كيف خدعونا ..! وكيف يخدعوننا ..! فكل مسلم حجيج نفسه ..

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم


كيف خدعونا ..! وكيف يخدعوننا ..!

فكل مسلم حجيج نفسه ...


الحمد لله رب العالمين الذي خلق كل شيء وجعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً ، وهو الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، وهو القاهر فوق عباده مصرف الأمور كيفما يشاء ، وهو الذي أمره كن فيكون ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين البشير النذير بين يدي الساعة قائد الغر الميامين والبيض المحجلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى قيام الساعة ..

يسرني أن أشترك معكم وأشعر معكم وأتألم لألمكم وأفرح بفرحكم فأنا العبد الفقير إلى الله تعالى مسلم عربي يحز في نفسي ما تتعرض له الأمة الإسلامية من مغربها إلى مشرقها ، وضج عقلي من هول المأسي التي غرقت فيها أمتي وضاع من قدمها الطريق عبر الممارسات المنهجية التي مارستها عليهم سياسات الخونة والآخرين المنهزمين نفسياً وفكرياً مع كل الثقافة التي يمتلكونها وبالرغم من تشدقهم بالإسلام أو بلبسهم عباءة الإسلام ويلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبونه من عند الله والإسلام منهم براء ..
بعد هذه المقدمة القصيرة البسيطة أدخل في غمار المحيط الهائج بدون تمهيد ولا تقديم ، فالأمر في غاية المأساة والخطورة أكثر مما هي عليه الحال من سوء ، ومدعاة إلى وقفة صادقة مع النفس قبل أن تكون مع الآخرين ، فنحن أمة نزعم أننا مسلمون وإلى ربنا راغبون ، ولكن حينما نستعرض تصرفاتنا حيال التعاطي مع الأمور الواقعية التي تحيط بالأمة بشكل عام من جهة وتحيط بنا شخصياً من جهة أخرى لوجدنا أننا في غينا وغمرتنا ساهون غافلون ، تتقاذفنا وجهات النظر الشخصية والتبعية الطائفية والمذهبية والقومية والوطنية ومفاهيم السياسة الحديثة التي حدد إطارها لنا المستعمرين خلال الحربين العالميتين أوائل القرن الماضي ، وتبعتها الآراء السياسية والثقافات المستوردة التي تشربناها من الغرب تارة ومن الشرق تارة أخرى تكريساً وتعزيزاً لنظرية فرق تسدّ متجاهلين تماماً الخط الثابت الذي رسمه حبيبنا المصطفى لأمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد في سبيل الله تعالى ، الخط الذي من يتجاهله ويتشابه عليه فحتماً سيسير عبر الخطوط الموازية له فيضل ويصبح من الخاسرين المهزومين ..

فمن عجب العجاب في هذا الزمان أن بعض المسلمين أصبح لا يستغرب أو يقشعر بدنه من أن يسمع أحد الناس في بلده المسلم يدعي أنه مسلم ثم يطالب بحكم غير حكم الله تعالى وهو يعلم علم اليقين أن من يحكم بغير ما أنزل الله تعالى فقد ظلم وخسر وكفر كما وصفه الله عز وجل في كتابه العزيز ، وكذلك الإستعانة بالكفار والمشركين وإعانتهم ، وكذلك التعامل بالربا كما هو الحال مع صندوق النقد الدولي ، وكذلك الإمتثال لمواثيق الأمم المتحدة الكافرة بالله عز وجل وما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن لن يكون هذا عجيب في زمن تم خداع أهله ..

إنه لمن المحزن فعلاً أن يظهر من بين المسلمين من ينتهج منهج العلمانية والديمقراطية وما تشتهي الأنفس ضارباً بعرض الحائط المنهج الرباني الذي حفل تاريخ المسلمين من خلال تطبيقه بالعزة والسؤدد طيلة ذلك التاريخ المجيد إلى أن عزف معظم المسلمين عنه فما زادهم إلا تتبيب وهزائم تتلوها الهزائم إلى أن عاصرنا في زماننا هذا أدنى مستويات الإنهزام النفسي والإنحطاط الأخلاقي وتتبعنا خطوات الشيطان إشباعاً لرغاباتنا مذعنين إلى سياسة طواغيت العصر ( حكام العرب وأشباههم من القيادات الأخرى المحصورة تحت راية الشرعية الدولية ) - إلا ما رحم ربي - فتكالبت علينا الأمم ورمتنا بسهم واحد فتقلبت موازين حياتنا فأصبحنا نلهث خلف أعدائنا بل أعداء الله تعالى قبل أن يكونوا أعدائنا لينصرونا أو ينقذونا ، ونتساءل في كل نكبة تنكب بها أمتنا أو إحدى أقطارها :

أين الأمم المتحدة ؟ أين الشرعية الدولية ؟ لماذا لا يعيدون الحقوق والأراضي المحتلة إلى أهلها ؟ ولماذا لا يمنعون تسلط الحكام وطغيانهم – الحكام الذين تقلدوا مفاتيح الحكم في بلادنا عبر الشرعية الدولية الإستعمارية ؟ وأين الجامعة العربية ؟ أين رابطة العالم الإسلامي - أولئك الذين لا نرى ولا نسمع منهم سوى الشجب والنحيب والبكاء ولا تبدر منهم البادرة إلا بضوء أخضر من الأمم المتحدة التي يمتثل لها أولئك الحكام الخونة فيصدروا بياناتهم السقيمة البالية .. ؟!!!



وآخرين منا يتلهف لسماع تصريحاً من هذه الشرعية الدولية لعله يسعفنا من معاناتنا ولعلهم يدعموننا للنجاة من ترس من تروسهم التي صنعوها وزرعوها في أراضينا ..!

ومن المفارقة العجيبة أننا نصرح دوماً أننا لا نرغب بالتدخل الخارجي في شئوننا ، أليس هذا شيء عجاب ..! ومع ذلك لا نتحرك ولا نعتمد شريعة الرحمان ولا ندافع عن أنفسنا إلا حسب مفاهيمهم ( الشرعية الدولية ) حتى لا يناصبوننا العداء ويمنعون عنا المعونات والسلاح إن خطر لهم ذلك أو تنازلوا عن أحد بنودهم الإستراتيجية للإستعمار ، فحذاري أن تصرح بالجهاد أو أن تحرض عليه إلا حسب مفهومهم وشروطهم ( الشرعية الدولية ) فعندها فقط يكون الجهاد جائزاً ومفروضاً على كل فرد وبدون إمام ..!

يا لهذه المفارقة العجيبة :

إن لم يكن الجهاد تحت وصاية هذه الشرعية الدولية الكافرة ومن يدور في فلكها من المنافقين فإنه حينئذِ يصبح خروج على الشرعية الدولية وخروج على ولاة الأمر المنافقين وخروج من الإسلام ، ولكن إن كان تحت وصاية تلك الشرعية الدولية الكافرة فإنه عند ذلك يكون الجهاد فرض واجب على كل مسلم وغير مسلم كما تنص عليه لوائح وبنود الأمم المتحدة الكافرة المتمثلة في قوى حفظ السلام العالمي ..!
فالمسلم في هذا العصر ، اليوم يقاتل ويجهاد بجانب المشرك والملحد والبوذي والعلماني وغيرهم تحت ( راية الأمم المتحدة ) وليس تحت راية ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ولا تحت راية ( الله أكبر ) التي لا تمتثل لقوانين الكفرة والمشركين والمنافقين ( الأمم المتحدة ) ، فأين دليل الأمة من الكتاب الكريم والسنة النبوية على خضوع المسلم لراية الكفار والمشركين والمنافقين ..!!!

أوليس كل ما حدث طيلة القرن الماضي من إحتلال لبيت المقدس وتقسيم الأمة إلى بلدان متفرقة بقوانين مختلفة حسب إستراتيجية المستعمرين ( المحتلين ) مضاف لها الغزو الثقافي والتغريب الديني والإجتماعي وكذلك ما حدث منذ غزو أفغانستان وإحتلال العراق وتقسيم السودان وغزو مالي وما يحدث اليوم إلا بترتيبهم وبإدارتهم أم غابت الحقيقة عن الأذهان ..!

قد يتسائل أحدكم : ما المطلوب من كل هذا اللذي الذي تهرطق به في منتدانا أيها المتحاذق ..!

