نظرة غلا @nthr_ghla
محررة برونزية
كيف يتخلص الإنسان من ذنوب الخلَوات؟
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
أما كيف يتخلص الإنسان من ذنوب الخلوات ،
فيكون ذلك بـ :
1- الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء , والتضرع إليه ، أن يصرف عنه الذنوب والمعاصي ،
قال تعالى :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/ 186 .
2- مجاهدة النفس ، ودفع وسوستها ، ومحاولة تزكيتها بطاعة الله ،
قال تعالى :
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا .
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس/7 – 10 ،
وقال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت/69 .
3- تأمل الوعيد الشديد الوارد في حديث ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :
(لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ
بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا) قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ
لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ :
(أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ
إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا)
رواه ابن ماجه (4245) ، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" ،
وخشية انطباقه على فاعل تلك الذنوب في خلواته .
4- استشعار مراقبة الله تعالى ، وأنه رقيب ، ومطلع على المسلم
في كل حال .
قال ابن كثير رحمه الله :
وقد ذُكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان ينشد هذين البيتين ، إما له ،
أو لغيره :
إذَا مَا خَلَوتَ الدهْرَ يَومًا فَلا تَقُل ... خَلَوتُ وَلكن قُل عَليّ رَقيب
وَلا تَحْسَبَن الله يَغْفُل ساعةً ... وَلا أن مَا يَخْفى عَلَيْه يَغيب
"تفسير ابن كثير" ( 6 / 219 ) .
5- أن يتخيل المسلم من يجلهم ، ويحترمهم ، ينظرون إليه وهو يفعل
ذلك الذنب !
ويستشعر استحياءه من الله أكثر من استحيائه من الخلق , وفي الحديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(واستحي من الله استحياءك رجلاً مِنْ أهلكَ)
صححه الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (3559) ، وعزاه للبزار ،
والمروزي في "الإيمان" .
6- تذكر الموت لو أنه جاءه وهو في حال فعل المعصية ، وارتكاب الذنب , فكيف يقابل ربه وهو في تلك الحال ؟! .
7- تذكر ما أعده الله لعباده الصالحين من جنة عرضها السموات والأرض , والتفكر في عذاب الله تعالى ،
قال تعالى :
(أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فصلت/40 .
أما حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ : سَأَلْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ :
(الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ
النَّاسُ) : فقد رواه مسلم (2553) ،
وهو ميزان يدل على معرفة الذنب ، والمعصية ، عند الاشتباه في أمرهما .
قال النووي رحمه الله في شرح الحديث :
وَمَعنَى (حَاكَ فِي صَدْرك) أَي : تَحَرَّكَ فِيه ، وَتَرَدَّدَ ، وَلَمْ يَنشَرح لَهُ الصَّدر
، وَحَصَل في القَلب مِنه الشَّكّ ، وَخَوْف كَونه ذَنبًا .
"شرح مسلم" (16/111) .
وقال ابن رجب رحمه الله :
إشارةٌ إلى أنَّ الإثم : ما أثَّر في الصدر حرجاً ، وضيقاً ، وقلقاً ، واضطراباً ،
فلم ينشرح له الصَّدرُ ، ومع هذا : فهو عندَ النَّاسِ مستنكرٌ ، بحيث
ينكرونه عند اطلاعهم عليه ، وهذا أعلى مراتب معرفة الإثم عندَ
الاشتباه .
"جامع العلوم والحكَم" (ص 254) .
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :
"وهذه الجملة (الْإِثْمُ مَا حَاك فِي صَدْرك) إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً
، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً ، ويكره أن يطلع عليه الناس .
أمـــــــا
المتمردون الخارجون عن طاعة الله
الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ـ بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم ،
فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد ، بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً
نقياً ، فإنه إذا هم بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قِبَلِ الشرع تجده متردداً يكره
أن يطلع الناس عليه ، وهذا ضابط وليس بقاعدة ، أي علامة على الإثم
في قلب المؤمن"
انتهى .
شرح الأربعين النووية" (ص294) .
وعلى هذا ،
فليس في الحديث إقرار العبد على فعل المعصية في الخلوة ، وإنما هذا
الميزان الدقيق لما يشتبه أمره على المسلم بالقلب هل هو معصية أم لا؟
فإن كان يستحي من فعله أمام الناس فهو معصية ،
وإن كان لا يستحي منه فهو جائز ولا حرج فيه .
ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم من الذنوب والمعاصي ،
وأن يعيننا على أنفسنا .
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
**
اسال الله عز وجل مغفرة كاملة شاملة يمن الله علي بها وع
جميع المسلمين والمسلمات
اللهم اعفو واغفر لعبدة صعيفة تشهدك ع حاجتها لمغفرتك
واللجوء اليك
اجمل التحايا
29
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تقوى ودمعه
•
جزاك الله الفروس الاعلى من الجنه انتى ومن تحبين اشكرك غاليتي على هذا الموضوع الرئع واللميز
الصفحة الأخيرة