كيف نعود أبنائنا على الصلاة

ملتقى الإيمان

مقدمة:‏
‎===
‎ ‎الحمد لله رب العالمين، حمداً يليق بجلاله وكماله ؛ حمداً كما ينبغي‎ ‎لجلال وجهه‎
وعظيم سلطانه،حمداً يوازي رحمته وعفوه وكرمه ونِعَمِه العظيمة ؛‎ ‎حمداً على قدر‎
حبه لعباده المؤمنين ‏‎.
والصلاة والسلام على أكمل خلقه ،وعلى آله‎ ‎وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان ‏إلى يوم‎ ‎الدين؛ وبعد‎.

‎ ‎فهذا كتيب موجه إلى‎ ‎الآباء والأمهات ، وكل من يلي أمر طفل من المسلمين ؛ وقد‎
استعانت كاتبة هذه‎ ‎السطور في إعداده بالله العليم الحكيم ، الذي يحتاج إليه كل‎
عليم؛ فما كان فيه‎ ‎من توفيق ، فهو منه سبحانه ، وما كان فيه من تقصير فمن نفسها‎
والشيطان‎.‎

‎ ‎إن‎ ‎أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، وإن كانوا يولدون على الفطرة، إلا أن الرسول‎
صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "فأبَواه يُهوِّدانه وُينَصِّرانه‎ ‎ويُمَجِّسانه‎"...
وإذا كان أبواه مؤمنَين، فإن البيئة المحيطة ، والمجتمع قادرين‏‎ ‎على أن يسلبوا‏‎
الأبوين أو المربين السلطة والسيطرة على تربيته، لذا فإننا نستطيع‎ ‎أن نقول أن‎
المجتمع يمكن أن يهوِّده أو ينصِّره أو يمجِّسه إن لم يتخذ الوالدان‎ ‎الإجراءات‎
والاحتياطيات اللازمة قبل فوات الأوان‎!!!‎

‎ ‎وإذا أردنا أن نبدأ من‎ ‎البداية ، فإن رأس الأمر وذروة سنام الدين ، وعماده هو‎
الصلاة؛ فبها يقام‎ ‎الدين، وبدونها يُهدم والعياذ بالله‎.
‎ ‎وفي هذا المقال نرى العديد من الأسئلة، مع‏‎ ‎إجاباتها العملية؛ منعاً‎
للتطويل، ولتحويل عملية تدريب الطفل على الصلاة إلى متعة‎ ‎للوالدين والأبناء‎
معاً، بدلاً من أن تكون عبئا ثقيلاً ، وواجباً كريهاً ، ‏‎ ‎وحربا مضنية‎.‎

‎ ‎والحق أن كاتبة هذه السطور قد عانت من هذا الأمر كثيراً مع ابنها؛فقد أخذت ‏بالأسباب، ولكن التوفيق لم يكن قد حالفها بعد ...‏‎ ‎‏ ولم تدرك‏‎ ‎خطورة الأمر إلا عندما ‏قارب على إتمام العشر سنوات الأولى من عمره ؛ أي‎ ‎العمر التي يجب أن يُضرب فيها ‏على ترك الصلاة ، كما جاء في الحديث الصحيح ؛ فظلت‎ ‎تبحث هنا وتسأل‎ ‎هناك ‏وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، إلا أنها لاحظت أن الضرب‎ ‎والعقاب ربما يؤديان معه‎ ‎إلى ‏نتيجة عكسية ، فرأت أن تحاول بالترغيب عسى الله تعالى‎ ‎أن يوفقها‎.
‎ ‎ولما بحثت عن كتب أو دروس مسجلة ترغِّب الأطفال ، لم تجد سوى كتيب‎ ‎لم يروِ‎
ظمأها ، ومطوية لم تعالج الموضوع من شتى جوانبه ، فظلت تسأل الأمهات عن‎ ‎تجاربهن ، وتبحث في المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت حتى عثرت لدى‎ ‎موقع"إسلام أون لاين‎" ‎‏ على استشارات تربوية مختلفة ( في باب:معاً نربي أبناءنا‎ ( ‎بالإضافة إلى مقالة‎ ‎عنوانها : "فنون محبة الصلاة"، فأدركت أن السائلة أمٌ حيرى‎ ‎مثلها، ‏وأدركت أن تدريب‎ ‎الطفل في هذا الزمان يحتاج إلى فن وأسلوب مختلف عن الزمن‎ ‎الماضي، وقد لاحظَت أن السائلة تتلهف لتدريب أطفالها على الصلاة ؛ إلا أن كاتبة‎ ‎هذه ‏السطور تهدف إلى أكثر‎ ‎من ذلك - وهو هدف الكتيب الذي بين أيدينا- وهو جعل‎ ‎الأطفال ‏يحبون الصلاة حتى لا‎ ‎يستطيعون الاستغناء عنها بمرور الوقت ، وحتى لا‎ ‎يتركونها في ‏فترة المراهقة- كما يحدث عادة- فيتحقق قول الله عز جل { إنَّ الصلاةَ‎ ‎تَنهَى عن ‏الفحشاء والمنكر } .‏

‎ ‎وجدير بالذكر أن الحذر والحرص واجبان عند تطبيق‎ ‎ما جاء بهذا المقال من نصائح‏‎
وإرشادات ؛ لأن هناك فروقاً فردية بين الأشخاص ، كما‎ ‎أن لكل طفل شخصيته وطبيعته ‏التي‎ ‎تختلف عن غيره ، وحتى عن إخوته الذين يعيشون معه‏‎ ‎نفس الظروف ، وينشأون ‏في نفس‎ ‎البيئة ، فما يفيد مع هذا قد لا يجدي مع ذاك‎.‎

‎ ‎ويُترك ذلك إلى تقدير الوالدين أو أقرب الأشخاص إلى الطفل؛ فلا يجب تطبيق‏‎
النصائح كما هي وإنما بعد التفكير في مدى جدواها للطفل ، بما يتفق مع‎ ‎شخصيته‎.
واللهَ تعالى أرجو أن ينفع بهذا الكتيب ، وأن يتقبله خالصاًً لوجهه‎ ‎الكريم‎.‎
1
206

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

sgooor2005
sgooor2005
جزاك الله عني وعن كل المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات كل خير