كيف تحفظ القرآن ؟

كيف تحفظ القرآن ؟
إن حفظة القرآن مع الكرام البررة ,وحفظه مسئولية كبيرة ونعمة أنعمها الله على حامل القرآن يجب أن يؤدى شكرها بإتقانها والعمل بها. ولكى تحفظ القرآن حفظا جيدا أوردنا بعض الوسائل المساعدة - عسي الله أن ينفعنا بها وإياكم- وتكون خالصة لوجهه تعالى .
ولتعلم أخى حافظ القرآن أولا أن من عوائق الحفظ مايلي :
1- كثرة المعاصي والذنوب التى تطفئ نور القلب وتنسي القرآن (إن الرجل لَيُحْرم العلم بالذنب يصيبه).
2- الاهتمام الزائد بأمور الدنيا ,وانشغال القلب بها وذلك يشغل عن حفظ القرآن.
3- الرياء وأكل الحرام .
4- عدم المراجعة الدائمة على ما قد حفظ .

ولكى نتجنب النسيان والتشتت فى الحفظ علينا اتباع ما يلي :
1- اللجوء لله بالدعاء ليجعلنا من حملة القرآن وحفاظه.
2- إخلاص النية لله - عز وجل- .
3- العزم على العمل بما نحفظ ,وتحرى تقوى الله فى الأفعال والأقوال .
4- استمرارية المراجعة والتلاوة بصوت حسن.
5- تخصيص جزء من الوقت يوميا للتلاوة والحفظ يكون ثابتا وإن قل.
6- العزيمة الصادقة والبعد عن الكسل والفتور؛ فلا نبدأ بحماس ثم نفتر عند أول عائق يواجهنا.
7- القرآءة الصحيحة للقرآن, وتصحيح المخارج ,والإلمام بقواعد التجويد ,وضبط الحركات النحوية والإملائية , وضبط خواتيم الآيات والتمييز بينها كتتابع آيتين متماثلتين مثل : (وهو العزيز الرحيم) و (وهو العزيز الحكيم).

والآن كيف نحفظ القرآن الكريم ؟
1- نحفظ بالتسلسل صفحة كاملة أو نصف صفحة يوميا .
2- الإلتزام بمصحف واحد للحفظ ؛حتى لا نشوش ونحفظ شكل ومكان الكلمات.
3- الإستعانة بالأوقات المميزة كقيام الليل والفجر فى الحفظ والوضوء قبل البدء فى الحفظ.
4- البعد عن الشواغل وتصفية الذهن والبعد عن أوقات الطعام ودروس التلفاز والنوم وغيرها .
5- قرآءة تفسير الصفحة التى سوف نحفظها من أى كتاب تفسير قرآني؛ لتدبر معناها وتهيئة الذهن لحفظها .
6- تجهيز الأشرطة أو الأقراص المدمجة لكبار الشيوخ؛ لسماع تجويدهم للصفحات التى سنبدأ بحفظها وسماعها باستمرار, ثم نبدأ بسماع الصفحة المطلوب حفظها من الشيخ والتركيز معه فى مخارج الحروف وتشكيل الكلمات- ونحن ناظرون للمصحف ونتابع تجويده بالقرآءة معه فى تدبر وخشوع- ,مدركين أننا مع الله ,وأنه فى هذه اللحظة يخاطبنا -عز وجل- بكلامه لنا الذى يشرفنا بحفظه وتلاوته .
7- نبدأ بالاستعانة بالله ثم نغلق المسجل أو القرص المدمج ثم نقرأ الصفحة المطلوب حفظها قرآءة متأنية خاشعة حاضرة القلب والعقل أربع مرات متتالية بصوت مسموع وحسن ؛لتحفظ معنا حاستا السمع والبصر.
8- نبدأ فى المرة الخامسة بغلق المصحف ومحاولة التسميع غيبيا والرجوع للمصحف كلما وقفنا عند آية ثم غلقه ومتابعة التسميع ,وتكرار تلك الخطوة مرة سادسة ومرة سابعة ,وسنلاحظ فيهما قلة الأخطاء وقلة اللجوء للمصحف – بإذن الله- .
9- نبدأ فى المرة الثامنة بتسميع الصفحة غيبيا - دون اللجوء للمصحف - بالاستعانة بمسجل (كاسيت) لتسجيل حفظنا, ثم بعد الانتهاء نفتح المصحف ونعيد سماع صوتنا ونتعرف على الأخطاء التى وقعنا فيها ونتجنبها.
10- نقوم بالتسميع مرة تاسعة عن طريق الكتابة بالورقة والقلم ثم نقارن بينها وبين المصحف.
11- نقوم بالتسميع للمرة العاشرة شفهيا لصديق أو قريب, وستكون قرآءة خالية من الأخطاء - بإذن الله -.

والآن لا ننتقل إلى الصفحة التى تليها إلا بعد التأكد من حفظ تلك الصفحة تماما وبسلاسة وبدون خطأ واحد فيها .
ويجب علينا الربط بين الآيات المتشابهة بطريقة الكلمة التى تجمع أول الحروف من كل آية كالآتى :
مثلا الآيات المتتالية الآتية : ( ولهم عذاب عظيم) (ولهم عذاب أليم) ( ولهم عذاب مهين) نختر كلمات عظيم وأليم ومهين بالترتيب - وهى الكلمات المتشابهة- ونأخذ أول حرف منهم ونجمعهم فى كلمة بالترتيب فتكون (عام) ,وهنا عندما أبدأ فى التسميع سأكون متيقظا ومطمئنا أن أول كلمة هى العين عظيم والثانية الألف أليم والثالثة الميم مهين فلا أخطئ فى ترتيبهما . ويتبع هذا الأسلوب فى الربط فى باقى المتشابهات .
كذلك يمكننا الربط عن طريق المعانى والتسلسل القصصي والحدثي للصفحة من خلال فهم وتدبر واستيعاب المعنى .

بقي لنا الآن أن نتكلم أخيرا عن وسائل تثبيت حفظنا لتلك الصفحة وعدم نسيانها :
1- تخصيص هذه الصفحة للقرآءة بها فى ذلك اليوم فى الصلوات الخمس مع النوافل - بدلا من الكوثر والإخلاص وغيرها من السور المحفوظة والسهلة بالنسبة لنا -.
2- ممكن تخصيص وقت لمراجعتها قبل أو بعد الصلوات المكتوبة فيما لا يقل عن أربع مرات على مدار اليوم.
3- لو خرجت فى ذلك اليوم أسمعها فى كاسيت السيارة, أو أقرأها من المصحف الصغير الذى لا يغادر حقيبتى أثناء الطريق.
4- إذا لم أخرج وأنا أقوم بأعمالى المنزلية أسمعها وأكررها من خلال الكاسيت أو الأسطوانة المدمجة أو بتعليق ورقة الحفظ التى كتبتها سابقا طوال اليوم فى مكان مرئي بالنسبة لى .
5- وأخيرا نداوم مابين حفظنا الجديد والمراجعة من الحفظ القديم يوميا حتى لا ننسي.

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ,ونرجوا منكم أن تسألوا الله -عز وجل- لنا أن يجعل القرآن الكريم نور قلوبنا وجلاء أحزاننا وهمومنا وشفيعا لنا يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ,وأن يتم علينا حفظه وتدبره ,وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .