...كيف نحصل على السعادة التي نريد..

..السعادة..
أن تر شبلا يرتل آيات ربه خاشعا مبتهلا , ملازما لحلقات التحفيظ....
أن ترى شابا نشأ في طاعة الله ... و فتاة ملأت قلبها بحب الله ...فلم ينشغلا بما انشغل به الكثير من الشباب و الفتيات ....
أن تشهد بناء أسرة صالحة بيتا عماده التقوى ..أجواؤه الإيمان..عطاؤه ذرية طيبة...مساره و ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة...
هدفه حياة طيبة في جنات عدن...
أن ترى طبيبا مخلصا عمله لله ..أمينا على ما تحت يده من مرضى أسلموا أنفسهم له حتى يلبسهم ثوب العافية بأمر الله..أن ترى داعية حمل هم الدعوة على عاتقه فغدت هواءه العليل ..و طعامه اللذيذ..و مشربه العذب...أن تر مصلحا بين الناس ..مضحيا بجل وقته لإعادة الود و الصفاء و الطمأنينة إلى أفراد مجتمعه..أن تر عالما جعل علمه عبيرا ينتشر شذاه حيثما حل و ارتحل ...أن ترى مهندسا ناجحا في عمله باذلا قصارى جهده في سبيل بناء بيوت المسلمين ...و استقرارهم و تنعمهم بعيش رغيد...
أن تر عينا تسهر لحراستك و الحفاظ على أمنك و استقرارك...
أن تر فتاة مستقيمة ثابتة الخطى.. حافظة..محاضرة..ناصحة..مفكرة مبدعة..كاتبة ..لم تجعل حياتها خاصة بها بل وهبتها لكل من يحتاجها ممن حولها...أن تر أما حريصة..و أبا مهتما ..بتربية الأبناء تربية سليمة..و توعيتهم بالمخاطر التي قد يواجهونها في حياتهم و كيفية التعامل معها...
أن ترى مؤلفا يسطر بنات أفكاره كتابا رائعا ينعم قارئه بالعديد من الفوائد القيمة...أن تر كاتبا مجندا قلمه لكل ما يعرض لجميع فئات مجتمعه من مشكلات...
أن تؤمن أن سعادتك ليست في الحصول على شهواتك مطلقا..فليست سعادتك معلقة بلقاء شخص تعشقه ..و لا بسماع صوته..و لا برضاه عنك ..و لا معرفة أخباره , و لا بالذهاب إلى مكان ترتاح فيه , و لا بتناول الطعام الذي تحبه , و لا باجتماع الأصدقاء , و لا بالزواج و الانجاب , و لا بالجاه و الغني , و لا بالمنصب و السيطرة , و لا بشراء ما تتمنى , و لا بفعل ما تهوى من اللعب و الغناء و الرقص و الغيبة و النميمة و الكذب و الإفتراء و التدخل فيما لا يعنيك فإن كلها متع زائلة السعادة بها مؤقتة فإذا انتهت صار القلب في وحشة و هم و حزن و ضنك من العيش , فمن جعل حياته من أجلها عاش ذليلا و مات مخذولا , فوحشة القلب لا تزول إلا بالأنس بالله و شتات القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله
لأن القلب إن اعتقد سعادته في أحدها أو غيرها فإنه يتشتت و يحزن فيتقلب من أحدها إلى الآخر..فيستيقن أن كلها لا تصب في سبيل سعادته و يعلم أن للسعادة طريقا واحدا مهما بحث و فتش و استكبر و أعرض وهو رضا الله و هو الغاية فمن نالها ملك زمام أموره كلها( ربنا فرغنا لما خلقتنا و لا تشغلنا بما تكفلت به لنا )
السعادة ...أن ترى أصحاب المهنة الواحدة في تنافس شريف للأفضل...و كذا أصحاب التخصص الواحد في الدراسة..فيفرح الأصدقاء بنجاح أحدهم و يحزنوا لإخفاقه ..فلا تكبر و لا غرور لأننا لم نتعلم لهذا و لم نعمل لهذا
أن تعتبر أي إنجاز يحققه أي فرد من أفراد أمتك نجاحا شخصيا فتتفاءل به...
أن تر من فضله الله عليك بذكاء أو مال أو جمال أو منصب أو علم أو وجاهة أو زواج أو أولاد أو حب الناس أو همة أو نشاط أو عمل أو نجاح..أو بأي خير كان ..و لا تحزن لذلك و لا تحسده على ما آتاه الله بل تدعو له بالبركة و الزيادة و تقنع بما آتاك الله و تصبر و تسعى جاهدا للأمام...و تعلم كما أنه يوجد من هو أفضل منك فيوجد من أنت أفضل منه و يوجد من هو أفضل ممن هو أفضل منك ...و قد يتفوق بعضكم على بعض في جوانب مختلفة ...فلا يوجد إنسان خالي من العيوب...و لا يوجد إنسان كله عيوب...و نحن كأفراد نختلف في الصفات و الأحوال ولكن لا يؤثر هذا التفاوت في علاقاتنا و تعاملاتنا لأن ديننا ربانا على الحب و الألفة و الصحبة فنلتقي على الخير و نفترق عليه و يحمل أقصانا هم أدنانا و شرقنا هم غربنا...
و هذا من خصائص المجتمع المسلم لأنه كالجسد الواحد...
فهل يحسد الإنسان نفسه..و هل يحقد على نفسه..و هل يسئ الظن بنفسه.. فلا تحاسد و لا حقد و لا سوء ظن إذنا...
و لكن حب و عطاء و إخاء...و مضي نحو استهلاك قدراتنا الهائلة فيما ينفع أمتنا ..كل في مجاله..في محيطه..بشتى الوسائل..فالتطور و الإبداع و السمو ليس محصورا في وسيلة واحدة..
فلتشتعل ..و لتنطلق فأمامك كل الطرق..و الدنيا كلها في انتظارك..
و لنسعى أنا و أنت كل منا يحب للآخر ما يحبه لنفسه..
فتقدمي تقدمك و تقدمك تقدمي ..و تقدم أي منا أو كلانا هو تقدم لأمتنا .. فأنا أنت ..و أنت أنا..

.......حسافة......