(مجلة الجزيرة) ... الطفل بطبيعته يبدأ في الإحساس بأن ارتداء ملابسه بنفسه، وتنظيف أسنانه والكنس، وترتيب الأشياء ووضعها في محلها هي أعمال مثيرة يقوم بها عادة الكبار الراشدون، فإذا نجح أبواه بإبقاء علاقتهما به طيبة مع استمرار تقدمه في السن، فإنه يستمتع بحمل الأخشاب ونفض البسط؛ لأنه يريد أن ينفذ الأعمال المهمة أكثر، وبالتالي إرضاء أمه وأبيه.
مع أن معظمنا لا يستطيع أن يربي أولاده على خير وجه، بحيث يظفر بتعاونهم طيلة الوقت، فأغلب الظن أن ننجح بتفادي نظرة الطفل إلى أداء الأعمال المنزلية على أنه شيء غير مستحب، شريطة ألا نكلفهم القيام بها ونحن في حالة الغضب والتوتر والهياج.
على أن هذا لا يعني أن تتوقع من الطفل أن يكون مسؤولاً، دونما حد، على أداء واجباته حتى حين يبلغ الخامسة عشرة (معظم البالغين أنفسهم يمرون في فترات من انعدام الشعور بالمسؤولية)؛ ومن هنا كان لابد من تذكير الطفل بواجباته، وعليك أيتها الأم أن تتشبثي بالصبر، وحاولي أن تجعلي تذكير طفلك بواجباته جزءاً من واجباتك، شريطة أن يتم ذلك بلطف وهدوء وكأنك تخاطبين إنساناً بالغاً، فالنكد والشكوى المستمرة وتغير شأن الطفل.
كل ذلك مما يقتل الشعور بالاعتزاز لدى الطفل عندما يقوم بالتعاون مع أعضاء آخرين من الأسرة ومن شأن ذلك أن يثير حماسته ويجعله يستمتع بعمله ويتعلق به.
يبدأ الطفل فيما بين السنة الأولى ومنتصف الثانية من العمر بمحاولة خلع ثيابه (يسحب طرف جوربه نحو بطنه مباشرة الأمر الذي يجعل الجورب لا يخرج من القدم) وبحلول العام الثاني من العمر يصبح في مقدوره خلع جزء كبير من ثيابه. وهنا يحاول جاهداً أن يعود في الصباح إلى ارتدائها، ولكنه يجد في ذلك صعوبة بالغة. وأغلب الظن أنه يحتاج إلى عام آخر قبل أن يبدأ بتعلم ارتداء الملابس السهلة حسب الأصول، وإلى عام ثان (أي ما بين الرابعة والخامسة من العمر) لإنجاز أعمال أصعب مثل فك الأزرار، وربط الأشرطة وفكها وما شابه ذلك.
أما الفترة التي يكون فيها لطفل بين سن الواحدة والنصف والرابعة من العمر، فإنها تحتاج إلى قدر كبير من اللياقة فإذا حاولت أن تمنعيه من أداء الأعمال التي يستطيع القيام بها، أو حاولت التدخل أكثر مما ينبغي فيما يقوم به من أعمال، فذلك كفيل بإثارة استيائه وغضبه، أما إذا لم توفر له الفرصة لكي يتعلم ما يروقه من الأشياء في السن المناسبة فقد يفقد الاهتمام والرغبة في القيام بها. وإذا أنت تركته وشأنه دون مد يد العون له أبداً، فإنه سيفشل في تعلم ارتداء ملابسه، وقد يثبط هذا الفشل من عزيمته وإذن في وسعك أن تساعديه بلباقة في الأعمال التي يستطيع القيام بها، اسحبي مثلاً جوربه قليلاً بحيث يصبح من السهل عليه إتمام عملية خلع جوربه كله من قدمه بسهولة، ضعي مثلاً الثوب الذي يريد ارتداءه بالقرب منه حتى يبدأ بذلك فوراً، حاولي إثارة اهتمامه في القيام بالأعمال السهلة، في الوقت الذي تقومين فيه أنت نفسك بالأعمال الصعبة لدى ارتدائه ملابسه، وعندما تجدينه يتخبط مرتبكاً في ارتداء إحدى قطع ثيابه لا تصري على تلوي المهمة عنه، بل ساعديه على التغلب على الصعوبات التي يواجهها، بحيث يتمكن نم إنجاز العمل بنفسه. وحين يحس بأنك معه ولست ضده يزداد تعاوناً وإقبالاً على التعلم. ولاشك أن ذلك كله يتطلب قدراً كبيراً من الصبر والقوة والجلد.
