لأنك عين أخياتك هنا هل استشعرتِ هذه الأمانة ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي الفاضلات

سلام الله تعالى عليكن ورحمته وبركاته

تصافحكن حروفي هذا اليوم ..تسعد لهذا البريق المدهش وهو يحيطها ، يدثر مجيئها ، يُدافع حرجها ، ويلوح لها بالهَطل ! لكنها تجر معها سؤالا عريضا يتوق للأنامل تُحيّي خجله ، ترتق ألمه ، وتعده بالعون !
هل تستشعرين الأمانة التي تعتلي عاتقك ؟هل تتحسسين وجودها ويكاد قلبك يهلع لأجلها ؟
فقط لأنك مغتربة يكاد الهم يكبر والأمانة تثقل !
فأنت عين أخياتك هنا ، وأنت صيوان آذانهن
أنت من رأى ومن سمع وأصبح الشاهد الحي ، وصار المُبلغ وحامل هذه الأمانة الخاصة !
قد يتضح الأمر أكثر حين أفصح لك عن حلمي الذي أسعى لإنجازه – وأسأل الله تعالى العون والتوفيق –
هو بكل وضوح كتاب يهمس للأخت المسلمة ويحذرها أن تقتفي أثر الغربية ! في الجانب السئ من حريتها
هو يقول قفي يا أختاه فهذا ليس ثوبك ! وتلك الحياة ليست لك فجلها خاطئة ، والكثير منها ينافي تعاليم الإسلام ! لايعنيني أن أُعري المجتمعات الأخرى أو أكشف عوارها بل يعنيني أن أنبه الغافلات اللاهثات نحو كل ماهو غربي
يعنيني ويقلقني حد البكاء أن أرى سعاة يطرقون الأبواب !!..كل الأبواب سواء من أبنائنا أو من أعدائنا لتفتح على مصراعيها لكل ماهو غربي ..لكل سيئ ومخيف وهادم للمجتمع .. لايروق لي أن أُتهم بتقييد حرية المرأة المسلمة أو أفجع بتهمة الانحياز ضدها !!
لا بكل درجات التأكيد بل أطالب بحمايتها واستراد حقوقها وفق تعاليم الإسلام فقط فقط ..ولكن لست بصدد ذلك الآن وهي قضية أخرى ( بالرغم أنني نبهت لهامسبقا وسأنبه لها في الكتاب إن شاء الله تعالى ) .
جملة أشياء أحاول الكتابة عنها ..فالمؤامرات ضد المرأة المسلمة واضحة وبعضها سرية وخبيثة ..والشاهد ماحدث ويحدث في المجتمعات العربية والإسلامية ..و ما نراه من تسارع غريب في مجتمعاتنا المحافظة في كل شئ بل كثير منها ينافي تعاليم الاسلام ويخالفها بكل وضوح .
بالطبع ليس المتهم فقط اقتداء ماهو غربي فالوازع الديني حين يضعف يجر خلفه انحرافات خطيرة،
ولست أيضا بصدد تزكية المجتمعات الإسلامية فالحدود كانت تنفذ منذ فجر الاسلام !! لكن لا أحد باستطاعته أن ينكر التأثير السلبي للحرية الغربية على مجتمعاتهم ذاتها وعلى مجتمعاتنا التي تسربت إليها ..لايعني أنني أصد عن الإفادة منهم ! بل يجب أن نأخذ من حضارتهم كل ماهو مفيد وندع السئ ..المؤلم أن تأثير الأشياء السيئة أقوى وأشد تأثيرا ًوأكثر مايخطط لها !؟
كم هم الذين تأثروا بمن احدودبت ظهورهم على الاختراعات والانجازات مقابل من تأثر بمن احدودبت ظهورهم رقصا وطربا !؟ ولعل من اللافت أن أوضح أنني لن أتحدث عن ايجابياتهم فهي واضحة كما أنها لاتستوجب التحذير الذي يهدف له الكتاب ويركز عليه وليس هدف الكتاب الحديث عن المجتمعات الغربية لذاتها ليستلزم التوازن بين ماهو جيد وردئ ..
