هل تعاني من عُطاس لا يكاد ينقطع مع كحّة وتدميع العينين عندما تتمشّى في حديقة المنـزل؟ لربما تعاني من الحساسية ولكن أعراض الزكام قد تشبه الحساسية في أوجهٍ كثيرةٍ. وهنا يختلط الأمر هل ما تعاني منه حساسية أم بداية زكام وكيف تفرّق بينهما خاصة في مواسم الحساسية مثل الربيع والخريف ، وحيث أن موسم الربيع قد بدأ في كثيرٍ من البلدان فهذا الوقت المناسب لطرح المشكلة وحتى تستطيع التفريق بين الزكام والحساسية فسوف أطرح بعض الأسئلة ومن إجابتها سوف تعرف الفرق بين الحساسية والزكام.
س 1: ما هي الحساسية الموسمية؟
ج 1. إن تعريف الحساسية الموسمية هي ردة فعل جهاز المناعة لمواد طبيعية في البيئة تحدث خلال فترة معينة من السنة ، والألليرجين أو المحسس الذي يثير أعراض الحساسية هو حبوب اللقاح التي تنطلق وقت إزهار النباتات.
س 2: ما هي علامات الحساسية الموسمية؟
ج 2: إن حكّة العينين وسيلان الأنف والعطاس ، وحكة الحلق هي كلها علامات الحساسية الموسمية. والفرق بين الحساسية الموسمية وغيرها من أنواع الحساسية هو أن الحساسية الموسمية تبدأ في فترة محددة من السنة وتتوقف عندما تنتهي تلك الفترة أو الموسم. أما الحساسية غير الموسمية فهي تحدث في أي فترة من العام. وفي السعودية والجزيرة العربية فإن فصول الحساسية شبه مستمرة ومتداخلة مع بعضها بسبب الشمس الساطعة وأن النباتات التى تسبب الحساسية تزهر معظم أشهر السنة.
س 3: هل الأشخاص يولدون ومعهم الحساسية الموسمية أو أن الحساسية تحدث بعدين مع مرور الزمن؟
ج 3: نعم ، الناس يولدون وعندهم الاستعداد الوراثي للإصابة بالحساسية ولكن بعض الناس تحدث لديه الحساسية في الكبر. فالحساسية هي نتيجة للمورثات أو الجينات التي نرثها وهذه المورثات تبدأ تأثيرها في فترة ما أثناء حياة الإنسان. لكن ما الذي يجعل المورثات تبدأ عملها للتأثير على الجسم في فترة ما يبقى لغزاً محيراً للعلماء.
س 4: هل الحساسية الموسمية مقصورةٌ على موسم بعينه أم يمكن أن تحدث في مواسم أخرى؟
ج 4: الحقيقة هي أن الحساسية الموسمية تحدث في فصل معين ولكنها يمكن أن تحدث في فصول أخرى مثل الشتاء والصيف بالإضافة إلى الربيع والخريف. وهذا يعتمد على نوع النباتات في البيئة وعلى درجات الحرارة والأمطار.
س 5: هل تحدث الحساسية الموسمية مرة واحدة في الحياة أم أنها تتكرر عاماً بعد عام مدى الحياة؟
ج 5: مجرد أن تبدأ الحساسية عند إنسان ما فأكثر الاحتمالات أنها سوف تستمر لسنوات وسنوات ، ولربما تحدث حساسية لأشياء أخرى في البيئة مثل الغبار والحيوانات.
س 6: متى أراجع الطبيب المختص إذا كنت أعاني من حساسية موسمية؟
ج 6: إذا كان العطاس والأعراض الأخرى مزعجة فالأفضل مراجعة أخصائي الحساسية حتى تتلقّى أفضل العلاجات المتوفرة دون أعراض جانبية. وتصبح مراجعة الأخصائي ملحّة وضرورية إذا كانت الأعراض مصحوبة بصعوبة في التنفس وعطاس شبه مستمر. فقد تكون الحساسية خطيرة.
س 7: ما الذي يمكن أن يفعله أخصائي الحساسية لمساعدتي والقضاء على الحساسية الموسمية؟
ج 7: بعد إجراء فحص الحساسية فإن الطبيب المختص سوف يصف لك التطعيم بمصل مضاد لمسببات الحساسية. وهذا عبارة عن مستخلص بروتين لقاح النباتات المسببة لحساسيتك يُعطي بشكل جرعات تحت الجلد تزداد تدريجياً حتى تبدأ الشعور بالتحسن. وهذا التطعيم هو العلاج الوحيد الذي يغير استجابة جهاز المناعة ويجعله أقل حساسية ، وبالتالي يبدأ الجسم بعدم التأثر بالمسببات. ولكن في بداية التطعيم ربما يعطيك الأخصائي بعض الأدوية المضادة للهستامين وبخاخات الأنف أو قطرة العين ، حتى يبدأ مفعول التطعيم.
والتطعيم ضد الحساسية الموسمية فعّال جداً بشرط انتقاء المسببات بعناية وأن يكون الأخصائي عالماً بمسببات الحساسية في بيئة المريض. وفي المملكة وشبه الجزيرة العربية فإن أهمّ مسببات الحساسية الموسمية هي النباتات البرية وأشجار السمر والإثل والبروسوبس (سكيت) وبعض الأعشاب مثل الثيل (النجيل ، ولقاح النخل .
أوراق الزمن @aorak_alzmn
عضوة شرف بعالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حساسية الأطعمة
مع أن عدداً كبيراً من الناس يعاني من حساسية الأطعمة إلا أن2% فقط من البالغين يعانون من حساسية الأطعمة أو المواد المضافة لها. أما نسبة الحساسية في الأطفال فهي في حدود 8% في من هم دون سن السادسة. ولكن 2-5% فقط يثبت أن لديهم حساسية للأطعمة بشكل مؤكد. وفي ما يلي بعض المعلومات التي قد تساعد على الإجابة على كثير من الأسئلة المتعلقة بحساسية الأطعمة.
ما هي أعراض حساسية الأطعمة؟
ردة فعل الحساسية للطعام تبدأ خلال دقائق إلى ساعات من تناول الطعام المسبب للحساسية. ولكن شدة الأعراض وتكرارها تختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر. بينما الأشخاص الذين تكون حساسيتهم بسيطة يعانون من سيلان الأنف المصحوب بالعطاس فإن الذين تكون حساسيتهم شديدة يصابون بردة فعل شديدة وخطرة مثل الاختناق وتورم اللسان والشفاه والحنجرة. ومعظم مظاهر حساسية الأطعمة تكون في الجلد والجهاز الهضمي. فحساسية الجلد تكون على شكل اكزيما وارتكاريا (شري). أما أعراض حساسية الجهاز الهضمي فتكون على شكل قيء (تطريش)، غثيان، مغص،عصر هضم وإسهال. والأعراض الأخرى قد تكون على شكل ربو مع سعال (كحة) وأزيز في الصدر، أو سيلان الأنف المصحوب بالحكة والاحتقان وسيلان مع عطاس. وفي حالات قليلة جداً قد تكون حساسية الطعام على شكل صدمة تحسسيه تؤدي إلى هبوط في الضغط وقد تودي بالحياة.
وبما أن الأعراض المذكورة سابقاً قد تسببها أمراض أخرى غير الأطعمة فإن أخصائي الحساسية قد يقوم بسؤالك والقيام بالكشف الطبي وإجراء بعض الفحوصات المخبرية لاستثناء تلك الأمراض التي ربما تكون هي سبب الشكوى.
ما الذي يسبب الأعراض التي أشكو منها؟
إن حساسية الطعام ناتجة عن ردة فعل مناعة الجسم الزائدة لبروتين الطعام الذي يسمى المحسس (الليرجين). ففي الأحوال العادية يقوم جهاز المناعة بمكافحة الالتهابات وإبطال مفعول البروتين مثل بروتين الأطعمة الذي قد يسبب الحساسية وبذلك يبقى الجسم في وضع صحي جيد. وبسبب ذلك فإن غالبية الناس يتكون لديهم تقبل لكثير من أنواع الطعام دون حدوث حساسية. أما في الشخص الذي يعاني من حساسية الطعام فإن جهاز المناعة ينتج كميات كبيرة من أجسام الحساسية المضادة تدعى ( آي. جي.إي IgE). وعندما تلتقي هذه الأجسام مع الأطعمة المسببة للحساسية يفرز جهاز المناعة مادة الهستامين مع عدد آخر من المواد الكيماوية كجزء من ردة فعل جهاز المناعة ضد بروتين الطعام. وهذه الكيماويات التي يفرزها جهاز المناعة تسبب توسع الأوعية الدموية وانقباض
العضلات اللاإرادية وتجعل الجلد المتأثر أحمر متورم مع حكة. وأجسام الحساسية المضادة (IgE) توجد في أنسجة الجسم المختلفة كالجلد والجهاز الهضمي والرئتين حيث تحدث ردة فعل الحساسية في تلك الأعضاء مثل الارتكاريا والقيء والإسهال والأزيز.
ليس كل ردة فعل ضد الأطعمة حساسية فبعض ردة الأفعال لحليب الأبقار مثلاً ناتج عن نقص خميرة (أنزيم) سكر الحليب والذي عادة يهضم هذا السكر(لاكتوز). وعندما يشرب الأشخاص الذين ينقصهم هذا الأنزيم حليب الأبقار أو يتناولون مشتقات الألبان، لربما يشعرون بمغص وغازات وإسهال. وهذه الحالة كثيراً ما يظن البعض أنها حساسية للحليب.
لماذا يعاني بعض الأشخاص من حساسية الأطعمة دون غيرهم؟
يبدو أن عامل الوراثة هو الأساس بأن للبعض يعاني من الحساسية والبعض الآخر لا يعاني. فإذا كان أبواك (الأم الأب) يعانيان من الحساسية فإن احتمال إصابتك بالحساسية هو 75% تقريباً. أما إذا كان أحد الأبوين يعاني من الحساسية وشخص آخر قريب لك يعاني منها فإن احتمال إصابتك بالحساسية يكون 30-40%. أما إذا كان الأبوان لا يعانيان من الحساسية فإن احتمال إصابتك بالحساسية هو 10-15%.
ومع أن حساسية الأطعمة تحدث بشكل رئيسي في الأطفال إلا أنها يمكن أن تصيب أي شخص وفي أي سن، ويمكن أن يسببها أي طعام حتى ولو كان الشخص يأكل ذلك الطعام سنوات عديدة قبل حدوث الحساسية. وأخيراً فإن كثرة تناول طعام بعينه تجعل احتمال حدوث الحساسية من ذلك الطعام أكثر. وأصدق مثال على ذلك هو أن حساسية الأسماك شائعة أكثر بين الاسكندنافيين وحساسية الرز أكثر شيوعاً بين اليابانيين وذلك لكثرة تناول الأسماك في اسكندنافيا والرز في اليابان.
ما هي الأطعمة الأكثر تسبباً في الحساسية؟
إن أي طعام يمكن أن يسبب الحساسية ولكن أهمها هي: البيض، وحليب الأبقار والفول السوداني( اللوز) وفول الصويا والقمح والمكسرات والأسماك والقشريات( الروبيان، السرطان وأم الروبيان والمحار).
عليك أن تتذكر أن تحسسك لطعام ما يمكن أن يجعلك تتحسس لطعام آخر من نفس العائلة. فمثلاً إذا كان شخص ما يتحسس من الروبيان فيمكن أن يتحسس أيضاً من أم الروبيان والسرطان ( قبقب) لإنها من عائلة القشريات وكذلك أيضاً فإن الذي يتحسس من الفول السوداني يمكن أن يتحسس إذا أكل البازيلا أو الفاصوليا أو الحمص لإنها من نفس عائلة البقوليات. وقد بينت الأبحاث السريرية على الذين يعانون من حساسية الأطعمة أن الغالبية العظمى يكون لديهم حساسية لطعام واحد أو اثنين مختلفين فقط. وعليه لا ينصح بالامتناع عن جميع أنواع الأطعمة من نفس العائلة إذا كنت تعاني من الحساسية لأحد أفرادها.
كيف يستطيع أخصائي الحساسية تحديد الطعام الذي يسبب حساسيتي؟
بعض الناس يعرف الطعام المسبب دون استشارة طبيب الحساسية والبعض الآخر لا يستطيع وخاصة عندما تحدث الأعراض بعد بضع ساعات من تناول الطعام المشكوك فيه.وأخصائي الحساسية يبدأ غالباً بأخذ سيرة مرضية مفصلة للحالة وبشكل خاص فإنه سيسألك عن الأعراض التي تتبع تناول الطعام والمدة التي تظهر بعدها أعراض الحساسية بعد تناول الطعام، وكمية الطعام التي تناولتها، وعدد المرات التي تتكرر فيها الحساسية والأدوية التي أخذتها لعلاج الحساسية. كذلك سوف تسأل عن البيئة التي تعيش فيها وعن وجود حساسية في الأقارب الخ…
إن هذه الأسئلة وغيرها ضرورية لإن أخصائي الحساسية يريد أن يستثني احتمالات مشاكل الحساسية الأخرى غير الأطعمة مثل حساسية لقاح النباتات والتي قد يكون لها علاقة بالأطعمة. فمثلاً الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللقاح يشكون من حكة في الفم والحلق بعد أكل الشمام والبطيخ والهيندو.
ما هو اختبار الحساسية ؟
ربما يجري طبيب الحساسية والمناعة بعض اختبارات الحساسية حتى يعرف الطعام المسبب لحساسيتك. واختبار الحساسية يمكن أن يكون بإحدى الطرق التالي:
أ- وخز الجلد(الذراعين أو الظهر) وذلك بوضع نقطة من مصل مستخلص الأطعمة المختلفة ثم توخز خلال النقطة بإبرة صغيرة بلاستيكية، وهي قليلة الإيلام. وخلال 15-20 دقيقة تبين الحساسية على شكل احمرار وتورم يشبه لدغة البعوض، وهذه تدل على أن هناك أجسام حساسية في جلدك ضد ذلك الطعام.
ب- فحص الدم بطريقة "راست RAST". وهي سهلة وتتم بأخذ عينة دم ووضعها في جهاز خاص (UNICAP 100) وبهذه الطريقة يمكن إجراء الفحص ضد أعداد كثيرة من الأطعمة. ولكن هذه الطريقة مكلفة أكثر من فحص الجلد.
وكثيراً ما يستعمل هذا الفحص في الذين يعانون من حساسية الجلد أو الأطفال الصغار أو ممن تناول أدوية تمنع إجراء الاختبار على الجلد وأحياناً بسبب عدم رغبة المريض في عدم تحمل الوخز على الجد.
ج- أخذ عينة من الطعام المشتبه فيه كالطماطم أو المانجو ووخزها بالإبرة ثم وخز الجلد بعد ذلك.وعلى أي حال إذا تبين أن الاختبار إيجابي لطعام ما فلابد من التأكد من علاقة ذلك الطعام بأسباب الحساسية وذلك بالإمتناع عن الطعام ثم معاودة تناوله ومراقبة الأعراض.
إستعمال أغذية خاصة لتحديد الحساسية بدقة.
