بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على الحبيب الطبيب المعلم سيّدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه النجوم الهادين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد أحبتي في الله :
الإسلام دين الحياة
لأنّ واقعنا اليوم بعيد عن التطبيق الحقيقي والفعلي لدين الإسلام
لذلك تجدنا اليوم في صراع مع أنفسنا بداية ومع الناس نهاية
وفي غمرة هذا الصراع نفتقد حقيقة السلام
السلام
الذي ينبع من داخل النفس المطمئنة بــ الله الراضية بحكمه وأمره وقضائه
فتجد حتى بين أهل الإيمان الذين يجب أن يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان صراعات
كذلك تجد ذات الصراعات بين من يحملون همّ الأمة والدعوة إلى الله وحده لا شريك له سبحانه
وهذه الصراعات تورث الكراهية في النفوس
وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن حمل الغلّ والحقد والحسد في نفوسنا
وأمرنا بأن نكون صالحين ومصلحين لأنفسنا والناس
وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان ونعتصم بحبل الله جميعاً
.
كيف نداوي من يكرهنا ؟
الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله
ولا يحق لعبد من عباد الله أن يكره ذات مخلوق من مخلوقات الله بكل ما فيها...
والمؤمن المسلم الذي ارتقى في إيمانه إلى حب الله الحق ورسوله الصدق أكثر من نفسه
تعلم في مدرسة الحبيب الطبيب المعلم
أن يكره الباطل في نفسه وفي كل نفس ويحاربه
و
أن يحب الحق في نفسه وفي كلّ نفس وينصره
.
حتى الكافر لا يجوز لنا أن نكره ذاته وإنما نكره ونحارب كفره
.
وبهذا المفهوم للكره سأتابع البحث معكم في هذه الليلة المباركة أحبتي في الله :
عندما عاش السلف الصالح حقيقة الارتباط بــ الحق كــ قيمة ثابتة في الوجود لا تتغير
دافعوا عن الحق ونصروه ووهبوا له أنفسهم وأرواحهم
وأدركوا أنّ العدل أساس الملك
وأنّ لاملك يدوم عندما يتفشى في المجتمع الظلم
وقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما
والظلم ظلمات يوم القيامة
نصروا الظالم بأخذ الحق منه
و
نصروا المظلوم بأخذ الحق له
.
ولم ترتبط الكراهية في النفوس بــ الأشخاص وإنما بــ الصفات
ولذلك لم تتعطل في المجتمع المؤمن المسلم فريضة الأمر
بــ المعروف والنهي عن المنكر في الحياة اليومية
وكانت النصيحة بجمل
وقد قال الأجداد الحكماء في نصحنا :
أحبب حبيبك هوناً ما
عسى أن يكون بغيضك يوماً ما
وأبغض بغيضك هوناً ما
عسى أن يكون حبيبك يوماً ما
ديني الإسلام الذي فرض عليّ أن أكون جزء من جسد الأمة وأن أحمل آلامها وأمالها وأن أسعى لإصلاح نفسي والناس
علّمني
أن لا أفكر في أن أحرج أو أجرح من يكرهني <<< ممكن يكون مناقض لموضوعي السابق عن نفسي أشوفه حل مؤقت حتى نلقى حل أرقى
ورسول الله أدبني على :
أن أفكر في مداواة نفس من يكرهني ما استطعت إلى ذلك سبيلا
هذا هو المبدأ
أمّا الكيفية
لـمـار @lmar_26
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فسأتناولها بعون الله وتوفيقه فيما سيأتي من بيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
(كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون )
.
بسم الله الرحمن الرحيم
(وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم .)
لنتأمل في الآيتين الكريمتين أحبتي في الله وليتوجه بها كلّ منا بداية إلى نفسه محاسبا لها على هذه القواعد الربانية التي شرعها لنا الخالق سبحانه
عندما أقرأ وأتدبر الآيات السابقة الذكر وأتهم نفسي وأحاسبها وأدينها على ما كان منها بداية في جنب الله ونهاية في جنب عباد الله
ستكون الخطوة الأولى أن أتهم نفسي بأنني السبب الأول لكره ذلك الشخص لي
وبــ التالي
يجب عليّ أن أراجع حساباتي مع نفسي ومع ذلك الشخص
وأسأل نفسي مراراً وتكراراً لماذا يكرهني أخي المؤمن ؟
فإن كان له حق عليّ مادي أو معنوي أديته
وإن كان ذلك بسبب سوء ظن أو فهم سعيت إلى توضيح الفكرة وإيصالها له بكل الطرق والوسائل
وإن كان الأمر يتعلق بــ أسلوبي وطريقتي في معاملته سعيت إلى تغييرها وإصلاحها للأفضل
كل ذلك بصدق وإيمان وحب لله ولخلق الله وإرادة الخير والهداية لنفسي والناس
عندما يطبق كلّ منا الحكمة والأمر الإلهي على نفسه
غالباً وعلى قدر صدقه مع نفسه وربه
يكتشف
أنه كان يعيش في وهم لا حقيقة له إلاّ في نفسه
فهو الذي يشعر بكره الآخر له و بــ التالي يؤول ويفسر سلوك وتصرفات الآخر من خلال إحساسه وشعوره ويتهم الآخر بأنه يكرهه وهو الذي يحمل في نفسه الكره
أسباب الكره بين الناس كثيرة ل احصر لها :
قد يكره الابن أباه من حيث لا يدرك أنه يريد له الخير ويرعاه
قد يكره التلميذ معلمه من حيث لا يدرك أنه يضيء له دروب الحياة
قد يكره الصديق صديقه من حيث لا يدرك أنه صادق معه بــ القلب أكثر من لغة الشفاه
.
وفي كثير من الأحيان يكره الإنسان ما يجهل وما لا يفهم وما لا يعلم ويكره الإنسان الإنسان المختلف عنه ويكره الإنسان من يشعر أنه أقدر منه ويكره الإنسان من هو أفضل عند الناس منه...
كثيرة هي أمراض النفوس والنفوذ والمصالح التي تثير العداوة والبغضاء بين الناس في غفلتهم عن الله حقيقة ومضموناً وإن ذكروا الله قالباً وشكلاً
بسم الله الرحمن الرحيم
(افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
ومسك الختام جواباً على السؤال :
كيف تداوي من يكرهك حقيقة ؟
في التطبيق العملي لهذه الآيات الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
بدأت أكرر هذه الآيات الكريمة في صلواتي وفي نفسي وأسعى لتطبيقها
في سلوكي وأخلاقي ومعاملاتي
وعلى قدر ما يوفقني للتطبيق
ربي
.
ويبقى السؤال للجميع قائم
كيف تداوي من يكرهك ؟
إذا كانت أسباب كره الآخر لكَ تنحصر في الغيرة والحقد والحسد الذي ملأ قلبه وسيطر على فكره
قل:
أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد
اللهم
اهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت
# # #
منقول من منتدى الدكتور طارق السويدان
بقلم/ محمد عامر الزكور
كاتب ومفكر وباحث مؤمن مسلم
فكر في إن يكون قلبك مسامحاً عن نفسك أولاً ثم عن الآخرين!!! كيف !! بأن تنس كل إساءة إن كانت حقيقة إساءة والحقيقة أنك أنت من ظننت أنها إساءة لشخصك! بينا هي ربما وجهة نظر شخصية من شخص يشاركك حق العيش والحياة وحق إبداء الرأي.!