
الطفولة هي براءة وعفوية .. بسمة و أمل .. لعب و لهو .. فرح و مرح .. كلما لمحت أعيننا طفلا ترتسم على ملامحنا بسمة وكأنها مرسال بين كل كبير و صغير .. هذه الطفولة تحتاج الكثير و الكثير لترتوي فائدة و علما .. ثقافة بحجمها و معرفة بمقدار عقلها و تفكيرها .. لا يجب أن تبتعد عن عالمها الواقعي .. و تكون هذه الجرعات خفيفة تكفي لتكوّن مفهوما عاماّ للأطفال و لا تثقل على أذهانهم ..
الحياة بوجه عام .. تسير نحو منعطفات عديدة و متشعبة الأفرع .. فلا نستطيع أن نخبئ أطفالنا و نبعدهم عنها .. و نوجههم فقط نحو اللعب .. كيف ستتوسع مداركهم و تصبح قادرة على العطاء لا خمولا و كسل .. في البداية علينا أن نكون نحن على قناعة تامة ما نقوم به سيتوّج بالنجاح و ما فيه مصلحة لهم و لنا .. فما نسقيهم منه .. له عائد علينا نحن أيضا ..
دائما و باستمرار علينا حثّهم لأداء العبادات على أكمل وجه .. أن يخافوا الله في العلن و الخفاء .. نحدّثهم عماّ يحبه رسولنا الكريم وما حثّنا عليه .. نحدّثهم عن غزوات رسولنا الكريم و تلك الفتوحات التي تحققت في عصر الإسلام .. دائما نجعلهم على علم بمجريات العالم وماهو حولهم .. لا نقول صغارا و أبرياء .. كيف ستنموا لديهم حب الغير .. وكيف سيستطيعوا التضحية و المساعدة بكل ما يستطيعون به .. لا تأتي نخوتهم من فراغ إلا إذا استطعنا توجيهها نحو الطريق الصائب بالطبع دون ضغوطات و فروضات مرهقة ..

لو سألنا الأطفال عن أمانيهم و أحلاهم .. هناك من يقول أريد أصبح طبيبا .. و آخر يقول أريد أن أًصبح طيارا .. و غيره يقول صحفيّا والعديد من الأمنيات الطفولية .. ولكن من النادر أن يأتي طفل و يخبرك بأمنيته الثورية .. بأن يصبح مجاهدا و مدافعا عن أرض وطنه .. أتعلمين لم يا أختاه .. لأنك لم تزرعي هذه الروح عنده .. ولم تسقه بشغف هذه البطولة التي سيحققها من خلالها .. بطولة الجهاد التي يرفع بها راية الله و يحارب عدوه و تكفي هذه المنزلة التي يشرفك بها أنت و أمة الإسلام جمعاء ..
علينا أن نبدأ بأنفسنا بتوعيتها لإيصال هذه التوعية لأطفالنا بصورة واضحة و بيّنة .. نتحدث أمامهم على أهمية نصرة و الدفاع عن أراضي أمتنا .. علينا أن نشاركهم أفراحهم و أحزانهم .. نقدم لهم كل أيّ مساعدة قادرين عليها .. فلنعطي هذا الطفل الصغير فكرة و نقول له لك الأجر عند الله و فيها دفاعا لإخوة لك لا تعرفهم و تبني شجاعة في نفسه و ثقة كبيرة .. من الممكن أن يتبرع لهم في بعض من ملابسه و لربما ألعابه .. يحتفظ ببعض من المال و يكون للتبرع فقط .. هنا ستنبت في روحه حب الغير و الخوف عليهم .. و شئ فشيئ يصبح محبا و قلقا على أمور أمته فعندما يكبر .. يرى أن هذا واجب عليه لا حمل متعب و شاق ..

عزيزتي ..
إن أردتِ أن تنشئي طفلا بطلا .. محبا .. مجاهدا .. فلتبدئي من صغره .. زرع بعض الثوابت و المعطيات التي ستجعله من شبلا إلى أسدا بإذن الله .. حمى الله أطفالنا و أطفال المسلمين في كل مكان ..
**
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته.)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أمي يارمز الحنان
يامن أرضعتني حبك وحب والدي وأخوتي
هل فكرت يوما كيف ترضعيني حب الله وحب رسوله وحب أمة رسول الله
هل فكرت يوما أن ترضعينني نصرة المسلمين المستضعفين في كل مكان ؟
ستقولين كيف ؟
هنا ومن خلال وقفتنا في الأسبوع الأول ستعرفين كيف تربين ابنك ليكون محررا للأقصى بإذن الله
ومن أين نبدأ , وكيف نبدأ ؟
غاليتي
كلفك الله بمسئولية مهمة وهي الأمومة
فالأم مدرسة
والأم بيت
هل فهمت معناها ؟
هل سألت نفسك يوما , ماذا علي أن أفعل , لابني أو إبنتي؟
خاصة في سن ماقبل المدرسة , ذلك السن الذي إن تهاونت فيه
كان له تأثير عكسي في حياة طفلك وفي شبابه وكهولته .
ربما تقولين وهل يتجرأ أن يقول شيئا عن أمه
نعم سيقول , وسيحاسبك يوم القيامة ربه الذي كلفك باللأمانة
وأنت لم تصونيها وتعطيها حقها من التربية .
تربيته على حب الخير للناس
ابنك لن يقول لك لم لم تعلميني حبك او حب اخي واختي
بل سيقول لك لم لم تعلميني حب الخير للناس
فحياته معك بحلوها ومرها في وسط اسرته
يعلمه كيف يحترم أفراد أسرته
لكن كيف يتعلم التعامل مع العالم الخارجي .
كيف له أن يعرف أن أخا مسلما مثله يحتاج مساعدته ؟
كيف له أن يعرف تاريخ المسلمين الأوائل؟
ستقولين في المدرسة , لا وألف لا
المدرسة عليها إكمال دورك
وليس تعليمه أساسيات الحياة وأسس التعامل مع الآخرين .
تعالي معي لنتعرف على أهم الأسس التي سنتعلمها سويا في
تربية أطفالنا على حب الخير ومساعدة الآخرين .
\
يتبع