كيف تعيش المرأة يوما من رمضان

ملتقى الإيمان

كيف تعيش المرأة يوما من رمضان



أبو سليمان الأزهري


1ـ قيام أول ليلة في رمضان
فإنه إذا ثبت أن غداً رمضان فإنه يُسن لنا أن نقوم هذه الليلة
وفي أول اللحظات من رمضان استشعري تلك الفرحة في قلوب المؤمنين التي تفوق العبارة وتفوق الخيال فما تلبث تلك الفرحة أن تشمل قلوبهم وجوارحهم حتى يدب فيهم الخوف هل يستطيعوا إن يكرموا تلك الضيف العزيز الذي يأتي كل سنة مرة ولعله لا يأتي عليهم السنة القادمة إلا وهم في القبر ، فيعيشون هذه اللحظات بين الفرحة والخوف فيعظم في هذه الليلة ابتهالهم إلى الله أن يغنمهم البر في هذا الشهر وأن لا يحرمهم بذنوبهم.
لأنهم على يقين أنهم أضعف من أي شيء بأنفسهم، لكن بالله هم أقوى من أي شيء
إننا لا نستطيع بأنفسنا أن نهتدي ولا أن نفعل أبسط الطاعات ولكن الذي يعيننا هو الله.
قال مطرف بن عبد الله الشخير.
لو أُخرج قلبي فجعل في يدي هذه اليسار وجيء بالخير في هذه اليمنى ما استطعت أن أولج في قلبي منه شيئا حتى يكون الله يضعه فيه.

2ـ السحور
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم به فقال "تسحروا فإن في السحور بركة" متفق عليه
وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور" وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على سحور التمر فقال "نعم سحور المؤمن التمر"
وقال صلى الله عليه وسلم " السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " رواه احمد وقال المنذر إسناده قوي
* والسنة تأخير السحور ما لم يخشى طلوع الفجر لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم
فعن أنس رضي الله عنه " إن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى" قيل لأنس كم كان بين فراغها من سحورهما ودخولهما في الصلاة قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين أية " رواه البخاري.
وفي ذلك فوائد منها:
1- عدم النوم عند صلاة الفجر
2- يكون أرفق للصائم
انتبهي :
ينبغي أن تنوي بتحضير السحور عدة أشياء منها
1ـ حسن التبعل للزوج
2ـ الوفاء بحق أولادك عليك
3ـ إعانتهم على إقامة السنة
وينبغي أن تنوي بالسحور
1ـ إقامة السنة
2ـ التقوّي على الطاعة ( الصيام)
3ـ امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم
4ـ الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
لا تنسي أذكار الأكل قبله وبعده

3ــ اغتنام هذا الوقت في الدعاء حتى يؤذن الفجر قال صلى الله عليه وسلم "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن"صحيح الجامع 1173

4ـ إجابة المؤذن
ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن " البخاري ومسلم
ـ عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعته حلت له شفاعتي يوم القيامة " رواه البخاري
ـ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال حين يسمع المؤذن ( وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد رسول عبه ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا) غفر الله له ذنوبه"رواه مسلم

4ـ الدعاء.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه" أبو داود والنسائي والألباني قال حسن صحيح
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد " قال الألباني صحيح لغيره
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ساعتان تفتح فيها أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته ، عند حضور النداء والصف في سبيل الله " قال الألباني صحيح لغيره

5ـ الوضوء لصلاة الفجر لا تنسي الدعاء بعد الوضوء

6ـ صلاة الفجر في وقتها
سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال " الصلاة لأول وقتها" أبو داود وقال الألباني صحيح لغيره
وانتبهي إلى أنه ينبغي إطالة القراءة في الصلاة { إن قرآن الفجر كان مشهودا }

7ـ الذكر بعد الصلاة
ففي الحديث "..... تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين " متفق عليه.
وبالإضافة إلى أن تقولي برفع الصوت "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " صحيح مسلم
بالإضافة إلى " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "وقبل ذلك كله تستغفري ثلاثا وتقول " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " مسلم

8ـ أذكار الصباح

9ـ المشارطة
ـ بأن تشترطي على نفسك ما تحصليه ذلك اليوم وهو على الأقل ما يلي:
1ـ قراءة ورد من القرءان على الأقل جزء ونصف
2ـ مراجعة جزء مما تحفظين من القرءان على الأقل ربع
3ـ تقرئي" قل هو الله أحد" عشر مرات ليكون لك بيت في الجنة
4ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 100 مرة إلى ألف مرة
5ـ قراءة تفسير سورة صغيرة من جزء عم
6ـ حفظ حديث واحد على الأقل
7ـ إفطار صائم ولو على تمرة
8ـ الاستغفار 100 مرة إلى 1000 مرة
9- صدقة ولو قليلة
10ـ 12 ركعة من النوافل ليبني الله لك بها بيتاً في الجنة وهم ركعتان قبل الفجر وأربع قبل الظهر و ركعتان بعده و ركعتان بعد المغرب و ركعتان بعد العشاء
11ـ حفظ اللسان وكثرة الصمت مع طول الذكر
12 ـ البعد عن الغيبة والنميمة
13 ـ الصلاة في وقتها
14ـ تبلغي حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من الناس كأن تعلقي ورقة على باب العمارة مكتوب فيها حديث وذلك كل يوم
15ـ عمل طاعة جديدة : حاولي أن يكون لك كل يوم طاعة جديدة
16ـ قراءة في بعض الأحاديث كمثل كتاب رياض الصالحين
17ـ حاولي المحافظة على الوضوء
ثم نبدء العمل

10ـ قراءة قرأن حتى طلوع الشمس

11ـ ركعات الضحى : في الحديث القدسي " ابن أدم لا تعجزن أربع ركعات في أول نهارك أكفك آخره" أبو داود

12ـ توديع الزوج : وانوي به حسن التبعّل ليكون ذلك بأجر

3ـ حفظ حديث

14ـ مراجعة جزء من القرآن

15ـ من الممكن أن تنامي إلى الظهر

16ـ بعد صلاة الظهر قراءة قرآن

17ـ طبخ الطعام : ولا تنسي أن تنوي ما يلي
• حسن التبعل للزوج
• إعداد الطعام للصائمين فحين صام بعض الصحابة وشق عليهم قام على خدمتهم المفطرون فقال صلى الله عليه وسلم " ذهب المفطرون بالأجر"
• ولا تنسي الذكر المستمر وأنت تطبخي حتى إذا جاء زوجك قلت له كما قالت بعض الصالحات لزوجها كل، فوالله ما نضج ذلك إلا على التسبيح

18ـ صلاة العصر في أول وقتها

19ـ قراءة تفسير مع النية أن هذا استجابة لقوله تعالى { أفلا يتدبرون القرآن }

20ـ قراءة قرآن

21ـ أذكار المساء

22ـ الدعاء والإلحاح إلى المغرب

23ـ تعجيل الإفطار على رطب
قال صلى الله عليه وسلم " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الإفطار" ويقول عند الإفطار " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" أبو داود
ولا تنسين الدعاء بما تحبين فإن للصائم دعوة مستجابة عند فطره ولا تنسي الدعاء للمسلمين بظهر الغيب

24ـ إجابة أذان المغرب

25ـ صلاة المغرب قبل أن يأتي زوجك من المسجد

26ـ بعد الإفطار إلقاء كلمة بالتبادل مع زوجك

27ـ عمل مسابقة للأولاد وتقويمهم يوميا من صلى في جماعة من قرأ أكثر من القرآن من...... وإعداد جوائز ودرجات

28ـ النظر في جدول المحاسبة
مع لوم النفس على التقصير وحمد الله وشكره على العمل الصالح وإياك والعجب فإنه نار تأكل الأعمال وتحبط أجرها
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر " أوكما قال
وينبغي استدراك ما يمكن إدراكه من الذكر والتلاوة

29ـ صلاة العشاء

30ـ التراويح ويا حبذا لو كانت في البيت إلا أن تخشى الكسل ولو اجتمعت مجموعة من النساء في بيت أحدهن لكان أفضل
لكن لو ذهبت إلى المسجد فاعلمي هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليل " قال الألباني سنده صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "

31ـ استقبال الزوج ثم قضاء له حاجته وما يريده

32ـ قيام الليل في البيت وإن صليت مع الإمام فلابد منه لأن الصلاة في المسجد لا تخلوا في غالب الأحيان من رياء وسمعة
فلابد ولو ركعتين مع محاولة الخشوع وكثرة الدعاء في السجود

33ـ النوم ولا تنسي الأذكار والنوم على طهارة
وإذا نمت على الفراش اسأل نفسك هذا السؤال
هل الله راضي عني أم لا ؟
وهل يا ترى ما فعلته من هذه الطاعات يليق بجلال الله ؟
هل يليق بأن يرفع لملك الملوك؟

34ـ الاستيقاظ قبل الفجر بساعة: قال صلى الله عليه وسلم " ما من مسلم يبيت على ذكر وطهارة فيتعار من الليل فيسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه " صحيح الجامع 5754

35ـ استغلال هذا الوقت في الدعاء والاستغفار والصلاة ما أمكن ذلك

وهذا كله مجرد اقتراح خذي منه ما يليق بك والله الموفق
9
837

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الؤلؤة البراقة
برنامج للأخت المسلمة في رمضان






أختي المسلمة
لا شك أنك مسئولة عن عمرك الذي تعيشين هل قضيتيه في الخير وطاعة الله عز وجل أم في الشر وطاعة الشيطان والعياذ بالله , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟" فمن هذا كان لزاماً على الجميع الحفاظ على الوقت , لاسيما في شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات والمسارعة للطاعات , وكذلك المرأة فإن هناك عدة أمور يمكن أن تستغل بها وقتها منها :

أولاً : تلاوة كتاب الله عز وجل :
ينبغي أختي المسلمة أن يكون لك ورد يومي لقراءة القرآن الكريم فهو خير معين على استثمار وقتك , وفي تلاوته الأجر العظيم ففي كل حرف حسنه والحسنه بعشر أمثالها كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.

ثانياً : قراءة الكتب النافعة:
إن قراءتك لها تزيد حصيلتك العلمية والثقافية فابدئي بقراءة الكتب الإسلامية التي تتفقهين بها في دين الله تعالى وتعبدين الله تعالى على بصيرة وعلم .

ثالثاً : ذكر الله عز وجل :
اجعلي من الأمور المهمة التي تقضين بها وقتك ذكر الله فهو أمر يسير على النفس تستطيعين أداءه وأنت تقومين بأعمال البيت وتعلمين فضل ذكر الله ومدح الله للذاكرين كما قال تعالى :﴿ والذاكرين الله كثيرا والذاكرت ﴾ وفي أداء الذكر شكر لله تعالى والله مدح الشاكرين.

رابعاً : تربية الأولاد :
إن على الام مسئولية عظيمة ومهمة جسيمة في تربية أبنائها التربية الإسلامية الصحيحة وتنشئتهم النشأة القويمة على المنهج الرباني الرشيد وكما قال عليه الصلاة والسلام : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... والمرأة راعيه في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها " والتربية الصحيحة تكون بتنشئتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , وحب الطاعات , وعلى الأخلاق الفاضلة , والآداب الإسلامية , إما بتحفيظهم لبعض الآيات او بعض الأدعية والأذكار, او قص بعض القصص الإسلامية .
فكم من أخوات تظن أن التربية للأولاد في إعداد الطعام وتنظيف الملابس وغيرها وتنسى تربية القلب والروح وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية.

خامساً : صلة الأرحام :
صلتهم واجبة عليك أختي المسلمة لقول الله تعالى :﴿ واتقوا الله الذي تسآلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ﴾. ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعة الله ". واستغلي هذه الزيارة بإسداء الهدية المفيدة كشريط نافع أو كتاب توقضين به الغافلات من أقاربك وتعامليهم بالكلمة الطيبة وكما قال عليه الصلاة والسلام : " الدال على الخير كفاعله ".

سادساً : بر الوالدين :
تعلمين أختي المسلمة ان الله تعالى قرن طاعته بطاعة الوالدين فقال سبحانه : ﴿ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين أحساناً ﴾. ولكي تفوزي برضا الله ورضا الوالدين لابد من التفرغ لطاعة الوالدين والبر بهما والإحسان اليهما , وأنبه الفتيات إلى مساعدة أمهاتهن في أعمال المنزل وبذلك تستطيع الأم التفرغ للعبادة أيضا .

سابعاً : الدعوة الى الله عز وجل :
قال الله تعالى : ﴿ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ﴾ فالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى منهج الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام , فلا تبخلي على نفسك بالأجر العظيم من الله , يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ". فخصصي أختي المسلمة جزءا من وقتك لنشر الخير والدعوة إلى الله سبحانه , فالكلمة الطيبة دعوة وحسن الأخلاق دعوة والأمر بالمعروف دعوة والنهي عن المنكر دعوة إلى غير ذلك.

ثامناً : حلقات الذكر والدروس العلمية :
حاولي أختي المسلمة التعاون فيما بينك وبين أخواتك على وضع دروس علمية في ليالي رمضان لتحفكن الملائكة وتغشاكن الرحمة وتنزل عليكن السكينة ويذكركن الله فيمن عنده .

تاسعاً : حلقات تحفيظ القرآن :
إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن , فينبغي لها ان تجعل لها حلقة لتدريس القرآن الكريم لأهل بيتها او جيرانها لما في ذلك من الثواب العظيم .

هذا وأسال الله تعالى ان يعيننا على طاعته وان يجعلنا من عباده المتقين وان يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم مقرباً لمرضاته نافعا لعباده .

المراجع :
1- { للصائمات فقط } لحمد بن إبراهيم العريفي.
2- { توجيهات للأخت الصائمة } لعمر بن سعود العيد.

الحقنة .. شبكة أنا المسلم
الؤلؤة البراقة
بيوت الصائمات
البرنامج اليومي للمرأة المسلمة في رمضان



عمر بن سعود العيد


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :

فيلاحظ في أيام رمضان ّ على بعض المسلمين والمسلمات , أنه تمضي عليهم أيام الصيام وهم في تفريط وتقصير , واشتغال فيما لا يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة , وعدم تنافس في الخيرات وارتكاب للمحرمات من السماع للزمر والطرب , أو النظر إلى ما حرم الله عليهم , ومن أجل ذلك أحببت أن أضع للأخت المسلمة برنامجا يومياً تقضي فيه وقتها فيما ينفعها , ويرقي درجاتها في الجنة يبتديء من السحر إلى السحر , اجتهدت فيه ما استطعت , فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان .

* قبل الفجر :
يسن للمسلمة أن تتسحر , لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , كما في حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه - : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام , ولو على تمر لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه –أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم سحور المؤمن فإن لم تجد التمر شربت قليلاً من الماء , لتحصل لها بركة السحور .
والسنة للمسلمة تأخير السحور , ما لم تخش طلوع الفجر , لما ثبت في ذلك من الأحاديث الصحيحة
منها حديث أنس بن زيد بن ثابت قال : ( تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة , قلت : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية متفق علية .
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور , كما روى عمرو بن ميمون , قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً {رواه البيهقي بسند صحيح }
ولعل الحكمة من تأخير السحور هي
1- أن السحور يراد به التقوي على الصيام , فكان تأخيره أنفع للصائم
2- أن الصائم لو تسحر قبل طلوع الفجر بوقت طويل ربما نام عن صلاة الفجر

* أذان الفجر :
الواجب على المسلمة إذا تحققت من طلوع الفجر أن تمسك عن الأكل والشرب , وإذا سمعت المؤذن فمن السنة أن تردد معه ألفاظ الأذان . ثم تدعو بما ورد ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة , آت محمداً الوسيلة والفضيلة , وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , إنك لا تخلف الميعاد ) لتحصل لها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم , ثم تصلي راتبة الفجر , تقرأ في الركعة الأولى : ( قل يأيها الكافرون ) {الكافرون 1 } وفي الثانية : ( قل هو الله أحد ) الإخلاص 1 } وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها , فلقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفراً ولا حضراً .
روى البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر , والسنة أن تقرأ سورة طويلة من المفصل – إن تيسر ذلك – وإلا فمما تيسر معها من القرآن .
وبعد الانصراف من صلاة الفجر تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير .

ويمكن للأخت المسلمة الاطلاع عليها في كتيب : ( صحيح الكلم الطيب ) أو غيره من كتب الأذكار المخرجة , وبعدها تقرأ أوراد الصباح , لتكون في حرز من الشيطان , وحصن حصين من الشرور والسنة للمسلم والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس , وارتفاعها قيد رمح , يذكر الله – تعالى – ثم يصلي ركعتين , ليكتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة . لما روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس )
ولحديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجةوعمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تامة تامة {رواه الترمذي }

وتشغل في جلوسها بقراءة القرآن , حفظاً إن كانت حافظة , أو بمراجعة الحفظ , وإلا قرأت من المصحف ما تيسر لها , وإن لم تكن تعرف القراءة فيمكنها أن تستمع إليها من قارئ أو شريط أو تشتغل بشيء من الأذكار , ومن ذلك أن تقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة . وبعدها تقول : ( سبحان الله وبحمده ) مائة مرة . ليحصل لها ما وعد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتب له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان في يومه ذلك , حتى يمسي , ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) وقال : ( من قال : سبحان الله وبحمده , في يوم مائة مرة حطت خطاياه , وإن كانت مثل زبد البحر )
وقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله ) , لأنها كنز من كنوز الجنة , فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري حيث قال له : (( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله )) .

