كيف تجعل زوجتك تحب أمك؟
بين نار المرأتين..كيف تجعل زوجتك تحب أمك؟
مشكلة الكنة والحماة لا تنطفئ نارها والمكتوي الوحيد بها هو الرجل الذي يقف حائرا بين الاثنتين لا يعرف أيا من الطرفين عليه أن يرضي اولا. هذه المشكلة متى بدأت تكون سببا رئيسيا في شحن العلاقة الزوجية بالتوتر والمشاكل التي تنتهي في ايحان كثيرة الى الطلاق. فماذا يفعل الزوج: هل يعمل على ارضاء زوجته ام يحصل على رضا أمه ولا يجعلها تغضب عليه؟
تقول الاختصاصية الاجتماعية رانيا حمدان ان المشاكل بين زوجة الابن ووالدته لا تنتهي ولا توقيت محددا لبدايتها، لكنها في الاغلب تبدأ في اشهر الزواج الاولى عندما تريد الزوجة ان تستقل بزوجها وبيتها، بينما تريد الأم ان تبقي ابنها تحت سيطرتها، يعلمها بكل شاردة وواردة عن حياته لكي تخطط هي له ما يجب ان يفعل وكيف يتصرف. فهل من حل؟
اعرف زوجتك جيدا
من واجب كل رجل، تضيف حمدان، ان يتعرف جيدا على صفات المرأة التي سيرتبط بها حتى نهاية العمر، وذلك يتم اولا بالسؤال عنها وعن اهلها وعن البيئة التي نشأت فيها ومن هن صديقاتها وأين تلقت تعليمها، ثم يتفرغ للتعرف عليها اكثر في فترة الخطوبة. صحيح انه خلال هذه الفترة يحاول كل من الخطيبين ان يجمل صفاته واخلاقه، لكن على الخطيب ان يرصد بعينه وعقله جيدا العلاقة بين أمه وخطيبته وكيف تتعاملان مع بعضهما بعضا وكيف تتفاعلان وماذا تقول كل منهما عن الأخرى.
إحداهما نكدية
ويرى الاختصاصي النفسي محمد رمزي ان اساس مشكلة عدم التفاهم والانسجام بين الكنة والحماة ناتج عن حب احداهما او كلتيهما للنكد. فبعض الحموات لا يهدأ لهن بال حتى يزعزعن الثقة بين الزوجين ويعملن على ايجاد الوقيعة بينهما تحتفظ الأم بابنها.
هذا النوع من الأمهات يعانين من هواجس وأوهام تنتابهن وقد لا يكون لها أساس من الصحة، لكن بناء على تلك الأوهام تحاول الام زرع بذور الشقاق بين ابنها وزوجته، فقط لانها لا تريد ان تأتي امرأة أخرى وتستولي على قلب ابنها وتبعده عن أمه.
وكما الحموات هناك زوجات غير واعيات وسطحيات يصورن والدة الزوج بانها الحماة الشريرة التي تحاول جهدها لتنغص على زوجة الابن حياتها معه. فتتعمد هذه الزوجة اختلاق المشاكل وتضخيم الأمور لتثبت لزوجها انها ضحية والدته.
ماذا لو كانت أمك؟!
ينصح الاختصاصي رمزي كل رجل ان يختار زوجته بشكل عقلاني ومدروس وبعد تفكير عميق، وان يبتعد عن الارتباط لمجرد انه يريد ان يتزوج او لارتباطه بقصة عاطفية من المفترض ان تنتهي بالزواج. ايضا على كل رجل ان يعي طباع والدته جيدا وان يحاول ما استطاع كسب ثقتها ولا يجعل من حبه لها وحصوله على رضاها غشاوة يضعها على عينيه في علاقته بها وبزوجته. فهناك نوع من الأمهات الذكيات اللواتي يمارسن سلطتهن على ابنائهن بطريقة غير مباشرة، اي عن طريق «الابتزاز العاطفي»، بمعنى ان الأم تمنح ابنها الرعاية والحنان وتمثل دور الانسانة المستكينة حتى تحظى بتأييده الكامل لها. من ثم، وتحت هذه الظروف، تستطيع الأم ان توصل لابنها ما تراه مناسبا ليأخذه وهو مسلوب الارادة ومن دون ان يفكر حتى باستشارة زوجته او معرفة موقفها.
هذا النوع من الامهات ان لم يتعرف عليه الابن جيدا، فلن يحسن التعامل معه ولن ينجح في بناء علاقة متينة مع زوجته بعيدا عن سطوة أمه.
تحذيرات مهمة
لهؤلاء الازواج وصفت الاختصاصية رانيا حمدان بضعة تحذيرات الغرض منها توخي الدقة والتوازن في العلاقة بكل من الأم والزوجة، وهي:
1 ـ إياك ان تصور لشريكة حياتك صورة مختلفة او غير حقيقية عن والدتك، بل كن صريحا معها واخبرها عن طموح واحلام والدتك في زوجة ابنها، ما تحب وما تكره، وكيف تتصرف مع الآخرين في لحظات الفرح والحزن والغضب، لان ذلك سيشكل خلفية واقعية جيدة تمكن شريكة حياتك من التعامل مع والدتك بشكل ايجابي وصحي بعيدا عن التزييف والتملق.
