السؤال:
أنا سيدة متزوجة اخترت زوجي بعد تفكير واقعي وجاد وعشنا فترة من الزمن لنتعرف على بعضنا أكثر والحمد لله فزوجي رجل جيد عاقل ملتزم ناضج وأنا أحبه وهو كذلك وأنا أحاول كل جهدي أن أسعده من الناحية العاطفية والنفسية والمادية والجنسية وأحاول أن أستغل كل الفرص لأجعل منه أسعد رجل في العالم لكن المشكلة أنه لا يفعل ذلك معي فهو لا يعبر عن حبه لي بأي صورة ولا يهتم بما هو خاص بي ولا يسعى أن يحقق أياً من رغباتي وأنا أحتاج أن يعبر لي عن حبه لي وأهميتي في حياته وأن يبدي إعجابه بي ويتغزل بي وأن أشعر بكل أنوثتي معه فماذا أفعل؟ خاصة وأني سبق وأن صارحته بذلك وفي كل مرة يضرب الوعود دون جدوى.. أرجو من متخصص مساعدتي ماذا أفعل؟..
الاجابة :
الأخت الفاضلة نوف:
أقدر فيكِ هذا العطاء لزوجك، وحرصك على القيام بحقوقه وتفانيك الدائم في إسعاده.. زادك الله من فضله.
ذكرتِ في رسالتك أنه رغم هذا العطاء فإنك تشعرين بعدم تلقي الحب والاهتمام الكافي من زوجك على الرغم من مصارحتك له، ومع ذلك فهو يتجاهل هذا الاحتياج ولا يلبيه!!
إن ما تجدينه من زوجك يقع بين كثير من الأزواج، فهذه الإشكالية في قضية الحب بين الزوجين مردها إلى جهل كلا الطرفين بالاحتياجات العاطفية لكل منهما وعدم فهم طبيعة الاختلافات بينهما فيها، مما يولد المشكلات وسوء الفهم.
إن طبيعة المرأة العاطفية تجعلها تمنح الحب والدعم لمن حولها بلا حدود بالذات لزوجها إذا كانت تحبه بعمق، ولكنها بالمقابل تشعر بالإشباع إذا مُنحت هذا الحب بالخصوص من شريك حياتها، لذا فهي بحاجة دائمة للتأكيد من قبله على أنها مخلوق متميز وذو قيمة كبيرة بالنسبة له، وأنه يحبها ويفهمها دائماً وهذا ما تُلح به طبيعتها الداخلية، لذا إذا حدث وشعرتِ بتجاهل زوجها لها، أو ابتعد عنها بصورة مؤقتة فإنها تشعر بعدم الأمان كونه لا يحبها، ويبدأ الشك في كفاءتها وتقل ثقتها بنفسها، ثم تشعر بصعوبة تقبل هذا الوضع، حينها تبدأ بملاحقة زوجها وتوجيه اللوم وأنه لم يعد يحبها، وتبدأ بطلب صور الحب التي تريدها منه لتطمئن عاطفياً.. وهذا ما حصل معك يا أخت نوف.
وماذا عن الرجل..؟!!
الرجل أو الزوج يختلف في طبيعتها الداخلية عن المرأة وتختلف صور الحب لديه عن صور الحب التي لدى المرأة..
فالرجل أكثر ما يشعره بالاستقرار هو نجاحه في عمله وإنجازه فيه، وعادة ما يعبر عن الحب والاهتمام بصورة عمل وليس عاطفة ومشاعر إلا في وصفيات معينة.
فمن صور الحب لديه تجاه زوجته هو كده في عمله وجلبه المال لأسرته وتعبه في الخارج لأجلهم، وهو لا يرى ضرورة لأي شكل من أشكال التوكيد اللفظي عن الحب، طالما أنه يقوم بالدعم المادي والعملي لزوجته وأنها إذا ما تم إرضاؤها مرة وجب عليها أن تبقى راضية للأبد لأن حبه لها موجود ولا يحتاج إلى تعبير مستمر عنه.
بل إن كثير من الأزواج يتصور خطأ أن التعبيرات والإيماءات التي تعبر عن الحب لزوجاتهم تصبح مع الوقت قديمة وتقليدية، بل ليست ضرورية..!! كالهدايا وكلمة الحب المعروفة، والاهتمام والرعاية وإشعارها بالتأييد والاحترام والمدح، وهذا أمر خارج عن إرادتها لأن الله جبلها عليه، لذا فالزوج والرجل عموماً بجهل منه يقاوم هذه الطبيعة وينظر إليها على أنها نوع من السيطرة والمحاصرة مما يبعده نفسياً عن زوجته ويهرب منها جسدياً.
والحقيقة أن المقام هنا لا يتسع للإفاضة من هذا الجانب، ولكنني سأرشدك إلى كتاب اسمه "سيكولوجية الرجل والمرأة" للدكتور طارق النعيمي، سيفيدك في شرح ذلك.
الآن..
ما الذي عليك عمله حتى تشعري بالإشباع العاطفي من قبل زوجك:1.
لا بد أن تعرفي أولاً متى لا يكون الرجل مستعداً لمبادلة الحب وذلك في الأوقات التالية:
