أعذب الحديث @aaathb_alhdyth
المربية الثانية
كيف تعبرين عن احترام زوجك ؟؟!!
يطيب لي في هذه المشاركة أن أنهج النهج التوسعي في الحديث عن قضية احترام الزوجة لزوجها لما لها من أهمية بالغة في الحياة الزوجية، ولما شاع من انعدام الوعي بطرائق حيازة تلك الصفة ومن جهل بيّن بكيفية التعبير عنها
ولعلني استفتح مقالتي بما قاله الاستاذ الفاضل جاسم المطوع في كتابه )أولويات الحياة الزوجية( حيث قال تحت عنوان - الاحترام المتبادل - )لاشك ان اتفاق الزوجين على هذا المفهوم من الطبيعة الانسانية فالانسان سواء كان رجلا او امرأة يحب ان ينتج اذا كان محترما، ويكره الحياة اذا شعر بالذل والمهانة وعدم التقدير، وان الناظر الى حياة اسرنا يرى أنها قائمة على استهزاء القوي بالضعيف وتوجيه الاوامراليه، وعند توفر الصفتين السابقتين يكون الاحترام مفقودا وبالتالي تتأثر الاسرة وتنهار، فالاحترام مهم وضروري للزوجين، كذلك فان الادب وحسن العشرة من الاحترام، وضد الاحترام الاستهزاء والتحقير والاهانة والضرب والتسفيه، ولهذا حذرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء).. أهـ
هذا عن اهمية صفة احترام الزوج ومدى حاجته النفسية اليها فماذا عن كيفية التعبير عن تلك الصفة؟!
يجب على الزوجة اولا ان تتقن فن الحوار مع زوجها فتكون مهذبة في الحديث معه فلا تستخدم الفاظا خشنة او بذيئة، وأن تتجنب مقاطعته اثناء حديثه لأن معنى المقاطعة ضمنيا كما يقول الكاتب الاجتماعي عبدالله الجعيثن - لا يعدو معنى قولها الصريح له (اسكت اغلق فمك واسمع الحديث الجميل ) ..!
ومن الأدب واللباقة ألا تتشاغل الزوجة او تبدي عدم الاكتراث بحديث زوجها بل ينبغي ان تعبر عن متابعتها واصغائها له بالنظرات المتفاعلة مع حديثه وبعض المقاطع اللفظية المعبرة عن الفهم والاستيعاب والمتابعة ولا انسى في هذا الموضع ان الفت نظر حواء الى خطأ سلوكي تقع فيه كثيرا، وهو استخدام صيغ (الأمر) المباشر عند طلب شيء من زوجها صحيح ان هذا السلوك مألوف ولا يغضب الزوج نتيجة الاعتياد عليه في الحياة اليومية ولكن يجدر بالزوجة من باب التهذيب والأدب ان تعدل عن ذلك الأسلوب الى صيغ )العرض( الرقيقة ذات الوقع الجيد المحبب الى نفسية الزوج، فبدلا من ان تقول لزوجها وقد هم بالخروج: )هات خبز معك اذا جيت( بدلا من ذلك تقول له: )اذا ما يكلف عليك يا ليت تجيب معك خبز اذا جيت( أو ما ادري ممكن تجيب معك خبز اذا جيت( أو )عزيزي محتاجين خبز ممكن لو تكرمت تجيبه معك اذا جيت( وباجمال اقول لك عزيزتي حواء ان البدائل اللفظية ذات الوقع الحسن كثيرة، وأترك لذوقك حرية الاختيار من بينها وكذلك ابتكار ما يلذ لزوجك سماعه منها
ومن الصفات التي تستطيع الزوجة ان تعبر بها عن مشاعر الاحترام لزوجها صفة المدح والثناء، وذلك بأن تحرص الزوجة على اضفاء هالة من المثالية حول زوجها فتمدحه وتثني عليه في الخلوة والجلوة، وتتحرى ذلك بشكل خاص في اجتماعات الأهل والأقارب، فتسأله عن رأيه وتطلب مشورته وتستشهد بآرائه وأفكاره أمامهم، وتتجنب مخالفته في الرأي او الانتقاص من قيمته فضلا عن ان تتعمد ذلك عنوة!!
