بعد أن مددت أكف الضراعة لله الواحد الأحد، رجعت إلى العمل بالأسباب، فوضعت توكلي على خالقي تاجاً على رأسي، ثم مخاطبة ملك الإنسانية الذي قد حالت بيني وبينه آلاف المسافات، لكن لم يحل بيني وبين حبه إلا كما يحول بين القلب وشغافه، ويقيني بعد ثقتي بربي أن تلامس رسالتي هذه قلبه كما لامست الأحزان قلبي وكما أحرقت الدموع أجفان عيني.
سأبدأ حديثي هذا إلى دهن العود والعز.. وقائد بلد الشموخ والكرامة ..وكل من أوكله الوالي منصب تكليف في مملكتي المعشوقة، المملكة العربية السعودية أدامها الله ورعاها.
منذُ أن كنت طفلة وأنا أتنفس وأستنشق بخور عز وعطاء وطني وكأني فراشة تحلق فوق روعة حقوله فأشاهد جمال سحِر رماله.. وعذوبة بحره.
أنتشي فرحة انتمائي له وأتلذذ بشرف وجودي فيه وأخاطب مملكتي في كل ليلة حديث المحب لمحبوبته وأناديها: يا مملكتي الحبيبة السعودية .. أنتِ خير عونٍ لنا ولكل مظلوم ضعيف ..أنتِ الكرم والشرف والأمانة والجاه لكل البشر .. أنت الشموخ والعز والدلال الحسن.
واليوم أصبحت أزيد في حديثي وأشتكي لمعشوقتي لهيب قلبي وأناديها: (لطالما مددتِ يدك البيضاء لمن هم خارج خارطة حدودك .. مددتِ لهم يد الطب والعلاج .. مددتِ لهم يد النُصرة والعون، أفلا تمدين يدك لي وأنا منك وفيك وأحمل جنسيتك السعودية وسام شرف أعلقه فوق صدري ..)؟؟
يا مملكتي الحبيبة السعودية.. أفلا يحق لي وأنا قد تربيت على أرضك الطاهرة أن أوجه لكِ ندائي .. أفلا يحق لي أن أرتمي في حضنك لتنصفيني .. أفلا يحق لي أن أكتب لكِ فتقرئي كلماتي .. أفلا يحق لي أن أبكي فتكفكفي دموعي بيدك الطاهرة الشريفة .. إن كان لي من حق .. فارعي لي سمعك قليلاً ..
لن أروي لك حكايتي ومأساتي مفصلة كما تجرعتها وتذوقت مرارة كأسها.. ولن أخُضب رسالتي بدموع قلبي وآهات حزني، وسأظل أحتفظ بكثير من أسرار محنتي وبلائي كي لا أقض مضجعكِ يا أمي الحنون، وكي لا تصفيني بالمبالغة والجور والظلم، وسأدعك أنتِ من ينصفني، فأنت الخصم وأنت الحكم، وسأكون راضية تمام الرضا بما تحكميه علي، هل تعلمي لما أقول هذا ..؟؟ لأني أعلم بأنك ستكونين منصفةً لي، وسأجد لديك القلب الرؤم واليد العليا المحاسبة، وسأجد قبل هذا كله العفو إن أخطأت .. فالعفو من شيم الرجال ..
ثم أدير وجهي لزاوية أخرى من قلبي إلى (وزارة الداخلية)،لأطلب منكِ يا حارسة أمن وطني الكبير أن تقلبي في صفحاتك عن شخصٍ ما .. طالما سقانا من كأس الولاء لهذا الوطن المعطاء .. طالما ردد مع طلابه أنشودة الوطن في كل صباح .. طالما سعى لخدمة هذا البلد الكريم .. شخصاً ما يسمى ، ابحثي عنه، وأنا أجزم بأنه إذا صافحت يداك يداه ستجدين يداً نحيلةً اخشوشنت .. وإذا التقت عيناك عينيه، ستجدين عينين غائرتين قد أعياهن فرط البكاء والحزن .. وإن قابل جسدك جسده ستجدين جسداً هزيلا .. متعباً .. يجلس على كرسيٍ متحرك .. نعم .. لستُ مبالغة في قولي .. وما أعلمه جيداً أثق به كثقتي بك التي لا أريدها أن تهتز.
فقد قبض على زوجي وعمود بيتي من قبل مباحث الدمام، وهو على رأس العمل سليماً معافى وبعد سنة كاملة غيب عنّا فيها .. أصبح أسيراً لكرسي متحرك!!..
