كيف نجعل من الحزن أو الحداد خطوة نحو الشفاء ؟🌹

الأسرة والمجتمع

على الصعيد الجسدي أو النفسي فنرى أن المحزون يبكي أحياناً أو يسكت أحياناً وفي البداية قد يحاول أن يبعد انتباهه عن الوفاة أو يتجاهل قوة الموقف وشدة المشاعر ولكن هذا غير مستحبّ صحياً ويؤدي إلى أمراض وأوجاع جسدية ونفسية: مثلاً أوجاع البطن واضطرابات الجهاز الهضمي والقلق والأرق والاكتئاب وغيرها وبعض الأشخاص تكون لهم الوفاة صدمة نفسية كاملة الدرجات تستوجب العلاج الخاص Grief therapy وربما إستشارة الطبيب النفسي عند الحاجة القصوى.

ويستحسن أن يسمح المرء لنفسه ويسمح له من هم حوله بأن يعبّر بحرية عن مشاعره القوية مثل الغضب من الميت بسبب تغيّبه و”تركه” إياه أو الشعور بالذنب أننا لم نفعل ما فيه الكفاية لعلاجه أو أننا كنا على خلاف معه ونشعر بالندم الشديد لأننا مثلاً لم نعامله جيداً في آخر أيامه…الخ.
وهناك فترة الحداد الأولى التي تليها المراحل الطويلة الأمد. في الفترة الأولى قد نحس بأن الميت معنا وأننا نراه هنا وهناك في المنزل وتكثر عند البعض الأحلام التي يحضر فيها الفقيد. وفي هذه الفترة قد تكثر الآلام الجسدية أو فقدان الشهية وخسارة الوزن لدى البعض كما الدخول في اكتئاب حقيقي وأفكار أو أفعال انتحارية من شدة الألم والخوف أو الشوق إلى الفقيد.

قد يأتي البكاء والحزن على شكل موجات متتالية تشتدّ ثم تهدأ لتحلّ محلّها موجة أخرى ومع مرور الوقت والنجاح في التعبير عن هذا الحزن كل مرة تتباعد موجات الحزن لتتّسع الفترة الزمنية الفاصلة بين هذه الموجات.
وبالإضافة إلى الهزة النفسية والجسدية التي تصحب الخسارة بالوفاة فأحياناً يكون الميت هو المعيل للعائلة مثلاً فتتغيّر أوضاع العائلة المادية وهذا تغيير كبير يشكّل سبب همّ وغمّ للعائلة. وفي أحيان أخرى، كوفاة الزوج أو الزوجة وغياب الأولاد، يصبح المحزون وحيداً في البيت وهذا ما يزيد المعاناة لدى الكثيرين ويؤلمهم أكثر خصوصاً إذا كانت لديهم شخصية حساسة تجاه الفراق والوحدة بسبب ظروف معاشة في الطفولة فعندها تكون خسارتهم الحالية كارثية.





0
146

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️