لم يكن الإسلام فكرة يحلم بها فيلسوف ، أو نظرة ينقطع لها راهب ، بل كان ديناً تتغير به النفوس وتنتقل من أدنى إلى أعلى وتتغير به المجتمعات تغييراً يصبها في قوالب جديدة من صنع الله لا أثر لصنع الناس .
ولو انساق المسلمون مع توجيهات دينهم لكانوا أسبق إلى غزو الفضاء من غيرهم ، ولكن معنى الدين انكمش في نفوس كثيرة فما قَدَرت الله حق قدره ، ولا أبصرت وظيفة في كونه ، ولا سمت همتها لتتبع نبيّها المتجاوب مع ملكوت الله ، الذي أسرج مصابيح حضارة مادية وأدبية لا نظير لها .
هذا وإن التدين ليس غربة ولا عجزا ً ولا انحساراً في هذه الدنيا ، كيف وقد قيل للناس كلهم { ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } سورة لقمان 20 ، وفي آية أخرى { وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } سورة الجاثية 13 .
وبعد : فقد ارتقت العلوم الكونية والإنسانية ، واتسع تطبيقها لترفيه العالم وترقيته ، فهل يستغني الناس في عصرهم هذا عن تلك العناصر التي تضمنها الإسلام لضبط مسارهم وإحكام أمرهم ؟ يبدو أنه مع اتساع الحضارة تكثر الحاجات المادية والروحية على سواء ولعلّهم في يومهم القريب أشدّ فقراً إلى الإسلام من أمسهم البعيد .
منقول بتصرف
كتاب علل وأدوية
للشيخ محمد الغزالي ص39
hanw @hanw
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لحظةشروق
•
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع:26:
الصفحة الأخيرة