أعتذر لك يا مملكتي المعشوقة لاسترسالي في رسم معاناتي وقد وعدتك أن تبحثي أنت عن هذا الشخص وتقلبي صفحاته بيدك الطاهرة، لتري بأم عينك ما فعلته تلك الأيدي في زوجي وقرة عيني .. لتري بعضاً ممن أساءوا لكِ يا وزارة الداخلية بفعلتهم تلك .. لتري كيف يستغل شخصٌ ما مكانته ووظيفته ليرمي التهم جزافاً، ويصرح دون خجل أو حياء بأنه يريد أن يتسلق على ظهر زوجي ويعلق رتبة الرائد على كتفه!!
لتري كيف فُجعت أمه وأبوه .. لتري كيف يُتم ابنه وبنتاه .. لتري كيف حرق قلب زوجته.. لتري كيف صدم إخوته.. تري كيف فوجعت مدرسته وذهل طلابه..
لتري بعدما رأيناه، كيف حيل بيننا وبين لذة النوم والطعام .. كيف حيل بيننا وبين الإمتاع والمؤانسة .. كيف أصبح صمتنا حكاية .. وكيف أصبح حديثنا جُرماً وملامة!
أليس لي حُرمة أيها الوطن المعطاء .. أليست المرأة درة مصونة عندك يا فخر الأمم!!
أليس المعتصم قد جهز جيشاً لامرأة قالت وامعتصماااه..
ها أنا اليوم أقول .. وامملكتااااه وخادم الحرمين الشريفين .. واااا نايفااااه ..
وا أحمداااه.. وا محمداااه
بعد أن قلت واااا ربااااااه ..
لن تصدقوني إذا قلت بأنه قد وصل الأمر بأن تم تهديد زوجي بالتعرض لي والمساس بي لأني طرقت بابكم.. لأني أعليت صوتي لتسمعوني .. لأنهم أردوا أن يجعلوا من ((مراد المخلف)) صفحة مغيبة عنكم.. لأنهم أرادوا من ((مراد المخلف)) أن يبقى أسيراً لكرسيٍ متحرك دون أن يكون لكم علم ودراية..!! فهل يا ترى أقفل على نفسي الدار خوفاً من أن يمسني أذى وأنا في دار العز .. أأترك زيارة زوجي المعاق في زنزانته خوفاً من أن يمسني أذى وأنا في بلد حامية الحمى ومجيرة المظلوم وكاسرة الظالم؟؟
إلى أي بلد أرحل لينصفني إن لم تنصفوني!! وإلى أي قلب آوي أنا وأبنائي إن كانت قلوبكم لا تتسع لمن نشأت على حبكم؟؟ وإلى أي كف أمد كفي لأطلب العون إن لم تكن أيديك هي من تمتد لي وتحتوي مأساتي وتداوي جراحي؟؟
آه ثم آه ثم آه .. أقولها ألفاً ..خوفاً وحزناً وألماً ..
عّل زفرات قلبي تصل لكم يا أصحاب السمو الأمراء، فتجهزوا لها جيشاً لمتابعة قضية زوجي المعاق، ولتكونوا أنتم لي الحصن الحصين ممن توعد بإلحاق الضرر بي .. فأنتم خير خلف لخير سلف لبى النداء!! يا ترى هل ستكون رسالتي هذه هي الباب الصحيح الذي طرقته فيفتح لي يا تاج الرؤوس.. ولا أندم على أني طرقته وأدمنت طرقته ؟؟ وهل ستكون رسالتي هذه هي الطريق الذي يوصلني لكم؟؟ وهل ستكون كلماتي وأحرفي ومدادي كفيلة بإنصافي وإنصاف زوجي؟؟
أنا على يقين بأني لن أندم، فخلف الباب قلب كبير وحاني، لو أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
كتبتها: زوجة الموقوف المقعد

بنت الأسَدْ ! @bnt_alasd_2
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بنت الأسَدْ !
•
المصدر: http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=11959




ليمونه بالنعناع:
لا .. تعرض للشلل بعد اعتقاله, وإلا قبل اعتقاله كان سليماً مُعافى.
كان المحقق يكسر ألواح الخشب على ظهره تخيلوا !!
اللهم خذ بحقه عاااجلا غير آآجل, واشفِهِ وثبته وفرج عنه.
يعني تعرض للشلل بعدما تم قرابة السنة في السجن.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
لا .. تعرض للشلل بعد اعتقاله, وإلا قبل اعتقاله كان سليماً مُعافى.
كان المحقق يكسر ألواح الخشب على ظهره تخيلوا !!
اللهم خذ بحقه عاااجلا غير آآجل, واشفِهِ وثبته وفرج عنه.
يعني تعرض للشلل بعدما تم قرابة السنة في السجن.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
الصفحة الأخيرة