كذلك فان على الزوجة ان تتقن فن )المعارضة( فإن كان لها رأي غير رأي زوجها فعليها ان تتجنب التصريح له بذلك وجها لوجه، بل يفترض بها ان تعبرعن مضمون رأيها بأسلوب غير مباشر، فبعد الاصغاء له وتجنب تخطئته العلنية تؤمن على كلامه وتظهر موافقتها العامة له وذلك لتعد نفسيته لسماع رأيها وتقبله برحابة صدر كأن تقول له )كلامك صحيح وأنا معك فيما تقول( أو )يعجبني رأيك وأرى ان تفكيرك منطقي جدا ومطابق للواقع( ثم تعرض رأيها الخاص على هيئة استفهام او ملاحظة تشعر بها زوجها ان رأيها ما هو الا امتداد لرأيه وليس معارضة سافرة له! كأن تقول بعد عباراتها السابقة ولكن الا تظن أن ذلك يمكن ان ينتج عنه كذا وكذا؟! أو (ألا ترى ان من الافضل ان نقوم بكذا وكذا؟!)
أيضاً على الزوجة ان تحذر من جعل المناقشات بينها وبين زوجها تقوم على مبدأ (غالب ومغلوب) لأنها ان فعلت ذلك فمن المؤكد أنها ستكون الخاسرة المغلوبة مهما كانت حجتها قوية ودامغة، انها بسلوكها ذاك تستثير في نفس زوجها العناد والاصرار والرغبة في اثبات الذات التي تستند الى قوة السلطة والقوامة والرجولة، وعندئذ سيكسب زوجها الجولة شاءت ام ابت وفقا لقانون حكم القوي على الضعيف!!
وربما يعرض الزوج على زوجته أمراً لا توافقه عليه، كأن يطلب منها ان تخرج للنزهة معه في وقت لا تكون فيه مهيأة لذلك فعلى الزوجة حينئذ الا تعبر عن رفضها المباشر بقولها (لا ماودي اروح( او )ما لقيت الا هالوقت؟!( او )ماتشوف اني تعبانة ومتضايقة؟!) وذلك لأن مثل هذه العبارات كفيلة بكهربة علاقة الزوجة بزوجها، لأن ثمة قاعدة نفسية تقول: )إن التعبيرالمباشر للزوج عن رفض طلبه أيا كان يشعره أن زوجته ترفض شخصه كلية(!! ولتجنب ذلك ينبغي على الزوجة ان تتقن فن التعبير غير المباشر الذي يوفق بين رغبتها وبين المحافظة على مشاعر زوجها، كأن تقول له: (يا عزيزي الله يخليك احس اني محتاجة لك وأرغب في الكلام معك وش رأيك تجلس معي هالحين ونؤجل الطلعة لوقت آخر اكون فيه افضل من كذا) على الزوجة ان تتمثل بقول الشاعر
وزن الكلام اذا نطقت فإنما
يبدي عيوب ذوي العقول المنطق
ولعلني أبلغ في هذا الموضع منعطفا هاما لابد للزوجة أن تنتبه اليه، ألا وهو ضرورة اشباع حاجات الزوج النفسية واشعاره برجولته وتفوقه ويكون ذلك بإظهار الاعجاب بصفاته الشخصية والخلقية والشكلية على السواء، وأترك لذكاء الزوجة وفطنتها استنباط الطرائق السلوكية الفعلية والصامتة وكذلك اللفظية للوصول الى تلك الغاية!!
