كيف أستعد لاستقبال ليلة القدر؟؟
كيفأستعد لاستقبال ليلة القدر؟؟
بسمالله الرحمن الرحيم
قالتعالى
(اناانزلناه في ليلة القدر)
سببالتسمية سماها الله ليلة القدر:
قيل: سميت بذلك لأنها تقدَّر فيها الآجالوالأرزاق وما يكون في السنة من التدابير الإلهية؛
كما قال تعالى{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّأَمْرٍ حَكِيمٍ}
فسماها الله ليلة القدر من أجل ذلك.
وقيل: سميت ليلة القدر لأنها ذات قدر وقيمةومنزلة عند الله سبحانه وتعالى.
فضلها:
أولا {ليلةالقدر خير من ألف شهر}
ففي المرسل عن مجاهد رحمه الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بنيإسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فعجب المسلمون من ذلك ، فأنزل الله عزوجل :
{إناأنزلناه في ليلة القدر....)
وفي بلاغات مالك رحمهالله :
أن رسول الله صلىالله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك ، فكأنه تقاصر أعمارأمته
أن لا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طولالعمر ،
فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر. انظر تفسير ابن كثير(4/533) .
أي أن العمل فيها خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلةالقدر ،
والله ذوالفضل العظيم.
ومن حرم خيرها؛ فقد حرم الخير الكثير.
ثانيا {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}
قال ابن كثير رحمه الله : " أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرةبركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ،
ويحيطون بحلق الذكر ،
ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق؛ تعظيما له ،
وأما الروح فقيل المراد به ها هنا جبريل عليه السلام
ثالثا {سلام هي حتى مطلع الفجر }
أي سالمة من الشرور ، فلا يكون فيها شيء من ذلك كما قال قتادة وغيره من السلف .
وقت هذهالليلة:
ثبت فيالسنة ما يدل على أنها ليلة إحدى وعشرين ، وأنها ليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين،وسبع وعشرين، وتسع وعشرين،
وآخرليلة من رمضان .
وثبت في الصحيح قول نبيناصلى الله عليه وسلم:
«تَحَرَّوْا لَيْلَةَالْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» .
وهذا يدل على أنها متنقلة فيالعشر الأخيرة من رمضان كما يقول المحققون من أهل العلم .
فعلى المسلم أن يجتهد في العشر كلها أكثر من غيرها كما كان يفعل رسول اللهصلى الله عليه وسلم. وأن يعتبر كل ليلة هي ليلة القدر
سبب إخفاء وقت ليلةالقدر والحكمة من ذلك
الله بحكمته أخفاها في شهر رمضان؛
لأجل أن يجتهد المسلم في كل ليالي رمضان؛ طلبًالهذه الليلة، فيكثر عمله، ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي رمضان
مع مصادفة ليلة القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها، فيكون جمع بينالحسنيين، وهذا من كرم الله سبحانه وتعالى على عباده.
قال الرازي رحمه الله في تفسيره أنه تعالى أخفى هذه الليلة لوجوه أحدها :
أنه تعالىأخفاها ، كما أخفى سائر الأشياء ، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل ،
وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات،
وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء ،
وأخفى قبول التوبةليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة ،
وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف في عمره كله،
فكذا أخفى هذه الليلةليعظموا جميع ليالي رمضان .
وثانيها : ربما دعتك الشهوةفي تلك الليلة إلى المعصية ، فوقعت في الذنب ، فكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتكلا مع علمك ،
اما السبب لاخفاءها فهو ماورد في صحيح البخاري قال عُبَادَةُبْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه :
إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْالْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ :«إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَخَيْرًا لَكُمْ ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ» .
وتلاحى : تخاصم ، وفيه شؤم الخصومات، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على الخيرلأمته، وعدم علمه الغيب، وأنّ الخير فيما يختاره الله .
الأمر الثالث : علاماتها .
ثبت في معجم الطبراني الكبير عَنْ وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ رضي الله عنه، عَنْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«لَيْلَةُ الْقَدْرِبَلْجَةٌ، لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ، ، وَلا يُرْمَى فِيهَا بنجْمٍ،
واصح علامة من عَلامَاتهاهي ما يحصل في يَوْمَهَا وهو ان تَطْلُعُ الشَّمْسُ لا شُعَاعَ لَهَا».
كيف استعد لهذه الليلة
اولا التوبة منالذنوب .
.. فلكيتدخل على ربك جلَّ وعلا، لابد أن تطهِّر قلبك بتجديد التوبة .. واعلم أن جميع الأحاديث التي ورد فيها المغفرة وحط الخطايا إنما يرادبها الصغائر، أما الكبائر فلابد من التوبة النصوح.
واحذر منالكبائر المتعلقة بحقوق البشر .. فلا يتم التحلل منها إلا بطلب السماح منصاحب الحق، قال رسول الله
"منكانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منهبقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"
]
ومن أعظمحقوق العباد: الغيبة والنميمة والسخرية، والاستهزاء والسب، والشتم وشهادة الزور، وحقوقهم في الأموال.
ثانيا النية الصادقة والرغبة في بلوغ فضلها......................
ثالثا : الدعاء بصدق ان يبلغك الله اياها
وان يعينك علىاغتنامها وان تردد اللهم اعني على ذكركوشكرك وحسن عبادتك......
رابعا: الصدقة كل يوم
فالصدفة تطفئ غضبالله
قال عليه الصلاةوالسلام
(إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، و تدفع ميتة السوء.)
وقال أيضا
(الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار،)
خامسا: صلة الرحم وتنقية القلب من الغل والحقد والحسد والقطيعة
وتجنبالخصومات والمشاجرات والمشاحنات
التي يدخل فاعلها تحتالوعيد الوارد في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلمقال:
(تفتح أبواب الجنةيوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينهوبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا).
وفيرواية لمسلم:
تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِىكُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَالْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَاارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا.
ويدل الحديث على أن المتهاجرين يحرمان من المغفرة التي ينالهاكل مؤمن يوم الإثنين ويوم الخميس،
وتؤجل المغفرة لهما حتى يصطلحا أو ينتهي هجر من هجر منهما؛
وظائف هذه الليلة ويومها
الاستعدادلها منذ الفجر ..
فبعد صلاة الفجر تحرص على
جلسة الشروق
وقول أذكار الصباح كاملة ..
وكذلك احرص على قول أذكار الصباح والمساء
الحرصعلى القيام بجميع الفرائض والسنن والترديدمع المؤذن مع الاكثار من النوافل
أداء صلاةالعشاء ..وانت تحتسب أجر قيام نصفالليل، قال رسول الله
("من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصفالليل )
صلاةالتراويح .. وهي من أهم الأعمال التي تعملها في العشر الأواخر؛ قال رسول الله
(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه")
(اما وقتالسحر فأكثر فيه من الاستغفار .. قال تعالى
{..وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}
وأكثر منالدعــــاء .. ولايفتُر لسانك عن هذا الدعاء في ليالي العشر؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟، قال"قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفعني
الاعتكاف.
وبه يتمكن الإنسان من التشمير عن ساعد الجد في طاعة الله ، ولذا "كَانَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّرَمَضَانٍ"
فإذا يسر الله لك الاعتكاف.فاحرص على ختم القرآن كل ثلاثة أيام في العشر الأواخر ..
بأن تقرأعشرة أجزاء يوميًا.
الاكثار من أورادالذكر ..
قال أبو هريرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كليوم اثنى عشر ألف مرة،
وعنعكرمة: أن أبا هريرة كان
يسبح كل يوماثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبح بقدر ذنبي ..
وكان خالد بن معدان
يسبح فياليوم أربعين ألف تسبيحة، سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات ووضع على سريره ليغسل،جعل بأصبعه هكذا يحركها ـ يعني بالتسبيح ـ .
كن طوال العشر بين الخوف والرجاء
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْاوَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)
فاذا جاءتاخر ليلة من رمضان فغلب جانب الرجاء واحسن
الظن بالله
فالله يقول أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء فاذا احسنتالظن بالله بأنه سيغفر لك ويعتقك, مع الانكسار بين يديه والاعتراف بالتقصير فلنيخيب ظنك فيه
وأكثر من الاستغفار في أخر ليلةفأغلب العبادات تختم بالاستغفار
كالصلاة . والحج ,وقيام الليل وغيرها من العبادات.
نسأل الله أن يتقبلمنا الصيام والقيام وأن يجعلنا ووالدينا وجميع المسلمين من العتقاء من النار.
12
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصامتة 22
•
اللهم بلغنا ليلة القدر
الصفحة الأخيرة