قد يظن ظان انه كلما تعبد وعمل ازداد تقدمه وترتيبه في السباق ، حتى
يكون من أوائل الناس دخولا للجنة ، وهذا فهم خاطئ..ولنبين ذلك بالأمثلة الآتية:
*المثال الأول: قد يتصدق اثنان:الاول بدينار واحد، والثاني بمائة دينار.ويكون الاول اسبق من الثاني واعلى منزلة منه عند ربه.
*المثال الثاني: وقد يقوم الليل اثنان :الاول ركعتين، والثاني الليل كله، ويكون الاول كذلك اسبق من الثاني واعلى منزلة منه.
فالعبرة اذا ليست بكثرة العمل، ولكن العبرة بأربعة امور:
1-صحة العقيدة 2 -تجرد القصد
3-صحة النية. 4-علو الهمة.
"فالكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة وعلو الهمة، وتجريد القصد،وصحة النية، مع العمل القليل أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير والسفر الشاق فان العزيمة والمحبة تذهب المشقة وتطيِب السير والتقدم .والسبق إلى الله سبحانه
انما هو بالهمم وصدق الرغبة والعزيمة فيتقدم صاحب الهمة مع سكون صاحب العمل الكثير بمراحل، فان ساواه في همته تقدم عليه بعمله"
وهكذا فانه يصلي ركعتين او يتصدق بدينارين يكون افضل ممن يقيم الليل كله او يتصدق بما يملك، ان توفرت بعمله الشروط الاربعة الماضي ذكرها فحينها نقول:عمل قليل من فلان يساوي اعملا كثيرة من فلان آخر.
*تنبيه:
لا يفهم من هذا الكلام أن يقتصر الإنسان في عبادته على صلاة ركعتين أو التصدق بدينارين على اعتبار أن الشروط الأربعة تحققت بعمله، فيظن انه افضل ممن يقوم الليل كله أو يتصدق بكل ما يملك وانما عليه أن يزيد في العمل مع حرصه على تطبيق الشروط حتى إذا ساواه العابدون بهمته تقدم عليهم بعمله حينها يكون قلبه أسرع القلوب إلى الله تعالى، وقس على ذلك كل العبادات التي تفعلها كل يوم فاعرف كيف تستغل وقتك بها.
"الوقت" عمار أو دمار
جاسم محمد المطوع

jolnar @jolnar
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
موضوع يستحق التفكر فيه.