لنتأمل
قد يقول من من يقرأ هذه التجربة بأنه ليس فيها كبير فائدة ، لكن إن أمعن النظر في واقع بعض الأسر والزوجات على وجه الخصوص ، وما يعانينه من قلة احترام أزواجهن لهن ، وكثرة إهانتهن بالكلام البذيء حتى أمام الأبناء والأهل ليدرك بحق أهمية هذه التجربة .
إحدى الزوجات كانت تبكي كثيراً إذا واجهت مثل هذا التصرف من زوجها ، ومن أبنائها أيضاً . وكانت دائماً تتمنى لو يهدي الله أبناءها على الأقل ، ولكن لم تبذل أي جهد في إصلاح الوضع ، بل إذا غضبت تفوهت هي أيضاً بهذه الألفاظ على أبنائها ، وأصبح لسانها كالبركان يقذف حمماً من شدة الغضب ، وحين حثثتها على محاولة إصلاح الوضع وتغيير الزوج ، قالت : بيأس وحرقة : خلاص هذا رجل ، والرجال ميؤس منهم ، وتركت حياتها تعج بالغثاء .
بل لم تصدق هي مع الله فتطهر فمها من هذه الألفاظ ولو صدقت مع الله لأعانها ووفقها ولو أحسنت الظن بالله وتوكلت عليه وعلمت بأنه لا يأس مع الله ، وأنه على كل شيء قدير ، قادر على أن يحيل الصخر ماء بعظيم قدرته ؛ لما يئست بل عملت وكلها ثقة بما عند الله ، ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .
ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .. كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : "يُسْلم حمار عمر ولا يُسلم عمر" أي نصدق بأن حمار عمر بن الخطاب يسلم ونتوقع ذلك ولا نتوقع إسلام عمر ولا نصدقه ، فهو أمر مستحيل ؛ وذلك من شدة يأسهم منه ، فلما سمعهم رسول الله الذي يعلم بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . قال : "اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين " يقصد عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب . ليُعلم صحابته بأن لا ينظروا في كل أمر إلى قدرة البشر وحالهم ، وإنما ينظرون إلى قدرة الله تعالى ، فيعلمون وهم يتطلعون إلى قدرة الله دون أن ينظروا بيأس إلى أسباب البشر .
وبعد ...
وبعد قراءتك لهذه القصص التي حوت تجارب واقعية مؤكدة :
هل لك أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة : وتسأليها بعد أن أعياها كثرة الشكوى والأنين من هذا الزوج الذي لم تجدي فيه ما كانت تتمنين – هل أنت يا نفس سائرة في طريق الإصلاح والتغيير الذي تحملين به كما يحب الله ورسوله لا كما تهوين أنتِ ؟!
وكما هو طريق الحكمة والموعظة الحسنة ؟!
وكما هو ملائم لفطرة الرجل التي فطره الله عليها والتي تجهلينها أنتِ ؟!
أم أنك تسيرين منذ أمد بعيد في طريق وعرة مظلمة خطتها يد الهوى ، وضلال الجهل ، والغفلة عن كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، وغواية وسائل الإعلام الفاسدة ، ونصائح مرافقة سيئة جاهلة تلبس ثياب الرفيقة المشفقة الناصحة ؟!!
فتشي في أوراقك جيداً ومحصيها ، ثم إذا أحببت طريق النجاح ورغبت السير فيه : ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ ، واجعلي بداية الطريق ومنتصفه ونهايته مع الله .
واجعلي أهازيجك وأنت تسيرين في هذا الطريق هذه الآيات التي ترددينها وتتسلين بها وتثبتين بها أوتاد قلبك كلما أوشكت أوتاده على السقوط :
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: من الآية134] .
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾[فصلت: من الآية34]
﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: من الآية153] .
﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: من الآية10] .
﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾[يوسف: من الآية87]
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: من الآية60] .
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[ الرعد : من الآية11] .
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: من الآية30] .
وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمة سيكون لك عبداً ...
لنتأمل
قد يقول من من يقرأ هذه التجربة بأنه ليس فيها كبير فائدة ، لكن إن أمعن النظر في واقع بعض...
قد يقول من من يقرأ هذه التجربة بأنه ليس فيها كبير فائدة ، لكن إن أمعن النظر في واقع بعض الأسر والزوجات على وجه الخصوص ، وما يعانينه من قلة احترام أزواجهن لهن ، وكثرة إهانتهن بالكلام البذيء حتى أمام الأبناء والأهل ليدرك بحق أهمية هذه التجربة .
إحدى الزوجات كانت تبكي كثيراً إذا واجهت مثل هذا التصرف من زوجها ، ومن أبنائها أيضاً . وكانت دائماً تتمنى لو يهدي الله أبناءها على الأقل ، ولكن لم تبذل أي جهد في إصلاح الوضع ، بل إذا غضبت تفوهت هي أيضاً بهذه الألفاظ على أبنائها ، وأصبح لسانها كالبركان يقذف حمماً من شدة الغضب ، وحين حثثتها على محاولة إصلاح الوضع وتغيير الزوج ، قالت : بيأس وحرقة : خلاص هذا رجل ، والرجال ميؤس منهم ، وتركت حياتها تعج بالغثاء .
بل لم تصدق هي مع الله فتطهر فمها من هذه الألفاظ ولو صدقت مع الله لأعانها ووفقها ولو أحسنت الظن بالله وتوكلت عليه وعلمت بأنه لا يأس مع الله ، وأنه على كل شيء قدير ، قادر على أن يحيل الصخر ماء بعظيم قدرته ؛ لما يئست بل عملت وكلها ثقة بما عند الله ، ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .
ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .. كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : "يُسْلم حمار عمر ولا يُسلم عمر" أي نصدق بأن حمار عمر بن الخطاب يسلم ونتوقع ذلك ولا نتوقع إسلام عمر ولا نصدقه ، فهو أمر مستحيل ؛ وذلك من شدة يأسهم منه ، فلما سمعهم رسول الله الذي يعلم بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . قال : "اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين " يقصد عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب . ليُعلم صحابته بأن لا ينظروا في كل أمر إلى قدرة البشر وحالهم ، وإنما ينظرون إلى قدرة الله تعالى ، فيعلمون وهم يتطلعون إلى قدرة الله دون أن ينظروا بيأس إلى أسباب البشر .
وبعد ...
وبعد قراءتك لهذه القصص التي حوت تجارب واقعية مؤكدة :
هل لك أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة : وتسأليها بعد أن أعياها كثرة الشكوى والأنين من هذا الزوج الذي لم تجدي فيه ما كانت تتمنين – هل أنت يا نفس سائرة في طريق الإصلاح والتغيير الذي تحملين به كما يحب الله ورسوله لا كما تهوين أنتِ ؟!
وكما هو طريق الحكمة والموعظة الحسنة ؟!
وكما هو ملائم لفطرة الرجل التي فطره الله عليها والتي تجهلينها أنتِ ؟!
أم أنك تسيرين منذ أمد بعيد في طريق وعرة مظلمة خطتها يد الهوى ، وضلال الجهل ، والغفلة عن كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، وغواية وسائل الإعلام الفاسدة ، ونصائح مرافقة سيئة جاهلة تلبس ثياب الرفيقة المشفقة الناصحة ؟!!
فتشي في أوراقك جيداً ومحصيها ، ثم إذا أحببت طريق النجاح ورغبت السير فيه : ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ ، واجعلي بداية الطريق ومنتصفه ونهايته مع الله .
واجعلي أهازيجك وأنت تسيرين في هذا الطريق هذه الآيات التي ترددينها وتتسلين بها وتثبتين بها أوتاد قلبك كلما أوشكت أوتاده على السقوط :
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ ] .
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾]
﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ البقرة: من الآية153] .
﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ الزمر: من الآية10] .
﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾]
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ غافر: من الآية60] .
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾] .
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ ] .
وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمة سيكون لك عبداً ...