الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين ـ
أما بعد:
إن من المحزن حقاً ما نراه من واقع فئات من الناس في عدم مبالاتهم بالأوقات، وخاصة الأوقات الفاضلة،مع أنهم يدركون جيداً أن الحياة قصيرة وإن طالت، والفرحة ذاهبة وإن دامت، والصحة سيعقبها السقم، والشباب يلاحقه الهرم.ومن الأوقات الفاضلة التي فرط فيها بعض الناس يوم الجمعة، الذي هدى الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إليه، وأضل الأمم الماضية عنه، هذا اليوم الذي فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة .
(( وما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة)).
وقد ذكر كعب الأحبار أنه : (( ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحر والحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين)) .ومع ذلك نرى التفريط والإضاعة في ساعاته، لذا لزاماً علينا أن ندرك بعض حقائق هذا اليوم حتى نعرف قدره،
ونقدر أمره فمن ذلك :أولاً: عظم هذا اليوم :ـقد جاءت النصوص الشرعية في بيان عظم هذا اليوم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها)).
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال قـال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة)) الحديث.
وبعد فهذا برنامج مقترح لقضاء الوقت في يوم الجمعة أولاً: ألا تسهر المرأة ليلة الجمعة إلى ساعات متأخرة من الليل ، لأن السهر سيفوت عليها صلاة الفجر والمكوث بعدها في مصلاها للذكر والتلاوة، قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : جدب – أي عابه وذمه – إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء . ثانياً :أن تمكث المرأة في مصلاها بعد صلاة الفجر للذكر والتلاوة . ثالثا :قراءة سورة الكهف فقد وردت نصوص في فضل قراءتها ،
منها ما رواه الدارمي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال : (( من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق )) (إسناده له حكم الرفع كما قال الألباني ) . رابعا :بعد العصر يمكن أن تستغله المرأة بزيارة قريب ، أو عيادة مريض ، أو مذاكرة علم ونحو ذلك . خامسا :قبيل المغرب يبغي التفرغ للدعاء واستغلال ساعة الاستجابة ، لما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه –
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال : (( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها )) . واختلف أهل العلم في تعيين هذه الساعة على أقوال كثيرة ، ولكن لعل أرجحها أنها آخر ساعة من العصر ، فحري بالمرأة المسلمة التي تعلم فقرها وحاجتها إلى ربها ، أن تنتهز هذه الفرصة بالدعاء لنفسها وأبنائها بالهداية والثبات على هذا الدين والدعاء لإخوانها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . سادسا :بعد المغرب تحاول الجلوس مع أهلها وأبنائها أو إخوانها ومن لهم حق عليها في البيت لمذاكرة بعض العلم أو التفقه في الدين أو المؤانسة المباحة التي تعود عليهم بالفائدة سابعا :بعد صلاة العشاء وتناول الطعام إن أحبت أن تقرأ من كتب العلم المناسبة للها فهذا حسن كما قال الشاعر : وخير جليس المرء كتب تفيده *** علومـــاً وآدابـــــاً كـعقــــل مؤيدِ ولا تسأمن العلم واسهر لنيـله بلا ضجر تحمـد سٌرى السير في غـدِ وإن أبت ذلك فلتوتر قبل أن تنام لتختم يومها بما يرضى العلام ، ولا تنس أذكار النوم وآدابه ، ولتنوي أنها ستقوم الليل وتضرع وقت السحر بين يدي الكريم .والله يحفظك أخيتي ويرعاك ويعينك على طاعته ويحسن قبولكهذا برنامج مبسط ويسير على من يسره الله عليه ومن كانت من الأخوات عندها إضافة للفائدة ونشر الخير فياحبذا وفق الله الجميع لما يحب ويرضىوصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،
والحمدالله والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى ،
ولاتنسوني من دعوه صاآآآدقه ولكم مثلها بإذن الله ـ
:26:
الحدوود @alhdood
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اللهم استجب دعائي وادخلني جنتك يا رب