كيف تستمتع بالوضوء؟!
هذه لفتة لطيفة للذين يتوضأون وهم يضحكون
أو يتكلمون أو يغتابون ...
سألني صاحبي وهو يحاورني : كيــف تتوضأ ؟
قلت ببرود : كما يتوضأ الناس ...!
فأخذته موجة من الضحك حتى اغرورقت عيناه بالدموع ثم قال مبتسماً : وكيف يتوضأ الناس ..؟ !
ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت : كما تتوضأ أنت …!
قال في نبرة جادة : أما هذه فلا ... لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى غير شاكلة أكثر الناس ...
فعاد إلى ضحكه ، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ...
ثم سكت وقال : يبد أنك ذهبت بعيداً بعيدا ... إنا أعني أنني أتوضأ
وأنا في حالة روحية شفافة علمني إياها أجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ،
في الحلاوة جمال ، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة
لا أستطيع التعبير عنها ...!
وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي
فلم يمهلني حتى أسأل واصل : أسوق بين يديك
حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة
الراقية السامية جيداً :
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 450
خلاصة حكم المحدث: صحيح
دودوحبيبي @dodohbyby
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
سكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل منتشيا بما كان يذكره من كلمات النبوة ...
ثم حدق في وجهي وقال : لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً ، فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !
قلت : ياه ! كيف فاتني هذا المعنى ...!؟
والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى ...
إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف ، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!
قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور ... وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ، تصقل بها قلبك صقلا عجيباً ، وكل ذلك ليس سوى تهيئة اصلاة ...!
المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك ...
قلت : هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة ... أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ... نور على نور ... ومعانٍ تتولد من معانٍ ...!
قال وهو يبتسم : بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية ...
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 224خلاصة حكم المحدث: حسن
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
لو استشعرناه سنشعر بسعادة لا توصف ...
جربوه الآن بعد وضوءكم للصلاة القادمة
من ايميلي