وإن خير ما يقضى به وقت المسلم والمسلمة ، بأحب الكلام إلى الله ، وهو ما ثبت في المسلم من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله إلا الله والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت )) .
إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية والأوردة .

وبعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ، تصلي الصائمة ركعتين ، أو ما شاءت من ركعات ، ثم تأخذ قسطاً من الراحة والنوم ، ولا تنسى الأذكار الواردة عن النوم ، من قراءة آية الكرسي ، وقولها: ((باسمك اللهم أحيا وأموت )) .
قراءة المعوذات ، والنفث في اليدين ، ومسح الجسد بيديها ، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها - (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه ، وقرأ بالمعوذات ، ومسح بهما جسده ))
وقولها : الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى )) وغيرها كثير .

واحرصي على أن تعلمي أولادك هذه الأذكار عند نومهم ؛ لأن ذلك من التربية لهم ، والدعوة إلى الله ، وفيها حفظ لهم وحرز من الشيطان ، وتعويد لهم على طاعة الله .

* صلاة الظهر :
أختي المسلمة : إن لم تكوني مرتبطة بدوام أو دراسة ، فاستيقظي قبل الظهر ، ولو بزمن يسير لتصلي سنة الضحى ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها عدداً من الصحابة – رضي الله عنهم – وليس لها عدد معين .
فإذا أذن الظهر فاستمعي له ، وقولي مثل ما يقول المؤذن ، وادعي بما ورد بعد الأذان .
ثم صلى سنة الظهر القبلية ، وهي أربع ركعات ثم صلي الظهر وبعدها صلي ركعتين . وإن شئت أربع ركعات ، وهو أفضل . ولا تنسي الأوراد عقب الصلوات ، وأن تقرئي ما تيسر من القرآن .

أختاه :
احرصي على إيقاظ أولادك وإخوانك لأداء الصلاة سواء الظهر ، أو العصر ، أو غيرهما ، فإن هذا من التعاون على البر والتقوى .

بيوت الصائمات :
إن رمضان شهر القرآن ، فالله أنزل فيه كتابه ، قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } . وأمر المسلم بقراءته ، ورغب أن يجعل لبيته قسطاً من القراءة القرآن .
فينبغي للصائمة أن تجعل لها حزباً يومياً من كتاب الله ، تقرؤه في أثناء نهارها وليلها ، وأوقات فراغها ، فلا أقل من أن تختم القرآن في شهر ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – وإن قرأته في نصف شهر أو أسبوع ، أو ثلاثة أيام ، فهو أفضل ، فقد كان عبد الله بن عمرو وتميم الداري – رضي الله عنهما –يختمان كل ثلاثة أيام ، وبين لنا صلى الله عليه وسلم أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن لا يقربه الشيطان ، ولقراءتك للقرآن تأثير على الأطفال والصغار ، إذ يسمعون آيات الله تتلى عليهم ، وقراءة القرآن سبب لنزول رحمة الله عليكم .
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان )) .
وإن نعمة الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن ، وأشرطة القرآن ، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان ، فيمكن للأخت المسلمة أن تسمع آيات الله طيلة وقتها ، وتسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة .
وكم من الأخوات لا يستطعن القراءة من المصحف ، وعوضها الله بسماع هذه الأشرطة الطبية ، فتزداد أجراً وثواباً بسبب سماعها ، وبهذه الوسيلة يصبح البيت يدوي فيه القرآن دوي النحل ، بدلاً من أن يُدوي فيه الزمر والطرب .....
فقد كانت بيوت الصحابة مليئة بذكر الله – تعالى – فلنحرص على أن نكون مثلهم .

* صلاة العصر
إذا أذن العصر فرددي مع المؤذن كما يقول ، وصلي أربع ركعات قبل الفريضة ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً )) { رواه أبو داود والترمذي بسند حسن } ، ثم صلي الفريضة ، ولا تنسي الأذكار عقب الصلاة ، وبعدها تنطلق الأخت إلى إعداد ما تحتاجه الأسرة من الطعام دون مبالغة ولا إسراف . واحتسبي في إعدادك للطعام ، وأنك تقومين على خدمة صائمين ، فلك أجر عظيم بهذا العمل ، ويمكن إشغال سمعك بما ينفع من سماع لإذاعة القرآن أو شريط إسلامي .

