كيف تجعلينها تجربة ناجحة لطفلك ....؟ ألو.. ألو.. من يتحدث معي؟

ليس هناك من أم لا تتحدث عن أسئلة طفلها التي لا تنتهي عن كل ما يراه حوله منذ الطفولة المبكرة، فهو يسأل عما يراه وعن معناه وعن الاستفادة منه وكيفية عمله؟

الاجابة المرضية لفضول الطفل سوف تسهل الكثير في المراحل المقبلة. ومن الطبيعي والمتوقع ان تبدأ اسئلة طفلك عن الهاتف عندما يبلغ الرابعة او الرابعة والنصف من عمره، اذ سيكون باستطاعته قراءة الارقام بسهولة، وبمساعدتك يمكنه ان يضغط على ازرار الهاتف للاتصال برقم ما.

ولأن استخدام الهاتف يتعلق بالسلوك، فإن امامك فرصة ليكتسب طفلك منذ البداية عادة ايجابية في كيفية استخدام الهاتف وآداب الحديث من خلاله.


معنى الهاتف

انها ليست فقط عملية الاتصال والضغط على ازرار الهاتف للتحدث مع الطرف الآخر، فمن المهم الشرح للطفل عن معنى هذا الجهاز واستخداماته وما هي اهميته فهو يعرف مثلا بأن السكين تقطع الطعام، والسيارة تنقلنا من مكان لآخر، وجهاز التلفزيون نشاهد فيه برامجنا المفضلة، والآن الهاتف وهو للتحدث مع الآخرين، لكن كلمة التحدث مع الآخرين تعني الكثير وعلى الأم ارشاد طفلها ان معنى الحديث في الهاتف يختلف عن وجود الشخص الآخر والتحدث اليه وجها لوجه.

وخبيرة التربية في مؤسسة الصحة البريطانية «دريدوري سميث»، تقول عن اهمية اكتساب الطفل الاسلوب الصحيح في استخدام الهاتف فقالت: لا بد ان ينعكس ذلك على الطفل، وهذا يعني انه اذا كان الطفل يشاهد والديه يكثران من الثرثرة على الهاتف، فإنه يفهم بأن هذا الجهاز مخصص للثرثرة وليس من المنطق ان نقول له عندما يود التحدث مع احد من اصدقائه ان لا يطيل الحديث، فالطفل سيقارن في هذه الحالة بين ما يطلبونه منه وبين طريقتهم في التحدث عن طريق الهاتف. ان تصرفا كهذا سيجعل الطفل يستهين ببعض التوصيات التي يوصيها الاهل، بالاضافة الى انه سيخلخل قدرته في التمييز بين فوائد بعض الاجهزة وكيفية الاستفادة منها.


الاستخدام الصحيح

عندما تبدأين بملاحظة قدرة طفلك على قراءة الارقام بصورة صحيحة، يمكنك البدء بتدريبه على استخدام الهاتف، فباستطاعتك رفع السماعة والطلب من طفلك ان يضغط على ازرار الهاتف للاتصال برقم ما.. اذكري له الرقم ودعيه يضغط على الزر، ثم اجعليه يستمع اليك وانت تتحدثين ملقية بالسلام اولا ومسترسلة بالحديث، ثم الختام بالسلام ايضا، وبعبارات رقيقة ومهذبة. وقبل هذا العمر، باستطاعتك ان تطلبي من طفلك الاصغر، في سن الثالثة مثلا، ان يضغط على زر الهاتف وانت تذكرين الرقم وتؤشرين له اين يضع اصبعه، فهذا سيساعده على تعلم الارقام بصورة اسرع.

الامر لن يقتصر على الضغط على الازرار، بل سيتعداه الى اسلوب الحديث والقاء السلام، تحدثي دائما بصوت واضح وبعبارات منظمة وتذكري بأن طفلك يضعك في تلك اللحظات تحت المجهر. لا بد وان طفلك يمر بمرحلة يكون اصراره فيها كبيرا على الرد عندما يرن الهاتف ويطلب الحديث. لذا فإن تعليم الطفل الطريقة السليمة في الحديث، من الامور المهمة جدا ومن


اهم النصائح التي تشكل دليلا ناجحا:
* عندما يتصل شخص ما دعي طفلك يرفع سماعة الهاتف ويرد وقفي بالقرب منه، وعلميه ان يجيب على التحية لمن يلقيها عليه ويسأل عن المتحدث.

* علميه اذا كان المتصل يود الحديث مع احد افراد الاسرة ان يقول له لحظة من فضلك ويضع سماعة الهاتف مفتوحة ويذهب لينادي الشخص الذي يرغب المتصل في الحديث معه.

* نبهي طفلك ان لا ينادي بصوت عال، اذا كان الشخص غير موجود في البيت فعلميه ان يقول مثلا: (آسف، فلان غير موجود، من المتحدث؟).


الهاتف العمومي

استخدام الهاتف العمومي سيأتي في مرحلة متقدمة ولن تكون قبل ان يصل الطفل الى عمر السابعة على اقل تقدير، حيث باستطاعته وضع النقود في جهاز الهاتف العمومي والتمييز بين الاشارات الصوتية التي يسمعها، كأن يرن الهاتف او يصدر اشارة بأن الخط مشغول، كذلك انتظار الطفل دوره اذا كان هناك من يستخدم الهاتف قبله من الامور المهمة جدا، وعلى الاهل الحرص على تعليمها للطفل، مع التأكيد على التحدث بصوت منخفض والاختصار في المكالمة لاحتمال وجود من يحتاج استخدام الهاتف.

افهمي طفلك ان الهاتف العمومي يوجد لاستخدامه عند الضرورة، كأن يرد طفلك ابلاغك امرا ما او بحاجة لمساعدة، او سؤالك عن موضوع معين وليس للثرثرة.
وتنصحنا الخبيرة التربوية «دريدوري» في النهاية بالالتزام بكل ما نقوله للطفل، كي نتفادى اشعاره بالتناقض بين ما نطلبه منه وبين ما نفعله.