فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~* كيف نتخلص من الطباع السيّئة *~

الأسرة والمجتمع




شخصياتنا .. طباعنا .. سلوكياتنا ..
كلها تتشكل بتأثيرات مصادر مختلفة تتفاعل مع بعضها :
من معايشتنا للوسط الاجتماعي .. ومن الوراثة .. ومن التربية
وبالطبع تكون هناك عادات غير حسنة .. وغير صالحة تختلط بها..
وقد تظل عالقةً بنا مالم ننتبه إليها .. أو يلفتنا إليها أحد ..
والعاقل هو الذي يدرك العيوب التي تشوب طباعه وعاداته..
ويسعى إلى التخلص منها ؛ ليحسّن شخصيته ، ويرتقي بها نحو الأفضل ،
ويلتقط كل عادة حسنة ، وخصلة رائعة .. ويستمر في النمو بها
ولا يقف عند حد معين ويتهيأ له أنه قد بلغ الكمال ..
بل يعرف أن هناك دائماً الأفضل والأكمل والأجمل .. فيتطلع إليه ويطلبه
وبذلك يكون إنساناً متجدداً متفاعلاً .. مع ذاته والآخرين .


ولكي نشرع بخلع عادة سيئة .. أو تقمّص عادة حسنة علينا أن نضع بعض
النقاط المضيئة دليلاً لنا في مطلبنا لتحسين شخصياتنا ..
وإليكنّ هذه الإضاءات لتوضح لنا معالم الطريق :


الإضاءة الأولى: قــوّي إرادتكِ~
من المؤكد أن طريق التغيير ليس سهلاً و يحتاج إلى العزيمة والإصرار والثبات
وقبل كل شيء التوكل على الله ، فقوة الإيمان من شأنها أن تضاعف قوة الإرادة
وتثبتك على المسار السليم .


الإضاءة الثانية : قدّري أهمية التغيير ~
ربما لاتعطي بعضنا أهمية كبرى في تغيير عادة سيئة تشرّبت بها النفس وآلفتها
وقد تعتبر التغيير من الكماليات ،
في الوقت الذي هي في الواقع مسألة كبيرة الأهمية .
ففي القرآن الكريم ذكرت الآيات مسألة التغيير ،
واعتبرت أن تغيير الأمة مشروط بالتغير الحادث على مستوى النفوس ..
قال تعالى :
( إنّ الله لايغير مابقومٍ حتى يغيّروا مابأنفسهم ).


الإضاءة الثالثة : كوني مرنة ~
أي عملٍ يبدأ المرء بممارسته يكون في البداية صعباً ومرهقاً ..
وعلى سبيل المثال :
من تبدأ في مزاولة التمارين الرياضية لكي تحصل على صحة أفضل ،
وتتخلص مما تجده من مشاكل صحية ...
ستعاني في البداية من الآم في العضل والعظام نتيجة تعود الجسم على الكسل
ولذا يُطلَبُ منها أن تبدأ بتمارين خفيفة .. ثم تتدرج..
وهكذا تصبح المسألة أسهل بمرور الزمن
كذلك الحال مع العادات السيئة .. فالتخلص منها يتطلب مرونة وصبراً ووقتاً .


الإضاءة الرابعة : لكل شيء ثمناً~
قال أحد الحكماء: لو كانت الطباع الحسنة تباع لاشتريتهامهما كان الثمن ..
وهذا مؤكد .. فالخصال الحميدة كالجواهر تعلق على شخصية الفرد ..
وبها يتألق ويعرف..
ولكن الأمر لايحتاج إلى أن ندفع مالاً لنعتذر عن فقدانها ونطمع في اكتسابها ..
ليس علينا بعد تحكيم الإرادة والمرونة إلا بذل الجهد والتعب ..
ولو على المدى الطويل .. و( من طلب العلا سهر الليالي )... كما يقال ..
والمكارم بالمكاره ، والثواب بمقدار المشقة ..
إذن لاتنتظري الحصول على ماتريدين دون أن تدفعي الثمن .


الإضاءة الخامسة : احـــــذري !
هناك صنف من الناس تطبعوا بعادات وخصال سيئة بل فاسدة ..
لكنهم يمضون أوقاتهم دون أدنى تفكير في التخلص منها ، رغم استياء الآخرين
وتضجرهم منها .. فما هو سبب استمرارهم بها ؟
قد يكون السبب لدى البعض الغفلة أو التغافل أو الضعف والخوف من التغيير،
ولكن السواد الأعظم من هؤلاء يرجع السبب الرئيسي في ذلك
إلى ( محاولتهم تزيين مساوئ أنفسهم )
والنظر إلى العادة القبيحة وكأنها عادة حسنة
فإذا بك تجدين ( البخيل ) يتبجج بأنه اقتصادي وغير مسرف ..
و( المتكبر ) بأنه غير خانع ولا مستسلم ..
و( المغرور ) بأنه واثق من نفسه .. وهكذا ..!


