كيف تكون مفتاحًا للخير؟؟!!
للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله :
وقفة جديدة لتكون مفتاحاً للخير
مَن فُتح عليه بابٌ من أبواب الخير فلا يحقرنَّ ما فُتح على غيره به من أبواب الخير الأخرى.
وهذه مشكلة في كثير منّا؛ عندما يُفتح عليك باب من أبواب الخير كالصَّلاة مثلاً، وفِّقْت للصلاة، أو لصيام النوافل مثلاً، أو وُفّقت لبعض أعمال الخير وأعمال البرّ، لا تحقرنّ أبوابَ الخير التي فُتحت على الآخرين، أنت فُتح عليك بصيام وآخر فُتح عليه بخدمة الإسلام وبأعمال جليلة، قد أنت لا تراها شيئاً في مقابل قيامك أو صيامك أو صدقتك، وقد تكون أعمال الآخر أعظم من أعمالك وأجلّ عند الله سبحانه وتعالى.
فالشّاهد: مَن فتُح له من أبواب الخير فلا يحقرنّ أبواب الخير التي عند الآخرين، أنت على خير وهو على خير، ولا تحقرنّ شيئا من الخير فُتح على الآخرين به.
بعض الناس عندما يُوفّق لطاعة من الطّاعات كالصّيام مثلا أو القيام، ثم يرى آخر لا يعمل مثل عمله ربّما تحاقَرَه وتصاغَره، وقد يكون هذا الآخر عنده أعمال بينه وبين الله سبحانه وتعالى جليلة جداً أعظم من هذه الطّاعة القاصرة على صاحبها، هناك طاعاتٌ متعديّة وهناك طاعاتٌ قاصرة على الإنسان، ولهذا لا يحقر الإنسان من المعروف شيئاً.
ولهذا من الأمور الطريفة اللطيفة التي تُروى في هذا الباب: قصة جميلة دارت بين الإمام مالك بن أنس رحمه الله وأحد العبَّاد المشتغلين بالعبادة: أرسل إلى مالك نصيحة ينصح الإمام مالك أن يترك الدروس وأن يترك التعليم وأن يتفرّغ للعبادة لأنه هو عابد ومشتغل بالعبادة -بالقيام بالصلاة إلى آخره- والإمام مالك مجتهد في تعليم الناس الخير، فأرسل له هذا العابد نصيحة يطلب من الإمام مالك أن ينفرد بنفسه وأن يشتغل بالعبادة وأن يترك هذه المجالس مجالس التعليم التي هي يظنّ هذا العابد تأخذ وقتاً عن العبادة.
القصّة ذكرها الذهبي رحمه الله في "سير أعلام النبلاء": أن عبد الله بن عمر العُمَري العابد كتب للإمام مالك رحمه الله تعالى، قال: يحضه على الإنفراد والعمل فكتب إليه مالك بن أنس: "إن الله قَسَم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرُبّ رجل فُتح له في الصّلاة، ولم يُفتح له في الصّوم، وآخر فُتح له في الجهاد، فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيتُ بما فُتح لي، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبرٍّ"، انظر كلام العالِم!! قال: "أرجو أن يكون كلانا على خير وبرّ".
أيضاً هذا العالم لم يقل: أنت ما تفهم، أو أنت ما عندك مثل ما عندي من العلم، وأنت أمرك أهون، بل قال له كلام جميل متواضع ختمه بقوله : "وأرجو أن يكون كلانا على خير وبِرّ"، أنا على خير وأنت على خير لكن الخير الذي أنا فيه أرى أنه أعظم؛ لماذا ؟ لأن نفعه متعدي، بخلاف العابد نفعه قاصرٌ عليه، ولهذا في حديث أبي الدرداء قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ)).

محبه الكعبه @mhbh_alkaabh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

Roozy11
•
الله يفتح لنا كل ابواب الخير ويغلق عنا كل ابواب الشر موضوعك هادف ومفيد جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة