كيف تتحمل أذىى الآخرين !!!

الأسرة والمجتمع

كيف تتحمل أذى الآخرين ؟


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

ويعين العبد على هذاالصبر عدة أشياء:



1 أن يشهد أن الله -سبحانه وتعالى- خالق أفعال العباد؛ فانظرإلى الذي سلَّطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تسترِح من الهمِّ والغمِّ.



2- أن يشهد ذنوبه، وأنَّ الله إنما سلطهم عليه بذنبه، وإذا رأيت العبد يقع في الناسإذا آذوه، ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار؛ فاعلم أنَّ مصيبته حقيقية، وإذاتاب واستغفر وقال هذا بذنوبي؛ صارت في حقِّه نعمة.



3- أن يشهد العبد حُسنالثواب الذي وعده الله لمن عفا وصَبر، كما قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍسَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُلَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} ].



4- أن يعلم أنَّه ما انتقم أحدٌ قطُّلنفسه إلا أورثه ذلك ذلًا يجده في نفسه، فإذا عفا؛ أعزه الله –تعالى-.



وهذا مماأخبر به الصادق والمصدوق، حيث يقول: (ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا)، فالعزُّالحاصل له بالعفو أحبُّ إليه وأنفع من العزِّ الحاصل له بالانتقام، فإنَّ هذا عِزٌّفي الظاهر، وهو يُورِث في الباطن ذلًّا، والعفو ذلٌّ في الظاهر، وهو يُورِث العزَّباطنًا وظاهرًا.



5- وهي من أعظم الفوائد: أن يشهد أنَّ الجزاء من جنس العمل،وأنه نفسه ظالمٌ مذنب، وأن من عفا عن الناس؛ عفا الله عنه، ومن غَفَر لهم؛ غفر اللهله.



6- أن يعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسه بالانتقام وطلب المقابلة؛ ضاع عليه زمانه،وتفرَّق عليه قلبُه، وفاته من مصالحه ما لا يمكن استدراكه، ولعلَّ هذا أعظم عليه منالمصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفا وصفح؛ فرغَ قلبُه وجسمهُ لمصالحه التي هيأهمُّ عنده من الانتقام.



7- أنه إن أوذي على ما فعله لله، أو على ما أُمِر بهمن طاعته، ونهي عنه من معصيته؛ وجب عليه الصبر، ولم يكن له الانتقام، فإنَّه قدأُوذِي في الله، فأجره على الله، فإنه من كان في الله تَلَفُهُ؛ كان على اللهخَلَفُه.



8- أن يشهد معيَّة الله ومحبته له إذا صبر.
ومن كان الله معه؛ دفععنه أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفعه عنه أحد من خلقه، قال تعالى: {وَاصْبِرُواْإِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ، وقال تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّالصَّابِرِينَ} ].

9-
أن يعلم أنَّه إن صبر؛ فالله ناصره ولابد؛ فالله وكيل من صبر، وأحال ظالمه على الله، ومن انتصر لنفسه؛ وكَلَه الله إلىنفسه، فكان هو الناصر لها، فأين من ناصِرُه الله خير الناصرين إلى من ناصِرُه نفسهأعجز الناصرين وأضعفه؟


10- أنَّ من اعتاد الانتقام ولم يصبر؛ لا بد أن يقع فيالظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما ولا إرادة، وربماعجزت عن الاقتصار على قدر الحق؛ فإن الغضب يخرُجُ بصاحبه إلى حدٍّ لا يعقل ما يقولويفعل، فبينما هو مظلوم ينتظر النَّصرَ والعزَّ، إذ انقلب ظالمًا ينتظر المقتوالعقوبة.



11- أن هذه المظلمة التي ظُلِمها هي سببٌ لتكفير سيئته، أو رفعدرجته، فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفِّرة لسيئته ولا رافعة لدرجته.



12- أنهإذا عفا عن خصمه؛ استشعرت نفس خصمِه أنه فوقه، وأنه قد ربح عليه، فلا يزال يرى نفسهدونه، وكفى بهذا فضلًا وشرفًا للعفو.

المرجع: الوصية الصغرى لشيخ الإسلامابن تيمية -رحمه الله-
شرح وتحقيق الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد -حفظهالله-


5
827

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سمو انسانه...
سمو انسانه...
جزاك الله خيرا
الرحيق المختوم8
وإياك غاليتي
تعبت المعاناة
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع فكلنا في حاجته
N نادرة الوجود
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا
+ ام ادم
+ ام ادم
يسلمو