* فرحة الصائمة :
وقبيل المغرب تنتظر الصائمة المؤذن ، حيث امتنعت عن الأكل والشرب طيلة يومها ، استجابة لربها ، وعليك أختي المسلمة أن تشغلي هذا الوقت بالدعاء فإنه وقت إجابة كما ورد .
فإذا أذن المؤذن استحب لها تعجيل الفطر ، كما روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور )) ، ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل ، وأفطري على تمر – إن تيسر – ثم رددي مع المؤذن ما يقول ،واسألي الله الوسيلة ، والفضيلة ، لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

* ملاحظة :
يلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف ، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب ، أو فوات تكبيرة الإحرام ، أو بعض الركعات ، أو فوات الصلاة بالكلية ، وهذا لا ينبغي في غير رمضان ، فكيف في رمضان ؟!

أختي المسلمة : كوني عوناً لأهل بيتك في طاعة الله ، فقدمي لهم طعاماً يسذ جوعهم ، واتركي الباقي بعد صلاة المغرب ؛ لأن ترك الصلاة مع الجماعة معصية ، وخطر عظيم .
كما أُذكرك أن لا تنسي الأذكار بعد الإفطار بعد أن أذهب الله عنك الظمأ ، وابتلت العروق ، ومن هذه الأذكار ما رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر : (( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى )) ٍ
وقوله : (( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وجعلنا مسلمين ))
بعد الإفطار أدي صلاة المغرب في أول وقتها ، والأوراد التي بعدها ، وأذكار المساء ..
ثم صلي راتبة المغرب ، وما بين المغرب والعشاء يكمل الصائم أو الصائمة وجبة الإفطار ، وما بقي يمكن شغله مع الأهل بفائدة ، إما بدرس القرآن ، أو بقصة صحابي أو سرد غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم . قال علي بن الحسين – رضي الله عنه - : كانوا يعلموننا المغازي والسير ، كما يعلموننا السورة من القرآن .
فإذا أذن للعشاء فاستمعي للأذان ورددي معه وقولي ما ورد ، ثم أدي صلاة العشاء وسنتها التي بعدها .

* صلاة التراويح :
أختي المسلمة : إن مما تميز به رمضان صلاة التراويح ، إذ ورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )) أي إيماناً بالله ، وما أعده من الثواب للقائمين ،واحتساباً أي : طلباً لثواب الله ، لم يحمله على أدائها رياء ولا سمعة ، ولا غير ذلك .
والسنة للمرأة أن تصليها في منزلها ، وهو أفضل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن )) .
وعددها إحدى عشر ركعة ، تسلم من كل اثنتين ، والسنة إطالة القراءة فيها ، لا العجلة ونقرها كنقر الغراب ، وللمرأة أن تصلي التراويح في المسجد ، وإذا صلت في المسجد فليكن مع إمام حسن الصوت ، ليؤثر القرآن على قلبها وجوارحها ، كما قال تعالى : {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } وقال :{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً}
ولا تنصرف من الصلاة حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة ، ليكتب لها قيام ليلة كاملة ، فإذا سلم الإمام من وتره وسلمت قالت : سبحان الملك القدوس ، ثلاثة مرات .

* تنبيه :
إذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة ، فإن بيوت الله مواطن عبادة لا صالات فرح وتجمل .

* بعد التراويح إلى السحر
كثير من الصائمين والصائمات يسهرون الليل كله ، إما في مباح ، أو محرم ، مما يضطرهم إلى نوم غالب النهار ، فيضيعون عليهم كثيراً من أعمال الخير !!
فمنهم من يسهر ليله على المعاصي والآثام ، إما بزيارات يتخللها كلام في أعراض الناس من غيبة أو سخرية أو نميمة أو غيرها . وإما في جلوس عند أجهزة اللهو أو الطرب ، أو متابعة الأفلام الماجنة ، أو قراءة لمجلات ساقطة هابطة لا خير فيها في الدنيا ولا في الآخرة ، أو خروج للأسواق من غير حاجة ماسة وتضييع للأوقات .
فنقول لهؤلاء : أين أنتم من سيرة السلف ولياليهم – رضي الله عنهم – إذ يقضون غالب أوقاتهم في طاعة الله ، وينامون جزءاً منه ، ليتقووا على فعل الخيرات والمنافسة في الطاعات .
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال للأمة مرغباً في شغل أوقاتها في كل خير : (( فأروا الله من أنفسكم خيراً ))
ونقول لهؤلاء : اتقوا الله في رمضان ، ولا تضيعوا أوقاته فيما لا ينفع ، وفيما لا يكون سبباً لمغفرة ذنوبكم ، فاجتنبوا المعاصي والآثام صغيرها وكبيرها .