وقد أتفهم هذا الشعور المنبثق من إطار المفاهيم المعاصرة حسب وجهات النظر والتحليلات السياسية والثقافة المستوردة على أمة الإسلام طيلة القرن الماضي وتشربتها الأجيال ، فما ذكرته سابقاً ما هو سوى تذكير بالحقائق التاريخية التي نعاني نتائجها اليوم وأتحدث هنا عن أمة - من بلاد المغرب إلى بورما ومن بلاد القوقاز إلى أندونيسيا - أمة تمزقت بالكلية مع التأمر الإجرامي ضد الإسلام منذ عهد الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني الذي رفض تسليم بيت المقدس لليهود ، فبرزت هذه الدويلات العربية التي يتحكم بها ممثلي الإستعمار ( حكام العرب عبر تمكين القوى العالمية لهم - القوى التي تقاسمت التركة حسب مصالحها ) مع إنتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية ، فنساقت الأمة للمفاهيم الجديدة والثقافات المستوردة والسياسات الإستعمارية التي مارسها كل حاكم حسب تطلعات ومنهجية القوى المؤثرة في نظامه ..

وضعت لكم صورة شاملة معبرة عن الإطار العام الذي يراد لنا أن نتناساه ونتجاهله حتى لا نستعيد مجدنا وعزنا بالخط الذي رسمه لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

وكما أرغب أن أوضح أمر في غاية الأهمية حول تخوف الطوائف الأخرى التي تخشى بروز الإسلام مرة أخرى على السطح ومسك زمام الأمور :

أولاً : أذكرهم أن الأمن والإستقرار والعدل لم يتمتعوا به عبر تاريخهم إلا في ظل راية الإسلام التي ضمنت العدل بين الجميع ضمن إطار حياتهم المعيشية كما تضمن الأمن والإستقرار للجميع على حدّ السواء ، والتاريخ الإسلامي حافل بمثل هذا منذ وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة مع اليهود وإستلام الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه مفاتيح بيت المقدس من النصارى إلى مصر والأندلس وغيرها من البلاد التي عاصرت حقيقة عزة الإسلام وتطبيق المنهج الرباني كما نزل على رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ، ذلك المنهج الرباني الذي يدعو إلى العدل والأمن والإستقرار والمساواة بين الجميع في تصريف معايشهم الدنيوية ..

ثانياً : إن هؤلاء الحكام العرب الذين زعموا أنهم يطبقون الإسلام هم في الحقيقة جلاوزة وممثلي للإستعمار ومنفذي سياسته في العالم العربي والإسلامي ، والدليل الذي يؤكد على ذلك سقوط بيت المقدس في أيدي الصهاينة والتكريس على إحتلاله وتشريد أهله منه ولم ترفع راية للجهاد لتحرير بيت المقدس منذ إنسياق العالم الإسلامي تحت راية الأمم المتحدة ، والدليل الأخر غزو البلاد الإسلامية مباشرة إبتداءً من أفغانستان مروراً بالإحتلال المباشر للعراق عام 2003م وتقسيم السودان ثم إستغلال هذه الثورات لإحتواء الشعوب مرة أخرى بأساليب ماكرة وعبر من يحقق ذلك بإسم الإسلام مرة أخرى ليضمنوا سيطرتهم وتعزيزاً لأهدافهم الإستراتيجية ، إذن وعلى ضوء ما تقدم لا يتهم الإسلام بسبب تشويه هؤلاء الحكام له ولا بمن يخلفهم طالما أنهم يمتثلون لقوانين الأمم المتحدة الكفرة بالله ورسوله ..

ثالثاً : لا بد أن تستوعب الطوائف الأخرى أن من يمثل الإسلام لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون تابعاً للشرعية الدولية الخاضعة لقوانين الأمم المتحدة مهما جرت الأمور ، إذ لا توجد نقاط تقاطع أو إلتقاء بين شرع الرحمان عز وجل وشرع الأمم المتحدة فالتعاطي معها لا تكون إلا كمواجهة الند للند وليس كمن يتفق ويستسلم لقوانينهم وإتفاقياتهم الإستعمارية ، فكيف ينخدع المسلم بالنظام العربي أو النظام الفارسي أدوات المحفل الكفري ( الأمم المتحدة ) فيتبع منهجية هذا أو ذاك وبين يديه المنهج الرباني الكفيل بالحفاظ على عزته وسؤدده بين الأمم ، فالمسلم حر في إرادته وعبد لله عز وجل لا شريك له ، فمن يمثل الإسلام لا يخضع لغير شرع الله تعالى وأحكامه ، ومن هنا يستطيع المرء أن يميز تلك الرايات والشعارات التي تزعم بإسلاميتها ، فلا يؤاخذ عدل الإسلام وصفائه المعروف لدى الجميع بمظاهر من يزعم بذلك وهو ما يزال تابع لشريعة الأمم المتحدة وقوانينها ، ولذلك سعى أعداء الله تعالى والمنافقين بكل قواهم لتشويه حقيقة الإسلام وعدله وتشويه من يسعى ويجاهد لتطبيقه وذلك ليضمنوا إستقرار الوضع لمصالحهم الإقليمية والذاتية وتحقيقاً لأهدافهم في العالم العربي ..

