تعريف الطفل بالله مدخل ضروري لإصلاح فكره وسلوكه
لو أن كل أب أو مرب يشكو من ابنه وتضايقه بعض سلوكياته جلس إلى نفسه، وبدأ يحاورها بهدوء، ويبحث بموضوعية عن مكامن تقصيره وحدود مسئوليته الشخصية عما وصل إليه ابنه لاكتشف أنه قصر في تربية عقيدة طفله منذ نعومة أظفاره، وحين يكون بناء العقيدة هشا، فإن كل ما نؤسسه فوقه لابد أن ينهار.
والذي يريد أن تقر عينه بذريته، ويتنفس الصعداء في الكبر .. عليه ألا يتوانى عن تربيتهم عقديا، فمن عرف الله قطع كل الطريق إلى التوازن النفسي والصلاح السلوكي.
كيف نأخذ بيد أطفالنا إلى معرفة الله ؟ سؤال يساعد كل الآباء والمربين في الإجابة عنه د. حسان شمس باشا - طبيب القلب المعروف والمهتم بالشأن التربوي والأسرى وله عدة مؤلفات في هذا الشأن منها: كيف تربي أبناءك في هذا الزمان الصعب؟
يقدم د. حسان النصائح والمقترحات الآتية:
خــذ بيـد طفلك إلـى الله
لا شك أن تأسيس العقيدة السليمة عند الطفل منذ الصغر أمر بالغ الأهمية، وبالغ السهولة في نفس الوقت، ولكن حاول أن تتذكر الأمور التالية:
1 - أجب عن تساؤلات طفلك الدينية بما يتناسب مع سنه ومستوي إدراكه وفهمه.
2 - اعتدل في أوامرك، ولا تحمل طفلك ما لا طاقة له به.
3 - حاول أن تذكر اسم الله تعالى أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة، فالطفل مثلا قد يستوعب حركة السبابة عند ذكر كلمة الشهادتين، يتلفظ بها الكبير أمامه منذ الشهر الرابع من عمره.
وإن لبس الجديد حمد الله ، وإن أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.
4 - ينبغي ألا يرعب الطفل بكثرة الحديث عن غضب الله، وعذابه، والنار وبشاعتها، بل ابدأ بالترغيب بدلا من الترهيب؟ وبذلك ينمو الشعور الديني عند الأطفال على معاني الحب والرجاء ، فإن حب الله يوصل الجميع إلى طاعة أوامره أكثر من الرهبة والعقاب.
وينبغي ألا نكثر من إرهاب الطفل بعقاب الله دائما كقولنا له: "إن الله منتقم جبار، وسيعاقبك ويهلكك، ويعذبك في نار جهنم" ، وعلى المربي أن يمر على قضية جهنم مرا خفيفا أمام الأطفال دون التركيز المستمر على التخويف بالنار.
5- على الوالدين أن يغرسوا حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نفوس أبنائهم الصغار، فنفهم الطفل بعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال قصص السيرة النبوية كالرحمة بالصغار، وبالحيوان والخدم ، ونحكي له بعض القصص المحببة من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم).
6- ونعلمه عقيدة الإيمان بالقدر، وأن العمر محدود، والرزق مقدر، فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به
7 - ونعلمه أن يحمد الله على ما أعطي من الرزق، ونعلمه أن المال مال الله، وإن قال: لا، إن المال من مكان "كذا" كمكان عمل والده، نشرح له كيف ينبغي على الإنسان أن يعمل ليحصل على ما يطعم به أولاده ويكسبهم.
8 - بين لابنك الفرق بين "الحلال والحرام"، وبين "ما نريد وما لا نريد" فإذا أردنا الطفل أن ينام في الساعة التاسعة مساء، فلا نشعره أنه "حرام" أن لا يفعل هذا.
كما عليك ألا تعطي لرغباتك الكثير من البعد الديني لتفرض تلك الرغبات على الأولاد، فسينشأ الطفل في تلك الحالة، يحمل الكثير من مشاعر الذنب والشعور بأنه ارتكب "حراما" لأنه لم يرتب سريره مثلا.
9 - ازرع في طفلك حسن الخلق، حيث لا قيمة لإيمان بلا خلق حميد، وبدون الخلق الكريم تصبح العبادات مجرد حركات لا قيمة لها، والرسول (صلي الله عليه وسلم) يقول: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق".
10 - علمهم أن الدين ليس مجرد شهادة ينطق بها الإنسان، وليس مجرد مناسك وشعائر، إنما الدين عاطفة تنبع في أعماق النفس البشرية تدفع الإنسان إلى حسن معاملة الناس .
11 - عليك أن تغذي النزعة الجمالية في أطفالك عن طريق مصاحبتهم إلى الريف والبحر والجبل والمتنزهات، دع جمال الكون يتسرب إلى نفوسهم، وروعة الخالق وعظمته تطرق قلوبهم، فسرعان ما ستملأ هذه القلوب الطيبة بحب الله.
12 - علمهم أن يسألوا الله، ويستعينوا به وحده، ذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله".
13 - تذكر أنك قدوة لطفلك، فلا تفعل إلا ما يرضي الله ورسوله.
14 - لا تطعم أولادك إلا حلالا، فحذار حذار من الرشوة والربا والسرقة والغش، فذلك سبب لشقائهم وتمردهم وعصيانهم.