كما أريد أن أقول للمجتمعات الغربية كفو رذائلكم عنا (أخطط لترجمته للانجليزية بإذن الله تعالى ) والنساء المسلمات لسن بحاجة لعريكم أو حتى لتعاطفكم ..
لعلك أختي سمعت بطائفة الآمش أو شاهدت بعضهم ( كتبت عنهم مؤخرا ) لا أحد ينتقد فيهم هذا الرفض لكل ماهو حضاري ولم يتباكوا على نسائهم اللاتي لايستطعن قيادة عربة يجرها الحصان ..أو طائفة من يهود نيويورك وهم يمتلكون رؤوس الأموال لكن اليهوديات لايمكن أن يدخلن ليتعبدن مع الرجال !ولهن طريقهن الخاص ولايمكن أن يجلسن في المقعد الامامي حتى لو كان السائق محرما لهن فضلا عن قيادتهن للسيارة !؟
لعلي أطلت لكنني تابعت مناقشاتكم ورأيت أن أوضح فكرتي حتى لايضيع لب الموضوع في مناقشةالفكرة فقط !! ما أوده يا أخوات أن تعينوني بالحديث عن الحرية الغربية في جانبها المنافي للإسلام ويهمني كثيرا أن تحكي كل من تستطيع قصة إحداهن أو معاناتها في حياتها ..( هذا هو الأهم الآن )
لا أريد أشياء شاذة فلكل مجتمع شواذه ،أريد الأشياء التي تحدث عادة وطبيعية جدا عندهم لكنها كارثية لدينا !
دعونا نقول للأخت المسلمة أوجاع الحرية التي تطالب بها ، ومآسي مجتمعات أصبحت بهيمية وبعيدة عن القيم التي تحكم المجتمع الانساني وتسير به نحو الافضل بتوفيق الله تعالى .. ( أتفهم رأي من ترى أن المسلمة تطالب بحقوقها فقط ولا تريد أن تكون كالغربية ولكن نظرة صغيرة متفحصة لما حدث في المجتمعات العربية القريبة وسيتكشف لنا المخطط الهادئ الذي يطبخ ويعد بكل خبث !!وتعتبر خطوة صغيرة للنزول من سلم النقاء والعفاف نتيجة لجهد سنوات طويلة من التخطيط !!فالتدرج هو ديدنهم والتطبيع هو مايسعون له والتخطيط ذاته يتم بشكل مدروس في مجتمعنا الآن !)
وأتفهم أيضا الدفاع عن نماذج طيبة قابلتها إحداكن في حياتها
أنا قابلت كذلك ولكن تبقى حياتهن مختلفة ولو في إحدى مراحلها ..فهي بالطبع لن تقول لك عن احتسائها للخمر في النوادي الليلة حتى وهي شابة ولن تتحدث عن علاقاتها الجنسية منذ كانت صغيرة ..
قابلت محامية مسلمة ياأخواتي ( شقراء بالمناسبة !!)
هي حديثة عهد بالاسلام تحدثت عن قضايا مريعة مخيفة تخيلوا أنها تقول ليس باستطاعتي أن أتهم زوجة موكلي أنها خائنة حتى لو قدم اثباتاته عليها فالقاضي والحكومة والجميع سيقولون هي حرة تنام مع من تشاء !!
كل ما أتمناه أن تعينوني بقص تلك الحكايا والمواقف ..أريد حوادث حقيقة من الشارع الغربي
ومن تريد ذكر اسمها تراسلني وأسعد بذلك كثيرا حتى لو كان الاسم الأول فقط ..
بقى أن أقول أن مشاركتك معي ستكون بإذن الله تعالى صدقة جارية لك وشاهدا لك بإذن الكريم العزيز
والحقيقة فلقد ترددت في الكتابة كثيرا وأتمنى منكن العون واحتساب الأجر والمثوبة من الله تعالى .كما أتمنى السماح لي بالإفادة من بعض المواضيع المناسبة المطروحة هنا .
والله تعالى يحفظكن ويرعاكم .
وانتظركن بشوق
منيرة آل سليمان
كاتبة سعودية