استغفروه @astghfroh
محررة ماسية
كيف لو كان هذا اخر رمضان يمر عليك
كيف لو كان هذا آخر رمضان يمر علينا في دورة الحياة الخاصة بنا ؟! كيف سيكون تعاملنا مع استقباله وأيامه وليله ونهاره ؟ كيف سيكون شعورنا بينما تنقضي ساعاته ؟ كيف سيكون هدفنا طوال ثلاثين يوما هي عمره بيننا ؟!
إن الحياة في نظر كثير من الناس حلوة خضرة , يتشبثون بها ويتعلقون بمكاسبها ونعمها , فلا يتصورون الرحيل عنها , ولايريدون مجرد التفكير في الرحيل !
لكن الحكماء ينظرون بنظرة مختلفة , والصالحون الذين رزقهم الله نعمة البصيرة يرون الأيام برؤية أخرى , إنها لحياة قصيرة مهما طالت , ونعمة قليلة مهما كثرت , وسعادة راحلة مهما تصورنا بقاءها , فالأعمار زائلة والموت ينادي على الناس كبيرهم وصغيرهم ولا يستثني أحدا ..
إذن فمن الممكن على اية حال لكل أحد منا أن يكون رمضانه هذا هو الأخير , ومن الممكن أن يكون وداعه لأيامه هو وداع الراحلين أبدا فكيف ينبغي أن نتصرف ؟!!
ثلاثة أمور أساسية نستطيع بها أن نبتدئ هذه الأيام :
أولها نظرة للوراء , تجمع سيرتنا مع الله العظيم جل شأنه , ندقق فيها لما نظنه قد كتبه الكرام الكاتبين من ذنوب وآثام علينا في مشوار حياتنا الفائتة , نجمعها ونبذل جهدنا مااستطعنا لإحصاء مااستطعنا منها , ونضعها بين أيدينا بينما نحن نتمثل أنفسنا في موقف الحساب أمام رب الأرض والسماء , نستحضر الندم المحرق عليها ونستشعر الحزن المؤلم على أفعالنا ومعاصينا , نستثقل المسئولية إذا نحن لقينا ربنا بهذا الحمل الثقيل , نستدعي الدمعات ونسكب الحسرات , نسجد لله طلبا للغفران , ياربنا نحن الضعفاء العصاة المذنبون , جئناك بما يثقل كاهلنا ويعيق فلاحنا , نرجوك الغفران لها جميعها فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة ..
وثانيها نظرة للحقوق المادية , فنراجع كل شىء قد حصلنا عليه بباطل أو بغصب أو بعدم رضا ونراجع كل شىء قد أخذناه بغير حقه فنرده ونتخلص منه .
كذلك فنحصي الأمانات التي لدينا مهما كانت قليلة , مال ائتمننا عليها الناس , أو حفيظة مودعة , أو كتاب منسي أو حتى عود سواك تركه بعضهم أمانة عندنا
كذلك نحصي الديون التي علينا فنردها لأصحابها , أو نستسمح أصحابها فيها حتى وقت الأداء أو نوصي بها في وصيتنا التي ننام وهي تحت رؤوسنا .
وثالثها نظرة للحقوق المعنوية , فنرد غيبة من اغتبناه , نذكره في المجالس بما يحب , وندعو له أن يغفر الله له , ونستسمح من كنا قد أخطانا في حقه بسباب أو غضب أو حتى صراخ وتأنيب بغير حق ..
إنها أيها الصائمون نصائح الراحلين , الذين لا يلوون على شىء من الدنيا , ولايأملون في أيامها غير طاعة الله سبحانه , لعلنا أن يأتينا رمضان ويرحل عنا فيشفعه الله فينا ويشهد معنا لا علينا
م ن.
12
783
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حرف لام
•
جزاك الله خير بكل حرف كتبته يداك وجعله الله في ميزان حسناتك ....
الصفحة الأخيرة