كيف يقول الانسان الاذكار ويصيب بالعين والسحر ووالحسد

ملتقى الإيمان

السؤال: معروف أن الأذكار تحفظ الإنسان، لكن يقال: أن الإنسان إذا قالها وكان مُقدَّر له أن يصيبه شيء من عين أو سحر أنه يصيبه منه بقدر معين ولا يسلم منه سلامة كاملة.. فهل هذا صحيح ؟ أم أن الإنسان إذا قال الأذكار حفظه الله من كل أذى من عين أو سحر ولو كان خفيفًا؟ وكيف يُفسر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصابه السحر مع محافظته على ذكر الله؟

الاجابـــة

على الإنسان الحرص على الإتيان بالأوراد والأذكار في الصباح والمساء وعند النوم وتكون سببًا في حفظه بإذن الله من إصابة عين أو سحر أو مس أو مرض أو تسليط شيء من الدواب أو السباع أو الناس، وإذا قدَّر الله شيئًا فإنه يحصل غفلة من ذلك الإنسان عن تلك الأوراد فتكون الإصابة مُترتبة على نسيانه لتلك الأدعية، ذكر بعض السلف أنه كان محافظًا على قوله في كل مكان أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، يقول فلم يُصبني شيء، وفي ليلة لدغتني عقرب فتذكرت أني نسيت ذلك الدُعاء، وأما أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه السحر مع مُحافظته على ذكر الله، فلم يُصبه في عقله ولا في تشريعه ولا في عباداته ولا في أذكاره ولا في صلاته ولم يتفطن له أحد من الناس، وإنما كان عملٌ حال بينه وبين الإتيان لأهله، كان يُخيَّل إليه أنه يأتي النساء وما يأتيهن، وهذا مما قد يُصيب الإنسان ولو كان يتعوَّذ أو يُحافظ على الأذكار إذا قدَّره الله؛ لقوله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ والله أعلم.
المصدر/موقع سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله
.............................
من دروس الشيخ عبد الله الخليفة التحصين الشامل ل 24 ساعة ومن ضمن هذا التحصين نجد أذكار الصباح و المساء. فما تعريفها و ما فضائلها و كيف نستفيد منها؟

تعريف أذكار الصباح والمساء:
ذكر الشيخ بن عثيمين أن أذكار الصباح و المساء
هي جملة من الأدعية والتعوذات.

فضل أذكار الصباح والمساء:
إن أذكار الصباح والمساء : تحوي من الخير العميم ، والنفع العظيم ، والبركة لقائلها ، ما لا يمكن أن يحيط بها إنسان أو يعبر عنها لسان ، ومن ذلك : أنها
قوت للقلوب والأرواح ، وتورث في القلب السكينة والطمأنينة والراحة والسرور.
من أسباب الحفظ والأمن والسلامة من الشرور الدنيا والآخرة
من أسباب فتح باب الخير والبركات
من أسباب تحصيل الأجور العظيمة من الله سبحانه
تقويه لصلة العبد بربه ، واعتراف بنعمه المتوالية وشكر له على تفضله وإحسانه
تشعر العبد بأنه مفتقر إلى ربه ، ومحتاج إليه ، لا يستغني عنه طرفة عين
أعظم سلاح لدفع الشر قبل وقوعه ، و بعد وقوعه ، قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الدعاء ينفع مما نزل ، ومما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء ) رواه حاكم.

سأتوقف بكم عند الفضل الأخير لأذكار الصباح و المساء و لننظر معا في ما قاله ابن القيم في هذا الخصوص. قال رحمه الله :
الأدعيه والتعوذات كالسلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو ، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ،فالتعوذات والأذكار : إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب التعوذ وقوته وضعفه 0 [زاد المعاد 4 / 182 ، الجواب الكافي ص 22

والسؤال الذي يطرح نفسه :
كيف يكون سلاح المؤمن تاما؟
لماذا يتجدد السحر للانسان برغم محافظته على اذكار الصباح والمساء؟
تمعنوا معي في الجواب الذي سأسوقه اليكم في الفقرة الموالية.


أهمية حضور القلب والتفكير في معنى الأذكار :
يقول القائل أنا لا اترك الورد أبداَ لكني في أحيان كثيرة أقرأ الأذكار ولكن بقلب لاهي، لا أتدبر الأذكار،أقرأها ولا أستشعر معانيها.
لكني أرد عليه وأقول معلوم أنَّ العارض الشيطاني في دفعه ورفعه ، لابُدَّ له ما يقابله من أنفاس رحمانية ، وأدية إلاهيَّة ربانية حتى يتغلَّب المريض الروحي على المرض ، وكلَّما قَوِي الذِّكر ، كلَّما زاحم المرض ، وكلما اشتد عليه الذكر انزعج وخنس وانطرد.
لن أكتفي بهذا الكلام بل سأزيد عليه من فيض علمائنا الأجلاّء وأنقل بعض ما قالوه في هذا الباب. يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله : أنّ أذكار الصباح والمساء أشد من سور يأجوج ومأجوج في التحصن لمن قالها بحضور قلب

ركزوا معي على كلمة بحضور قلب:
فالذين يقولون نحن نقولها ومع ذلك نصاب عليهم ان يعلموا ان الله لايقبل الدعاء من قلب لاه غافل فاذا اردت ان تنتفع بها فعليك بحضور القلب وفهم معانيها والرجوع الى كلام اهل العلم فى ذلك وتفريغ القلب من الشواغل خلال اداءها وسيرى المسلم باذن الله اثرها عليه.


إذن إذا تواطأ عليها القلب واللسان ، وقالها صاحبها بصدق ويقين وحضور قلب وحسن ظن بالله سبحانه ، وتفكير في معانيها العظيمه ، ومقاصدها الجليله فإنها تنفع قائلها ، وتحفظه ، وتدفع عنه الشرور ، حتى قال بعض أهل العلم : إنها تحمي البيوت من الحر والبرد.

أنهي كلامي بنقل ما قاله ابن القيم في هذا الصدد : أفضل الذكر وأنفعه : ما واطأ فيه القلب واللسان ، وكان من الأذكار النبوية ،وشهد الذاكر معانيه ومقاصده (الفوائد ص 272).

اذن كلما حضر القلب كان أقوى في التحصين ؛
لِقوّة اعتماد القلب على الله حال حضوره وحال التأمّل في الأذكار .

هذا والله تعالى أعلم

""""""""""""""
هل الذي يقرأ الأذكار يعصم من العين تماما أم أنه قد يصاب بها لكن بشكل مخفف ...

وأحسن الله إليكم وشكر جهودكم ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الذي يَظهر أنه قد يُصاب بالعين ، لكنها لا تضرّه مثل ما تضرّ مَن لم يُحافِظ على الأذكار .
ويدلّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام في الرجل الذي لدغته العقرب : أَمَا لَوْ قُلْتَ ، حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرّكَ . رواه مسلم .
فلم يَقُل : لا تقربك ، أو : لا تلدغك ، وإنما قال : ، لَمْ تَضُرّكَ .
فَدَل على أنها قد تُصيبه ، وإن قال أذكاره ، إلاّ أنها لا تضرّه كما تضرّ مَن لم يَقُل أذكاره .

قال ابن القيم رحمه الله : وَاعْلَمْ أَنَّ الأَدْوِيَةَ الطَّبِيعِيَّةَ الإِلَهِيَّةَ تَنْفَعُ مِنَ الدَّاءِ بَعْدَ حُصُولِهِ ، وَتَمْنَعُ مِنْ وُقُوعِهِ ، وَإِنْ وَقَعَ لَمْ يَقَعْ وُقُوعًا مُضِرًّا ، وَإِنْ كَانَ مُؤْذِيًا ، وَالأَدْوِيَةُ الطَّبِيعِيَّةُ إِنَّمَا تَنْفَعُ بَعْدَ حُصُولِ الدَّاءِ ، فَالتَّعَوُّذَاتُ وَالأَذْكَارُ إِمَّا أَنْ تَمْنَعَ وُقُوعَ هَذِهِ الأَسْبَابِ ، وَإِمَّا أَنْ تَحُولَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ كَمَالِ تَأْثِيرِهَا ، بِحَسَبِ كَمَالِ التَّعَوُّذِ وَقُوَّتِهِ وَضَعْفِهِ ، فَالرُّقَى وَالْعُوَذُ تُسْتَعْمَلُ لِحِفْظِ الصِّحَّةِ، وَلإِزَالَةِ الْمَرَضِ .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم
3
33K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كيكه حمراء
كيكه حمراء
جزاك الله خيرا
بنت مبارك000
بنت مبارك000
جزاك الله خير
نورة الغانم
نورة الغانم
جزاك الله خير