من مستلزمات العصر الحالي أن ينوع المربي في سبل تربيته وعليه التطرق إلي أفكار جديدة في سبيل ضم أفراد أسرته حوله ويزيد من تأثيره فيهم ليصل إلي هدفه المنشود ، وهو النجاح الأسري .
ما الهدف ؟
ما الهدف في أن تبحث عن وسائل متنوعة لتقريب الأبناء ؟ وما الهدف كذلك من أن نحاول تنافي إشراك الأبناء في صناعة القرارات العائلية ؟
عزيزي المربي
عندما تتظافر جهود الأم والأب في تجديد القرارات وبناء استعداد قوي لدى الأبناء لتقبل هذا التجديد عن طريق إيجاد وسائل تربوية خاصة بالأسرة ، أو دفع الأبناء نحو المشاركة العائلية في اتخاذ القرارات يصبح لدى الأبناء القدرة على إقامة علاقات مع العالم المحيط بهم ومع الآخرين ، على أساس الفهم المستقل والوعي المتفتح القادر على ابتكار الوسائل اللازمة لمواجهة تحديات المكان والزمان وأيضاً يصبح لديهم المقدرة على المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بحاضرهم ومستقبلهم .
النجاح العائلي
لقد وضعنا من بداية حديثنا من النجاح العائلي عدة نقاط إذا ما توافرت يصبح من الممكن أن نعرف النجاح الأسري وبأن جميع أفراد الأسرة :
1- يعرفون دستور عائلتهم .
2- لكل واحد منهم مسؤوليات واضحة .
3- لديهم أهداف أسرية يسعى الجميع لتحقيقها .
4- القدرة على التأثير .
5- جهاز مناعي ضد الأزمات .
وتستطيع في كل نقطة من هذه النقاط أن تبدع وأن تخرج عن المألوف ويبقى هنا أن نمد المربي ببعض الأفكار وندع لكل صاحب مسؤولية طريقة للوصول إلي النجاح العائلي .
كيف تصل للنجاح العائلي ؟
لتحقيق الهدف والخروج عن المألوف في سبيل الوصول للنجاح الأسري لابد وأن توفر عزيزي المربي لأبنائك فرصة المناقشة والحوار ، وتوجههم للبحث عن الحياة في مصادر مختلفة ، بل وتغرس فيهم القناعة بتنوع هذه المصادر وتدريبهم على التخيل والنقد مع احترام من هم أكبر منهم سناً في المنزل وخاصة الوالدين ، فحيثما تصل إلي تربية أبناء قادرين علي التأثير والتقويم والتخطيط وتحمل مسؤوليات واضحة ، فإنك تكون قطعت شوطاً كبيراً في طريق النجاح الأسري .
كن طياراً بارعاً ؟
تخيل أنك تقود طائرة تحمل فيها أفراد أسرتك ووجهتك مازالت بعيدة ، فإنك ستضطر أحياناً للانحراف يميناً ويساراً لتعديل الطريق الذي تسلكه لتصل في النهاية للهدف الذي حددته سلفاً قبل بداية الرحلة وهذا بالضبط دورك لتكون فعالاً في حياة أسرتك ، فعائلتك تكون بعيدة عن مضمارها معظم الوقت بسبب شجارات ، أو عدم تعاون أو عصيان للأوامر ، ولكن عندما تحدد اتجاهك ، فإنك تقوم بإجراء التعديلات والمحاولات الضرورية لإصلاح المسار لتصل العائلة إلي الهدف .
كيف يتحقق تعاون أكبر بين أبنائنا ؟!
هناك عدة وسائل ممكن أن تفكر بها للتقليل من عصيان أو عدم تصادق الأبناء ومنها :
1- وجه تفكير أبنائك لأمور أخرى مثل التفكير في ميزانية الأسرة ، بل ضع أمامهم المشاكل المالية التي قد تعترضكم كأسرة وتطلب من الجميع أن يتعاون في التفكير للخروج من هذه الأزمة حتى إن كانت أزمة افتراضية .
2- دعهم يخططون لعطلة نهاية الأسبوع ، أو لقضاء إجازة ووضح لهم إمكاناتك سواء في المال أو الوقت ودعهم يضعون لمساتهم الخاصة على هذه الإجازة وراقب ووجه وخذ أغلب ما تراه مناسباً .
3- استفد من الألعاب الأسرية سواء المقترحة على صفحات المجلة مثل اللعبة ، أو لنبن معاً أو أو أي ألعاب أسرية أخرى ، فمثل هذه الأنشطة لها أثر كبير في جمع شمل الأسرة .
4- حمّل أبناءك بعض المسؤوليات المنزلية التي عليهم أن يؤدوها ، بحيث لا يقوم أي شخص آخر بأدائها ، والآن هذا من شأنه أن يشعرهم بأهمية مكانتهم الخاصة في أسرتهم .
5- لا تبخل على أبنائك بتعليم فنون الإدارة ، بل اكتب كل ما تخططونه على الورق وكل ما تحملون به على الورق ، خطط جداول ، ارسم أفكارك ، علق على جدران غرفة المعيشة كل ما تحملون به وكل ما من شأنه أن يجعل لكم أهداف واحدة تسعون إليها جميعاً .
6- قوموا بأعمال جماعية معاً مثل الصلاة جماعة ، أو النوم معاً في وقت القيلولة في الصالة ، حيث يحضر كل فرد غطاء ، وتتبادلون الأحاديث معاً حتى النوم .
قانون الحصاد
إن قانون الحصاد يعد من الثوابت الطبيعية التي لا تتغير حسب الأهواء والآراء ، هذا القانون يعتمد على مواعيد معينة من السنة يقوم المزارع خلالها ببذر البذور ، ثم سقيها وتقليمها ومن ثم حرثها ، ولكل عمل وقت معين حتى يأتي موعد حصاده ، ولذا لا يمكن أن نتوقع الحصاد بين ليلة وضحاها ، وعلى المدى البعيد نحصد ونجني ما زرعناه وراعيناه ، وهذا تماماً القانون الذي ستسير عليه مع أفراد أسرتك ، فلا تحاول أن تسير عكس القوانين الطبيعية ولا تحاول تقديم أقصى جهدك لتقديم علاجات سريعة للمشاكل حتى وإن كانت مبدعة حاول دائماً أن تكون الأساليب التي تبحث عنها عميقة طويلة الأثر حتى تجني ثمار مجهودك مع أسرتك من خلال أبناء صالحين مؤثرين في أسرتهم ومجتمعهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .
منقول
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️