((كيف اجعل الزواج عبادة))

ملتقى الإيمان

إن قيمة الإنسان الحقيقية تظهر عندما يجعل ربه تعالى محور حياته، فيجعل كل ذرة من ذرات جسده وكل حركة من حركاته وكل نفس من أنفاسه, يجعل ذلك كله لله الواحد الأحد:


((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))








إنه التجرد الكامل لله وحده بكل خالجة في القلب وبكل حركة في الحياة بالصلاة والاعتكاف،

بالمحيا والممات، بالشعائر التعبدية وبالحياة الواقعية.








إنها العبودية الكاملة، تجمع الصلاة والاعتكاف والمحيا والممات وتخلصها لله وحده رب العالمين المهيمن المتصرف المربي والحاكم للعالمين،

في إسلام كامل لا يستبق في النفس ولا في الحياة بقية لا يعبدها لله,
ولا يحتجز دونه شيئاً في الضمير ولا في الواقع.





فالمسلم والمسلمة يتعبد لله بالصلاة والصوم والحج,

والحجاب والآداب في اللباس والأفراح, والأزياء والأكل والشراب,
والنوم واليقظة والزواج وغير ذلك كثير.....









((نصف.... ونصف)):






انظري إلى رسولنا الكريم عندما اعتبر أن الزواج عبادة يستكمل بها المرء نصف دينه

ويلقى بها ربه على أحسن حال من الطهر والنقاء،
فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال:







"من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي"

، (حسن).








((لهو يحبه الله تعالى)):






لقد قرر كثير من أهل العلم أن الاشتغال بالنكاح أفضل من التخلي لنوافل العبادات لما يشتمل عليه النكاح من المصالح الكثيرة,

حتى أن التحدث في الأمور السهلة بين الزوجين ولو كان حديثاً تافهاً يدخل تحت اسم
(اللهو) مطلوب لإدخال السرور وإشاعة جو البهجة والسعادة.







وقد نبه النبي إلى هذا بقوله:

"كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال؛ مشي الرجل بين الغرضين, وتأديبه فرسه, وملاعبته أهله, وتعليم السباحة
". (صحيح).








فانظري إلى قوله ((لهو)) وقوله ((سهو)) لكن يستثنى منه

ما أدخل السرور على البيت وأزاح الجمود عن العلاقة وأذاب الجليد من الطريق.





((تعاونا على الطاعة)):



تأملي معي اخيتي هذا المشهد الجميل:


قال رسول الله : "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت،

فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصّلت،
وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء" (صحيح الجامع)






هذا الحديث يدل على أنه لكل من الرجل والمرأة دوراً في إصلاح صاحبه

وحثه على طاعة الله عز وجل؛ لأن العلاقة بينهما في الأصل علاقة إيمانية
تتشابك فيها الأيدي سعياً لطاعة الله فإذا كلّت يد ساعدتها الأخرى، وهي من باب قوله تعالى:








((قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ))



فكل من الزوج والزوجة عبد لله, يسعى لطاعة الله,

ويعين كل واحد شريكه الآخر على عبادة الله وطاعته.







ولا ننسى هنا أن نذكر موقف السيدة خديجة من زوجها محمد

فقد قامت بدور كبير لنشر دعوة الرسول فكانت تساعده
وتثبته وتبشره وتسعى لإدخال السكينة والطمأنينة على نفسه،
حتى قال عنها الرسول بعد موتها:
"آمنت بي إذا كفر الناس، وصدقتني إذا كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس".





((كيف اجعل الزواج عبادة..؟)):





وهنا علينا ترجمة وتلخيص ما ذكرناه في المقال بشكل عملي عندما نجيب عن هذا السؤال،

كيف نجعل الزواج عبادة وطاعة نبتغي بها رضا الله عز وجل ؟







وفيا يلي الإجابة الشافية فاقرأي باهتمام- رعاك الله- ما يلي:.....




:.....





1- احتسبي النية قبل الزواج، واجعليه خالصاً لوجه الله، يقول رسولنا "

إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" متفق عليه.





فكل فعل لك في هذه الحياة سواء كان طاعة مشروعة، أو عملاً مباحاً إذا ابتغيت به مرضاه الله عز وجل، فإنه عبادة تثاب عليها من الله عز وجل وهنا يأت الربط بين العبادة والزواج، يوضحه لنا رسولنا الكريم في أكثر من موضع منها:
أن المسلم عندما يأتي شهوته المباحة يؤجر عليها وتكون له صدقة، يقول صلى الله عليه وسلم: ((وفي بضع أحدكم صدقة)) فتعجب الصحابة من ذلك، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) رواه مسلم.
- امتثال أمر الله ورسوله الذي هو غاية سعادة العبد في الدنيا والآخرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم) .





2- نحن بالزواج نكون سبباً لتكوين أسرة مسلمة تذكر الله وتطيع الله

وتتربى على تعاليم الإسلام، وقد يخرج منها من يرفع كلمة الله,
انظر إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم قال:
((والذي نفسي بيده إني لأكره نفسي على الجماع بغية أن يخرج
الحق تعالى من ظهري نسمة تسبح بحمده وتذكره))

وذكر الله هو أعلى مراتب القرب قال تعالى:








واعلمي أن الزواج مهما بلغت أهميته فإنه وسيلة لتحقيق العفة

والسعادة الاستقرار وعبادة الله،
وليس غاية في حد ذاته يحيا من أجلها الإنسان.




تعبدي إلى الله بزواجك كما تتعبدين الله بالشعائر التعبدية

كالصلاة والصيام،
فاصنعي رسالة لنفسك في الحياة ألا وهي إرضاء الله تعالى،
والزواج نوع من العبادة التي يقوم بها المسلم مع باقي أنشطة حياته.


فإذا قـَـصـَـرت المرأة معنى العبادة على الركوع والسجود فحسب فاتها الأجر العظيم .
لأنها تتصور أن العمل في البيت وخدمة الزوج وحسن المعاشرة وتربية الأولاد تظن أن ذلك كله ليس من العبادة في شيء .
وهذا قصور في تصوّر العبادة .



فأنت أخيه في عبادة ما دمت في خدمة زوجك وبنيك
طالما أنك في طلب مرضاته
وما زلت في إحسان معاشرته

فهنيئاً لك الأجر في قـعــر بيتك بشرط :
احتســــــــــــــاب الأجــــــــــــــر
و
إحســـــــــــــان النيّــــــــــــة

ختامــــــــــــــــــــــــــ ـــاً :
لا أُعـدم منك دعوة بظهر الغيب
10
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنت الفنطاس
بنت الفنطاس
كلام جميل وجزاكى أللة خير يفرحنى ان اكون اول من رد
ـ أم ريـــــم ـ
اللهــــــمـــ


اجعــلهــــا ممـــن يــــورثـــونــ الجـــنــانــ


ويبــشــــرونــ بــروحـــــــ وريـحــــــــانــ


وربـــ راضـــ غيــــــر غضــــبــــــــانـــ



طــــرحــ جــدا قيــــمــ وهـــادفــــ


جزيــــــتــــيـــ الفـــــــردوســ ووالــــديــــكــ


أختــــكــــمــ ...أمـــــ ..ريـــــــمـــ





ام نووووري
ام نووووري
اسعدني مروركم جزيتم خيرا
همسات الوادي
همسات الوادي
سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر
جزاكي الله خير
هلو القمر
هلو القمر
سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر جزاكي الله خير
سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر جزاكي الله خير
سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر
جزاكي الله خير