2 ـ لا تحاول اشعار شريكة حياتك ان أمك هي مثلك الاعلى وانها تختلف عن جميع النساء.. ولا تتصرف أبدا بشكل خاطئ لانها امرأة مثالية، وذلك لكي لا تتهمك زوجتك انك ابن أمك، من دون شخصية ولا رأي مستقل، وهو الأمر الذي يجعلها تنفر منك ومن أمك.
3 ـ تجنب مدح أمك كثيرا أمام شريكة حياتك، لأن المرأة بطبيعتها تغار من جنسها ولا تحب ان تسمع مديحا من زوجها لغيرها حتى لو كانت أمه، وبالتالي فإنها ستُغير من أمك ومن منافستها لها، ومع الأيام يتطور ذلك الشعور الى كره.
4 ـ إياك ان تقارن بين شريكة حياتك وأمك لا أمامها ولا مع نفسك، حيث ستشعر انك لا تريدها زوجة لك لشخصها، بل لانها صورة أخرى عن أمك، وهو ما يجعلها تحاول اثبات عكس ذلك بصورة تنعكس سلبا على حياتك الزوجية.
5 ـ لا تجعل حديثك دائما موجها الى أمك أثناء الجلسات العائلية وتنسى زوجتك، فإن ذلك يثير غضبها ويشعرها انها ليست المرأة الأساسية في حياتك، بل ان أمك تقف أمامها وهذا ما يجعلها تتجنب إقامة أي علاقة جيدة معها.
حب ديبلوماسي
ايضا تنصح الاختصاصية رانيا ببعض الوسائل البسيطة التي تجعل زوجة الابن تحب أمه وهي:أولا: حاول ان تكوّن صداقة بين زوجتك وأمك وذلك عن طريق ترغيب زوجتك بأمك والعكس، كأن تحضر مثلا هدية لزوجتك وتطلب من أمك ان تقدمها لها على انها منها، أو عندما تدعوك أمك على الغداء عندها لوحدك، اطلب من زوجتك ان ترافقك وأخبرها ان أمك هي التي دعتها وبالطبع رتب الأمر مع أمك.
ثانيا: اشعر زوجتك دائما انها هي المرأة الأساسية في حياتك وانك لا تستطيع ان تذهب الى أي مناسبة عائلية من دونها وانك تتذكرها قبل أمك، فإن ذلك يثير نوعا من الود تجاهك وبالطبع تجاه أمك، ثم افعل نفس الشيء مع والدتك.
ثالثا: احرص على مدح زوجتك وما تقوم به امام أمك سواء بوجودها أو اثناء غيابها، فإن ذلك يكوِّن صورة ايجابية عند أمك تجاه زوجتك، لانها في ما بعد ستكرر مديحك لزوجتك وكأنه صادر منها، وبالطبع هذا الأمر يجعل زوجتك تحب أمك.
رابعا: اقتنص الأوقات المناسبة لتخبر فيها زوجتك ان أمك معجبة بتصرفاتها أو بأسلوب تربيتها لابنائها أو حتى بالاطعمة والحلويات التي تعدها، فإن ذلك يشعر زوجتك بالاعتزاز والتقرب والود لأمك ومن الطبيعي ان تبادلها الأخيرة نفس الحب.
خامسا: إذا كنت في زيارة لأمك وبرفقة زوجتك اشعر زوجتك بأهمية حديثها بالنسبة لك ولأمك، وإذا تناولت أي طعام أعدته لك أمك حاول ان تتحدث عن مهارة الاثنتين في اعداد الطعام فإن ذلك سيشعرهما بالسعادة والرضا من دون منافسة.
مزيد من النصائح
يقول الاختصاصي رمزي انه يفترض بكل زوج وزوجة يبحثان عن سعادة زوجية بعيدة عن المشاكل ان يتبعا هذه النصائح:
للـــــــزوج:
ـ بعد الاختيار السليم للزوجة أو شريكة الحياة المبني على التفاهم والانسجام، فإن الوضوح والصراحة بين الزوجين هما الوسيلة الأساسية لاستمرار هذا التفاهم. لهذا كن واضحا وصريحا مع زوجتك عندما تصادف حياتكما أي مشكلة ولا تسمح ان تتدخل أمك أو أم زوجتك بهذه المشكلة.
ـ احرص دائما ان تفصل في علاقتك بين أمك وزوجتك، وضع لكل منهما مكانة مختلفة في حياتك.
فالاحترام مطلوب وأساسي للطرفين، كل على حدة، وتجنب الخلط في ذلك وإلا اختل التوازن في المعاملة بينهما.
الـــــزوجــــــة:
ـ على الزوجة التي تدرك معنى استقرار حياتها الزوجية ان تبتعد عن الافكار السطحية التي من الممكن ان تحول حياتها الزوجية الى جحيم، ولا تقارن نفسها بأم زوجها وتعتبرها امرأة منافسة لها.
ـ على الزوجة ألا تنسى ان زوجها له أم وأب مثلها يحبهما ولا يستغني عنهما، لذا يفترض بها ان تحب وتحترم أم زوجها، لأن ذلك يعكس محبتها واحترامها لزوجها.
- مجلة سيدتي -
رؤى الحقيقه @ro_alhkykh
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️