كانت هذه الثلاثة أمور التي رغبت أن يتفهمها أهل الطوائف الأخرى ، وكذلك كي يستزيد المسلم معرفة فيما يدور حوله حتى لا يخدع بكل راية وشعار يزعم أصحابها أنهم الصالحون ، فالحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق ، فحينما يعرف المسلم الحق ويتثبت منه ، عندها لن تغره ولن تخدعه الشعارات والتصريحات بل سيعرف أهل الحق من خلال تطبيق أولئك الرجال للحق الذي لا يختلف عليه إلا من كان في ضلال مبين أو ظالم لنفسه أو جاهل بالمعلوم من الدين بالضرورة إن لم يكن جاهلاً بالولاء والبراء لله عز وجل ، وكذلك عندها سيتأكد له إن كان هو نفسه على حق أو تم بالفعل تغيبه حسب السياسات المتبعة في هذا العصر بعيداً عن المنهج الرباني الصريح الواضح في الكتاب المبين والسنة النبوية الشريفة ..

طبعاً هناك الكثير من الحديث حول المواقف الكثيرة في عالمنا الإسلامي وقد يستغرب المرء المسلم أنه كيف أصبح المسلم يقاتل أخاه المسلم من أجل أن يطبق العلمانية والديمقراطية بل والمحافظة على العهود والمواثيق الدولية الإستعمارية والإنحسار ضمن الحدود المصطنعة التي رسم حدودها المستعمرين في منتصف القرن الماضي خاصة بعد سقوط بعض الأنظمة العربية وبروز قوة الشعوب كعامل مؤثر على الساحة ومعظمها قوى إسلامية ، ألا يدعو هذا للعجب والتساؤل حقاً :


هل ذاك مسلم أو يمثل الإسلام حينما يقاتل المسلم من أجل ضمان إستمرارية أجندة المستعمرين والإعتراف بإتفاقيات جنيف وغيرها والتمسك بعهودهم ومواثيقهم الإستعمارية المحتلة للأمة بأسرها ، وكذلك يستمر في تطبيق القوانين الوضعية ويطالب بمنهج الديمقراطية المخالفة كلية لمنهج الله عز وجل الذي أنزله على قلب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من سابع سماء ، الذي سيأتي معزز له في أخر الأيام رسوله عيسى عليه الصلاة والسلام ومثبت له ويظهره على الدين كله ولو كره الكافرون ..!
حقاً أتعجب

من إنسان يدعي أنه مسلم ثم يطالب بالعلمانية والديمقراطية ويمتثل لقوانين الأمم المتحدة الكفرة بالله ورسوله ويزيد على ذلك أن يقاتل المسلم من أجل تحقيق ذلك الإفك المبين ويتغاضى عن المنهج المطالب به المسلم مما جاء ونزل به الوحي الأمين من رب العالمين لكي يكون مسلماً لله وحده لا شريك له ..!!!


أتمنى أن أكون قد وضحت بعض الشيء بشكل مختصر بدون الولوج في التفاصيل المملّة ، وأطالب الأخوة المسلمين بقراءة كتاب فتح المجيد لما فيه من العلوم الشرعية الكفيلة برفع اللثام وكشف الغمام عن الأبصار ، والله ولي التوفيق ..


****

منقول
9
804

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عاشقة الصداقة
بارك الله فيك ونفع بك في الصميم اللهم قيض للأمة من ينصرها لوجهك الكريم

نسال الله العفو
مدعاة السرور
مدعاة السرور
كلام من ذهب جزاك الله كل خير
جود الصغيرة
جود الصغيرة
نسأل الله تعالى ان يوحد اشلاء وشمل الامة الاسلامية ويوحد صفها تحت راية لا اله الا الله
اللهم مكن لنا ولا تمكن علينا ..
الحياه حلوووه ...
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
اللهم امين

وجزاك الله خير عالمرور
miss meemaa
miss meemaa
جزاك الله خيرا 
كل ماكتب في المقال صحيح مية بالمية 
اسال الله ان ينور على مسؤولينا ويريهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه ويريهم الباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه او يرزقنا بقائد جديد يعيد للامة الاسلاميه هيبتها وقوتها