بعد النتائج المستخلصة من مقابلة أخصائي الحساسية معك وخلاصة الفحوصات فإن الطبيب يحاول تحديد الطعام المسبب بدقة وذلك بوضعك على نظام غذائي خاص. فإذا كانت أعراض الحساسية تحدث في فترات متباعدة فقد يكون السبب طعام تتناوله في المناسبات. وفي هذه الحالة سيطلب منك الطبيب بتسجيل مفكرة غذائية يسجل فيها الأطعمة والأدوية التي تتناولها وعلاقتها بحدوث أعراض الحساسية. وبمراجعة المفكرة ومقارنة الأيام الجيدة مع الأيام التي تعاني فيها من الحساسية فإن طبيبك بالتعاون معك يستطيع تحديد المسبب.
وإذا كان سبب الحساسية محدد في نوع أو نوعين من الطعام فلربما يصبح من الضروري أن تحجب عن ذلك الطعام. وفي هذه الحالة يجب الامتناع عن الطعام بكل أشكاله وبشكل تام لمدة اسبوعين. وإذا تحسنت أعراض الحساسية أثناء الحجبة وعادت بعد تناول الطعام فإن احتمال معرفة الطعام المسبب لحساسيتك تزداد.
وإذا تبين بالفحص أن هناك أكثر من طعام واحد يمكن أن يسبب الحساسية أو كان تشخيص المسبب غير مؤكد فإن الطبيب المختص قد يلجأ لتأكيد الحساسية لكل طعام وذلك بعمل اختبار التحدي، أي أن تعطي كل طعام على حدة كل 3 أيام ومراقبة حدوث الأعراض. فمن المعروف أن فحص حساسية الجلد أو الدم لا يعني بالضرورة أن ذلك الطعام مهم في حدوث الأعراض. وعليه فإن فحص التحدي بإعطاء الطعام عن طريق الفم ومراقبة الأعراض هو أفضل طريقة لتأكيد حساسية الطعام. وفي اختبار التحدي، يعطي الشخص كميات بسيطة من الطعام تزداد تدريجياً خلال فترة معينة تحت إشراف الطبيب (هذا الفحص يجب ألا يجري إلا من قبل طبيب الحساسية المختص).
ما هي الخطوة التالية بعد معرفة الطعام المسبب للحساسية؟
عندما يتأكد لنا سبب الحساسية فإن ذلك الطعام يجب عدم تناوله بأي شكل من الأشكال. وعلى المريض أن يكون حريصاً في قراءة مكونات الأطعمة المعلبة ومحتوياتها. وفي هذا المجال يمكن مساعدة المريض بإعطائه تعليمات مكتوبة وبمساعدة أخصائي تغذية وبعض الكتب.
ما العمل إذا أكلت الطعام بطريقة الخطأ؟
يجب أن يكون لدى المريض خطة طوارئ واضحة لمعالجة المشكلة في حال تناول الطعام المسبب بطريق الخطأ. يجب أن تحتفظ بقائمة الأطعمة التي تتحسس منها مع تعليمات الطبيب ووضعها في مكان بارز في المطبخ. مضادات الهستامين ( الحساسية) يمكن أن تكون مفيدة جداً في علاج أعراض الحساسية الأولى. أما إذا كانت الحساسية شديدة، كحدوث صدمة تحسسيه مثلاً بعد تناول الطعام، فيجب الاحتفاظ بإبرة أدرينالين (Epinephrine) والتي توجد بشكل عبوة سهلة الحقن (Epi-Pen) . ويجب أخذها فوراً ثم مراجعة الطبيب للمتابعة. وينصح في الحالات الشديدة لبس سوار مكتوب عليها اسم الطعام المسبب للحساسية
هل يمكن الشفاء من حساسية الأطعمة؟
في بعض الحالات، وخاصة في الأطفال، يبدو أن الامتناع التام عن الطعام المسبب للحساسية لفترة طويلة يؤدي إلى اختفاء أو ضعف الحساسية. فعلى سيبل المثال، فإن الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من حساسية البيض وحليب الأبقار وفول الصويا، يمكن أن يأكلوا هذا الأطعمة في نهاية الأمر. أما حساسية الفول السوداني والمكسرات والأسماك القشرية فإنها غالباً تبقى مدى الحياة، مع العلم أن الدراسات الحديثة بينت أن حوالي 30% يفقدون تحسسهم للفول السوداني بعد 4-5 سنوات من الامتناع عن تناوله. وبشكل عام فإن حوالي 30% من الأطفال والبالغين يصبحون غير حساسية لتلك الأطعمة التي امتنعوا عن تناولها بشكل تام بعد فترة من الزمن.
وعادة ما يوصي الطبيب بالامتناع عن الطعام المسبب للحساسية لمدة 6 شهور، وبعدها يمكن محاولة تناول الطعام تحت إشراف الأخصائي. فإذا تناولت الطعام دون حدوث أعراض حساسية فيمكن الاطمئنان بعدم تكرار الحساسية. أما إذا حدثت أعراض الحساسية بعد 6 شهور فيجب الاستمرار في الحجبة عن الطعام المسبب. أما في حالة الحساسية الشديدة مثل الصدمة التحسسية (Anaphylaxis) فيجب عدم تجربة أخذ الطعام ثانية، لان ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الحياة.
.....................................
الموضوع كاملا كتبهالدكتور: حرب الهرفي
رئيس قسم الحساسية والربو والمناعة (سابقاً)
إستشارى الحساسية والربو والمناعة
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
مدير المركز الوطنى للحساسية والربو والمناعة
مع أن عدداً كبيراً من الناس يعاني من حساسية الأطعمة إلا أن2% فقط من البالغين يعانون من حساسية الأطعمة أو المواد المضافة لها. أما نسبة الحساسية في الأطفال فهي في حدود 8% في من هم دون سن السادسة. ولكن 2-5% فقط يثبت أن لديهم حساسية للأطعمة بشكل مؤكد. وفي ما يلي بعض المعلومات التي قد تساعد على الإجابة على كثير من الأسئلة المتعلقة بحساسية الأطعمة.
ما هي أعراض حساسية الأطعمة؟
ردة فعل الحساسية للطعام تبدأ خلال دقائق إلى ساعات من تناول الطعام المسبب للحساسية. ولكن شدة الأعراض وتكرارها تختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر. بينما الأشخاص الذين تكون حساسيتهم بسيطة يعانون من سيلان الأنف المصحوب بالعطاس فإن الذين تكون حساسيتهم شديدة يصابون بردة فعل شديدة وخطرة مثل الاختناق وتورم اللسان والشفاه والحنجرة. ومعظم مظاهر حساسية الأطعمة تكون في الجلد والجهاز الهضمي. فحساسية الجلد تكون على شكل اكزيما وارتكاريا (شري). أما أعراض حساسية الجهاز الهضمي فتكون على شكل قيء (تطريش)، غثيان، مغص،عصر هضم وإسهال. والأعراض الأخرى قد تكون على شكل ربو مع سعال (كحة) وأزيز في الصدر، أو سيلان الأنف المصحوب بالحكة والاحتقان وسيلان مع عطاس. وفي حالات قليلة جداً قد تكون حساسية الطعام على شكل صدمة تحسسيه تؤدي إلى هبوط في الضغط وقد تودي بالحياة.
وبما أن الأعراض المذكورة سابقاً قد تسببها أمراض أخرى غير الأطعمة فإن أخصائي الحساسية قد يقوم بسؤالك والقيام بالكشف الطبي وإجراء بعض الفحوصات المخبرية لاستثناء تلك الأمراض التي ربما تكون هي سبب الشكوى.
ما الذي يسبب الأعراض التي أشكو منها؟
إن حساسية الطعام ناتجة عن ردة فعل مناعة الجسم الزائدة لبروتين الطعام الذي يسمى المحسس (الليرجين). ففي الأحوال العادية يقوم جهاز المناعة بمكافحة الالتهابات وإبطال مفعول البروتين مثل بروتين الأطعمة الذي قد يسبب الحساسية وبذلك يبقى الجسم في وضع صحي جيد. وبسبب ذلك فإن غالبية الناس يتكون لديهم تقبل لكثير من أنواع الطعام دون حدوث حساسية. أما في الشخص الذي يعاني من حساسية الطعام فإن جهاز المناعة ينتج كميات كبيرة من أجسام الحساسية المضادة تدعى ( آي. جي.إي IgE). وعندما تلتقي هذه الأجسام مع الأطعمة المسببة للحساسية يفرز جهاز المناعة مادة الهستامين مع عدد آخر من المواد الكيماوية كجزء من ردة فعل جهاز المناعة ضد بروتين الطعام. وهذه الكيماويات التي يفرزها جهاز المناعة تسبب توسع الأوعية الدموية وانقباض
العضلات اللاإرادية وتجعل الجلد المتأثر أحمر متورم مع حكة. وأجسام الحساسية المضادة (IgE) توجد في أنسجة الجسم المختلفة كالجلد والجهاز الهضمي والرئتين حيث تحدث ردة فعل الحساسية في تلك الأعضاء مثل الارتكاريا والقيء والإسهال والأزيز.
ليس كل ردة فعل ضد الأطعمة حساسية فبعض ردة الأفعال لحليب الأبقار مثلاً ناتج عن نقص خميرة (أنزيم) سكر الحليب والذي عادة يهضم هذا السكر(لاكتوز). وعندما يشرب الأشخاص الذين ينقصهم هذا الأنزيم حليب الأبقار أو يتناولون مشتقات الألبان، لربما يشعرون بمغص وغازات وإسهال. وهذه الحالة كثيراً ما يظن البعض أنها حساسية للحليب.
لماذا يعاني بعض الأشخاص من حساسية الأطعمة دون غيرهم؟
يبدو أن عامل الوراثة هو الأساس بأن للبعض يعاني من الحساسية والبعض الآخر لا يعاني. فإذا كان أبواك (الأم الأب) يعانيان من الحساسية فإن احتمال إصابتك بالحساسية هو 75% تقريباً. أما إذا كان أحد الأبوين يعاني من الحساسية وشخص آخر قريب لك يعاني منها فإن احتمال إصابتك بالحساسية يكون 30-40%. أما إذا كان الأبوان لا يعانيان من الحساسية فإن احتمال إصابتك بالحساسية هو 10-15%.
ومع أن حساسية الأطعمة تحدث بشكل رئيسي في الأطفال إلا أنها يمكن أن تصيب أي شخص وفي أي سن، ويمكن أن يسببها أي طعام حتى ولو كان الشخص يأكل ذلك الطعام سنوات عديدة قبل حدوث الحساسية. وأخيراً فإن كثرة تناول طعام بعينه تجعل احتمال حدوث الحساسية من ذلك الطعام أكثر. وأصدق مثال على ذلك هو أن حساسية الأسماك شائعة أكثر بين الاسكندنافيين وحساسية الرز أكثر شيوعاً بين اليابانيين وذلك لكثرة تناول الأسماك في اسكندنافيا والرز في اليابان.
ما هي الأطعمة الأكثر تسبباً في الحساسية؟
إن أي طعام يمكن أن يسبب الحساسية ولكن أهمها هي: البيض، وحليب الأبقار والفول السوداني( اللوز) وفول الصويا والقمح والمكسرات والأسماك والقشريات( الروبيان، السرطان وأم الروبيان والمحار).
عليك أن تتذكر أن تحسسك لطعام ما يمكن أن يجعلك تتحسس لطعام آخر من نفس العائلة. فمثلاً إذا كان شخص ما يتحسس من الروبيان فيمكن أن يتحسس أيضاً من أم الروبيان والسرطان ( قبقب) لإنها من عائلة القشريات وكذلك أيضاً فإن الذي يتحسس من الفول السوداني يمكن أن يتحسس إذا أكل البازيلا أو الفاصوليا أو الحمص لإنها من نفس عائلة البقوليات. وقد بينت الأبحاث السريرية على الذين يعانون من حساسية الأطعمة أن الغالبية العظمى يكون لديهم حساسية لطعام واحد أو اثنين مختلفين فقط. وعليه لا ينصح بالامتناع عن جميع أنواع الأطعمة من نفس العائلة إذا كنت تعاني من الحساسية لأحد أفرادها.
كيف يستطيع أخصائي الحساسية تحديد الطعام الذي يسبب حساسيتي؟
بعض الناس يعرف الطعام المسبب دون استشارة طبيب الحساسية والبعض الآخر لا يستطيع وخاصة عندما تحدث الأعراض بعد بضع ساعات من تناول الطعام المشكوك فيه.وأخصائي الحساسية يبدأ غالباً بأخذ سيرة مرضية مفصلة للحالة وبشكل خاص فإنه سيسألك عن الأعراض التي تتبع تناول الطعام والمدة التي تظهر بعدها أعراض الحساسية بعد تناول الطعام، وكمية الطعام التي تناولتها، وعدد المرات التي تتكرر فيها الحساسية والأدوية التي أخذتها لعلاج الحساسية. كذلك سوف تسأل عن البيئة التي تعيش فيها وعن وجود حساسية في الأقارب الخ…
إن هذه الأسئلة وغيرها ضرورية لإن أخصائي الحساسية يريد أن يستثني احتمالات مشاكل الحساسية الأخرى غير الأطعمة مثل حساسية لقاح النباتات والتي قد يكون لها علاقة بالأطعمة. فمثلاً الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللقاح يشكون من حكة في الفم والحلق بعد أكل الشمام والبطيخ والهيندو.
ما هو اختبار الحساسية ؟
ربما يجري طبيب الحساسية والمناعة بعض اختبارات الحساسية حتى يعرف الطعام المسبب لحساسيتك. واختبار الحساسية يمكن أن يكون بإحدى الطرق التالي:
أ- وخز الجلد(الذراعين أو الظهر) وذلك بوضع نقطة من مصل مستخلص الأطعمة المختلفة ثم توخز خلال النقطة بإبرة صغيرة بلاستيكية، وهي قليلة الإيلام. وخلال 15-20 دقيقة تبين الحساسية على شكل احمرار وتورم يشبه لدغة البعوض، وهذه تدل على أن هناك أجسام حساسية في جلدك ضد ذلك الطعام.
ب- فحص الدم بطريقة "راست RAST". وهي سهلة وتتم بأخذ عينة دم ووضعها في جهاز خاص (UNICAP 100) وبهذه الطريقة يمكن إجراء الفحص ضد أعداد كثيرة من الأطعمة. ولكن هذه الطريقة مكلفة أكثر من فحص الجلد.
وكثيراً ما يستعمل هذا الفحص في الذين يعانون من حساسية الجلد أو الأطفال الصغار أو ممن تناول أدوية تمنع إجراء الاختبار على الجلد وأحياناً بسبب عدم رغبة المريض في عدم تحمل الوخز على الجد.
ج- أخذ عينة من الطعام المشتبه فيه كالطماطم أو المانجو ووخزها بالإبرة ثم وخز الجلد بعد ذلك.وعلى أي حال إذا تبين أن الاختبار إيجابي لطعام ما فلابد من التأكد من علاقة ذلك الطعام بأسباب الحساسية وذلك بالإمتناع عن الطعام ثم معاودة تناوله ومراقبة الأعراض.
إستعمال أغذية خاصة لتحديد الحساسية بدقة.
بعد النتائج المستخلصة من مقابلة أخصائي الحساسية معك وخلاصة الفحوصات فإن الطبيب يحاول تحديد الطعام المسبب بدقة وذلك بوضعك على نظام غذائي خاص. فإذا كانت أعراض الحساسية تحدث في فترات متباعدة فقد يكون السبب طعام تتناوله في المناسبات. وفي هذه الحالة سيطلب منك الطبيب بتسجيل مفكرة غذائية يسجل فيها الأطعمة والأدوية التي تتناولها وعلاقتها بحدوث أعراض الحساسية. وبمراجعة المفكرة ومقارنة الأيام الجيدة مع الأيام التي تعاني فيها من الحساسية فإن طبيبك بالتعاون معك يستطيع تحديد المسبب.
وإذا كان سبب الحساسية محدد في نوع أو نوعين من الطعام فلربما يصبح من الضروري أن تحجب عن ذلك الطعام. وفي هذه الحالة يجب الامتناع عن الطعام بكل أشكاله وبشكل تام لمدة اسبوعين. وإذا تحسنت أعراض الحساسية أثناء الحجبة وعادت بعد تناول الطعام فإن احتمال معرفة الطعام المسبب لحساسيتك تزداد.
وإذا تبين بالفحص أن هناك أكثر من طعام واحد يمكن أن يسبب الحساسية أو كان تشخيص المسبب غير مؤكد فإن الطبيب المختص قد يلجأ لتأكيد الحساسية لكل طعام وذلك بعمل اختبار التحدي، أي أن تعطي كل طعام على حدة كل 3 أيام ومراقبة حدوث الأعراض. فمن المعروف أن فحص حساسية الجلد أو الدم لا يعني بالضرورة أن ذلك الطعام مهم في حدوث الأعراض. وعليه فإن فحص التحدي بإعطاء الطعام عن طريق الفم ومراقبة الأعراض هو أفضل طريقة لتأكيد حساسية الطعام. وفي اختبار التحدي، يعطي الشخص كميات بسيطة من الطعام تزداد تدريجياً خلال فترة معينة تحت إشراف الطبيب (هذا الفحص يجب ألا يجري إلا من قبل طبيب الحساسية المختص).
ما هي الخطوة التالية بعد معرفة الطعام المسبب للحساسية؟
عندما يتأكد لنا سبب الحساسية فإن ذلك الطعام يجب عدم تناوله بأي شكل من الأشكال. وعلى المريض أن يكون حريصاً في قراءة مكونات الأطعمة المعلبة ومحتوياتها. وفي هذا المجال يمكن مساعدة المريض بإعطائه تعليمات مكتوبة وبمساعدة أخصائي تغذية وبعض الكتب.
ما العمل إذا أكلت الطعام بطريقة الخطأ؟
يجب أن يكون لدى المريض خطة طوارئ واضحة لمعالجة المشكلة في حال تناول الطعام المسبب بطريق الخطأ. يجب أن تحتفظ بقائمة الأطعمة التي تتحسس منها مع تعليمات الطبيب ووضعها في مكان بارز في المطبخ. مضادات الهستامين ( الحساسية) يمكن أن تكون مفيدة جداً في علاج أعراض الحساسية الأولى. أما إذا كانت الحساسية شديدة، كحدوث صدمة تحسسيه مثلاً بعد تناول الطعام، فيجب الاحتفاظ بإبرة أدرينالين (Epinephrine) والتي توجد بشكل عبوة سهلة الحقن (Epi-Pen) . ويجب أخذها فوراً ثم مراجعة الطبيب للمتابعة. وينصح في الحالات الشديدة لبس سوار مكتوب عليها اسم الطعام المسبب للحساسية
هل يمكن الشفاء من حساسية الأطعمة؟
في بعض الحالات، وخاصة في الأطفال، يبدو أن الامتناع التام عن الطعام المسبب للحساسية لفترة طويلة يؤدي إلى اختفاء أو ضعف الحساسية. فعلى سيبل المثال، فإن الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من حساسية البيض وحليب الأبقار وفول الصويا، يمكن أن يأكلوا هذا الأطعمة في نهاية الأمر. أما حساسية الفول السوداني والمكسرات والأسماك القشرية فإنها غالباً تبقى مدى الحياة، مع العلم أن الدراسات الحديثة بينت أن حوالي 30% يفقدون تحسسهم للفول السوداني بعد 4-5 سنوات من الامتناع عن تناوله. وبشكل عام فإن حوالي 30% من الأطفال والبالغين يصبحون غير حساسية لتلك الأطعمة التي امتنعوا عن تناولها بشكل تام بعد فترة من الزمن.
وعادة ما يوصي الطبيب بالامتناع عن الطعام المسبب للحساسية لمدة 6 شهور، وبعدها يمكن محاولة تناول الطعام تحت إشراف الأخصائي. فإذا تناولت الطعام دون حدوث أعراض حساسية فيمكن الاطمئنان بعدم تكرار الحساسية. أما إذا حدثت أعراض الحساسية بعد 6 شهور فيجب الاستمرار في الحجبة عن الطعام المسبب. أما في حالة الحساسية الشديدة مثل الصدمة التحسسية (Anaphylaxis) فيجب عدم تجربة أخذ الطعام ثانية، لان ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الحياة.