15 - لا تدع على أولادك بالهلاك والغضب، لأن الدعاء قد يستجاب بالخير والشر، وربما يزيدهم ضلالا، والأفضل أن تقول للولد: أصلحك الله..
16 - تخير أوقات إجابة الدعاء ، وادع لأولادك بالسعادة في الدارين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعار من الليل، فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته".
هذا وأترك إليكم أخوتي (كيف نغرس في نفوس صغارنا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
فمن لديه إي موضوع يفيدنا به أو أي رآآي أو مشورة أو تجربة فلا يبخل بها علينا .
ولكم مني كل تحية .

محـــ أم ـــمد @mh_am_md
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الطفل إنما هو أمانة وضعها الله بين أيديناوإن نحن فرطنا في تربيته فقد فرطنا في الأمانة
يا أم محمد
في كل زاوية من قلوبنا المحبة نفتش دائما عن طريق كي نخرج هذا الحب إلى العلن وعندما يخرج لا نعرف أحيانا كيف نعبر عنه وخاصة مع الأطفال فيأتي حبنا لهم إما تدليلا وإهمالا لأبسط قواعد التربية الدينيةفلا نجني سوى الإفساد فنجني ثمرة هذا العمل في كبرهم ةتمرد شبابهم
ولكن ما تحدثت عنه الآن من حسن تربية واحتواء للأطفال على العقيدة لهو خير هاد
بارك الله فيك وجعل كل كلمة قلتها في ميزان حسناتك
لا أكتمكم سرا استمتعت بجولتي اليوم في منتداكم العامر
هذا الطفل إنما هو أمانة وضعها الله بين أيديناوإن نحن فرطنا في تربيته فقد فرطنا في الأمانة
يا أم محمد
في كل زاوية من قلوبنا المحبة نفتش دائما عن طريق كي نخرج هذا الحب إلى العلن وعندما يخرج لا نعرف أحيانا كيف نعبر عنه وخاصة مع الأطفال فيأتي حبنا لهم إما تدليلا وإهمالا لأبسط قواعد التربية الدينيةفلا نجني سوى الإفساد فنجني ثمرة هذا العمل في كبرهم ةتمرد شبابهم
ولكن ما تحدثت عنه الآن من حسن تربية واحتواء للأطفال على العقيدة لهو خير هاد
بارك الله فيك وجعل كل كلمة قلتها في ميزان حسناتك
لا أكتمكم سرا استمتعت بجولتي اليوم في منتداكم العامر
الصفحة الأخيرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاك الله خير جزاء على هذا الموضوع القيم اختي الفاضلة
بعض الناس يظنون أن عليهم أن ينجبوا أولاداً ولا يسأل عن ولده ولا عن طفله،
يخرج من أول النهار ويأتي آخر النهار لينام ولا يعرف شيئاً عن أولاده، لا يداعبهم ولا يلاعبهم، لا يسأل عما يحتاجون إليه، يذهبون إلى المدرسة ولا يعرف طفله في أي صف أو مرحلة في المدرسة، نجح أم رسب ما حالته، مجالس الآباء في المدارس تدعو الآباء ليحضروا في هذه المدارس ليعرفوا مشكلات أولادهم في المدرسة فلا يحضرون،
أين الأبوة الراعية، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل في أهل بيته راع وهو مسؤول عن رعيته " ليس مهمة الإنسان أن ينجب أطفالاً وبعضهم يقول: أنا آتيه بالطعام والشراب والكسوة وما يحتاج إليه وعنده السيارة توصله والسائق يوصله، وهناك الخادمة في البيت، وبعض الأمهات لا تهتم بأطفالها وتترك أطفالها للخادمة الهندية أو الفلبينية أو غيرها، ليس هذا من الإسلام في شيء، أين الأبوة وأين الأمومة، أين الأبوة الراعية، أين الأمومة الحانية، أين المسئولية، هؤلاء أمانة في أعناقنا، هؤلاء مستقبلنا، إذا أردت أن تعرف كيف يكون المستقبل فاعرف كيف تكون تربية الأطفال منذ نعومة الأظفار،
الطفل عجينة لينة، يتشكل بما يشكله المحيط من حوله، والبيئة من حوله، وخصوصاً الأبوين كما جاء في الحديث " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " الأب هو الذي بتأثيره يصنع سلوك الأولاد، قد يهملهم فيضيعون، وقد يعنى بهم فيصبحون أولاداً محترمين عند الناس محبوبين عند الله نعالى،
مسؤولية كبيرة تربية الأطفال، أن نحسن تربية أطفالنا ولذلك جاء في الحديث " مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر " إذا بلغ الطفل سن السابعة أصبح قابلاً للتعليم، فعلمه الصلاة ورغبه في الصلاة وحبب إليه الصلاة، حتى ينشأ على الطاعة، فالخير عادة والشر عادة، وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه، عوِّد ابنك الخير وهو في هذه السن القابلة للتعليم.
صحيح أنه في عصرنا لم يعد الأب ولا الأم وحدهما هما المؤثرين في الطفل، دخلت هناك أشياء كثيرة مؤثرة ولعلها أشد تأثيراً، التلفزيون والإذاعة والصحافة والشارع، والتقاليد الصارمة كلها تؤثر، ولكن الأسرة هي المحضن الأول، الأسرة هي المعلم الأول فينبغي أن تهتم الأسرة، الأب والأم كما قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ، ولابد أن يتعاون الجميع على حسن تربية الأطفال تربية سليمة.