إن مسألة الحفاظ على النفس من التدهور أو الولوج في متاهات من الأخطاء أو الوقوع في أمور لايحمد عقباها من الأمور التي ينبغي على المرء أن يحرص على أن ينتبه لذاته ويعيرها اهتماما يجعلها في مصاف حسن دوما ويحافظ على ديدن نفسي سليم يتوافق بها مع ذاته الحقيقيه التي قد ينساها في مشاغل الحياة ويجد أنه قد فقد من نفسه ماكان مداوما عليه من عادات ايجابيه أو تحليه بصفات حسنه خاصة إن وقــع تحت وطأة ظروف منعته من أن يحافظ على نفسه أو كانت لها تأثير سلبي على مجريات أموره المختلفة مما غير من شخصيته وفكره من الحسن إلى الخطأ أو تبدل حاله من الجميل إلى الرديء واننا نحتاج أن نعمق ثقافة الحفاظ على النفس لأن الانسان له أحقيته في أن يعيش مستقلا بذاته متمكنا من السيطرة عليها دون أن يكون هناك ضغط من أحد عليه أو أن يكون هناك ظروف تحول دون أن يحقق ذاته على الوجه الأكمل والأحســن ، وان النفس لتحتاج أن تمارس مهارات وطرق للحفاظ عليها وعلى ملكاتها ومواهبها وعلى امكانياتها وقدراتها المختلفة حتى لايفقد الانسان بهائه ورونق جماله الشخصي الذي يتحقق بانجازاته التي تتوافق مع روحه وما يأمل به ويحلم أن ينجزه ويعيشه في واقعه ، ومع كثرة الانشغالات أو الضغوطات تضيع النفس وسط شتى الميادين ناسية اهتماماتها التي ينبغي أن تحافظ عليها وتتشتت في مختلف الأحداث التي قد تنسي المرء مهماته الأساسية وطرق تهدأ من قلقه أو انزعاجه وتحافظ على سلامة وعيه وحسن ادراكه وتعاطيه مع معطيات السعادة التي قد لايجدها عندما لايجد لذاته قيمة وتضيع حقوقه في المحافظة عليها
وهنا سنبين لكم الوسائل التي تعين المرء على أن يحافظ على نفسه وعلى نفسيته الرائعة التي يجدها وسط انشغاله الحقيقي بذاته وادراكه لحجم المهمة التي ينبغي أن يبذلها في سبيل الحفاظ على قدر من امكانياته ومواهبه التي يقيم بها نفسه أنه مازال في بهاء شخصي وتألق وتميز ذاتي يحقق له مكانه يسعد بها بحفاظه عليها ..
وكثيرا ما نسمع من مثقفين أو متعلمين مفهوم المحافظة على النفس من دون أن يتأتى لنا تطبيقه في واقع الحياة بممارسات واقعيه وعمليه تساعدنا على المحافظة
لذلك أحببت أن أطرح لكم هذا الموضوع عن الحفاظ على النفس وكيفيته فالنفس تحتاج لعناية فائقة بخطوات مدروسة وبطرق عمليه نستطيع أن نمارسها ..
- احرصي على الحفاظ على كرامتك وعلى هيبة شخصيتك فلاتسمحي لأحد أن يهينك أو يجرحك أو يؤذيك ذلك أحرى بأن تجدي لنفسك حبا وقدرا من الثقة والاستمرار نحو التقدم والتغيير للأحسن لأنك قد احترمتي ذاتك .
- حافظي على صداقاتك وعلاقاتك التي قد اخترتيها خاصة أصدقاء الدراسة أو الاخوة في الله هؤلاء تمسكي بهم مهما كثرت انشغالاتك أو زادت همومك لانك بذلك تحافظي على حياة روحك وسعادتها المرتبطة بمن تحبين .
- مارسي يوميا شيئا لذاتك تحبيه مثلا قراءة كتاب أو ممارسة هواية محببه أو رياضه أو خلطة تحافظين بها على نقاء بشرتك أو محادثة من تحبين أو مكافأة نفسك بتنزه أو اعطاء الآخرين مما قد يضيف لك معزة في قلوبهم عطاء ماديا أو معنويا ، أو اضافة لمسات لمنزلك أو تغيير روتين معين .
- حافظي على هواياتك وقدراتك ومواهبك التي حباك المولى بها ان لم تجدي المساحة لممارستها بشكل دائم حاولي أن تمارسيها ولو يوم بالأسبوع فالبعض تهوى الطبخ والبعض تهوى غزل الصوف والبعض تحب التعلم أو الحفظ والبعض تهوى التصميم حاولي أن تخلقي لك جوا خاصا بك تحافظي فيه على ملكاتك التي وهبك المولى إياها وتحققي بها شيئا لنفسك .
- تخلصي من مشاعر القلق والتوتر والاكتئاب بشكل دائم فرغي هذه المشاعر ان داهمتك فورا بممارسة شيئا تحبيه أو بتركها وعدم الاسترسال معها المهم أن تحافظي علة نفسيتك مشرقة ومتألقه وسعيدة على الدوام دون ارهاق أو ضغط يؤثر عليك سلبا ويؤثر على تعاطيك ومجريات حياتك .
- ان شعرت أنك قد نسيتي ذاتك في زخم الحياة حاولي الرجوع لعادة قديمة شاهدي فيلما كرتونيا كنت تحبينه في الطفولة ، العبي مع أطفالك أو اخوانك لعبة ترفهين بها عن نفسك وتستعيدين بها ذكرياتك الطفوليه التي تثير لديك الحماس وتستعيدين بها طاقتك وقوتك وتتداركين بها شيئا من نفسك .
- احرصي على تحسين علاقتك بأمك وأبيك فهما من يفهمانك ويقدرانك وأحسني لمن حولك تجدي لذة للعطاء وجمال في المشاعر ترين بها الآخرين بمنظور يحفظ لك حسن صلتك وتفاعلك المستمر معهم باحسان متبادل مثمر.
- احرصي على الحفاظ على صفاتك الشخصية فأنت جميلة كما أنت بصفاتك وتقبليها وأحبي ذاتك ليتقبلك الآخرين ويحبوك وان واجهتي عيبا في شخصيتك أو تعرضتي لانتقاد لا تغضبي حاولي أن تغيري برفق وأن تتقبلي أن لكل منا عيوبا يستطيع أن يعدّلها ويغيرها ويحفظ بها لنفسه جمالا ذاتيا .
- اكتشفي مزاياك وطوريها وحاولي أن تستشفي من نفسك الأمور التي تبدعين بها وحاولي تنميتها لكي تحافظي على قدر من العطاء لنفسك والآخرين .
- تناولي الغذاء المفيد الصححي الذي يقدم لجسمك احتياجاته ، وحاولي الحفاظ على رشاقتك فلها أثر كبير في الحفاظ على نفسيتك وأدائك لمختلف المهام .
- أخيرا حافظي على دينك وصلتك بربك فبها تجدين السعادة والاتصال القلبي الذي يحقق لك الاطمئنان والهدوء النفسي وتجدين لذة للحياة بتحقيق العبودية.