كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم
عبر التاريخ؟!
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} .
قصة كسرى وقيصر المشهورة مع النبي صلى الله عليه وسلم
جديرة بالتأمل، فقد كتب إليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فامتنع
كلاهما من
الإسلام، لكن قيصر أكرم كتاب النبي
صلى الله عليه وسلم، وأكرم رسوله، فثبت الله ملكه، وكسرى مزق
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله الله بعد قليل، ومزق ملكه كل
ممزق،
ولم يبق للأكاسرة ملك.
وكان من أثر ذلك ما ذكره السهيليُ أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من
ذهب تعظيمًا له،
وهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة، ثم
كان عند
سبطه، فحدثني بعض أصحابنا أن عبد الملك بن سعد
أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب، فلما رآه
استعبر، وسال أن يمكنه من تقبيله فامتنع.. ثم ذكر ابن حجر عن سيف الدين
فليح
المنصوري أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب، فأخرج منه مقلمة
ذهب، فأخرج
منها كتابًا قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خِرقَة حرير، فقال: هذا كتاب
نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا
الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظمه ونكتمه عن
النصارى
ليدوم الملك فينا.
وإليكم هذا الخبر
العجيب!
كان أبو
لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام،فقال ابنه عتبة:
والله لأنطلقن إلى محمد ولأوذينّه في ربه سبحانه
وتعالى، فانطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد (هو يكفر)
بالذي
دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك".
ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه فقال: يا بني ما قلت
له؟ فذكر له ما قاله، فقال: فما قال لك؟ قال: قال:
"اللهم سلط عليه كلبًا من
كلابك". قال: يا بني، والله ما
آمن عليك دعاءه!
فساروا حتى نزلوا بالشراة وهي أرضٌ كثيرة الأسد،
فقال: أبو لهب إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي، وإن هذا الرجل قد دعا على ابني
دعوة
والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة وافرشوا لابني عليها ثم
افرشوا حولها، ففعلنا، فجاء الأسد فشمَّ وجوهنا فلما لم يجد ما يريد تقبض فوثب
وثبة، فإذا هو فوق المتاع فشمَّ وجهه ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه!! فقال أبو
لهب: قد عرفت أنه لا يتفلت من دعوة محمد!!
وذكر الكتانيّ أنه ظهر
في زمن الحاكم رجلٌ سمّى نفسه هادي
المستجيـبـين، وكانوا يدعون إلى عبادة الحاكم، وحُكيَ عنه أنّه سبَ
النبيّ صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصفح، فلما ورد مكة شكاه أهلها إلى
أميرها،
فدافع عنه، واعتذر بتوبته، فقالوا: مثل هذا لا توبة له! فأبى، فاجتمع الناس عند
الكعبة وضجوا إلى الله، فأرسل الله ريحًا سوداء حتى أظلمت الدنيا، ثم تجلت
الظلمة
وصار على الكعبة فوق استارها كهيئة الترس الأبيض له نور كنور الشمس، فلم
يزل كذلك
ترى ليلاً ونهارًا، فلما رأى أمير مكة ذلك أمر بـ"هادي المستجيبين" فضرب عنقه
وصلبَه.
وذكر القاضي عياض قصة عجيبة لساخر
بالنبي صلى الله عليه وسلم! وذلك أن فقهاء القيروان وأصحابَ سحنون أفتوا بقتل
إبراهيم الفزاري وكان شاعرًا متفننًا في
كثير من العلوم، وكان يستهزئ بالله وأنبيائه ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم،
فأمر
القاضي حيى بن عمر بقتله وصلبه، فطُعن بالسكين وصُلب مُنكسًا، وحكى بعضُ
المؤرخين
أنه لما رُقعت خشبته، وزالت عنها الأيدي استدارت وحوَّلته عن القبلة فكان آيةً
للجميع، وكبر الناسُ، وجاء كلبٌ فولغ في دمه!!
