كيف تحسن من تقديرك لذاتك؟

الأسرة والمجتمع

كيف تحسن من تقديرك لذاتك؟ حوار خاص للأستاذ الدكتور بشير صالح الرشيدي ومجلة أنتِ الأردنية

أجرت الصحفية مريم نصر حوارا خاصا مع الأستاذ الدكتور بشير صالح الرشيدي وكان فى هذا الحوار :




كيف تُحسّن من تقديرك لذاتك؟


كيف تجعل من تقديرك لذاتك أفضل؟

معرفة الذات تبدأ بأن يتعرف المرء على محاورها الثلاث : الإنجازات، الغايات، الإمكانيات
أهداف يجب أن يضعها المرء نصب عينيه لتحقيقها 5

تقدير الذات يُعنى به نظرة الشخص لنفسه، وفيما إذا كانت هذه النظرة عالية أم عكس ذلك، فمن خلال ذلك يتعلم الشخص طرق النجاح وسبل تطوير الذات، بمعنى أنه إذا كان تقديره لذاته وتقييمه لها ضعيفا فلن ينجح في الأخذ بأي من طرق النجاح، لأنه يرى نفسه غير قادرة وغير أهل لذلك النجاح، في التقرير التالي الذي أعدته مريم نصر من خلال حوارها مع الدكتور بشير صالح الرشيدي، نتعرف معا على المزيد حول الموضوع.

د. بشير صالح الرشيدي يقول: عندما يرغب المرء بتقدير ذاته عليه أن يعرفها أولا، فمعرفة الذات تبدأ بأن يتعرف المرء على محاورها الثلاث: الإنجازات، الغايات، والإمكانيات. الإنجازات هو ما تمّ فعله، مشيرا إلى أن الإنجاز هو ما يراه الإنسان إنجازا وليس ما يراه الآخرون. كما ينبغي لمن يريد أن يعرف ذاته أن لا يحقّر إنجازاته.

كل فعل يقوم به الإنسان هو إنجاز

ويبين د. الرشيدي أن كل فعل يقوم به الإنسان هو إنجاز؛ "فعندما يقوم الإنسان في الصباح ويغسل وجهه هذا إنجاز، وعندما يستعد للعمل هذا أيضا إنجاز، وعندما يستخدم البصر للنظر من حوله هذا إنجاز، وعندما يستمع إلى الموسيقى فهذا إنجاز"، ويضيف: "ومن لا يرى إنجازاته يحقّر ذاته والذي يحقّر إنجازاته لا يعرف ذاته".

أما الغايات فتعني الأهداف التي يريد المرء الوصول إليها ويبين د. الرشيدي أن المرء أعطي الزمن، والزمن مقسوم إلى قسمين؛ الماضي والحاضر. الماضي هو ما فات وما لايستطيع المرء التعديل أو التغيير فيه، لكن يجب أن يتعلم منه ويتذكر اللحظات الحسنة فيه، وأن لا تكون النقطة التي يتوقف عندها الإنسان اجترار الذكريات المؤلمة فتزيده ألما.

ويضيف: كثيرون يعيشون الماضي وينسون أن هناك مستقبلا ينتظر الإنسان بكل إمكاناته، ويقول: من يعيش في الماضي لا مستقبل له. ومن لا مستقبل له لا أهداف له.

ويمكن للمرء تحديد أهدافه من خلال سؤال نفسه: ماذا يريد أن يفعل اليوم؟ أو غدا؟ أو بعد أسبوع؟ أو بعد سنة؟.

أهداف يجب تحقيقها لا علاقة لها بالأماني

أما الذي لا يعرف: ماذا يريد؟ عليه أن يعرف أن هناك خمسة أهداف لا علاقة لها بالأماني والأوهام فيجب أن يضعها المرء نصب عينيه لتحقيقها باستخدام الإمكانات المتاحة:

1- أول هذه الأهداف الصحة، إذ ينبغي على الإنسان المحافظة عليها، ويقول: "المحافظة على الصحة ليست بالمهمة البسيطة وإنما يجب أن يقوم المرء بمراعاة الابتعاد عن كل ما يضر بصحته وأن يمتنع عن الشهوات التي تضر بالصحة".

ويضيف: "الصحة تستحق أن يدفع لها المرء أموالا للحفاظ عليها". ويمكن لمن يريد أن تكون الصحة هدفه أن يضع خطوات لتحسين صحته، كأن يلعب الرياضة أو يترك التدخين أو أن يراقب طعامه.

