!!..شاعــره كم..!!
و سرت اقلب ناظري بين دكاكين البنايه وانظر الى البشر هناك لا احد منهم يشابه الاخر ، كلٌ قد سلك طريقة لاظهار نفسه ونظرت الى ثيابي وعمامتي فخشيت أن ادخل في لباس الشهرة فوليت هاربا قبل ان اقضي حاجتي .. ورأيت شبّان يلبسون ما لا احسن وصفه ولكنه قماش مشدود على عوراتهم وسيقانهم عليهم مثل السراويل ولكن يخيل الى الرائي انها مخيطة بهم غير ملبوسه اذ كيف تصل الى الورك مع شديد ضيقها وليس هذا ما ادهشني فحسب بل ان ارجلهم تسير بهم دون حمل خطوة واحده وسراع الواحد فيهم كخبب الخيل السريعه حتى اذا ما جاورني احدهم اجتذبت قميصه وكدت أُغيّب لولا رحمة الله بي وعطف الولد علي ، فقال مالك ياعم اما تراني أجدّ السير ألحق صحبي حين اجتذبتني وكدت اسقط ؟ فقلت لك العتبى يابني ولكن بي من العجب أشده فما تلك الدابة التي برجلك تسير بك حيث شئت وصحبك وكأنها رقاع الطرود على سفح الهاويه .. فقال الا تعرفها هذه - زلاجات - فضربت جانبه وقلت انطلق لا ابا لك فوالله ما رأيت ارخى منك عضدا ولا اهون بأسا وما انت وصحبك الا كعظيم النفش يحقر عند أدنى بلل .. ثم انطلقت وبي من الغيض مابي وكل ما سرت ساعة اخرجت الجهاز من كمي وفعلت به باصابعي حتى يضيء فإذا اضاء سررت حتى احسبني خالقه وانا به اجهل من عجم الروم بمعلقات الحرم .. ولكني هذه المرة عزمت أن اتعلم هذا الذي ضيّق علي أكمامي وفضح جهلي واعراني .. فانطلقت الى دكان ابن ابي - تاب - فدخلت عليه حتى صفع الباب جانبه فقلت لا تاب الله عليك اذ فتحت لي باب كنتُ موصده وادخلتني حتى ولجت ثم تركتني واذا انا بألف ألف باب لا ادري بم ابدأ .. خذ جهازك لا اجازك سيدك .. ومددت له الجهاز وانا له راغب قد ألفت صحبته وألف هو كمي .. فقال الرجل على رسلك يا عم اجلس فوالله لا تمسي حتى تكون انت وجهازك كمتيّمٌ وعاشق لا يُدرى بعدها ايُكما ذلك .. فأعجبني حديثه وسكنت اليه انتظر الفرج
!!..شاعــره كم..!!
:)