السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآية الكريمة التي ذكرها السائل هي قوله تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) آل عمران/112 .
وأما معناها : فقد قال ابن كثير رحمه الله :
أي : ألزمهم الله الذلة ، والصَّغَار ، أينما كانوا ، فلا يأمنون (إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ)
أي : بذمَّة من الله ، وهو عَقْد الذمة لهم ، وضَرْب الجزية عليهم ، وإلزامهم
أحكام الملة ، (وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) أي : أمانٌ منهم ، ولهم ... .
وقوله : (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) أي : أُلزموا ، فالتزَمُوا بغضب من الله ، وهم يستحقونه .
( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) أي : أُلزِموها قَدراً ، وشَرْعاً ، ولهذا قال :
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ)
أي : وإنما حملهم على ذلك : الكبْر ، والبَغْي ، وَالْحسَد ، فأعْقَبَهم ذلك : الذِّلة ، والصَّغَار ، والمسكنة ، أبداً ، متصلا بذلة الآخرة ، ثم قال تعالى : (ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)
أي : إنما حَمَلهم على الكفر بآيات الله ، وقَتْل رُسُل الله ، وقُيِّضوا لذلك : أنّهم كانوا يُكثرون العصيان لأوامر الله عز وجل ، والغشيان لمعاصي الله ، والاعتداء في شرع الله ، فَعِياذًا بالله من ذلك ، والله المستعان .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 104 ) .
رنو الليبية @rno_allyby
محررة
كيف يتطابق قوله تعالى عن اليهود : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهم الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ)
14
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تقوى ودمعه
•
جزاكى الله الجنه
الصفحة الأخيرة