وحكى الشيخ العلامة أحمد شاكر أن خطيبًا فصيحًا مفوهًا أراد أن يثني على أحد
كبار المسؤولين لأنه احتفى بـ طه حسين
فلم يجد إلا التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال في خطبته: جاءه
الأعمى
فما عبس وما تولى!!
قال الشيخ أحمدُ: ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه
في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله لقد رأيته بعيني رأسي ـ
بعد
بضع سنين، وبعد أن كان عاليًا منتفخًا، مستعزًا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء ـ
رأيته مهينًا ذليلاً، خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال
المصلين
يحفظها في ذلة وصغار!!
لا إله إلا الله.
صدق الله..
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ }
وليعلم أن كفاية الله لنبيه ممن استهزأ به أو آذاه
ليست مقصورة على إهلاك هذا المعتدي بقارعة أو نازلة.
بل صور هذه الكفاية والحماية متنوعة
متعددة..
فقد يكفيه الله عز وجل بأن يسلط على هذا المستهزئ
المعتدي رجلاً من المؤمنين يثأر لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما حصل في قصة
كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يهجو
النبي صلى الله عليه وسلم، واليهودية
التي كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم فخنقها رجل حتى ماتت
وأم الولد التي قتلها
سيدها الأعمى لما شتمت النبي صلى الله عليه وسلم
وأبي جهل إذ قتله معاذ ومعوذ لأنه كان
يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخطْمية التي هجت النبي صلى الله
عليه وسلم فانتدب
لها رجل من قومها , وأبي عَفَك اليهودي الذي هجا النبي صلى الله عليه
وسلم فاقتصه سالم ابن عمير ، وأنس بن
زُنَيم الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم فشجه غلام من خزاعه
وسلام ابن أبي الحقيق إذ ثأر للنبي صلى الله عليه وسلم منه
عبد الله بن عتيك وصحبه
ونقل عن أصحاب المغازي أن هاتفًا هتف على جبل أبي قبيس بشعر فيه تعريض
بالنبي صلى الله عليه وسلم، فما مرت ثلاثة ايام حتى هتف هاتف على الجبل
يقول:
نحن قتلنا في ثلاث مسعرا إذ سفه الحق وسن المنكرا
قنّعتُهُ سيفًا حسامًا مبتـرا بشتمـه نبينـا
المطهـرا
ومسعر
ـ كما في الخبر ـ اسم الجني الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن صور كلاءة الله لنبيه ممن تعرض له بالأذى أن
يحول بين المعتدي وبين ما أراد بخوف يقذفه في قلبه، أو ملك يمنعه مما أراد.. وقد
روي أن غورث بن الحرث قال لأقتلن
محمدًا، فقال له أصحابه، كيف تقتله؟ قال: أقول له أعطني سيفك، فإذا أعطانيه
قتلته
به. فأتاه فقال: يا محمد أعطني سيفك أشمّه، فأعطاه إياه فرعدت يده، فسقط
السيف،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حال الله بينك وبين ما تريد"
للمــــــــــــــــــوضـــــــوع بــــــــــــقـــــــــيــــــــــه
قمر بني هاشم @kmr_bny_hashm
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جروح تنزف أحزاني
•
جزاك الله كل خيرأخيه ونفع بك المسلمين ووفقك لما يحب ويرضى ويسر أمرك اللهم آمين ...
جروح تنزف أحزاني :جزاك الله كل خيرأخيه ونفع بك المسلمين ووفقك لما يحب ويرضى ويسر أمرك اللهم آمين ...جزاك الله كل خيرأخيه ونفع بك المسلمين ووفقك لما يحب ويرضى ويسر أمرك اللهم آمين ...
شاااكره مرورك يالغاليه
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك
حرم وجهك النار ورزقك الفردوس الاعلى
ادعيلي بتفريج الهم اكاد اختنق
حرم وجهك النار ورزقك الفردوس الاعلى
ادعيلي بتفريج الهم اكاد اختنق
الصفحة الأخيرة