* أعمال يمكن للمسلمة أن تشغل وقتها بها في رمضان :
1. زيارة أقاربها ، وصلة أرحامها ، وتكون مشتملة على النصح والتوجيه ، وإهداء الأشرطة المناسبة لهم ، من قرآن ، ومحاضرات ، وكتيبات صغيرة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعة الله )) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يبسط الله في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه )) .
2. زيارة الجيران لا لتضييع الوقت ، وإنما امتثالاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) .
وهذه الزيارة يكون شيء من الإهداء والتعاون على البر والتقوى والتناصح .
3. محاولة حفظ شيء من القرآن ولو قليلا، لتكوني من خير هذه الأمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( خيركم من تعلم القرآن و علمه )).أو حفظ بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
4. التعاون بين الأخوات لوضع درس علمي بينهن في بعض ليالي رمضان ، لتحفهن الملائكة ، وتغشاهن الرحمة ، وتنزل عليهن السكينة ، ويذكرهن الله فيمن عنده .
5. حضور المحاضرات والدروس المقامة في بعض المساجد – إن تيسر ذلك – لتتفقه في دينها ، لأنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
6. سماع بعض الأشرطة ، ومحاولة تلخيصها ، والاستفادة منها . وأعني بها أشرطة الدروس لا المحاضرات .
7. وضع برنامج لها لقراءة بعض الكتب ، وبحث بعض المسائل العلمية ، وإن كان الأفضل إشغال وقتها بتلاوة القرآن أو حفظه .
8. إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن ، فينبغي لها أن تجعل لها حلقة لتدريس القرآن الكريم ، لأهل بيتها أو جيرانها ، لما في ذلك من الثواب العظيم .
9. الجلوس مع أولادها أو إخوانها لتربيتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وحب الطاعات ، وعلى الأخلاق الفاضلة ، والآداب الإسلامية ، إما بتحفيظهم لبعض الآيات أو بعض الأدعية والأذكار ، أو قص بعض القصص الإسلامية .

فكم من أخوات تظن أن التربية للأولاد في إعداد الطعام ، وتنظيف الملابس وغيرها ، وتنسى تربية القلب والروح ، وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية .
الؤلؤة البراقة
جدول رمضاني يومي للمرأة بتنظيم دقيق



أم البـراء


أن الحمد لله نحمده و نستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله… وبعد: أخيه … قد أقبل عليك شهر عظيم شأنه… واسع فضله… يزخر بصيب الغنائم وخيرات عظائم….. فليلة محراب العباد…
ونهاره زاد للعباد … وأيامه جسر النجاة يوم المعاد…
وشهر ذاك وصفه … وذاك فضله حقيق عليك أن تستعدي لاستثماره، وتتهيئي لقطف ثماره … في ليله ونهاره.
بشري العوالم أنت يا رمضان *** هتفت بك الأرجاء والأكوان
لك في السماء كواكب وضاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكان

أخواتي وحبيباتي ..
هذا جدول مقترح لاستغلال ساعات هذا الشهر العظيم وأيامه بالذات في قراءة القرآن وختمه أكثر من مرة , فإن كثير من الأخوات يخرجن من رمضان ولم تختم كتاب الله إلا مرة واحدة أو مرتين على الأكثر .
لذلك راينا وضع هذا الجدول المقترح والمجرب لترتيب وقتك أخيتي في رمضان فسارعي ونافسي واحرصي أيتها المباركة

يبدأ نظام هذا الجدول المقترح من وقت السحر وحتى اليوم الثاني في الوقت نفسه .
وبالطبع يختلف وقت السحر والثلث الأخير من الليل من بلد إلى آخر مع مراعاة فارق التوقيت .

ونقول :
كيف تحسبين وقت الثلث الأخير من الليل ؟
الجواب :
يحسب وقت الثلث الأخير من الليل بتقسيم الوقت من صلاة المغرب إلى وقت صلاة الفجر 3 أجزاء .
فلو فرضنا أن المغرب يؤذن في بلد الساعة السادسة والفجر يؤذن الساعة الثالثة , فأصبح عدد الساعات من المغرب إلى الفجر 12 ساعة نقسمها على 3 فتصبح أربع ساعات .
من 6 المغرب إلى 10 ليلا ( الثلث ألول )
من 10 ليلا إلى 2 ليلا ( الثلث الثاني )
من 2ليلا إلى 6 فجرا ( الثلث الثالث )
وفيه يكون التنزل الإلهي
ومن هنا تكون نقطة بداية تلك المرأة الصالحة القانتة
تنطلق من الثانية أو الثالثة من جوف الليل تقف بين يدي الله تناجيه وتتلو آياته وتصلي ماشاء الله لها من ركعات .

وقت السحر :
هو وقت قبل طلوع الفجر الصادق بنصف ساعة أو أقل تقريبا , فتكون المرأة معدة فيه لقيمات للسحور تعين على صيام اليوم تحتسب فيها الأجر وامتثال أمر سيد البشر صلى الله عليه وسلم ( تسحرو فإن في السحور بركة )

فإذا أذّن المؤذن لصلاة الفجر تردد معه وتدعو بالدعاء المأثور ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة .... الحديث )
ثم تصلي رغيبة الفجر التي هي خير من الدنيا ومافيها وتجلس تدعو الله في مصلاها بين الآذان والإقامة ولها أن تضطجع على شقها الأيمن تأسيا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم , ثم تقوم لصلاة الفجر .
وبعد أن تردد أذكار مابعد الصلاة وأذكار الصباح في مصلاها تشرع في قراءة جزئين من كتاب الله حتى يحين وقت صلاة الإشراق فتصلي ركعتين بأجر حجة وعمرة تامة تامة .
ثم إن شاءت أخذت قسطا من الراحة .
وقبيل الظهر تستعد لصلاة الظهر ثم تصلي الراتبة القبلية والبعدية لصلاة الظهر وتقرأ حزبا من كتاب الله ثم تنطلق لأعمالها المنزلية وتجهيز الإفطار لأسرتها محتسبة في ذلك وحتى قبل صلاة العصر وبنصف ساعة تقريبا تنطلق إلى محرابها لتستعد لصلاتها وتقرأ حزبا من كتاب الله حتى يؤذن العصر فتصلي ركعتين بين الأذان والإقامة ثم تصلي فريضة العصر .
وبهذا تكون أنهت قراءة ثلاثة أجزاء من كتاب الله .
ثم تستأنف أعمالها المنزلية ومع أبنائها وقبيل صلاة المغرب بثلث ساعة أقل شئ تتفرغ المرأة لتغتنم اللحظات المباركة والنفحات الرحمانية في ذلك الوقت الفضيل .
وقد أعدت إفطار أسرتها .
وبعد صلاة المغرب تقضي مابقي عليها من واجبات تجاه زوجها وأبنائها تراجع لهم دروسهم وتنظر وترعى المحتاج لها منهم . ثم تتوجه لكتاب الله لتقرأ حزبا من كتاب الله.
وقبيل صلاة العشاء تقوم متطهرة لتستعد لصلاة العشاء والتراويح إما في بيتها أو في مسجد حيها مع الضوابط الشرعية .
وبعد انتهاءها من صلاة العشاء والتراويح تتوجه لتنظيم أحوال أبنائها وأمورها المعشية وتكون هنا قد دخلت في الثلث الثاني من الليل , فتجلس في مصلاها تقرأ حزبا من القرآن يستغرق منها 15دقيقة تقريبا .
ثم تتوجه للنوم وحتى يحين الثلث الأخير من الليل تستيقظ لتستأنف باقي طاعاتها مبتدأة بقراءة جزءا من كتاب الله .

وبهذا تكون قد أتمت قراءة خمسة أجزاء في يومها وليلتها وبهذا التنظيم تستطيع أن تختم كتاب الله في رمضان خمس مرات بفضل الله وتوفيقه وترتيبها لأوقاتها وبعدها عن الفوضوية في الوقت .
* جزئين بعد صلاة الفجر
* حزبا بعد صلاة الظهر
* حزبا قبل صلاة العصر
* حزبا بعد صلاة المغرب
* حزبا بعد صلاة التراويح
* جزءا في الثلث الأخير من الليل
أخيرا أخواتي أذكر نفسي وإياكن بإخلاص العمل لله وحده ومجاهدة النفس في ذلك والتقوي على طاعة الله بالدعاء بأن يوفقك الله إلى طاعته ويتقبلها منك .

ولاننسى قوله سبحانه :
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)

اللهم سلمنا لرمضان , وسلم رمضان لنا , وتسلمه منا متقبلا
أم يوسف28
أم يوسف28
جزاك الله ألف خير على هذه المحاضرات القيمه .....

أعجبني الجدول الرمضاني اليومي فشكرا لك........
حمامه غريبه
حمامه غريبه
جزاك الله خير باذن الله راح اطبعه ووزعه