كيف نستقبل رمضان؟

ملتقى الإيمان

عادة الكرماء إكرام الضيوف والزوار، والإحسان إليهم، ونحن في هذه الأيام قادم علينا ضيف عزيز ووافد كريم، لكن هذا الضيف من نوع آخر، بقدومه تتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، ها هو قد نزل بديارنا وحل في ربوعنا فترى من هذا الضيف؟ وكيف يكون استقباله؟
إنه شهر الصيام والقيام، شهر العتق من النيران،

شهر فيه ليلة هي خير من ألف شهر فيها أنزل القرآن كما قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}(القدر 1-6)، إنه شهر رمضان.
واستقباله يكون بإعداد النفس، وترويضها للطاعة، وحمد الله وشكره على أن بلغنا هذا الموسم المبارك، فكم من أُناس لم تدركهم هذه الفرصة العظيمة، قد حال بينهم وبينها هاذم اللذات، ومفرق الجماعات، فيستقبله بالتوبة والإنابة، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، وبِعقدِ العزمِ على اغتنامِ فرصته في تزكيةِ النفس وتهذيبها، وإِلزامها بسلوكِ الجادّة، وقطعِ الصّلَة بماضي الخطايَا، وسابقِ الآثام، وانتهاج السبيلِ الموصِل إلى رضوان الله، والحظوَة عنده بالدرجات العُلى، والنعيمِ المقيم، فهو مزرعة لزيادة الحسنات والتخلص من الأوزار والسيئات، وقد أحسن القائل:
أتى رمضان مزرعة العبـــاد لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولاً وفعــــلاً وزادك فـاتخذه إلى المعاد
فمن زرع الحبوب وما سقـاها تـأوه نادماً يوم الحصاد
ولقد كان بعض السلف رحمهم الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون الله ستة أشهر أخرى أن يُتقَبَّل منهم، فلنجتهد فيه ونجعله محطة لتزود فيه بالطاعات وتقوية الإيمان، نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على الطاعات، ويتقبلها منا، والحمد لله.
3
452

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اناجوجو اخت سوسو
جزاك الخير
توووجي
توووجي
جزاك الله خير
بنت تمنراست
بنت تمنراست
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك