((كَيْف أَطْهَر قُلـــــــــبِي مِن الْشِّرْك)) ,, ابن العثيمين،،

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله أتــَـمَّ النــِّـعمة َعلى الأمَّة و أكمل لها دِينها، و آتى الحِكـْـمَة َ أهلـَها و تـَـمَّـمَ بـمُحمدٍ مـَـكـَـارمَ الأخلاق كـُـلــَّـها. و أشـهـدُ أنْ لا إله إلا الله وحـدَه لا شريك له شَهادة ً نـَـسْـتـَـظِـلُّ بـظـِـلــِّــها و نـَـحْـيَى و نموتُ عليها و نـَـلــْــقى اللهَ بها. و أشـْـهَــدُ أنَّ مُحـمـدا ً عبدُه و رسولــُـه








الشرح :


هذا الحديث يدل على ما يدل عليه قول الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) .



فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى العباد إلى أجسامهم هل هي كبيرة أو صغيرة , أو صحيحة أو سقيمة , ولا ينظر إلى الصور , هل هي جميلة أو ذميمة , كل هذا ليس بشيء عند الله , وكذلك لا ينظر إلى الأنساب , هل هي رفيعة أو دنيئة , ولا ينظر إلى الأموال , ولا ينظر إلى شيء من هذا أبداً , فليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى , فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب , وكان عند الله أكرم , إذاً لا تفتخر بمالك , ولا بجمالك , ولا ببدنك , ولا بأولادك , ولا بقصورك , ولا بسيارتك , ولا بشيء من هذه الدنيا أبدا . إنما إذا وفقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك فاحمد الله عليه .



قوله عليه الصلاة والسلام : (( ولكن ينظر إلى قلوبكم )) , فالقلوب هي التي عليها المدار , وهذا يؤيد الحديث الذي صدر المؤلف به الكتاب (( إنما الأعمال بالنيات ... )) .


القلوب هي التي عليها المدار , كم من إنسان ظاهر عمله أنه صحيح وجيد وصالح , لكن لما بني على خراب صار خراباً , فالنية هي الأصل , تجد رجلين يصليان في صف واحد , مقتدين بإمام واحد , يكون بين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب , لأن القلب مختلف , أحدهما قلبه غافل , بل ربما يكون مرائياً في صلاته – والعياذ بالله – يريد بها الدنيا .


والآخر قلبه حاضر يريد بصلاته وجه الله وتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


فبينهما فرق عظيم , فالعمل على ما في القلب , وعلى ما في القلب يكون الجزاء يوم القيامة , كما قال الله تعالى : ((إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴿8﴾ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ )) , أي : تختبر السرائر لا الظواهر . في الدنيا الحكم بين الناس على الظاهر , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنما أنا بشر , وإنكم تختصمون ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض , وأقضي له على نحو مما أسمع )) لكن في الآخرة العلم على ما في السرائر , نسأل الله أن يطهر سرائرنا جميعاً .




العلم على ما في السرائر :
فإذا كانت السريرة جيدة صحيحة فأبشر بالخير , وإن كانت الأخرى فقدت الخير كله , وقال الله عز وجل : (( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴿9﴾ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)) , فالعلم على ما في القلب .



وإذا كان الله تعالى في كتابه , كان رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته يؤكدان على إصلاح النية , فالواجب على الإنسان أن يصلح نيته , يصلح قلبه , ينظر ما في قلبه من الشك فيزيل هذا الشك إلى اليقين . كيف ؟ وذلك بنظره في الآيات : ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ )) , وقال : ((إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿3﴾ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) , إذا ألقى الشيطان في قلبك الشك فانظر في آيات الله . انظر إلى هذا الكون من يدبره , انظر كيف تتغير الأحوال , كيف يداول الله الأيام بين الناس , حتى تعلم أن لهذا الكون مدبراً حكيماً عز وجل .







الشرك : طهر قلبك منه


. كيف أطهر قلبي من الشرك ؟ .



أطهر قلبي , بأن أقول لنفسي : إن الناس لا ينفعونني إن عصيت الله ولا ينقذونني من العقاب , وإن أطعت الله لم يجلبوا إلى الثواب .
فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله . إذا كان الأمر كذلك فلماذا تشرك بالله – عز وجل – لماذا تنوي بعبادتك أن تتقرب إلى الخلق .
ولهذا من تقرب إلى الخلق بما يتقرب به إلى الله ابتعد الله عنه , وابتعد عنه الخلق .



يعني لا يزيده تقربه إلى الخلق بما يقربه إلى الله , إلا بعداً من الله ومن الخلق , لأن الله إذا رضي عنك أرضى عنك الناس , وإذا سخط عليك أسخط عليك الناس , نعوذ بالله من سخطه وعقابه .



المهم يا أخي :
عالج القلب دائماً , كن دائماً في غسيل للقلب حتى يطهر , كما قال الله – عز وجل - : ((أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ )) , فتطهير القلب أمر مهم جداً , أسأل الله أن يطهر قلبي وقلوبكم , وأن يجعلنا له مخلصين ولرسوله متبعين .





المصدر : شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين .
لفضيلة الشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .







تعليق الألبانى على حديث ( إن الله لاينظر إلى أجسامكم ....)

بسم الله الرحمن الرحيم


عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم (وأعمالكم) )) رواه مسلم


قال الشيخ الألبانى رحمه الله تعالى :


زاد مسلم وغيره فى رواية : (وأعمالكم) وهو مخرج فى ((غاية المرام فى تخريج الحلال والحرام)) (410)



وهذه الزيادة هامة جدا ،لأن كثيرا من الناس يفهمون الحديث بدونها فهما خاطئا ،فاذا أنت أمرتهم بما أمرهم
به الشرع الحكيم من مثل اعفاء اللحية ، وترك التشبه بالكفار ،ونحو ذلك من التكاليف الشرعيه ،
أجابوك بأن العمدة على ما فى القلب ،وأحتجوا على زعمهم بهذا الحديث ، دون أن يعلموا بهذه الزياده الصحيحة الدالة على أن الله تبارك وتعالى ينظر أيضا إلى أعمالهم ، فان كانت صالحه قبلها وإلا ردها عليهم كما تدل على ذلك عديد من النصوص كقوله _عليه الصلاة والسلام_ (من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ).

والحقيقة أنه لايمكن تصور صلاح القلوب إلا بصلاح
الأعمال ، ولا صلاح الأعمال إلا بصلاح القلوب .









اللهم إنا نسألك صدوراً سليمة وقلوباً طاهرة نقية
اللهم طهر قلوبنا من الشرك والنفاق وأعمالنا من الرياء اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
10
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامــيــرة01
الامــيــرة01
أسال من جلت قدرته
وعلا شأنه
وعمت رحمته
وعم فضله
وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوة
ولا يحرمك فضله
وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه
وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته ويجعلك من

(إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته )
ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري



سمراء جدة غير
سمراء جدة غير
جزاتس الله خيير
**فتاة خير أمة**
واياكم جزيتم الجنة
نور الدرعيه
نور الدرعيه
جزاك الله خير موضوع في قمة الروعه
قلبْ الفرَحْ..||
~

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‘

جزيتِ الجنان‘
وهنأك الله برضوانه وعفوه‘

استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ‘


وصلوات ربي وسلامه على رسول الله خاتم النبيين والمرسلين..‘

دعواتكِ‘

ودي~