اضافة الى ما سبق على الزوجة مراعاة بعض الأمور التي تعبرمن خلالها عن احترامها لزوجها فمن لوازم ذلك الحرص على استقبال الزوج عند دخوله البيت بكلمة ترحيب تشعره بسرور زوجته واستبشارها بقدومه مع ابتسامة رقيقة معبرة عن خلجات نفسها عند رؤيته
ويندرج تحت صفة الاحترام كذلك عناية الزوجة بمظهرها امام زوجها دون قصر التجمل والاناقة على المناسبات والحفلات لأن مضمون ذلك التصرف يعني أن زوجها غير مستحق لأي درجة من درجات الاهتمام!!
ومن لوازم ذلك فضلا عما سبق مراعاة الزوجة لحرية زوجها الشخصية فلا تجعل من بيتها فرعا لمكتب التحقيق الفيدرالي! لأن ذلك كفيل بتنفير زوجها من العودة اليها لئلا يمثل على مقعد الاعتراف والمساءلة الى اين ذهب ومن اين اتى ومع من جلس!!
كما أن على الزوجة ان تحاول التأقلم مع ميول زوجها ورغباته، ويتبع ذلك ايضا الاهتمام بحاجاته ومراعاة ذوقه فيما يهوى من اصناف الطعام وما الى ذلك
وقبيل ختام هذه المقالة اشير الى خطأ سلوكي كثيرا ما تقع فيه الزوجة، وهو التذمر اذا طلب منها الزوج طلبا تكسل عن عمله او القيام به ولابد للزوجة قبل ان تقدم على ذلك السلوك ان توجه لنفسها سؤالا تقول فيه: هل سأقوم بتنفيذ هذا الطلب في النهاية ام لا؟! فإن كان الجواب انها ستفعل ذلك، بمعنى أنها مهما اعترضت ستقوم به ولاشك (يعني راح تسويه راح تسويه)! اقول اذا كانت هذه هي النتيجة فأعتقد - وأظن حواء توافقني - أعتقد انها برفضها للطلب او إظهار تذمرها وكسلها وانزعاجها فقط تعكر أجواء حياتها الصافية مع زوجها وتشعره بأنها غيرمتفانية في خدمته ومحبته!!
: برقيات الى حواء
أسلحة المرأة ثلاثة: الأنوثة اللباقة الرقة والدلال!!
تطويع درجة الصوت ونغمته ومقدار عذوبته لموضوع الحديث من الحجج والبراهين )النفسية( التي تستطيع بها الزوجة اقناع زوجها بما تريد!!
تتمثل شخصية حواء المتميزة والآسرة في خضوعها لزوجها، فأتقني فن الخضوع!!
بعض السلوكيات والنظرات الصامتة تكون أبلغ أحيانا من اي حديث!
التعبيرات العاطفية هي الاسعافات الاولية لأي اصابة جارحة تبدر منك لزوجك، وهي انجع وأقوى مفعولا من اي اعتذار!!
تحياتي ..
9
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاج الله خير اخت اعذب الحديث وموضوع مهم للزوجات ... وتوي اليوم اسمع شريط جاسم المطوع ..و كان يتكلم عن الاحترام ويقول انه من المكافآت النفسيه الي تسعد الزوج والزوجه ومن اهم اساسيات الحياه الزوجيه ..
ويعطيج العافيه ...:26: :26:
ويعطيج العافيه ...:26: :26:
ماشاء الله تبارك الله
مواضيعك مفيده وتعالج كثيييير من المشاكل بالحلول والافكار المناسبه
:26: :26:
مواضيعك مفيده وتعالج كثيييير من المشاكل بالحلول والافكار المناسبه
:26: :26:
الصفحة الأخيرة
وماشاء الله تبارك الله أعذب الحديث
موضوع قيم
ولباقه رائعه في كتابة الموضوع
وسرده بطريقه منمقه تستحق الشكر يا اعذب الحديث
اسأل الله أن يوفقك في حياتك الزوجيه دائما وابدا وان يوفقك في الدارين