كيف تطيل عمرك بالحسنات ؟!
أما بعد: فاعلموا إخواني في الله، أن هدف المسلم في الحياة الدنيا يختلف عن غيره من الناس، فليس هدفه الأكل والشرب وقضاء الشهوة كما هو حال الحيوان والكفار، ولكن هدفه أن يعبد الله الذي خلقه، وأن يستغل حياته ووقته في الأعمال الصالحة، وبمصطلح تجاري أدق أن يجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذه الحياة قبل حلول الأجل، والانتقال من هذه الدار، لينال رحمة الله ورضوانه، ولترتفع درجته في جنات النعيم...
ولكن المشكلة الكبرى التي تواجهنا هي أن حياتنا محدودةٌ ومعدودةٌ بسنواتٍ وأيام، بل بثوان ولحظات لا نستطيع أن نزيد فيها لحظة واحدة، فعمرنا قصير مقارنة بأعمار الأمم السابقة التي كانت تعمر مئات السنين، كان أحدهم يعيش 100 سنة أو أكثر إلى 1000 سنة، أما هذه الأمة فأعمارها كما قال نبيها r: (أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلِكَ) حديث حسن رواه الترمذي.
أخي في الله: خبرني بربك: كم من الطاعات والحسنات تكسِب كل يوم؟ مئات، أم آلاف، أم ملايين، أم بلايين، أم مليارات؟!! وكأني بك تقول في الجواب: الله أعلم، نعم الله أعلم، لكنك أنت أيضا تعلم إذا كنت قريبا من ربك اليوم أم كنت بعيدا؟ وتعلم إذا كنت أكثرت من الحسنات اليوم أم أقللت؟ كل ذلك تعرفه.
أخي: هل لك أن تخبرني بالطاعات التي تتقرب بها إلى الله تعالى يوميا؟
ولو أُذن لك بالكلام الآن لقلت ولصدقت: أصلي الصلوات الخمس، مع السنن الرواتب، وأحيانا أقرأ ما تيسر من القرآن، أو أعود مريضا، أو أشيع ميتا، أو أرد سلاما، أو أشمت عاطسا، أو أساعد محتاجا، أو أنفس عن مسلم كُربة، أو ألبي دعوة، أو أصوم لله يوما، أو أزور أخا، هذا هو برنامجي اليومي، أما برنامجي السنوي فأصوم شهر رمضان، وأخرج الزكاة إن كنت غنيا، وأحج بيت الله الحرام مرة في العمر إن كنت مستطيعا، والسلام....
أخي: هل تظن أن هذه الطاعات والحسنات تمحو السيئات الصغيرة والكبيرة التي تقترفها يوميا بلسانك وسمعك وبصرك ويدك ورجلك، إن لم نقل وبفرجك أيضا؟
وهل تظن أن هذه العبادات تؤهلك لنيل الدرجات العلا في الجنات؟!
أخي: ما العمل الذي امتزت به عن إخوانك المسلمين ونافستهم فيه وزدت عليهم بالدرجات العلا في الجنات؟.
أخي إن النتيجة المرة التي سمعتها في الجمعة الماضية وهي أن 22 ساعة تذهب يوميا من حياتك بين اتصالات وتنقلات وزيارات ولقاءات وترفيهات وأخبار وعمل وأكل وشرب ونوم وراحة ولهو، وهي تساوي من عمرك الافتراضي 64 سنة، وأنه ما بقي لك يوميا إلا 2 ساعتين للصلاة، أي ما معدله 6 سنوات وهي التي بقيت لك من السبعين سنة، ومع ذلك تريد أن تدخل بها جنة عرضها السموات والأرض....
إذاً لم يبق أمامك أخي إلا أن تبحث عن أعمال شرعية تطيل بها عمرك، وتضاعف بها من حسناتك في هذا العمر القصير الذي ضاع أكثره في الأمور الدنيوية كما سمعت الجمعة الماضية.
وفي هذه الخطبة التي لا غني لمسلم عنها، سنتكلم بمشيئة الله تعالى عن مفهوم إطالة العمر، وعن بعض الأعمال المطيلة للأعمار، ثم كيفيةِ المحافظة على الطاعات والحسنات من محبطات الأعمال، فأقول وبالله التوفيق:
أما مفهوم إطالة العمر:
فقد جاء ذكره في حديث أنس بن مالك t أن رسول الله r قال: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) متفق عليه وقد اختلفت آراء العلماء حول مفهوم إطالة العمر:
فمنهم من يري أن هذه الإطالة هي البركة في عمره والتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ما يفيد، وهو رأي الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله، وزاد الإمام ابن تيمية بأن البركة في العمر: أن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الزمن الكثير.
ومن العلماء من يري أن الإطالة في العمر حقيقة، فالله سبحانه وتعالى يكتب للعبد أجلا في صحف الملائكة أو اللوح المحفوظ، فإذا وصل رحمه زاد عمره، وهو رأي الإمامين النووي وابن تيمية رحمة الله عليهما.
والآن سأدلك أخي على أعمال من خلالها يمكن أن تزيد في عمرك وحسناتك....
وأولها: أن تحتسب الأجر في كل قول وعمل تقوم به، أحتسب الأجر في نومك وأكلك وشربك وعملك تؤجر عليه إن شاء الله تعالى.
وثانيها: هناك أعمال كثيرة تطيل في عمرك وتزيد من حسناتك منها:
صلة الرحم: فعن عبد الله بن مسعود t أن رسول الله r قال: (صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ) صحيح الجامع، وقال r: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رواه البخاري عن أبي هريرة t.
وأدني درجة في صلة الرحم هو الصلة بالسلام من خلال الهاتف، قال r: (بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلاَمِ) صحيح الجامع عن ابن عباس t.
ومنها: حسن الخلق، والإحسان إلى الجار: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: (صِلَةَ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَار، وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَار) صحيح الجامع.
وإذا حسنت خلقك مع الناس حصلت على ثواب الصائم النهار، القائم الليل، لقولـه r: (إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ الْقَائِمِ) صحيح سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها.
ثالثها: زيادة الحسنات بالأعمال ذات الأجور المضاعفة:
تستطيع أخي زيادة حسناتك من خلال قيامك بأعمال صالحة ذات ثواب وأجر مضاعف، ومنها:
1- الصلاة: وذلك بالمواظبة عليها جماعة مع الإمام في المسجد، لقولـه r: (صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَرْدِ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَة) متفق عليه.
فلو توفي رجلان مثلا في عمر واحد، وأحدهما تعوَّد أن يصلي الفرائض في البيت بمفرده طوال حياته، والآخر يصليها جماعة في المسجد، لكان مجموع ثواب الرجل الثاني يزيد على ثواب الأول بسبع وعشرين مرة.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال خروجك من بيتك متطهرا لأداء الصلاة المكتوبة في المسجد: لقوله r: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّراً إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ) رواه أبو داود وصححه الألباني.
فالأولى بك أخي أن تخرج إلى المسجد متطهرا من بيتك، لا من حمامات المسجد، إلا لحاجة أو ضرورة.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الصلاة في الصف الأول: لقول العرباض بن سارية t: (إِنَّ رَسُولَ اللهِ r كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِ الْمُقَدَّمِ ثَلاَثاً، وَلِلثَّانِي مَرَّةً) رواه النسائي وابن ماجة، ولقوله r: (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ) رواه أحمد بإسناد جيد.
أما النساء فصلاتهن في بيوتهن أفضل لهن من صلاتهن في المسجد، فعن أمِّ حميد الساعدية أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ r فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاَةَ مَعَكَ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاَةَ مَعِي، وَصَلاَتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاَتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاَتِكِ فِي مَسْجِدِي، قَالَ: فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. رواه الإمام أحمد.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الإكثار من الصلاة في الحرمين الشريفين، خاصة أثناء الحج أو العمرة، فالصلاة الواحدة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في أي مسجد آخر بمائة ألف صلاة كما أخبر بذلك النبي
فركعتان تؤديهما في المسجد الحرام لا تستغرقان منك دقائق معدودة، يضاعِفَانِ لك ثواب صلواتٍ من المفترض أن تؤديها في سنة تقريبا.
ولو صليت عشر ركعات في المسجد الحرام بمكة المكرمة لا يستغرق أداؤها ثُلثي ساعة، كُتب لك ثواب تؤديها في بلدك.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال حرصك على صلاة النوافل في بيتك: قال رسول الله r: (صَلاَةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعاً حَيْثُ لاَ يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلاَتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْساً وَعِشْرِينَ) صحيح الجامع، عن صهيب t. وقال r: (أَفْضَلُ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ) متفق عليه.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال صلاة الضحى: وعن فضلها يقول النبي r: (يُصْبِحُ عَلَىَ كُلِّ سُلاَمَىَ -أي مفصل- مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجَزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَىَ) رواه مسلم عن أبي ذر t.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال حضور دروس العلم في المساجد: لقوله r: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ يُعَلِّمَهُ (يَعْمَلَهُ) كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامّاً حَجَّتُهُ) رواه الطبراني وصححه الألباني.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال التحلي ببعض الآداب يوم الجمعة: فعن أوس ابن أوس t أن رسول الله r قال: (مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ عَمَلُ سَنَةٍ، أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا) رواه أهل السنن وصححه الألباني، ومعنى "غسَّل" أي: غسل رأسه، وقيل: أي جامع امرأته ليكون أغض لبصره عن الحرام في هذا اليوم، ومعنى "بكَّر" أي: راح في أول الوقت، و"ابتكر" أي: أدرك أول الخطبة.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الحرص على الإكثار من الحج: فقد حرص كثير من السلف الصالح على الإكثار منهما استجابة لدعوة النبي r: (...ولَيسَ للحَجَّةِ المبرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجنَّةِ) صحيح سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود t، وقد حج التابعي سعيد بن المسيب حجة.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال أداء عمرة في رمضان: لقوله r: (عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي) يعني: يعني ثواب العمرة في رمضان يعدل ثواب حجة مع النبي r. رواه البخاري عن ابن عباس t.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال مساعدة فقراء المسلمين على أداء فريضة الحج من مالك إذا كنت ميسورا، فإن الله تعالى يكتب لك مثل ثواب حجهم.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الصلاة في مسجد قباء: فعن سهل بن حنيف t أن رسول الله r قال: (مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَصَلَّى فِيهِ صَلاَةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ) سنن ابن ماجه، وصححه الألباني.
وتستطيع زيادة حسناتك إذا كنت مؤذنا أو قلت كما يقول المؤذن: قال r: (...وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ، ويُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ) صحيح سنن النسائي عن البراء بن عازب t.
فلو كنت في مسجد فيه مائة مصل مثلا، وكنت مؤذنا أو مجيبا للأذان، فلك ثواب مائة مصل فضلا عن صلاتك، فعن عبد الله بن عمرو t أَنَّ رَجُلاً قال: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ المُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فقال رسولُ الله r: (قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فإِذَا انْتَهَيْتُ فَسَلْ تُعْطَهُ) صحيح سنن أبي داود. أي يتقبل الله منك الدعاء.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الإكثار من صيام النفل: ومن أهمه:
صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان: لقول النبي r: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثم أتْبَعَهُ سِتّا مِنْ شَوّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري t.
وصيام الأيام البيض الثلاثة من كل شهر هجري: وهي 13-14-15، لقوله r: (مَنْ صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ) صحيح سنن ابن ماجه عن أبي ذر t فإذ صمت ستة أيام من شوال، سُجِّلَ لك ثوابُ صيامِ سنةٍ كاملةٍ، وإذا صمت ثلاثة أيام من كل شهر، سُجِّلَ لك ثوابُ صيام سنةٍ أخرى.
وصيام عرفة لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين، وصيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة.
وتفطير الصائمين يزيد الحسنات أيضا: قال r: (مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً) صحيح سنن الترمذي عن زيد بن خالد الجهني t، فلو فطَّرت خمسا من الصائمين في كل يوم من رمضان، لسُجِّلَ لك في نهاية رمضان ثواب صيام أشهر بدل شهر واحد.
وقيام ليلة القدر يزيد الحسنات أيضا: وهي أفضل عند الله من عبادة شهر، كما قال تعالى: ]لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر عاما تقريبا.
والجهاد في سبيل الله يزيد الحسنات: وهو أفضل عند الله من عبادة رجل سنة، لقولـه r: (مقام الرجل في الصف في سبيل الله، أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة) رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط البخاري، عن عمران بن حصين t.
والمرابطة وحراسة يوم في سبيل الله لثغر من ثغور الإسلام، يعتبر في الأجر كصيام شهر وقيامه، لقولـه r: (مَنْ رَابَطَ يَوْماً وَلَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، ....) صحيح سنن النسائي عن سلمان الخير t.
تكرار قراءة بعض السور مثل: سورة الإخلاص، التي تعدل ثلث القرآن، والكافرون، التي تعدل ربع القرآن، فأنت في ظل مشاغلك اليومية قد لا تستطيع ختم القرآن مرة في الأسبوع أو اليوم، ولكنك تستطيع ختمه عشرات المرات في دقائق معدودات لو قرأت سورة الإخلاص عشرات المرات.
فعن أبي الدرداء t أن النبي r قال: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟"
قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: ]قُلْ هُوَ الله أَحَدٌقل يا أيها الكافرون شهر.
