيره .
- نتصدق ونعين الناس لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " داوو مرضاكم بالصدقة " أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، وقد قال أيضاً صلى الله عليه وسلم " الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه " أو كمال عليه الصلاة والسلام .
- نقوم بتنفيذ توصيات الاطباء والتقيد بتناول الأودية في مواعيدها وبالنصاب المفروض دون زيادة أو نقصان .
- لا نجعل المرض يسيطر علينا بل نتكيف معه ، ولا نستسلم للأفكار السلبية التي تهدم ما بقي من صحتنا .
- ننظر إلى أولئك الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض وشفاهم الله منه لا إلى الذين أهلكهم ذات المرض ، لأن لكل حالة ظروف خاصة لا يعلمها إلا الله .
- عدم العزلة والإنغلاق على النفس ، لأن ذلك يفتح باباً للشيطان الذي تعهد أن يفسد أمور ديننا ودنيانا .
اسأل الله العظيم أن يشفي كل مريضٍ ومبتلى ، وأن يعجل بشفاءه إنه سميعٌ مجيب .
واسأل الله أن يكون في ما قدمت فائدة لكم أخواتي .
6
568
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ام مليار
•
طرح مميز مشكوره عليه




الصفحة الأخيرة