الإضاءة السادسة : انتبـــــهي !
وأورد لك هنا - للتوضيح - مثلاً بسيطاً ..
ربما صادف وركبت مع طفلك في تاكسي يمرّ بشارع مزدحم يتطلب صبراً ووقتاً..
وصودف أن السائق حاد المزاج .. عبوساً .. يتأفف .. وقد لايتورع عن شتم وسب
كل من يعترض طريقه ...
ثم ركبت مرة أخرى التاكسي ومررت بنفس الحالة من الاختناق المروري ..
ولكن السائق هنا .. كان هادئ الأعصاب ..سمحاً طيباً .. يذكر الله ..
فمن الطبيعي أنك لو خيّرت طفلك فيمن يفضل الركوب معه لاختار الثاني ..
لأنه صاحب طباع وعادات جميلة تنعكس ظلالها على نفسية الآخرين .



والأن بعد أن سلّطنا الضوء على بعض الأمور واتضحت الرؤية .
ووضعنا أيدينا على مواطن الضعف ..
تعالين معنا لنفك العقدة ونفصل الخيوط ونستل منها الحلول :


الخيط الأول ~
فتشي عن مكروب العادات المتسللة :
كما تتسلل الميكروبات إلى الأطعمة فتفتك بنا من حيث لانشعر ...
كذلك بعض العادات التي تنطوي عليها نفوسنا، وتختلط مع طباعنا الأخرى
ولذا وجب الانتباه والتفتيش والتمييز بين الخصال .. والتعرف على الضار
والقضاء عليه باستخدام المضاد النفسي المناسب .


الخيط الثاني ~
ادركي مدى ضرر العادات السيئة عليك :
كوني صريحة وصادقة .. وامسكي ورقة وقلماً ودوني في خانتين كل عادة سيئة..
ومقابلها تأثير هذه العادة عليك نفسياً وجسدياً وعلى مستوى علاقتك بالغير ..
ثقي أنك ستعجبين من عمق تأثيرها السلبي عليك وعلى من حولك
ستسنكرين وتهتفين : عجباً كيف أسكت وارضى على تحمل هذه النتائج المُرّة
وفي مقدوري التخلص من أعبائها ؟!
أعتقد أنك بعد هذه الخطوة ستسارعين في البدء بعملية التغيير
ومن منّا لايرنو إلى الأفضل والأحسن ؟!.


الخيط الثالث ~
اقتحمي العقبات التي تواجهك :
هناك أعداء يقفون في طريقك يتربصون بك ويتجاذبونك وهم :
النفس الأمارة بالسوء ..الشيطان الرجيم .. الشهوات والأهواء ..
فمن يخضع لمتطلبات النفس السيئة ، ويتبع بالتالي خطوات الشيطان ..
ويعصي الله ، ويجري خلف شهواته ..
فلن يكون قادراً على تغيير أية عادة .
فمن سامح نفسه فيما يحب .. أتعبته فيما يكره ..
فلنجاهد هوى النفس .. فذلك هو الجهاد الأكبر ..
وصلاح النفس مجاهدة الهوى .


الخيط الرابع ~
الميل يبدأ بخطوة :
من الخطأ أن تقرري - مدفوعة بالحماسة - على اكتساب عادة حسنة خلال أيام ...
ذلك لأن العادة لاتكتسب إلا بمرور الوقت وكثرة الممارسة ، وإلا ماكانت لتسمٰى عادة .
كذلك التخلص من العادات السيئة .. يجب أن يتم بخطوات مدروسة
وعلى أسلوب : خطوةٍ ... خطوة ...
ف ( قليلٌ تدوم عليه خيرٌ من كثيرٍ لاتدوم عليه ).
والحال أشبه بالدواء للمريض .. لايأخذه كله دفعة واحدة .. ولكن على فترات
وبكمٍ محدودٍ حتى يبرأ .


الخيط الخامس ~
البرنامج الدقيق يساعد :
ضعي في متناولك مدونة .. واكتبي فيها الطباع الحسنة في جدول يتضمن
الأولوية والأهم .. مع تاريخ بداية التطبيق وملاحظات يدون فيها الوسائل والطرق
المتبعة حسب ماترينه مناسباً لظروفك وشخصيتك ..
وكذلك دوني الطباع السيئة على نفس النمط ..
واتركي خانة للعراقيل والعوائق لتجدي لها الحل وتزيحيها عن طريقك .


الخيط السادس ~
لاتتهاوني مع المخالفات :
قرر أحدهم أن يقلع الطباع التالية من نفسه :
الكذب في المزاح .. السهر الطويل بحيث تفوته صلاة الصبح في وقتها ..
شيء من الغرور يخالط نفسه فيجعله ينظر بتعالٍ إلى من هم دونه ..
فوضع بنوداً ضمنت بعض الجزاءات التي فرضها على نفسه إذا ماخالفته وهي :
" حرمان نفسه مما تشتهيه من الطعام مدة أسبوع .
" التصدق بجزء من ماله عند كل مخالفة .
" الصوم ثلاثة أيام متتالية عندما يتثاقل يوماً عن صلاة الصبح ..
وبالطبع الصدقة والصلاة اتجاه مردوده إيجابي ويعود عليه بالجزاء الحسن ..
فهذه الأمور فيها تربية وتهذيب للنفس .. وارتقاء بها ،
وفي الوقت ذاته التخلص من المساوي.


الخيط السابع ~
اجعلي العملية لعبة صراع :
من الجميل أن نجعل مشكلة التخلص من الطباع السيئة مسألة تحدٍّ..
وكأننا نواجه عدواً في أنفسنا ما من مواجهته بدّ ، وندخل ضده في عملية صراع ..
والشديد من غلب نفسه ... ! نعم الآن باتت المسألة واضحة ..
في أن هناك عدواً كامناً استمرأ الإقامة فينا .. ومهدنا له السبيل ..
وعلينا الآن أن نتخلص منه فقد بات يهدد سلامتنا ..
وقد آن لنا أن نقرر الانتصار لأنفسنا منه .


الخيط الثامن ~
تمسكي بخصالك الحسنة :
كل إنسان وإن ملك طباعاً سيئة فهو لايخلو من الخير والخصال الحسنة ..
ولذا عليه أن يتمسك بها .. فكم من خلّة رائعة تنتظر أخواتها ..
وقد تكون هذه الخصال جنود خيرٍ تساندك في المواجهة ..
وسلّم نجاة ينقذك ..






خاتمة المطـــــــــاف ~
أخواتي الغاليات أقول لكــــنّ .. أنّه
مهما سعى الإنسان وجاهد .. فهو لن يصل إلى ماينشد من الخير
ولن يفلح في هدم قلاع الشر من ذاته ..
دون الاستعانة بالله تعالى وطلب التوفيق منه ...والتوكل عليه
فبالإيمان.. والتوكل
والنية الصادقة...
والعزيمة والإصرار... نحقق مانريــــــــد من مكاسب ذاتيّة.
مع أطيب تمنياتي لكنّ بكل خيــــــــــر.
18
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آهات رحلة
آهات رحلة
يسعدني ويشرفني
اختي الغالية فيض
ان اكون اول رد في موضوعك الاكثر من رائع
اشتقت كثيييييراااا لكتاباتك يا حبيبة


كلامك جميل وهو ما احتاجه حاليا
وفقك الله دائما
زائرة
مشاء الله لاقوة الله بالله مبدعه في كتابتك
sosoalcherif
sosoalcherif
كلمات رائعة و جميلة إنسابت برقة
فأطربت مسامعنا
سلمت يمناك غاليتي
تغريد حائل
تغريد حائل
الحبيبة فيض:
روض بيانكِ مزهر
قيّم الجنى
مغدق بــــــ جزالة اللفظ والمعنى،
ومضمخ بعبق الفكر الباسق..!
أجدتِ ياسليلة البدر
فمن معينكِ الضادي لا ترتوي مساحات الفكر،
ولاتمل من وهجها الأحداق..!
وفقكِ المولى!!
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
يسعدني ويشرفني اختي الغالية فيض ان اكون اول رد في موضوعك الاكثر من رائع اشتقت كثيييييراااا لكتاباتك يا حبيبة كلامك جميل وهو ما احتاجه حاليا وفقك الله دائما
يسعدني ويشرفني اختي الغالية فيض ان اكون اول رد في موضوعك الاكثر من رائع اشتقت كثيييييراااا...
كذلك يسعدني ويشرفني..
إشراقتك بين الكلمات ياآهات ..
افتقدناك هنا كثيراً .. وتقنا لأطروحاتك القيّمة ..
بارك الله غيثك الماطر حرفاً وبارك الله بك
و ننتظر مايسكبه قلمك ..الغزير .