يتعلم الطفل من والديه كل شيء.. لهذا فإن أي قول أو فعل تقومين به هو في الحقيقة درس لابنك.. فأحرصي على أن تعلمي أبناءك ما لا يتعلمونه في المدرسة. وهذه بعض الأسئلة التي من الأفضل أن توجهيها إلى نفسك:
1 - هل أقضي وقتاً طويلاً في التسوق للبحث عن ماركات معينة؟
2 - إن دخولي للمنزل وبيدي أشياء كثيرة يعني السعادة بالنسبة لي؟
3 - هل أقوم بشراء كل جديد لأبنائي لمجرد أن أقرانهم قاموا بشرائه؟
4 - هل أقوم بالتبرع لجهات خيرية وأدعو أبنائي لمشاركتي في ذلك؟
5 - هل أقوم بإنفاق الأموال على متطلباتي وأنسى أبنائي؟
6 - هل أستطيع أن أجعل أبنائي يشعرون بالسعادة عندما أقضي وقتاً أطول معهم وليس بشراء أشياء جديدة؟
هذه الأسئلة تضع تحت المجهر أمام عينيك لترى تقاليدك المالية، وأعرافك التي وضعتها لفسك، وكوني على يقين أن هذه الأعراف ستنتقل إلى أبنائك دون أن تدري.
هناك عدة مجالات من الأفضل أن نسبر أغوارها مع أبنائنا ونعلمهم التعامل معها ومن تلك المجالات:
1 - التسوق:
أ - علميهم الفرق بين الحاجة والرغبة.. واكتبي معهم 3 رغبات و 3 احتياجات يرغبون في شرائها قبل الذهاب للتسوق، وطبعاً يأتي دائماً شراء الاحتياجات قبل الرغبات.
ب - توقعي المبلغ الذي ستحتاجونه لشراء الاحتياجات، وضعي مبلغاً معيناً للصرف.
ج - عندما ينتهي المبلغ المحدد أخبري أبناءك بذلك.
د - اصطحبي ابنك عند شراء احتياجات المنزل.. في وسيلة جيدة لتعلميه فن التسوق، فمثلا الطفل الصغير ذو السنة الواحدة يستطيع أن يسلم الكاشير المال، أم الطفل ذو الخمس سنوات، فإنه يستطيع أن يعرف إمكان شراء الأشياء، وأخيراً الطفل ذو العشر سنوات يستطيع أن يقارن بين المشتريات أيها أفضل.
2 - صرف المال
أ - أعطيهم مصروفاً أسبوعياً، والسن المناسبة للمصروف تبدأ عندما يبدأ ابنك في شراء احتياجاته بنفسه، وامنحيه مصروفاً كافياً حسب عمره وراقبيه وهو يشتري احتياجاته ويوفر منه، وتذكري عندما تحصلين على أي ترقية أو علاوة أن تمنحي ابنك علاوة أيضاً.
ب - دربيه على تقسيم المصروف إلى أجزاء صغيرة يتعامل معها طول الأسبوع ووجهي نظره إلى الأشياء التي يجب أن يشتريها من مصروفه.
ج - عندما يشتري ابنك بمصروفه أشياء لم تعجبه لاحقاً أو تتعطل خلال فترة قصيرة، لا تتبرعي حينها بشراء أشياء جديدة وستكون هذه أول دروس حياته.
د - لا تفقدي الهدايا معناها.. بكثرة شرائها لأبنائك عند كل نزهة أو تسوق.
هـ - ضعي أهدافاً محددة لكم؛ كأسرة، أو لابنك، تدخرون لها مثل الذهاب لرحلة أو تغيير شيء في غرفته.
3 - قائمة العطلات:
أ- تبدأ العطلات وتبدأ معها المتطلبات الإضافية وطلبات زيادة المصروف.. وعليك هنا بوضع قائمة مع أبنائك بالطلبات وناقشي كل فكرة على حدة ودعي ابنك يلغي الأشياء الأقل أهمية له.
ب - قدمي بدائل لأبنائك، فعندما يطلب أحدهم شيئاً مرتفع الثمن قدمي له اقتراحاً بأن يتشارك مع أخيه في هذا الشيء وتقاسما استخدامه أو أن تساهم الأسرة كلها في شراء هذا الشيء الذي يتقاسمون استخدامه.

النونو فيروز @alnono_fyroz
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


تسلموووووووووووووا عيونكم الاحلى
وبالنسبة للمواقع والله بتكون بالصدفة وفي عدة منتديات ومجلات
ونورتوني
وبالنسبة للمواقع والله بتكون بالصدفة وفي عدة منتديات ومجلات
ونورتوني


الصفحة الأخيرة
الله يكثر من امثالك هذى المواضيع ولا بلاش ...
ياليت تكثرين من كتابة المقالات الى تهتم بشخصية الطفل ونموه الادراكى .....واذا عندك مواقع تهتم ارسليها لى خاااص
تربية العقوول اهم من اى شئ