رابعها: تستطيع زيادة حسناتك من خلال أعمال يجري ثوابها إلى ما بعد الممات:
أخي: إن صلاتك وصيامك وحجك وعمرتك وقضاءك لحوائج الناس سينقطع ثوابها بموتك، فعليك أن تبحث عن أعمال يجري ثوابها لك ولو مت، ومن أهم هذه الأعمال:
أولا: الموت في الرباط: قال r: (كلُّ ميِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطاً فِي سَبِيلِ اللهِ، فإنَّهُ يُنَمَّى لهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح عن فضالة بن عبيد t.
ثانيا: الصدقة الجارية: كالوقف الخيري، وحفر الآبار، وبناء الملاجئ للأيتام، وغرس الأشجار، وبناء المساجد والمدارس وطباعة الكتب ووقفها لله تعالى، وغير ذلك من أعمال البر، كل هذا مما تستمر حسناته لك في حياتك وبعد مماتك، قال r (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني عن أبي هريرة t.
ثالثا: تربية الولد على الصلاح تستمر حسناته لك في الحياة وبعد الممات: قال r: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: وذكر منها: .... أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم عن أبي هريرة t.
رابعا: تعليم الناس الخير من الأعمال الجاري ثوابها لك في الحياة وبعد الممات: قال r: (إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إَلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم عن أبي هريرة t.
فأنت إذا دللت أخاك المسلم على طاعة الله أو على خير، فإنك تأخذ مثل أجره وثوابه، قال r: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ..) رواه مسلم عن أبي هريرة t.
خامسها: إطالة العمر باستغلال الوقت في العمل الصالح:
أخي في الله: إذا كانت الوسيلة الأولى لإطالة العمر وزيادة الحسنات: هي احتساب الأجر في كل قول وعمل... والوسيلة الثانية لذلك: هي التحلي بالأخلاق الفاضلة كصلة الرحم والإحسان إلى الجار... والوسيلة الثالثة لذلك: هي المثابرة على الأعمال ذات الأجور المضاعفة كالصلاة في جماعة.... والوسيلة الرابعة: هي المبادرة للأعمال الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات كالصدقة الجارية... فإن الوسيلة الخامسة: هي الاستفادة من الوقت في زيادة العمل.
فاستغل يومك أخي بما يعود عليك نفعه، فقد كان عبد الله بن مسعود t يقول: إنما يتقبل الله من المتقين[ المائدة 27
ويجب أن يعلم أن أعماله الصالحة كلها لا توازي نعمة واحدة من نعم الله، كنعمة البصر، كما أن هناك الكثير من عباد الله أكثر منه عملا وثوابا.
3- الاعتداء على حقوق الناس وإيذائهم بغيبةِ أو شتم أو سب أو نميمة، أو أخْذِ حقوقهم بغير حقٍ كل ذلك يسلب من الإنسان حسناته يوم القيامة، وتعطى لمن آذاهم أو اعتدى على حقوقهم، فيأتي يوم القيامة وقد أصبح مفلسا من الحسنات، بعد أن كان لديه مليارات، وقد وصف النبي r المفلسَ بأنه من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) رواه مسلم عن أبي هريرة t.
4- السيئات الجارية تأكل الحسنات ولو بعد الممات: ومنها: إغواء المسلمين وإفسادهم، كالفتوى بغير علم، وإبعاد مسلم عن الالتزام، وتوزيع أشرطة إباحية وجنسية على الأصدقاء، أو شراء دش أو إنترنت لمشاهدة الأفلام الجنسية وليشاهدها أبناؤه من بعده.
وقد صح عن النبي r أنه قال: (.... وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ) رواه مسلم عن جرير بن عبد الله t.
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .....
منقول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكور
مشكورةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
حقـــوق الطبع محفوظه لدى موتى ولا دمعه امى يرجى عدم التقليد
شكرا على الموضوع الجميل والى الامام بدون توقـــــف
: ( `•.¸
`•.¸ )
¸.•
(`'•.¸(` '•. ¸ * ¸.•'´)¸.•'´)
«´¨`.¸.* .:.*.(مع جزيل الشكر والتقدير).*.:. *. ¸.´¨`»
(¸. •'´(¸.•'´ * `'•.¸)`'•.¸ )
.•´ `•.¸
`•.¸ )
( `•.¸
`•¸ )
¸.• )´
(.•´
*¨) (¨`*
¸.•´¸.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
(¸.•´ ( *موتى ولا دمعه امى* ) `•.¸)
.•:*¨`*:•. .•:*¨`*:•.
:::مع تحياتي وأشواقي :::
0..................0
*-:¦:-*