أول خطوة تخطوها في طريق التوبة هي ان تقلع فوراً وبدون تردد عن الذنب أو الذنوب التي تعملها ولايعني عدم استطاعتك الإقلاع عن جميع ذنوبك أن لاتترك بعضها ولكن تركها جميعاً أفضل ثم تستحضر في قلبك النية والعزم على أنك لن تعود وتندم على مافعلته من هذه الذنوب وتعزم على عدم العودة لفعلها مرة أخرى . ثم تقوم بالتخلص من جميع الأشياء والأدوات التي كنت تستخدمها في ارتكاب المعاصي والذنوب.
ومن المفيد جداً أن تتوضأ وتحسن الوضوء ثم تصلي ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم :
((مامن رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له )){رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما }. ثم قرأ الآية :( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون ).{سورة آل عمران الآية 135}.
واهتم باسباغ الوضوء كما أمر الله قبل أن تصلي ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم :( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت اظفاره ){ رواه مسلم شرح صحيح مسلم للنوي {3/136}.
وتحاول ان تكثر من الاستغفار وذكر الله في جميع أحوالك وتجتهد في الإكثار من الأعمال الصالحة قدر ماتستطيع لقوله تبارك وتعالى:( إن الحسنات يذهبن السيئات){ سورة هود آية 114}.
وقوله صلى الله عليه وسلم ( واتبع السيئة الحسنة تمحها ) { صحيح الجامع {97}.
وقال تبارك وتعالى (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً){سورة الفرقان آية 70} وتحاول أن تأتي بالأعمال الصالحة خاصة التي ورد فيها نص صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تكفر الذنوب .
وفي الختام نقول لك أخي المسلم إن الله سبحانه وتعالى رحيم كريم عفو غفور أرحم بعباده من الأم بوليدها فأقبل على الله وارجع إليه تائباً مستغفراً نادماً فالله لايتخلى عن عبده إذا جاءه مقبلاً عليه راجياً رحمته التي وسعت كل شيء فلا تسوف التوبة فإنك لاتدري متى يدركك الموت كماأن المعاصي كلما طال عليها الزمن طالت جذورها (ومامثل المسوف إلا مثل من احتاج إلى قلع شجرة فرآها قوية لاتنقلع إلا بمشقة شديدة فقال :أؤخرها سنة ثم أعود إليها وهو لايعلم أن الشجرة كلما بقيت ازداد رسوخها وهو كلما طال عمره ازداد ضعفه وازدادت الشجرة قوة وجذورها تشبعاً فكيف ينتظر ان يغلبها ويقطعها إذا زاد ضعفه وازدادت هي قوة ).
وكما قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي الذي رواه الامام مسلم في صحيحه :( ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ..)
فاسعى إلى الله تائباً والق بنفسك بين يديه سيحانه نادماً على مافعلت فالندم توبة فما ظنك إذا فعلت هذا بمن هو أرحم بعبده من الأم بوليدها فكما يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي :( أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيراً فله وإن ظن بي شراً فله ).{ رواه الإمام أحمد في مسنده (2/319}.
فأحسن الظن بأرحم الراحمين وسر إليه تائباً مستغفراً متيقناً أنه لاملجأ من الله إلا إليه وسارع إلى فعل الخيرات والأعمال الصالحة ورفقة عباده الصالحين وقل كما قال الشاعر
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
أن كان ذايرجوك الا محسنا فبمن يلوذ ويستجير المجرم
ربي دعوتك ماأمرت تضرعا فإذارددت يدي فمن ذا يرحم
أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقبل توبتنا ويجمعنا في جنات عدن التي وعدها للمتقين فلاتتأخر ولاتسوف قال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض اعدت لللمتقين ).جعلني الله وإياك منهم ومعهم في الجنة وصلى الله على عبده ورسوله سيدنا محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هتاف الامجاد
•
جزاكي الله خيرا
الصفحة الأخيرة