2- أما الهدف الثاني فهو الدين، ويقول د. الرشيدي :" مسكين الذي ليس لديه دين بغض النظر عن الدين، على الإنسان الالتزام بالدين لأن الدين يحفظ الإنسان ويحفظ الذات من الشتات".

3- الهدف الثالث هو وجود علاقات؛ إذ لا بد وأن يكون للإنسان علاقات اجتماعية لحفظ توازن الذات.

والإنسان كائن متصل وليس منفصل ولأن الإنسان اجتماعي، فإن إقامة العلاقات مسألة مهمة للذات البشرية وليس للآخرين ولا يجب قطع العلاقات لأنها تنعكس عليه فيعتل مهما كانت انشغالاته يجب إقامة العلاقات.

4- الهدف الرابع هو الترويح عن النفس ويجب على المرء أن يتخذ لنفسه هواية للترويح عن نفسه ولكن، ويقول د. الرشيدي: "إن ما نراه في الآباء والأمهات أنهم يهتمون بترويح أطفالهم وأولادهم بدلا من أنفسهم".

كثيرون هم الذين يستهلكون أنفسهم في سبيل الآخرين وينسون أنهم وجدوا في الحياة من أجل أن يتمتعوا وليس هناك عمل في الدنيا يمنع الإنسان من التمتع.

ويجب أن يكون التمتع في الحياة هدفا من أهداف الإنسان مهما كانت انشغالاته ومسؤولياته وأحواله

5- المال هو الهدف الخامس الأساسي الذي يجب على الإنسان أن يسعى لتحقيقه ويقول د. الرشيدي: "يجب على المرء أن يجمع المال لذاته وليس لغيره لأننا وجدنا من خلال الدراسات السيكولوجية أن المال وإن قل عندما يدخره الإنسان يصيبه التوازن النفسي. ولكن عندما يجمع هذا المال لأولاده فإنه سيصاب بالاعتلال. يجب على المرء أن يضع نفسه أولوية حتى لو كانت هناك مسؤوليات أخرى.

ويبين د. الرشيدي أن المحور الثالث من محاور معرفة الذات هي الإمكانات أي الأدوات التي تساعد المرء على تحقيق الغايات، وهي نوعان: إمكانات الجود وإمكانات الوجود.

الوجود نعني به الهواء والشمس والوقت والطبيعة والريح، وهي جميعها متوفرة لكل الناس والمرء هو الذي يحدد كيف يستفيد منها حسب الغايات التي وضعها.

أما إمكانات الجود فنعني به الذات والعلم والخيال والعمر والعلاقات، والتحدي الذي يجب أن يعيشه الإنسان هو في استثمار تلك الإمكانات لتحقيق الغايات.

ويعجب د. الرشيدي ممن لديه وقت فراغ ويقول: من لديه وقت فراغ لم يحدد لنفسه غايات، لأن من لديه غايات يحاول استغلال الإمكانات في تحقيقها، كأن يهتم بصحته أو يروّح عن نفسه أو يحسن من دينه وهكذا.

الفرص في الحياة كثيرة وكبيرة

هناك الكثير من الإمكانات المتاحة للفرد، فالفرص في الحياة كثيرة وكبيرة ككثرة السمك في البحر في كل مجتمع، ولا يستطيع أحد أن يصيد السمك بدون أدوات الصيد ، الحياة مليئة بالفرص ومن يقتنصها هو من لديه غاية. أما الذي يقول: "إن الحياة لا فرص فيها" فهو الذي لم يخلق غاية للاستفادة مما لديه.
ويقول د. الرشيدي: إن تقدير الذات هو إعطاء وزن لتلك الإنجازات والغايات والإمكانات وتقديرها. ويضيف:

"بعض الناس لا يقدّر ذاته، وعندما يرى المرآة يحتقر ذاته وهذا عمل إجرامي".

ينصح د. الرشيدي المرء بأن:

لا يقارن نفسه بالآخرين.
لا ينافس أحدا إلاّ نفسه.
يضع أهدافا.
يعيش يومه.
ويحاول أن يجعل يومه أفضل من أمسه.
مثلا من أراد إنزال وزنه يجب أن يضع هدفا، ولا ينبغي أن يتطلع إلى عارضي الأزياء أو المشاهير، لكن يجب أن يضع هدفا ويصل إليه، ومن ثم يفتخر بذلك .
3
538

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

@صاحبة السمو@
@صاحبة السمو@
يسلمووووووووووووووووووو الله يعطيك العافيه
كلنا كيوووت
كلنا كيوووت
تسلم الانامل
الرائعه جدا
الرائعه جدا
لله يسلمكم حبيباتي