- وقت الغضب من أمر ما.. بالذات إذا كان غاضباً منك.
- إذا كان منشغلاً ذهنياً بالتفكير كالتخطيط أو حل مشكلة
- إذا كان يعاني من مشكلات في العمل.
- إذا كان جو المرأة مملاً روتينياً حتى لو كانت في قمة الرعاية والعطاء له.
2. أن تعرفي الأوقات التي يكون فيها مستعداً لإعطاء ومبادلة الحب.. منها:
- اللحظات الحميمة في العلاقة الخاصة في غرفة النوم فأغلب الرجال تتجدد مشاعر الحب والحنان لديهم من خلال تمتعهم بتلك اللحظات الخاصة، خاصةً إذا توفقت الزوجة مع زوجها في هذا الحب ولو تم بصورة سريعة.. وإن كانت طبيعة المرأة في هذا الأمر تختلف عن الرجل فهي تفضل أن تحصل على مشاعر الحب أولاً ثم تندمج فيما بعدها من العلاقة الخاصة عكس الرجل..
- إذا كان شعوره بدعم وثقة زوجته به كبيرة، خاصة الإعجاب به وتقبلها له بلا شروط.
- إذا طلب منها مشاركتها له في أنشطته الخاصة كالرياضة، قراءة كتاب معه، طلب السفر معه في رحلة، التحدث معها في أمر يحبه.
والمرأة الذكية تُدرك بفطرتها متى يكون الرجل محباً لها، وكل ما عليها أن تحسن الاقتراب منه بهدوء وتستجيب للحظات الحب التي يمنحها لها.
3. أنه مهما كان تفاني المرأة في عطائها الزوجي، إلا أنه لا بد أن تدرك أن الرجل من طبيعته أنه ملول، وقد يصبح عطاؤك في يوم ما أمر روتيني لا يشعر بروعته، خاصة بعد سن الأربعين فلا تظني أن ما يجذب الرجل في المرأة عطاؤها فقط، ولكنه يحب أن تتقربي منه كثيراً فيملكك ولا تبتعدي عنه كثيراً فيجفاك ونوعي عطاؤك حسب كل مرحلة من مراحل حياتك مع زوجك.
4. كوني مبادرة بصور الحب غير المألوفة لزوجك مثل إرسال رسائل غرامية له عن طريق الجوال، إعداد مفاجآت لذيذة لزوجك في إحدى الليالي، مع مراعاة أن يكون مزاجه مناسباً لذلك، هذه من الأمور التي تحرك مشاعر الرجل وتجدد نظرته لك..
5. اعرفي كيف تطلبين الحب:
- اختيار الوقت الملائم..
- الطلب دون إلحاح فالرجل لا يستجيبون للإلحاحات والحنق.
- عبري مباشرة عما تريدين مثلاً: لا تقولي أنت لا تحبني، ولكن قولي: أريد أن أخرج معك إلى شاطئ البحر.
- اجعلي عباراتك مختصرة بعيداً عن التدبيرات والاتهام حتى لا تقاومك.. بل خاطبي الرجل المحب في داخله لك..
- كوني واثقة من نفسك أمامه، فهناك من تقدم لزوجها قمة العطاء ولكن بضعف وهذا لا يحبه كثير من الرجال بل اجعلي عطاءك رمز قوتك وثقتك بنفسك.
أخيراً..
أنصحك ألا تجعلي حياتك يدور محورها حول زوجك فقط وأعني ذلك ألا تجعلي شعورك بقيمتك الذاتية مرتبطة بحب زوجك لك لا غير.
عليك أن تركزي على اهتمامك بنفسك "صحياً، وذهنياً، وإيمانياً"، لذا أوجدي لك اهتمامات خاصة بك ترتقين من خلالها وتتطورين.. ولا تجعلي عطاءك لزوجك يطغى على نفسك فتهملينها بحجة خدمة الزوج ورعايته فكلما كان اهتمامك بنفسك كبيراً كلما جذبت زوجك لكل شيء جميل فيك بالذات صحتك..
أسأل الله العظيم أن يحفظ لك بيتك وزوجك وأن يُقر عينيك بحبه ورعايته.
الموضوع منقول من لها أون لاين .

نورس00 @nors00
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

*اخت النجوم*
•
بارك الله فيكِ... نقل رائع وموفق....


مشكورة ،،الله يعطيك العافية ،،وكثير اللي يعانون من نفس المشكلة الين توصل للملل
والتوقف عن العطاء،،الله يوفق الجميع يارب
والتوقف عن العطاء،،الله يوفق الجميع يارب

نورس00
•
*اخت النجوم*
فراشة22
pelican
دهـــن العـــود
أشكر لكن مروركن الكريم ,وتعليقاتكن الحلوة, ولا حرمني الله منكن يا غاليات .
فراشة22
pelican
دهـــن العـــود
أشكر لكن مروركن الكريم ,وتعليقاتكن الحلوة, ولا حرمني الله منكن يا غاليات .

الصفحة الأخيرة