كيف تتملكين فضيلة الصمت

عزيزتي :
هل آذتك كلمة قاسية صدرت عن جارتك .. أو زميلتك أو غيرهما من النساء .. ووجدت نفسك تردّين عليها بكلمةٍ قاسية وأقوى ؟
ألست معي في أن الأفضل عدمُ الرد عليها وإهمالها وتجاهلها ؟ وقد تردين قائلة : كيف تريديني أن أسكت .. وهي البادئة ؟ ألا يمكن أن تفسري سكوتي ضعفاً وعجزاً عن الردِّ عليها ؟ وأقول لك مطمئنةً : ثقي أن سكوتك ليس عجزاً .. بل هو في منتهى القوة وتأكدي أنك الرابحة بصمتك . وإليك الدليل :
أولاً كل كلمة ينطق بها الإنسان مسجله له أو عليه . فإذا كانت صاحبة الكلمة القاسية قد ظلمتك فيها فإن الكلمة ستسجل عليها ، وسيسألها الله عنها ، ويكون لك عليها حق يوم القيامة فتأخذين مقابل هذه الكلمة من حسناتها ، أو يطرح من سيئاتك عليها .
قال رجل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : والله لأسبنك سبا يدخل معك القبر . فقال له الصديق : يدخل معك لا معي .
ثانياً : إذا كانت هذة الكلمة القاسية قد وجهت إليك في مجلس يضم عدداً من النساء . فتأكدي أنهن سيقفن في صفك ، وسيتصدين لمن تلفظت بتلك الكلمة . وسيلمنها عليها .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : حلمك على السفينه .. يكثر أنصارك عليه .
ثالثاً : عدم ردك على تلك الكلمة قد يخجل صاحبتها ، وبخاصة إذا قابلت كلمتها القاسية بكلمة طيبة . مثل أن تقولي لها : الله يسامحك .
شتم رجل الشعبى .. فرد عليه بقوله : إن كنت صادقاً فغفر الله لي ، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك . وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : إذا سمعت الكلمة تؤذيك .. فطأطئ لها حتى تتخطاك ...

=======================
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول عز وجل ( أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )