نحن نهتم بتعليم اطفالنا.. فنرسلهم الى المدرسة متى بلغوا سن الدراسة، ولو ان الطفل يبدأ مدرسته الأولى في البيت، فنعلمه الكلام والاخلاق والتعامل مع من حوله....
والواقع ان هناك ناحية هامة غالبا ما يهملها الأباء لسبب بسيط، وهو انها لم تشكل اية مشكلة لأطفالهم قبل خروجهم من البيت. الا وهي المال.
ان كل ما يعرفه الطفل في هذه السن المبكرة هو انه يريد ان يمتلك اشياء جديدة رآها في أيدي أصدقائه ... دون ان يفكر في كيفية شراء تلك الأشياء.
فلابد للطفل في سن معينة ان يتعلم قيمة المال ويقدر الجهد الذي يبذل في سبيل الحصول عليه، ووسائل تحقيق ذلك كثيرة ومتنوعة، ولكن لا بد ان يكون ذلك عن طريقنا وبواسطتنا وتحت اشرافنا ورقابتنا.
ومن بين هذه الوسائل:
* ان يكون الوالدان أكثر حرية في مناقشاتهما حول المسائل المالية على مسمع من ابنائهما، وثم نشرح للطفل ان ما سمعه يجب الا ينقل ابدا خارج جدران البيت .. فيجب ان يتعلم الطفل ان المال خلق لكي نحسن استخدامه في شراء اشياء نافعة وفيما نحن فعلا في حاجة له.
* تعريف الطفل بأن المال لا يوهب وانما يؤخذ مقابل عمل قمنا به ونتيجة لمجهود بذلناه .. ولكي نفعل ذلك فلابد ان نعطي لأطفالنا الفرصة لان يفوزوا بما يريدون ويشتهون بعرق جبينهم..وهذا لا يعني ان نكافئهم كلما قاموا بما هو جزء من واجبتهم اليومية كترتيب فراشهم او تنظيف غرف البيت مثلا... لانه سرعان ما يرفع الأطفال راية العصيان بمجرد ان نكف ايدينا عن تقديم تلك المكافئات.
فالمكافئة التي تقدم للطفل يجب ان تكون مقابل عمل محدد اضافي، تكلفه به امه او والده اذا جاء اليهما يطلب لعبة جديده، كتنظيف الحديقة او مسح الغبار عن الكتب، وبهذا يستطيع الطفل ان يقتصد فيما كسبه الى ان يجمع ثمن لعبته .
فيتعلم الطفل بهذه التجربه ان العمل هو افضل طريق يوصله للحصول على ما يشتهي وتعلم ايضا كيف يقتصد ماله ولا يبذره، واخيرا تعلم كيف يحافظ على لعبته الجديده التي تعب للحصول عليها.
* هذا لايعني ان لابد للطفل ان يعمل لكي يحصل على المال ... فلابد ان يحصل على مصروف خاص لجيبه ويكبر المصروف كلما استقبل عاما جديدا .. ولكن يجب ان نعلمه ان يقتصد جزء منها ويضعه في الحصالة ونشرح له مزايا هذا الاقتصاد.
* يجب ان نعلم الطفل الاعتماد على النفس .. مثلا في سن العاشرة وما بعدها يضاعف له المصروف بشرط ان يشمل هذا المصروف ثمن وجبة الغداء وثمن المواصلات مثلا .. فاذا اساء انفاق هذا المال فانه يعود مشياً على الأقدام، او يقضي اليوم بلا غداء .. واذا بلغ الخامسة عشرة تركنا له مهمة شراء ملابسه الخاصه ... وهكذا.
قد يقال ان ليس من العدل ترك الطفل يتحمل مسؤولية اخطائه.. ولكن مواجهة هذه التجارب في الصبا قد تكون سبباً في انقاذ حياته الزوجية عندما يكبر ويصبح ابا، فكثير من الزيجات تنهار بسبب سوء تصرف احد الزوجين في امولهما.
علمي طفلك اذا قيمة المال. ففي أيدي الوالدين وحدهما تقع مسؤولية تعريف الطفل بخطر المال في حياتنا، وكيف نضعه في المكان الصحيح ، فنحترمه ونقدره دون ان نكون عبيدا له.
FANDA @fanda
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
NeeNee
•
جزاك الله كل خير
موضوع رائع
نحنا في البيت كل واحد عنده فلوس مجمعها ...
واختي الصغيرة مجمعه فلوس وما تصرف منها ...
واذا كانت بتشتري لعبة تسال منو بيدفع ..
لانه لو هي بتدفع ما بتشتري ، تخاف تخلص فلوسها ...
نحنا في البيت كل واحد عنده فلوس مجمعها ...
واختي الصغيرة مجمعه فلوس وما تصرف منها ...
واذا كانت بتشتري لعبة تسال منو بيدفع ..
لانه لو هي بتدفع ما بتشتري ، تخاف تخلص فلوسها ...
الصفحة الأخيرة