كيف تصلح حالك؟؟؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تصلح حالك ؟؟؟
هلم الي الدخول على الله ومجاورته فى دار السلام بلا نصب ولا تعب ولا عناء , بل من أقرب الطرق وأسهلها , وذلك أنك فى وقت بين وقتين , وهو فى الحقيقة عمرك , وهو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يُستقبل , فالذى مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغفار , وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب ولا معاناة عمل شاق , إنما هو عمل القلب , وتمتنع فيما تستقبل من الذنوب , وامتناعك تركٌ وراحةٌ , ليس هو عملاً بالجوارح يشق عليك معاناته وإنما هو عزمٌ ونيةٌ جازمة تُريحُ بَدَنَك وقَلبَك وسرَّك .
فما مضى تصلحه بالتوبة وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية .
أهمية الوقت :
وليس للجوارح فى هذين نصب ولا تعب , ولكن الشأن فى عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين , فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك , وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذُكِر- نجوت وفُزت بالراحة واللذة والنعيم .
وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده , فإن حفظه أن تُلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلا لسعادتها .
الأيام زادك :
وفى هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت فهى والله أيامك الخالية التى تجمع فيها الزاد لمعادك , إما إلى الجنة وإما إلى النار , فإن اتخذت إليها سبيلا إلى ربك بلغت السعادة العظمى والفوز الأكبر فى هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد ,
وإن آثرت الشهوات والراحات واللهو واللعب انقضت عنك بسرعة وأعقبتك الألم العظيم الدائم , الذي مقاساته ومعاناته أشق وأصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته ومخالفة الهوى لأجله ..
فوائد الفوائد – لابن القيم رحمه الله – ص 323-324
منقول

رولا11 @rola11_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا