
كثيرةٌ هي الآيات القرآنية؛ أو الأحاديث النبوية الشريفة؛ أو حتى
أقوال العلماء أو السلف الصالح التي تبعث على الطمأنينة
والسكينة عند قراءتها والتفكر فيها .. لم تُكْتب هذه الكلمات
عبثاً ولكن أراد الله أن تكون دواءً شافياً للكثير من الاضطرابات
النفسية؛ أو الكآبة أو حتى الحزن والألم .. عند قراءتها ترتاح
النفس وتسكن وتتيقن أن ما وقع من ابتلاءٍ أو مصيبة وقع
لحكمةٍ يعلمها الله ونجهلها نحن البشر .. قد يلجأ البعض
إلى الأدوية أو المهدئات النفسية حتى يستعيد توازنه
ويحاول أن يتحكم في اضطراب نفسه .. نعم لهذه المهدئات
مفعول ولكنه وقتي ما يلبث أن يختفي؛ وتعود بعدها النفس
لتضطربَ مرةً أخرى .. بأيدينا الكثير والكثير من المهدئات
التي وردت في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة
أو حتى كانت قولاً أو حكمةً من أقوال العلماء أو السلف
الصالح .. كلما اضطربت النفس لا بدَّ أن نلجأ بعد عون
الله لاسترجاعها والتفكُّر في كلماتها ..
مثلاً .. وقعتي في مصيبة بسبب شخصٍ ما أي أنه كان
المُـتسبب في حدوثها .. تذكري عندها مقولة الشيخ
الشعراوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وموتانا وجميع
موتى المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ..

هذا الشخص الذي تسبب بحدوث هذه المصيبة مُسخَّرٌ
لتنفيذ أمر الله .. قد يظن البعض أن فلاناً هو السبب
ولولا فعلته لم يحدث ما حدث ولكن لا بدَّ أن نعلم يقيناً
أن ما أصابك لم يكن ليخطئك؛ وما أخطأك لم يكن
ليصيبك .. هذا من القدر، ولا يجد الإنسان طعم الإيمان
حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن
ليصيبه، هذا مكتوب .. الشيء الذي أصابك لا يمكن أن يخطئك
وأن تسلم منه لا بدَّ أن يصيبك؛ لأن الله كتبه، والشيء الذي يخطئك
وتسلم منه لا يمكن أن يصيبك؛ لأن الله قدَّرَ هذا ..
إذا وقعتي في مصيبة تمعني في هذه المقولة حتى تهون
عليكِ مصيبتك ..
( قال علقمة رحمه الله: "هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها
من عند الله فيرضى ويسلم" ..
هذه بعض الأمثلة التي أردت بها إيضاح قصدي من الموضوع
ولي عودة بإذن الله .. وأتمنى أن تُنيرَ مداخلاتكن هذا الموضوع ..
لكن ابليس حريص على إتعاس الناس وإبعادهم عن إلغائه من خلقهم