.....................................
الموضوع كاملا كتبهالدكتور: حرب الهرفي
رئيس قسم الحساسية والربو والمناعة (سابقاً)
إستشارى الحساسية والربو والمناعة
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
مدير المركز الوطنى للحساسية والربو والمناعة
الصفحة الأخيرة
الملاحظ في مختلف بلدان العالم ان الحساسية بمظاهرها المختلفة، سواء كانت حساسية الأنف أو القصبات الهوائية أو حساسية الأطعمة في الأطفال والكبار ومظاهر الحساسية الأخرى ، هي في ازدياد مستمر وعلى الأخص في المجتمعات المتحضرة وسكان المدن الكبرى ، وتقل أو تكاد تنعدم في المجتمعات الريفية والبدائية التي تنعدم فيها وسائل النظافة والقواعد الصحية مثل الصرف الصحي والمياه النقية وغيرها. هذه الملاحظات أدت إلى البحث عن الأسباب وتأثير البيئة وأسلوب المعيشة في البيئات المختلفة وأثر النظافة في ذلك. والفارق البين بين المجتمعات المتحضرة وسكان المدن الكبرى وبين سكان الأرياف هو وجود عناية صحية ونظافة ومياه نقية وقلة التعرض للجراثيم والديدان المسببة للالتهابات وكذلك صغر حجم العائلة بين الأسر المختصرة ، وعلى العكس من ذلك فإن سكان الأرياف والمجتمعات البدائية يكون حجم الأسرة كبيراً والبيت مزدحماً وتنقصهم النظافة وعدم توفر مياه نقية أو صرف صحي وبالتالي فإن أطفالهم يتعرضون لمختلف الجراثيم البيئية في السنوات الأولى من أعمارهم وهنا بدأت نظرية النظافة والتي قد تفسر ولو جزئياً ازدياد العدد الكبير من الأطفال الذي يعيشون في بيئة مزدحمة داخل المنزل وتنقصها عوامل النظافة الأساسية.
وتعزيزاً لهذه النظرية فقد أجريت دراسة حديثة تقارن بين مجموعتين من الأطفال ولدوا لأسر ذات استعداد للإصابة بالحساسية بسبب عوامل الوراثة. ففي المجوعة الأولى أعطيت الأمهات الحوامل بكتيريا غير ضارة قبل الولادة بأسابيع ثم أعطيت البكتريا للأطفال بعد ولادتهم لمدة ستة أشهر والمجوعة الأخرى لم تعط البكتريا ، وتمت متابعة المجوعتين لمدة عامين ومراقبة حدوث الحساسية في المجموعتين. وقد تبين أن المجموعة التي تناولت البكتريا كانت نسبة حدوث الحساسية مثل الأكزيما وحساسية الأطعمة والأنف والربو أقل بكثير من المجموعة التي لم تأخذ البكتريا. وهناك دراسة أخرى أجريت على مجموعتين من الفئران الصغار مجموعة أعطيت مضادات حيوية (انتيبيوتك) لقتل بكتريا الأمعاء ومجموعة أخرى لم تعط المضادات الحيوية، ثم تعرضت المجموعتان لمسببات الحساسية في البيئة حيث أعطيت بياض البيض ونتج عن ذلك أن الفئران التي أعطيت المضادات الحيوية تكون لديها أجسام الحساسية وظهرت عليها أعراض الحساسية أكثر من التي لم تُعط المضادات الحيوية.
ماذا تعني هذه الدراسات لنا؟
لعل هذه الدراسات تعطي تفسيراً معقولاً لأسباب ازدياد أمراض الحساسية في العقود الأخيرة، فمن هذه الأسباب هو النظافة الزائدة في بداية حياتنا وعدم تعرضنا لأنواع الجراثيم التي تساعد الجسم على بناء مناعته ضد الأمراض خاصة الحساسية. وأن قتل البكتريا المفيدة في الجهاز الهضمي بالاستعمال المتكرر أو الزائد للمضادات الحيوية لأتفه الأسباب في السنوات الأولى من حياة الأطفال هي من الأسباب التي تزيد من الإصابة بالحساسية وخاصة في الأسر ذات الاستعداد الفطري أو الوراثي للإصابة بالحساسية. أضف إلى ذلك التلوث البيئي والسموم في جو المدن الكبرى هذا وقد أكدت هذه النظرية من ملاحظاتي العديدة على المرضى الذين يراجعونني ، فمعظم حالات الحساسية والربو هي بين من يهتمون بالنظافة أكثر من اللزوم وبين الأطفال الذين يتناولون المضادات الحيوية بكثرة كلما أصيبو بالزكام أو ارتفاع بسيط في الحرارة دون مبررات. ونصيحتي هي أن ندع أطفالنا يلعبون ويتسخون وإذا أصابهم زكام أو ارتفاع بسيط في الحرارة بسبب عدوى جرثومية ألا نسارع بإعطائهم المضادات الحيوية، إلا إذا كان هناك سبب وجيه وتشخيص مؤكد يستحق أخذ المضادات الحيوية