ولدي .....
لكي تكون أديبا كما تريد، ينبغي أن تروض نفسك على أن
تتطلع إلى كل شيء يصادفك بإهتمام، لتكتشف فيه جديدا تضيفه إلى
معرفتك وخبرتك .
إن هذا العالم الواسع الذي نعيش فيه ، ليس في كائناته كلها ما صغر منها
و ما كبر شيئان لا فارق بينهما مهما يبد تشابهما كاملا لأول و هلة!
حتى ذرات الرمل الدقيقة ليس بينها حبتان متساويتان في كل شيء،
و كذلك أجسام الشر و ما تحتويه من و جوه ، و عيون ، و أنوف ،
و ذقون ... وغيرها .
كذلك الانهار و الاشجار و الاحجار و الاطيار و كذلك النجوم و الغيوم ،
و كل ما تقع عليه عيناك .
فإذا شئت أن تصف مجدولا صغيرا ، أو شجرة نامية على سفح تل ، فانظر
إليهما جيدا ، و لا تمل النظر حتى تدرك ما يميزها عن غيرهما من الجداول
و الاشجار .
و حينما تمر أمام بدال جالس أمام متجره ، حاول ان تدرس جيدا وتتبين
تعبير وجهه ، ثم حاول _ حيثما تخلو إلى نفسك_ أن تصفه بقلمك في عبارات
موجزه مركزه بحيث لا تختلط صورته بذهن من يقرأ هذا الوصف مع صورة أخرى.
وهكذا حاول المثابرة على هذه الرياضة الفكرية الادبية ، حتى يكون لك مستقبل عظيم في
ميدان الكتابة والتاليف خصوصا في كتابة القصة.
كتبتها لكم من رسالة الاديب والكاتب الفرنسي لفلوبير إلى ابن أخيه القصصي المعروف
دي موباسان وهو الثانية عشر من عمره
اتمنى ان ما اختارته لكم يعجبكم :26:

على الموضه @aal_almodh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
مقالة رائعة ونصيحة مجرب قيّمة
تستحق التمعن والقراءة