كيف نحمي أعمالنا من الشرك ( الرياء )

الحمد لله والصلاة السلام على رسول لله صلى الله عليه وسلمقال الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) .
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ" قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً".
أقسام الرياء :1ـ أن يكون الرياء هو سبب العمل كحال المافقين
2ـ أن يكون العمل لله والرياء معاً وهذا النوع والذي قبله صاحبه مأزور غير مأجور وعمله مردود عليه
3ـ أن يكون العمل لله ثم دخلت عليه نية الرياء فإن دافع هذا الرياء وأعرض عنه لم يضره وإن استرسل معه واطمأنت معه النفس إليه فإن العبادة تبطل
4 أن يكون الرياء بعد العمل فهذه وسوس لا أثر لها على العمل ولا على العاملمنقول من تفسير العشر الأخير من القرآن الكريم

آثار الإخلاص في الدنيا1ـ أن الله يضع لصاحبه القبول والمحبة في قلوب الناس
2ـ الإخلاص من الأسباب التي تزيل الهم والغم والحقد من قلب صاحبه
3ـ بالأخلاص يعطي العبد الثمرات العاجلة المباركة لعمله
ومن ثمرات الإخلاص في الآخرة
أن الله يضاعف المخلصين الجزاء والعطاء يوم القيامة حتى لو كانت الطاعة في ظاهرها يسيرة أ وقليلة

علامات الإخلاص
1ـ إسرار العمل وإخفاؤه
2ـ يرضي بكلمة الحق أو عليه يستوي الذام والمادح وهو قائم بالحقمخلصاً
3ـ لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل وصلاح ظاهره على ما أراد الله تعالى
4ـ المخلص إذا عرض له أمران أحدهما لله والآخر للدنيا آثر نصيبه من الله لأنه يعلم أن الدنيا تنفد ومن عند الله يبقى
5 ـ المخلص في إحسانه للخلق لا ينتظر منهم جزاء ولا رداً لإحسانه
6ـ المخلصون في التعليم والدعوة إلى الله علاماتهم أنهم يودون أن يكفيهم غيرهم تعليم الحق وإظهاره، وعندما يحاورون لا يكون غاية همهم أن يغلبوا الخصم ب مراهم ظهور الحق
7ـ والمخلص في طلب العلم حريص على الفهم ةالحفظ والتوسع في البحث وليس همه البروز على أقرانه والتفوق عليهم
ومن علامات ضعف الإخلاص1 ـ تأخير العبادات عن مواقيتهادون عذر شرعي
2ـ القيام بالعبادة بخمول ونفس كسولة
3ـالحرص على إظهار الأعمال أمام الناس وذكرها عند من لم يرها
4 ـ الحرص على كسب رضا الخلق
5 ـ أن يفرَق بين أن يطلع الناس على عبادته وألأيطلعوا وذلك بالشعور بالسرور والفرحة باطلاعهم عليه فيصبح يمنَي نفسه بما سمع من الإطراء ويتلذذ بذلك بعض الناس يؤدي به طلب الإخلاص والتخلص من الرياء إلى وقوع في مزالق خطيرة وينبغي التنبيه عليها:1ـ مسلك ( ترك العمل خوفا من الرياء ) فبض الناس قد اعتاد فعل الخير فيعرض في نفسه أنه مراءٍ فيترك هذه الطاعة خوفاً من ذلك
2ـ يترك البعض كل الأعمال العلنية تفادي للوقوع في الرياء مثلا فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن المنكر
وهذ ضلال عظيم ومن عمل الشيطان لأن الإنسان لا يستطيع إخفء كل أعماله بل إن من الأعمال ما شرع في العلانية
3 ـ قد ينشط العبد في فعل الخير والإقبال على الطاعة والمسارعة فيها إذا كان بين رفقة صالحة
4ـ أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يدفع عن نفسه ظن النس به خيراً ليس فيه
طرق اسجلاب الإخلاص
1ـ عرفة عظمة الله وتدبر أسمائه الحسنى وصفاته العلى
2ـ معرفة ما أعده الله تعالى في الدار الآخرة من النعيم المقيم للعاملين المخلصين
3ـ كتمان العمل وفي حديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أن الله يحب العبد التقي النقي الخفي )).
4ـ على العبد عندما يقبل على طاعة أن يصرف النظر إلى الناس عن نفسه وفكره ولا يكترث بمدحهم ولا بذمهم
5ـ مجاهدة النفسفي توجيه النية إلى الله تعالى وتحقيق الإخلاصوعدم اليأس من تحصيله والحذر من الاطمئنان إلى صلاح النية
6ـ مدافعة الرياء وكراهيته ولا يضر صاحبه ما دام كارهاً له غير راضٍ به ويكتب له أجر المجاهدين
7ـ الاستزادة من الطاعة والاشتغال بها لرد كيد الشيطان في نحره ، فمراد الشيطان من العبد :
* إما صرفه عن الطاعة وذلك بوسوسته بترك العمل
* أو إحباط أجرها وذلك بإيقاعه في الرياء والعجب
8ـ التوجه إلى الله عالى بالدعاء والافتقار إليه بطلب التوفيق إلى الإخلاص ودفع ضده وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاء نتقي به غائلة الرياء الذي هو الشرك الخفي وهو أخفى من دبيب النمل
حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي علي رجل من بني كاهل قال : خطبنا أبو موسى الاشعري فقال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : " أيها الناس ! اتقوا هذا الشرك ، فإنه أخفى من دبيت النمل " ، فقال له من شاء أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال " قولوا : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم " .
منقول من كتيب الإخلاص تأليف أسماء بنت راشد الرويشد


اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم " .