إشراق 55
إشراق 55
التربية > التربية الإسلامية للأبناء > كيف يربي المسلم ولده > مرحلة الشباب
التربية الاجتماعية

أستاذنا علي الطنطاوي ومأدبة العشاء

كان الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي مدعوا إلى مأدبة وكانت السكين موضوعه على يمين الآكل والشوكة على يسار الآكل ، اتباعاً لنهج الطعام الغربي ولما كان بيسراه والشوكة بيمناه فانحنى صاحب الدعوة على أذنيه هامساً بأن الشوكة باليسار والسكين باليمين وأجابه الأستاذ الطنطاوي بأن هناك قولاً عن الأمريكان يبيح ذلك فراح الرجل يعتذر لأنه لم يكن يعلم أن هناك مثل هذا القول !!

وقد عقب الطنطاوي بعد أن روي هذه الحادثة قائلاً :

أنظر السخف !! لو قلنا لهم : إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أمرنا أن نأكل باليد اليمنى لأن الشيطان يأكل بيساره لناقشونا ولكن القول : أن الأمريكان يبيحون ذلك يجعلهم يعمدون الى الاعتذار فإلى أي حدّ سيطر الغربيون على نفوس أمثال هؤلاء ؟!

أعرف ابنك في هذا السن

أن مرحلة التربية هنا تقوم على إسداء النصح والتوجيه أكثر من قيامها على التربية والتوجيه المباشر فالابن في المرحلة أصبح أخاً ولم يعد ابناً فأنت لا تستطيع أن تعامله المعاملة نفسها التي كنت تعامله إياها يوم أن كان طفلاً أو يافعاً . ولا ريب أن الأب سيكون سعيداً جداً .. كما أن الأم ستكون سعيدة جداً حين يرى كل واحد منهما ولده شاباً أو شابة إلى جانبه وما أظن أنه ستكون سعادة تحاكي هذه السعادة .

ولا يخفى أن الإنسان بشر يخطئ ويصيب وأبناؤنا ذكوراً وإناث معرضون في هذه الفترة للخطأ كما هي الحال في جميع سنوات العمر ويبدو الأمر خاطئاً إذا ما عمد الأب أو الأم إلى تقريع الابن أو تأنيبه أمام الآخرين أو القسوة عليه في الكلام أما إذا وصل الخطأ إلى مرحلة الضرب فإن الأمر سيكون أشد تعقيداً وستصبح العلاقات بين الأبوين والأولاد علاقة قلقة مضطربة لا يمكن أن تعطي ثماراً ناضجة يجنيها الآباء أو الأبناء .

إن أفضل سلوك يمكن أن يتبعه الأبوان في هذه الفترة إذا ما أخطأ أحد الأبناء : أن يصبر الأبوان على الأمر حتى يتمكن الأب أو الأم من التفرد بالولد حيث ينبهه على الخطأ أو يناقشه فيما صدر عنه من سلوكيات قائمة على الغلط .

بالطبع فإن قناعة الأبناء التي تحصل من النقاش يمكن أن تغرس في النفوس وتصبح أموراً ثابتة ومانعة من الوقوع في الخطأ مرة أخرى .

وفي سبيل زيادة الصلة والارتباط والتقارب بين الأبوين والأولاد في هذه المرحلة يحسن أن يدفع الآباء أولادهم إلى المشاركة في الحياة الأسرية العامة كأن يطلب الأب من ولده أن يلاحظ دراسة أخيه الذي يصغره وأن يوجهه فيها وأن يذهب إلى مدرسته مستفسراً وأن يأخذه معه الى الملعب أو الى النزهة أو المسبح الخ ويمكن أن تلعب الأخت الكبيرة الدور نفسه مع أخواتها الصغار .

وكذلك على الوالدين أن يشاركوا أبنائهم في الشؤون العائلية في قضايا الزواج والطلاق والبيع والشراء والطعام واللباس وكذلك يمكن أن نترك الفرصة لهم ليختاروا ملابسهم بأنفسهم ويشتروا هذه الملابس ولكن يجب أن يبقى ذلك تحت الرعاية والمراقبة ولا سيما ( الموضات ) وقد سيطرت على ملابس المسلمات ويكون من الخطر الكبير إلا تلاحظ هذه الملابس فإن كثيراً منها يخرج عن روح الإسلام وأدبه من قصر أو إبراز لمفاتن الجسد أو كشف للعورات أو كونه شهرة تعرف المرأة به .

وإذا ما ظهر أن الشاب قد وقع في فخ الملابس الغربية فإنه يحسن بالأب أن يستغل ذلك ليناقش وإياه التشبه بالغربيين وقيمة هذا التشبه وأثره في النفس المسلمة ودوره في القضاء على الشخصية الإسلامية التي حرص الإسلام على بنائها سليمة كاملة بعيدة عن الاضطراب والضعف .

ومن الملاحظ أن الشباب في هذه الفترة إذا ما رسخت القناعات في أنفسهم بسخف المقتبسات الغربية التي لا فائدة منه فإن ذلك يرسي قاعدة أساسية في نفس الشاب تجعله يستخف بالغرب وحياته وهذه فائدة عظيمة لا مثيل لها في سجل التربية للشخصية الإسلامية اليوم فإن من أشد ما نعاني في نفوس أبناء حيلنا ذلك الاستعمار النفسي والفكري والاجتماعي الذي سيطر على أتباعه من مواطنينا حيث نرى الأمة تسير بلا وعي ولا هدف وراء ما يصنعه الغرب مغلقة عينيها وصامة أذنيها عن كل عيب أو ضرر ينشأ عن هذا الاستعمار ولقد طبعت نفوسنا بعادات الغربيين بشكل خطير فأصبح المس بهذه العادات أمراً مقبولاً دون مناقشة ولو كان فيه الضرر أو الهلاك وأصبحنا نترك عاداتنا الإسلامية دون أن نكلف أنفسنا عناء المقارنة بين هذه العادات وما نكسب من عادات .

علاقات اجتماعية جديرة بالاهتمام

أن اصطحاب الآباء والأمهات أولادهم معهم له فائدة جليلة وهي قطع هؤلاء الأبناء عن رفاق ورفيقات السوء فلا تكون فرصة لهؤلاء الرفاق أن يحتكوا بالأبناء لأن هؤلاء غائبون عن عيونهم وهم تحت عيوننا وبصرنا وليس شئ يدعوا إلى الارتياح من أن يكون الأب على طمأنينة تجاه ولده أو بنته .
أن السن التي بلغها أبناؤنا ذكوراً أو إناثاً في هذه الفترة أصبحت مؤهلة لهم لتأسيس أسر منفردة وكم من شاب تزوج في هذه السن وتفرد ببيت خاص به وكم من فتاة زفت إلى عريسها في مثل هذه السن وأصبحت مهيأة لتلقي أبناء المستقبل وحسن رعايتهم .
ولا يخفى أن الأبناء سيكونون أكثر قدرة في التعامل مع أولادهم إذا مروا بما يشبه الدورة التدريبية في بيوت أهاليهم وفي سبيل تحقيق ذلك فإنه على الأبوين أن يأمرا أولادهم الصغار أن يطيعوا أخوتهم الكبار وأن يستمعوا لكلامهم ويلبوا حاجاتهم وطلباتهم كما أنه يوجه الأبناء الكبار كي يكونوا آباء وأمهات لأخواتهم الصغار فيظهرون لهم صنوف الرعاية والعناية والحنان والعطف ويبذلون لهم بعض المال ويقدمون لهم بعض الهدايا ويوجهونهم في سلوكهم في البيت أو خارجه ويساعدونهم في دراستهم ويحاولون إصلاح ما يفسد من علاقة بينهم وبين أخوتهم المقاربين في السن .

وبمعنى أدق : إن الابن أو البنت في هذه السن يجب أن يمثلا دور أحد الأبوين أو كليهما ويتم هذا الأمر بمراقبة الوالدين وإشرافهما ومتابعتهما .

وفق الله الجميع للخير وأقام صلاح المجتمع الإسلامي السليم هو نعم المولى ونعم النصير.

مرحلة الشباب : التربية التعليمية ، التربية الاجتماعية
أقسام الموضوع : مرحلة ما قبل الوجود ، مرحلة الطفولة ، مرحلة اليفاعة ، مرحلة المراهقة ، مرحلة الشباب
مجتمع الدرة | التربية |
أخواتي الحبيبات وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه .
تحية طيبة .
atheer
atheer
الله رااائعة اشراق فعلا جزاك الله الف خير وباااااارك الله فيك وفي وقتك وجهدك وفي ابناءك .. وجعل ثوابك الجنة ..
إشراق 55
إشراق 55
جزاك الله خيراً اختي الغالية atheer وأشكرك على الدعاء ووأكرمك الله بالخير في الدنيا والآخرة ووفقك في حياتك .
بحور 217
بحور 217
الصراحة لم أقرأ كل شيء بعد ..

ولكن لا بد من كلمة عرفان لهذا المجهود الكبير الذي تبذلينه يا إشراق ..

جزاك الله كل خير .
**بنت ابوها**
**بنت ابوها**
راااائع يااخت اشراق والله يجزاكي الف الف الف خيييير
وربي يجعله في ميزان حسناتك ان شاءالله